الصادق المهدي يفضح براجماتية الإخوان.. "انتهازيون" في السودان وإرهابيون في مصر
الأربعاء 22/يوليو/2015 - 01:57 م
طباعة

يرى الرئيس السوداني الأسبق، الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة، أن مصر والسودان في الوقت الراهن يسعيان للتعايش؛ لأن هناك قضايا مشتركة بينهما تتعلق بأمن الحدود أو الأمن الغذائي أو مياه النيل، ولكن الموقف المصري من جماعة الإخوان المسلمين باعتبارها تنظيمًا إرهابيًّا، في حين أن الإخوان المسلمين تركيبة عضوية في النظام السوداني، فبفضلهم قام وبتحالف معهم مستمر، فهذه مسألة خطيرة.

أشار المهدي خلال حواره في صحيفة "المصري اليوم"، إلى أنه حال عدم معالجة القضايا الجوهرية مثل العلاقة بين الإسلاميين والسلطة، ستظل هذه الأمور في خلفية نزاع محتمل، والآن مع وجود تعايش مصري سوداني.
أكد زعيم حزب الأمة، أن هناك تعاطفًا إخوانيًا سودانيًّا مع ما يحدث ضد الإخوان في مصر، قائلا: "لا شك أيضًا أن الحكومة السودانية تلعب دورًا في دعم فجر ليبيا الموجودة في طرابلس".
وقال: "لا شك كذلك في أن السودان لديه تفاهمات مع عناصر إخوانية؛ ما يتناقض بالطبع مع الموقف المصري، الذي يعتبر الإخوان جماعة إرهابية؛ ولذلك في رأيي هناك مواجهة معلقة وتعايش في قضايا آنية مستمر".
وحول حالات الإعدام التي وقعت على قيادات الإخوان في مصر، أضاف أنه عندما صدرت أحكام الإعدام الأخيرة في حق الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان، تجنبت الحكومة السودانية التعقيب على هذه الأحكام واعتبرتها شأنًا داخليًّا، ولكن هناك إخوانًا مسلمين مشتركون في النظام وهناك جماعات كثيرة في السودان رفضت هذه الأحكام، وخرجت في مظاهرات؛ ولذلك أقول: إن العلاقة بين مصر والسودان الآن بها تعايش حول القضايا الآنية، ولكن دون حسم للقضايا الجوهرية.
وفيما يخص العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة والخرطوم، قال: "طالما الإخوان يعتبرون إرهابيين في مصر ويعتبرون أحبابًا في السودان هذا سيكون سببًا لمشاكل كثيرة، والأمر لا يقف عند هذا الحد، فالسودان لديه علاقات استراتيجية سواء مع قطر أو مع تركيا وعلاقات استراتيجية مع الإخوان، وفي مصر تعتبر هذه العلاقات مرفوضة ومدانة ومخونة، فلا يمكن أن تكون المسائل بالأماني بل بالواقع".

