طرق "داعش" في استقطاب الفتيات الألمانيات

الخميس 16/يوليو/2015 - 08:15 م
طباعة طرق داعش في استقطاب
 
مع المحاولات التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في استقطاب العديد من العناصر للانضمام إليه، نجح التنظيم في ضم الآلاف من الفتيات الأوروبيات إلي صفوفه.
طرق داعش في استقطاب
يأتي الترويج الذي يقوم به التنظيم، عن طريق شبكات الانترنت، بنشر الأفكار التي يتزعمها باعتبارها هي أساس بناء الدولة الإسلامية "دولة الخلافة" على حد زعمه.
ويقع اختيار التنظيم على الفتيات نظرًا للظروف التي يتعرضون لها في بلادهم.
 ولا يكتفي تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش باستقطاب المقاتلين الجدد، وإنما يسعى أيضاً لاستقطاب فتيات وأمهات من أوروبا.
ويقع اختيار التنظيم كذلك على الفتيات في سن المراهقة والشابات الألمانيات اللواتي يتركن عائلاتهن في حالة ذهول وصدمة ويلتحقن بصفوف تنظيم داعش في العراق وسوريا. 
ويستهدف "داعش" الفتيات الألمانيات في منتديات خاصة وصغيرة من حيث عدد الأعضاء.
ويقول فلوريان إندرز، الخبير في قضايا التطرف لدى المكتب الاتحادي الألماني للاجئين والهجرة: "إنهم يستخدمون مجموعات ومنتديات صغيرة للوصول إلى البنات الأوروبيات ويحاولون إقناعهن بأن يصبحن جزءاً من مجتمع النخبة والدولة الإسلامية الجديدة".
 ويضيف الخبير، أن "داعش" تبني دولة جديدة ولبناء الدولة، فإنهم يحتاجون إلى نساء لتكوين عائلات.
ويقوم التنظيم بتجنيد عدد من عناصره لإقناع الفتيات بالفكر المتطرف عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يوضح إندرز أن الفتيات المنتميات إلى التيار السلفي في ألمانيا ينشطن على شبكات التواصل الاجتماعي لنشر المعلومات.
طرق داعش في استقطاب
وتتواصل الناشطات مع فتيات راغبات بمعرفة المزيد عن تنظيم "داعش" وكيف يمكنهن الوصول إلى سوريا والعراق. 
كما يتواصلن أحياناً مع فتيات كنّ هناك والتحقن بصفوف التنظيم الإرهابي.
إحدى الفتيات الألمانيات تطلق على نفسها اسم "مهاجرة" حيث تقوم بالنشر بشكل دوري على "فيسبوك" و"تويتر" منذ أن غادرت ألمانيا عام 2013.
 وكتبت عن حياتها في العراق تقول: "على أساس الجهاد، على أساس الشرف". 
وفي إحدى مشاركاتها على "فيسبوك" بعيد مغادرتها ألمانيا، كتبت: أخيراً أستطيع ارتداء النقاب كما أحب دون رؤية أو سماع السخرية.
كما تقدم هذه الألمانية وصفات ونصائح، فضلاً عن الوعود والمعلومات التي قد تحتاجها زوجات "الجهاديين" في ألمانيا، فضلا عن كونها مستعدة لتقديم للمساعدة في إيجاد زوجات للمقاتلين "لأنه يوجد العديد من المجاهدين العازبين هنا.
حول ذلك، يرى الخبير الألماني إندرز أن هؤلاء النسوة يصورن الواقع هناك بشكل رومانسي، ولكن لا ننسى أن سوريا غارقة في حرب أهلية.
وفي محاولات منهن بإقناع الأخريات، فهناك الكثير من التغريدات والمنتديات التي تعكس المجتمع الإسلامي الجديد، كتبتها نساء غربيات متزوجات من مقاتلي "داعش".
 هؤلاء الشابات يُطنبن في الحديث عن مباهج الحياة الأسرية وتربية الأطفال لكي يصبحوا مقاتلين من أجل الإسلام.
تلجأ الكثير من الأوروبيات لـ"تويتر" وموقع "آسك إف إم" للسؤال عن كيفية الوصول إلى سوريا والعراق. ومن أكثر الأسئلة المطروحة سؤال عن كيفية التعامل مع الآباء الذين يرفضون السماح لبناتهم بالمغادرة والالتحاق بالمجاهدين. فالحصول على إذن الوالدين يمكن أن يكون عقبة رئيسية أمام القاصرين، الذين يحتاجون إلى موافقة ذويهم من أجل السفر والزواج.
ويعترف إندرز أن إقناع الفتيات بعدم التطرف وترك المنزل أمر ليس بالسهل، خاصة وأن الشابات لا يعرفن شيئاً عن الدين والسياسة، وهو ما يجعل التغرير بهن أمراً سهلاً.
طرق داعش في استقطاب
وتشير تقديرات المخابرات الألمانية إلى أن أعمار حوالي 40 في المائة من الفتيات اللواتي التحقن بالجهاديين والجماعات المتطرفة يقل عن 25 سنة، وبعضهن ما زلن حتى قاصرات دون سن الثامنة عشرة. 
كما يقدر عدد الشباب الألمان الذين سافروا إلى سوريا والعراق بـ650 شاباً و 100 فتاة.
وفى إحدى الإحصائيات فقد توجه ما لا يقل عن 110 نساء ألمانيات إلى سوريا قصد الزواج من أفراد في "داعش"، مصطحبين أطفالهن إلى سوريا التي يسيطر على أجزاء كبيرة منها تنظيم "داعش"، وذكر التحقيق الإحصائي أن عدد القاصرين القادمين من ألمانيا بلغ 36 قاصرا.
كان رئيس وكالة المخابرات الداخلية الألمانية هانز جورج ماسن، أعرب في وقت سابق، عن خشيته من تزايد عدد النساء اللواتي يتوجهن إلى العراق وسوريا للقتال في صفوف مقاتلي تنظيم "داعش.
وقال ماسن إن عدد النساء دون 25 عاما اللواتي تغادرن ألمانيا للانضمام إلى التنظيم المتشدد ازداد بشكل كبير"، مبيناً أن "حوالي 100 من نحو 700 ألماني في مناطق القتال من النساء، وأن نصفهن دون 25 عاما.
وأضاف ماسن، شهدنا ارتفاعا في عدد النساء اللواتي تجذبهن بشكل متزايد أنشطة التجنيد على الانترنت وعبر اشخاص يقومون بالاتصال المباشر"، مشيراً إلى أن عدد المتعاطفين مع التنظيم المتشدد في المانيا وصل إلى 7500.
وفيما يبدو أن فتيات ألمانيا نظرًا لطبيعة الحياة التي يعيشونها، يفكرن في الزواج حيث أن حياتهن غير مستقرة.

شارك