بين عشية وضحاها.. عمليتان إرهابيتان لـ"بوكو حرام"

السبت 18/يوليو/2015 - 04:32 م
طباعة بين عشية وضحاها..
 
بعد مقتل أكثر من 50 شخصًا في تفجيرين بسوق منطقة غومبي في نيجيريا؛ فوجئ المصلون أثناء تأدية صلاة عيد الفطر بانفجار في مدينة داماتورو النيجيرية؛ أسفر عن مقتل 13 شخصًا.. وتعد "داماتورو" أكثر الأماكن تضررا وأذى من جماعة "بوكو حرام" النيجيرية المتشددة وهي عاصمة ولاية يوبي، إحدى الولايات الثلاث في شمال شرقي نيجيريا.
ولو عدنا للوراء لوجدنا أن حصيلة ضحايا وقتلى الجماعة الإرهابية "بوكو حرام" منذ عام 2009 وحتى الآن بلغ 15 ألف شخص، ناهيك عن تشريد الآلاف أيضًا.
وذكر شهود عيان من السكان أن انتحاريتين إحداهما مسنة والأخرى فتاة عمرها نحو 10 سنوات، فجرتا عبوات كانت في حوزتهما بينما كان المصلون يقفون في طوابير بانتظار التفتيش الأمني قبل دخولهم ساحة مخصصة للصلاة في منطقة لاين غوانغ في مدينة داماتورو، فأوقعتا قتيلين، أما الانتحارية الثالثة فتمكنت من تفجير ذاتها قرب مسجد بعد لحظات، ما أسفر عن مقتل 11 آخرين، وهذا ما أكده مسئول في الشرطة النيجيرية.

الرئيس التشادي يتوعد

الرئيس التشادي إدريس
الرئيس التشادي إدريس ديبي
ويُذكر أن الرئيس التشادي إدريس ديبي تَوَعَّد في الرابع من مارس الماضي بأنه سيقضي على "بوكو حرام"، وسيُمحي أي أثر لهم، وقتل زعيمها أبو بكر شيكاو إذا لم يستسلم؛ جاء ذلك في وعد وعده لمجموعة من رجال الدين قائلا: ""تشاد لن تخضع في مواجهة بوكو حرام وأنا أعدكم بأن تختفي بوكو حرام".
وأكد ديبي مؤخرًا في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره النيجري محمدو يوسفو أن زعيم "بوكو حرام"  "له مصلحة في الاستسلام، نعرف أين يتواجد.. إذا رفض الاستسلام، سيتعرض للمصير ذاته الذي لقيه زملاؤه".
وأضاف قائلا: "سننتصر في الحرب وسنقضي على بوكو حرام خلافا لما تراه بعض وسائل الإعلام. وستواصل القوات التشادية والنيجرية مهمتها لوضع حد نهائي لهذه الآفة".

علاقة العمليات الانتحارية باختطاف الفتيات

علاقة العمليات الانتحارية
طرقت مسامعنا جميعَا أخبار الجماعة الإرهابية "بوكو حرام" واختطافهم لفتيات كثيرات قاصرات في نيجيريا، وما زالت معظمهن بين أيديهم.
* ففي الثالث من شهر يونيو 2014 قامت ''بوكو حرام'' النيجيرية باختطاف أكثر من 200 فتاة لتزويجهن لمقاتليها.. وقد اختطف مسلحو الحركة الفتيات من مدرستهن الداخلية في مدينة تشيبوك بنيجيريا.
وذكرت صحيفة ''لو فيجارو'' الفرنسية أن جماعة "بوكو حرام" النيجيرية اختطفت عشرات الفتيات من مدرسة شمال شرق نيجيريا، لكن الجماعة لم تقتل الفتيات- بحسب قول أهالي المنطقة- إلا أن مصيرهن لا يزال مجهولا، وتبلغ الفتيات من العمر 12-17 عام.
* وفي السادس والعشرين من شهر أكتوبر 2014 قامت الجماعة أيضًا باختطاف 30 بينهم فتيات قاصرات في نيجيريا.
وذكرت بعض المختطفات اللاتي استطعن الهروب من التنظيم أنهن رأين فتيات يَقتلن رجالا بقطع رقابهم.
بين عشية وضحاها..
* وفي الرابع من مايو الماضي 2015 استطاعت قوات الجيش النيجيري إنقاذ الكثيرات من الفتيات المختطفات من بين أيدي الحركة التي فرت هاربة.. وذكرت إحدى المحررات من قبضة الحركة أن بعض المختطفات رجمن بالأحجار حتى الموت بينما كان الجيش النيجيري يقترب لإنقاذهن.
وقالت نساء أخريات: إن مقاتلي "بوكو حرام" بدءوا رشقهن بالأحجار عندما رفضن الهرب أثناء اقتراب قوات الجيش النيجيري.
* وفي الثلاثين من يونيو الماضي 2015 علمت مصادر أن جماعة "بوكو حرام" غسلت أدمغة بعض الفتيات النيجيريات المختطفات لينفذن عمليات قتل.

