"العشماوي" يؤسس جماعة جديدة بعيدا عن داعش.. واتهامات بتورطه في عمليات كبرى

الأربعاء 22/يوليو/2015 - 09:54 م
طباعة استهداف الجيش والشرطة استهداف الجيش والشرطة هدف دائم للجماعات الارهابية
 
الارهابى هشام العشماوي
الارهابى هشام العشماوي
اهتمت مواقع الإعلام الأجنبية بما تداوله موقع "سايت" المتخصص في متابعة الجماعات الجهادية بالعالم، بشأن رسالة منسوبة لهشام العشماوي الضابط السابق في القوات المسلحة، ودعا فيها إلى الجهاد ضد نظام الحكم الحالي، والإشارة إلى كونه من أبرز الشخصيات المطلوبة أمنيا، لما تتوفر من معلومات للأجهزة الأمنية بشأن تورطه في عملية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات.
من جانبها اعتبرت وكالة رويترز أن العشماوي واحد من ضباط الجيش السابقين الذين انضموا إلى جماعات متشددة وأصبحوا على درجة عالية من الخطورة مما يعقد جهود السيسي لمواجهة الإرهاب الذي يصفه بأنه يمثل خطرا وجوديا.
أنصار بيت المقدس
أنصار بيت المقدس
وقالت الرسالة الصوتية التي بثها موقع سايت ومقره الولايات المتحدة "أناشد أهلي وإخواني المسلمين بأن هبوا لنصرة دينكم وللدفاع عن دمائكم وأعراضكم وأموالكم وهبوا في وجه عدوكم ولا تخافوه وخافوا الله إن كنتم مؤمنين"، وأكد الموقع أن الرسالة بثت على منتدى الكتروني تابع لتنظيم القاعدة يوم 20 يوليو الجاري بعد عيد الفطر، وألحقت بالرسالة الصوتية صورتان للعشماوي في الزي العسكري.
وتمت الإشارة إلى أن العشماوي يعرف باسمه الحركي وهو أبو عمر المهاجر المصري وأمير جماعة المرابطين، كما يتورط العشماوي الهارب منذ سنوات في تأسيس خلية داخل جماعة ارهابية، تغير اسمها مؤخرا إلى ولاية سيناء بعد أن بايعت تنظيم داعش الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا.
ويصف مسئولو الأمن العشماوي بأنه قائد لجنة التدريب العسكري في ولاية سيناء، ونفذت خليته عملية في أكتوبر الماضي قتل فيها 33 من أفراد قوات الأمن في أحد أكثر الهجمات دموية منذ الاطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي.
العشماوي يؤسس جماعة
ويرى محللون أن إعلان ضابط الصاعقة السابق هشام عشماوي  عن تأسيس جماعة جهادية جديدة باسم "المرابطون"، يؤكد ما سبق تداوله من أنباء بشأن عدم رضاه عن قيام تنظيم بيت المقدس بتقديم البيعة لتنظيم داعش، لذا أصبح يبحث عن تأسيس جماعة لتنفيذ عمليات ارهابية بعيدا عن تنظيم داعش، لذا لم يظهر التسجيل الصوتي  مسئوليته عن أي عمليات نفذتها الجماعة الجديدة ضد قوات الجيش والشرطة أو المؤسسات الأمنية أو عملية اغتيال النائب العام، بالرغم من الاتهامات العديدة التي تدور حوله.
وتتبنى جماعة المرابطون أفكاراً أقرب لتنظيم القاعدة منها لتنظيم "داعش"، إذ تصدّر التسجيل صوراً ومقتطفات من خطابات زعيم القاعدة أيمن الظواهري، ولم يحدد المقطع طبيعة تأسيس الجماعة الجديدة أو توقيتها أو قياداتها، باستثناء عشماوي، الذي وصف بأنه أمير الجماعة،  ويبلغ هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، الذى يحمل أسماء حركية منها "شريف" و"أبو مهند"، من العمر 34 عاما وانضم إلى القوات المسلحة المصرية في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وكان كباقي أفراد الجيش لا يتكلم في السياسة قط، بل ونادرا ما كان يؤدي الصلاة جهرا، وفي عام 1996م التحق بالقوات الخاصة "الصاعقة" كفرد تأمين وفي عام 2000م أثار الشبهات حوله عندما قام بتوبيخ قارئ القرآن في أحد المساجد التي كان يصلي بها؛ لأنه أخطأ في التلاوة.
واعتبر هذا الأمر مؤشرا مبكرا على أنه بدأ في تبني الأفكار المتشددة فتمت متابعته من قبل الأجهزة المعنية بذلك داخل القوات المسلحة، على الرغم من أن سلوكه كان لا يكشف عن شيء، خاصة بين جيرانه في شقته الكائنة في البلوك رقم 9 عمارة 18 شارع على عشماوي بالمنطقة العاشرة بحي مدينة نصر، والتي عُثر بها على كمية من المواد المتفجرة والمواد المستخدمة في إعدادها وبيانات عدد من العناصر المتطرفة.
أنصار بيت المقدس
أنصار بيت المقدس
وبعد هذه الواقعة تم نقله بعد إجراء التحقيق معه أعمال إدارية داخل الجيش ولكنه استمر في نشر أفكار المتشددة من خلال عقد لقاءات مع الضباط والجنود، وتوزيع كتب للفكر الجهادي عليهم سرا، وطالبهم بعدم الانصياع لأوامر قيادات الجيش، وترديد بعض العبارات المخالفة لتقاليد القوات المسلحة مثل "التحية والسلام لله فقط" و"الحكام في أي بلد كفرة" و"الجيش في البلاد يمثل جند الطاغوت"، ورغم التنبيه عليه أولا بعدم تكرار هذه الكلمات، إلا أنه استمر في ذلك، فتمت إحالته إلى محاكمة عسكرية في عام 2007م، وتم استبعاده من الجيش في عام 2011م بحكم من القضاء العسكري، وانقطعت صلته نهائيا بالمؤسسة العسكرية.
بعد طرده من القوات المسلحة عمل بالتجارة والاستيراد والتصدير لفترة بدأ خلالها في لقاء عدد من الأفراد الذين يعتنقون الفكر الجهادي بمسجد في حي المطرية، ثم انتقل إلى مدينة نصر، واستغل مسجدا بناه والده هناك في لقاء العناصر الإرهابية، وقام بتكوين خلية إرهابية بايعت جماعة أنصار بيت المقدس، وكانت مهامه مع ضابط سابق آخر بالجيش الإشراف والقيادة على لجنة التدريب العسكري بالتنظيم التي تدرب الأعضاء على الأعمال القتالية. 
 وفي 27 أبريل عام 2013 م سافر إلى تركيا عبر ميناء القاهرة الجوي، ثم تسلل إلى سوريا، وهناك تلقى تدريبات حول تصنيع المواد المتفجرة والعمليات القتالية، وعقب عودته شارك في اعتصام رابعة العدوية، ثم سافر بعدها إلى درنة في ليبيا وتدرب في معسكرات تنظيم القاعدة، بإشراف "عبد الباسط عزوز" مستشار أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة والمسيطر على معسكرات "سرت وبنغازي ودرنة".

شارك