الصابئة المندائيين في العراق.. أرقام مفزعة ومستقبل غامض

الخميس 16/يوليو/2015 - 01:55 م
طباعة الصابئة المندائيين
 
الصابئة هم أقلية دينية تتبع تعاليم النبي يحيي المعمدان ويعاني الصابئة الذين يقطنون جنوبي العراق ولا سيما في منطقة العمارة. 

25 ألف مهاجر

25 ألف مهاجر
وفي 15 يوليو 2015، أعلن رئيس طائفة الصابئة المندائيين ستار جبار الحلو، عن مغادرة أكثر من 25 ألف صابئي العراق بسبب الأوضاع الراهنة، متهمًا الحكومتين السابقة والحالية بـ"إهمال الصابئة".
وقال الحلو في حديث لـ السومرية نيوز، على هامش استقباله كوبيش في مكتبه اليوم: "بحثنا مع ممثل الأمم المتحدة في العراق أوضاع الطوائف والأقليات في العراق وكيفية حماية تلك الأقليات وإيجاد سبل بقاء تلك الأقليات والحفاظ عليها".
وأضاف الحلو أن "الصابئة المندائيين تعرضوا للتهديد والقتل والخطف فضلًا عن الإهمال من قبل الحكومتين السابقة والحالية"، مشيرًا إلى أن "أكثر من 25 ألف صابئي غادروا العراق بسبب الأوضاع التي مروا بها".
ويقول الحلو: إن أعداد الصابئة المندائيين تقلصت في العراق من (80) ألف إلى (ثمانية) آلاف فقط، منذ عام،2005 في بغداد وباقي المحافظات الجنوبية. داعياً الحكومة إلى اتخاذ خطوات سريعة لحمايتهم والحفاظ على أقدم ديانة عرفها وادي الرافدين.

44 ألف لاجئ

44 ألف لاجئ
وخلال المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات المندائية في المهجر، والذي أقيم في مدينة لوند السويدية، خلال الفترة من 19 إلى 22 يونيو الماضي، عرض الدكتور سلام فرحان دراسة حول احتمال المطالبة بحقوق تعويضية للعوائل المهاجرة.
وطرحت الورقة المعاناة التي واجهت وما تزال تواجه المندائيين باعتبارها عمليات إبادة جماعية من الدرجة السادسة وإلى التنظيف العرقي والاضطهاد المكثف منذ العام 2003، والتي قادت إلى هجرة ما يتراوح بين 80-85% من المندائيين والمندائيات من أرض العراق نحو الخارج، مؤكدةً العواقب التي تعرض لها الهاربون من العراق من فقدان الوطن والوظيفة والعمل وانقطاع التعليم للأبناء والبنات وجروح جسدية في الطريق وصدمات نفسية قاسية وعذابات مريرة وحرمان بسبب الانتظار الطويل بسوريا بشكل خاص وبالأردن من أجل الحصول على موافقة اللجوء من الأمم المتحدة. 
وأشارت ورقة العمل إلى العدد الذي استوعبته المفوضية السامية للاجئين الأمم المتحدة (UNHCR)، حيث بلغ عدد الذين استقروا في بلدان المهجر 22 ألف مندائي ومندائية، إضافة إلى وجود لاجئين سابقين، وبالتالي يصل العدد الراهن إلى أكثر من 44 ألف لاجئ مندائي ومندائية في الخارج.

أزمة الأقليات

أزمة الأقليات
من جانبه، قال ممثل الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش: إن "المرحلة المقبلة تتطلب العزم على مواجهة الخطر الذي يواجه الأقليات في العراق"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "مساعدة الحكومة العراقية لحماية الأقليات.
فيما قال الكاتب العراقي، كاظم حبيب: إن "العائلات المندائية تعرضت إلى المزيد من الاضطهاد الاجتماعي والقهر والمحاربة بالرزق والتهجير القسري والنهب والسلب والقتل، وهم ما زالوا عرضة لكل ذلك، كما هو جار ضد اتباع بقية الديانات والمذاهب مثل المسيحيين والإيزيديين والشبك والكاكائيين والبهائيين، وكذلك ضد بنات وأبناء القوميات الأخرى، القوميات آلتي يطلق عليها جميعا بالأقليات".
وأضاف الكاتب العراقي والنهتم بشئون الأقليات:" لقد تعرضت الموصل وبقية أنحاء نينوي وكذلك صلاح الدين والرمادي وديالي إلى الاجتياح والسبي والقتل والاغتصاب والنهب والسلب، وبشكل خاص ضد الإيزيديين والمسيحيين وسكّان تلعفر وسهل نينوي. وقد حصل كل ذلك بسبب سيادة الطائفية والصراع الطائفي والفساد والتمييز بمختلف أشكاله وغياب الوحدة الوطنية والعقيدة العسكرية العراقية، إضافة إلى واقع الجهل وضعف الوعي العام والرثاثة الفكرية والسياسية السائدة".

المندائية في العراق

المندائية في العراق
يذكر أن الديانة المندائية تعتبر من أقدم الديانات الحية في العراق، وأول ديانة موحدة في تاريخ البشرية، وبحسب مصادر تاريخية فإنها نشأت في جنوب العراق، ويعاني الصابئة الذين يقطنون في المحافظات الجنوبية (البصرة، ميسان، وذي قار) جنوبي العراق ولا سيما في منطقة العمارة من اضطهاد واضح لحقوق الإنسان، ولم يعرف لهم أي قدرات عسكرية أو قوة مؤثرة على الأرض، كما أن مطالباتهم لم تتعزز بتكثيف عملهم السياسي أو بتشكيل أحزاب وطرح برامج ذات بعد وطني.
واليوم مع استمرار الصراع بين الدولة العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يواجه الأقليات بشكل عام وضعًا صعبًا، هدد كيانات وتواجد أتباع المذاهب والأديان في العراق الذي عرف بتنوعه طوال التاريخ، فهل سينجح بلاد الرافدين بالحفاظ على التنوع الثقافي والديني والعرقي؟ أم أن الإرهاب والتشدد والتطرف سيقضي على العراق؟

شارك