وحول مطالبته للرئيس السيسي بعدم التصديق على أحكام الإعدام في حق قيادات الإخوان، لفت المهدي إلى أنه وجه خطابًا مفتوحًا للسيسي قال فيه: "نحن ضحايا الإخوان المسلمين أو ضحايا لحركة إخوانية، وعندما كان الرئيس السابق محمد مرسي في السلطة، توسطنا لإيجاد تسوية بينه وبين جبهة الإنقاذ وقتها، وقدمت وقتها عددا من الاقتراحات والرئيس السابق مرسي ذكر وقتها أنه سينظر فيها ويدرسها ولكن جماعة المقطم رفضوها؛ ولذلك نحاول تجنب أي مواجهات في مصر قد يتأثر بها الشعب المصري، والشعب السوداني كذلك، وذكرت في خطابي بالنسبة لهذه المحاكمات أنني لا أتدخل في استقلال القضاء المصري، ولكن معروف أن لك صلاحيات دستورية أرجو أن تستخدمها لوقف تنفيذ الإعدام".
وأشار خلال حواره إلى أن الإخوان ارتكبوا أخطاء كبيرة في مصر مثلما ارتكبوا في السودان، ولكن هذا يمكن أن يجعل بعض المنتمين للجماعة يراجعون مواقفهم، وهذا حدث بالفعل من قبل، سواء في تركيا حيث قام فرع الإخوان في تركيا بقيادة نجم الدين أربكان بمراجعات أربع مرات، كان آخرها ما قام به رجب طيب أردوغان نفسه، وكذلك في تونس والمغرب تمت تسوية سياسية مع الإخوان.
وقال زعيم حزب الأمة: "نحن نريد أن يكون هناك مناخ لتشجيع المراجعات داخل الإخوان المسلمين حتى يكونوا قادرين على الاندماج في العملية السياسية بصورة تحول دون الاستقطاب الحالي باعتبار أن هذا الاستقطاب يمكن أن يغلب فكرة المتطرفين داخل الجماعة وهذا يقود لتحالف زيادة بين الإخوان والخوارج والجهات الخارجية التي نسميها الطور الرابع من الإرهاب، والإعدام سيغلق هذا الباب، والعدالة الجنائية ليست وحدها المطلوبة".
وفيما يتعلق بطرحة للكثير من المبادرات للمصالحة مع جماعة الإخوان والتي كان آخرها مبادرة من زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، يرى المهدي أن هناك مشاكل كثيرة ولكن الحركة الإخوانية في مناطق كثيرة في العالم قامت بمراجعات، وليسوا هم وحدهم من قام بمثل هذه المراجعات، فهنا في مصر حدثت مراجعات فكرية للجماعة الإسلامية، إذن فكرة المراجعات موجودة.

واختتم المهدي حواره حول ما تشهده المنطقة العربية حاليًا من حروب ونزاعات ومدى علاقة جماعات الإسلام السياسي بما يحدث، قائلًا: "الإسلام موجود في أشواق المواطنين جميعهم، ما يحدث هو ظلم اجتماعي وهيمنة دولية فتح مجالًا لحركات العنف والغلو والتطرف، وهذه الحركات ليست مقطوعة من شجرة، ولكنها مربوطة بأهداف المواطنين المختلفة، وهنا يجب أن نذكر كيف نشأ الجيل الجديد من الإرهاب، فالجيل الأول هو عندما كانت الجماعات الإسلامية تقوم بتفجيرات بشكل فردي ومتقطع، والمرحلة الثانية كانت وقت الغزو السوفيتي لأفغانستان، حيث تم استدعاء القوى الإسلامية من جميع أنحاء العالم فتكونت التيارات الجهادية منها القاعدة، وهذا التنظيم معروف أنه تم تكوينه بدعم أمريكي وعربي ودولي في ذلك الوقت، والمرحلة الثالثة جاءت نتيجة اضطهاد السنة في العراق وسوريا، فتحول عمل القاعدة في سوريا والعراق من استهداف الأمريكان، إلى استهداف الشيعة وتكون تنظيم داعش، وهو ما يمثل الطور الرابع للإرهاب، وهذا الطور الرابع يمثل خطرًا كبيرًا جدًّا، حيث صار هناك إمارات متشابكة وتعاون وآلة إعلامية وعسكرية خطيرة وصار جاذبًا لكثير من الشباب المسلم، وهذا العدو يقتضي في رأيي مواجهة باعتباره الخطر الأكبر ولا بد من حلول سياسية في كل البلدان العربية، ويجب البحث عن اتفاق استراتيجي بين العرب والأتراك والإيرانيين".
وقال: إن "العلاقة بين مصر والمملكة العربية السعودية الآن يمكن أن تكون أساسًا للجانب العربي وتتبناه الجامعة العربية ويتم التوصل إلى اتفاق عربي إيراني تركي لتعايش سلمى، وبدون هذا كل الحروب ستتحول لحروب طائفية وإقليمية".