60 % من الجنود الأجانب يصلون داعش عن طريق تركيا.. هل تتغير المعادلة بعد تفجير سروتش؟
الخميس 23/يوليو/2015 - 11:49 ص
طباعة
ما زالت أصداء تفجير سروتش بتركيا تدوي وكأنها تعلن نهاية شهر العسل بين تركيا وتنظيم داعش الإرهابي؛ حيث تتكشف المزيد من التهم لحكومة أردوغان الداعمة لإرهاب الثعبان الذي أصابها أنيابه مؤخرًا، والتي من أهمها تسهيل حركته في سوريا عبر حدودهما المشتركة التي تمتد نحو 950 كيلو مترًا، وتغاضي أنقرة عن عشرات آلاف الأجانب الذين دخلوا إلى سوريا عبر أراضيها للقتال في سوريا، وقد أعلن أردوغان عن توقيف 1300 شخص كانوا ينوون الالتحاق بالتنظيم في سوريا.
وكان تنظيم داعش هدد تركيا، بعد إغلاقها موقعه الإلكتروني باللغة التركية في مدينة الرقة السورية، بدعوى ترويجه لـ«داعش». وقالت صحيفة «صول» التركية: إن إدارة موقع «darulhilafe.com» الناطق بالتركية نشرت بيانًا هددت فيه تركيا، بسبب العمليات التي تنظمها السلطات التركية مستهدفة بها التنظيم في مدن مختلفة من تركيا في الآونة الأخيرة وإغلاق مواقعه الإلكترونية. وجاء في بيان التهديد المنشور على موقع التنظيم باللغة التركية: «إن دولة تركيا الطاغوتية حظرت الوصول إلى موقعنا الإلكتروني. وقد شاهدنا ولمسنا بوضوح أعمال الضغط والقمع التي تمارسها الدولة التركية في الآونة الأخيرة تجاه المسلمين؛ ولذلك يمكن القول بأن الدولة التركية التي قبضت على إخواننا المهاجرين واعتقلت إخواننا من المواطنين الأتراك، وسعت أخيرًا لفرض قيود علينا في حرية الإعلام، أظهرت عداءها تجاه المسلمين الموحدين».
وقد أثر هذا التفجير بقوة على العلاقة بين الأكراد وحكومتهم التركية، فقد تصاعدت دعوات إلى التسلح تهدد بحرب أهلية جديدة في البلاد التي ما كادت تنسى الحرب السابقة مع الأكراد التي راح ضحيتها نحو 50 ألف شخص. وفي موقف لا يخلو من المغازي وقد أشار صلاح الدين دميرطاش رئيس حزب ديمقراطية الشعوب الكردي في كلمة له عقب الحادث، إلى أنه يتعين على الأكراد بعد هذا الحادث "أن يحمي نفسه بنفسه من الآن فصاعدا".
الباحث في مركز التفكير الاستراتيجي في أنقرة جاهد توز
ويقول الباحث في مركز التفكير الاستراتيجي في أنقرة جاهد توز: إن هناك قوى تريد أن تنقل الأحداث والمشكلات في المنطقة إلى تركيا، وهي تستغل نتائج الانتخابات (البرلمانية التي لم تعط حزب العدالة والتنمية الحاكم القدرة على تشكيل الحكومة منفردًا) وتريد أن تلعب دورًا بواسطة الأكراد، وتريد لهؤلاء أن ينزلوا إلى الشارع والصدام مع الشرطة والجيش.
وقال رئيس الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر: إن محاربة تنظيم داعش «ليست أولوية بالنسبة إلى تركيا، وإن هذا الأمر يسهل عبور مقاتلين أجانب الأراضي التركية إلى سوريا». وأضاف أثناء جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن تركيا «لديها أولويات أخرى ومصالح أخرى» غير تكثيف المشاركة في الحرب على التنظيم المتطرف. وأشار كلابر إلى أن استطلاعات الرأي في تركيا تشير إلى أن تنظيم داعش لا ينظر إليه باعتباره «تهديدًا رئيسيًا»، وأن شواغل المواطنين تتصل أكثر بالاقتصاد أو بالنزعة الانفصالية الكردية. وأضاف أن «نتيجة كل ذلك هي وجود أجواء متساهلة»، خصوصًا في المستوى القانوني إزاء عبور مقاتلين أجانب إلى سوريا. وتابع قائلاً: «وبالتالي هناك نحو 60 في المائة من المقاتلين الأجانب يصلون إلى سوريا عبر تركيا».
حليف موضوعي
ويقول الكاتب التركي نعمان آرالك: إن قادة حزب العدالة والتنمية الحاكم وجدوا في تنظيم داعش حليفا موضوعيًّا، من دون أن يعني ذلك أنهما حليفان متكاملان، فهما امتلكا خصوما مشتركين، سواء في العراق أو في سوريا التي كان نظامها حليفًا، قبل أن يصبح عدوًّا، كما أن لديهما عدوًّا آخر مشتركًا هو التنظيمات الكردية في سوريا التي تخشى تركيا أن تؤثر نزعتها الاستقلالية على أكراد تركيا أنفسهم، فيما يهدد نفوذ هؤلاء مشروع دولة الخلافة لدى التنظيم. ويشير آرالك إلى الكثير من النقاط التي بدا فيها التقارب وثيقا بين الطرفين، من دون أن يعني ذلك تحوله حلفا، فالاستخبارات التركية تمتلك الكثير من قنوات الاتصال مع هذه المجموعات، والدليل على ذلك حادثة خطف الرهائن الأتراك في مقر القنصلية التركية في الموصل التي انتهت بطريقة غير مفهومة حتى الآن، وإن كان واضحا أنها تمت بالتراضي بين الطرفين. ويشير آرالك في المقابل إلى عدة مؤشرات على تدهور العلاقة مع التنظيم المتطرف، خصوصا عندما رضخت أنقرة للضغوط الدولية، والأمريكية خصوصًا، وبدأت في التشدد في منع عبور المقاتلين الأجانب إلى الأراضي السورية؛ ما جعل التنظيم يحذر أنقرة في أكثر من مناسبة. وأوضح أن التنظيم أرسل عدة «إنذارات» إلى تركيا قبل أن يضرب ضربته هذه.