"بوكو حرام" ازدادت شراسة بعد مبايعة البغدادي

بوكو حرام ازدادت
زادت شراسة "بوكو حرام" بعد مبايعة البغدادي زعيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام المعروفة بـ"داعش"؛ وبدءوا في عمليات شبيهة بما يفعله تنظيم داعش من تفجير وقتل..
ففي الثامن من مارس الماضي 2015 قامت الحركة بمبايعة تنظيم الدولة الإسلامية؛ وذلك بحسب بيان صوتي تم بثه عبر موقع الحركة على تويتر، وذكرت مصادر أنه على لسان زعيم بوكو حرام "أبوبكر شيكاو".
ولم يتسن التأكد من صحة المقطع الصوتي، الذي بُث على حساب اعتادت حركة بوكو حرام على استخدامه.
وقال شيكاو في رسالته: "نعلن بيعتنا للخليفة، وسنسمع ونطيع في العسر واليسر."

تجنيد الرجال والنساء المختطفات

تجنيد الرجال والنساء
في الرابع عشر من أبريل 2015 ذكرت منظمة العفو الدولية أن جماعة “بوكو حرام” النيجيرية، أجبرت العديد من الفتيات المختطفات على الاسترقاق الجنسي وتم تدريبهن للقتال.
ونشرت المنظمة تقريرا بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاختطاف طالبات “شيبوك” على يد عناصر الجماعة النيجيرية العام الماضي جاء بعنوان: "مهمتنا أن نطلق النار، نذبح ونقتل: عهد إرهاب بوكو حرام”، سلطت فيه الضوء على الأساليب الوحشية المستخدمة من قبل الجماعة المسلحة في شمال شرق نيجيريا، حيث يتم تجنيد الرجال والفتيان بشكل منتظم أو يتم إعدامهم بشكل منهجي، ويتم اختطاف النساء والفتيات، وسجنهن، وفي بعض الحالات، اغتصابهن وتزويجهن قسرا، وإرغامهن على المشاركة في الهجمات المسلحة، وأحيانا على بلداتهن وقراهن.. كما ذكر التقرير.

المشهد الآن

زعيم بوكو حرام أبوبكر
زعيم بوكو حرام أبوبكر شيكاو
بعد العمليتين الإرهابيتين الأخريين أعلن الرئيس التشادي مرة أخرى أن بلاده "لن تتراجع أبدا" أمام جماعة بوكو حرام النيجيرية المتشددة، وأضاف ديبي: "لقد اوقعت الاعتداءات المتكررة عشرات القتلى ومئات الجرحى وهناك 105 منهم سيعانون من الاعاقة كل حياتهم".
فهل ستستطيع القوات النيجيرية القضاء على الجماعة المتشددة، التي تخطف وتقتل وتفعل ما يحلو لها وقتما تشاء، أم أن الجماعة ستتمدد أكثر في الأراضي النيجيرية لإعلان الإمارة الإسلامية على حد زعمها؟

شارك