بعد تجرعها الكأس المر .. تركيا "راعية الإرهاب" في مواجهة "داعش"

السبت 25/يوليو/2015 - 12:34 م
طباعة بعد تجرعها الكأس
 
شكلت الحادثة الإرهابية التى شهدتها مدينة "سروج" التركية الواقعة على الحدود السورية،  وأدت  إلى مقتل ما لا يقل عن 28 شخصا وإصابة نحو 100 آخرين،  ووجهت فيها أصابع الأتهام الى  تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام داعش منعطفا خطيرا فى العلاقات التركية الداعشية التى أتصفت  بالودية على حسب العديد من الخبراء منذ ظهور التنظيم  وكان  موقف انقرة متحفظا في البداية  تجاه التحالف الامريكي لمحاربة داعش و اعطى المسؤولون الاتراك الاولوية لزوال نظام الاسد باعتباره عدوهم اللدود وكانت لديهم خشية من ان تؤثر العمليات العسكرية ضد داعش على موقع المعارضة التي يصفونها بالمعتدلة وعلى سير القتال ضد النظام السوري.
بعد تجرعها الكأس
الهجوم الذى  نفذه  انتحاري  في حديقة المركز الثقافي  وسط 300 من المتطوعين من ممثلي جمعيات الشباب  في المدينة كانوا ينوون العبور إلى عين العرب (كوباني) غرب كوردستان للمشاركة في نشاطات إعادة إعمار المدينة رسالة تخويف من قبل داعش  لأكراد سوريا وتركيا  لمنع إقامة علاقة وطيدة فيما بينهم  بعد خسارته المدوية في عين العرب "كوبانى " على حسب   المحلل السياسي بلال سمبور  الذى أكد على ان داعش ستسعى إلى إشعال الصراع بين الحكومة التركية والحركات الكردية
 على الرغم من أن اطراف كردية لم تتوان عن اتهام انقرة بتسهيل مرور مقاتلي داعش على الحدود الى مدينة عين العرب الكردية في شمال سوريا خشية من ان يكون انتصار الاكراد في هذه المدينة منطلقا لإقامة الدولة الكردية الموعودة في المنطقة التي يرى فيها الاتراك تهديدا لأمنهم القومي وخطا احمر لا يمكن تجاوزه.

مؤشرات التوتر بين تركيا وداعش قبل الحادث

 مؤشرات التوتر بين
 هناك العديد من مؤشرات التوتر بين تركيا وداعش  أعتبرت مقدمة  لحدوث أعمال إرهابية من قبل داعش ضد تركيا منها :
1- أعتقال  السلطات التركية ما يزيد على 6000 شخص من جنسيات مختلفة كانوا ينوون الالتحاق بصفوف التنظيم وقامت بترحيلهم إلى بلدانهم
2- منع السلطات التركية أكثر من 15 ألف مقاتل أجنبي من دخول الأراضي التركية.
3- تقديم تركيا  دعم لوجيستي  محدود لقوات التحالف الدولي  من خلال السماح لطائرات أميريكية بدون طيار باستخدام قاعدة إنجيرليك الجوية التركية ضد داعش .
4- اعتقال السلطات التركية خلال النصف الاول من عام 2015م ما يزيد على 600شخص يشتبه برغبتهم في الالتحاق بصفوف داعش 
5- قيام  السلطات التركية بإلقاء القبض على أكثر من 150 من عناصر التنظيم داخل البلاد.
بعد تجرعها الكأس
6- الثناء الذى حصلت عليه تركيا  في أعقاب لقاء المبعوث الخاص للرئيس الامريكي باراك اوباما لمكافحة الارهاب الجنرال جون ألن مع المسؤولين الاتراك على الاجراءات التركية في مواجهة تنظيم داعش  والتى وصف تركيا فيه بقوله «حليفتنا في الناتو» في الحرب على هذا التنظيم .
7- اعلان الرئيس التركى رجب  طيب اردوغان ان سلطات بلاده رحّلت 1300 اجنبي يعتقد انهم مرتبطون بتنظيم داعش .
8- أوقفت مديرية الأمن التركي في الثالث عشر من  يوليو الماضى 25 أجنبيًا في بلدة عينتاب الحدودية مع سوريا خلال محاولتهم دخول مناطق الاشتباكات في سوريا بطريقة غير شرعية
9- اعتقال  عدة شبكات لتجنيد الاجانب للانضمام الى داعش وذلك في سلسلة مداهمات جرت في اسطنبول ومدن اخرى متفرقة حدودية.
10- نشر  السلطات التركية آلاف الجنود وعشرات الدبابات قرب الحدود مع سوريا.
بعد تجرعها الكأس
الرد التركى على تنظيم داعش جاء قويا حيث وأفقت تركيا بشكل سريع ورسمى  على استخدام التحالف الدولي لقواعدها الجوية في  قصفه لمواقع داعش  وسمحت للطائرات الأميركية بالتمركز في الأراضي التركية وقالت  الحكومة التركية في بيان لوزارة الخارجية  "إن الحكومة قررت السماح للطائرات الأميركية بالتمركز في الأراضي التركية، إضافة إلى طائرات بعض الدول الحليفة إذا وجدت تركيا أن ذلك مناسب كما ستكلف القوات الجوية التركية بتنفيذ مهام مماثلة على أن يشكل هذا التعاون الجديد جانبا من عمليات التحالف في مواجهة تنظيم الدولة
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الضربات الجوية على مواقع التنظيم  في سوريا بأنها خطوة أولى و أن الإجراءات ستستمر ضد من وصفهم بالمتشددين الإسلاميين والأكراد واليساريين وأن على المجموعات الإرهابية أن تلقي السلاح أو تتحمل العواقب.
بعد تجرعها الكأس
واتخذت الحكومة التركية خطوات عملية  بالفعل تمثلت  في عدد من الاجراءات أعقبت الاجتماع الأمني الذي عقد في أنقرة وترأسه رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو  وعلى رأسها قيام السلطات التركية بتعيين طواقم استخباراتية إضافية لملاحقة  الارهابيين وإقرار ميزانية خاصّة لهذا الأمر وتجميد موارد التنظيم  المالية،  بل وقامت بإجراء عسكرى تمثل في قيام مقاتلات من طراز إف 16 أقلعت ليل الجمعة 24-7-2015م  من قاعدة ديار بكر في جنوب شرق البلاد، شنت  غارات على مواقع  داعش في مناطق تقع بين شرق بلدة الراعي وغرب جرابلس في الريف الشمالي الشرقي لمحافظة حلب السورية  قتل على أثره  9 من تنظيم الدولة ، وأصيب 12 آخرون بجروح، جراء غارات تركية فجر الجمعة هي الأولى من نوعها على مواقع التنظيم وأفادت تقارير أعلامية  بأن المدفعية التركية ايضا  قصفت مواقع للـتنظيم في ريف حلب الشمالي   وأن القصف المدفعي التركي طال قرى الطقلة وغزل في ريف حلب الشمالي، كما استهدفت مواقع التنظيم شرقي مدينة مارع.
 وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إن "العملية حققت هدفها ولن تتوقف و أنها جاءت ردا على هجوم التنظيم  الخميس  23-7-2015م على موقع متقدم للجيش قرب الحدود قتل فيه ضابط صف وأصيب جنديان بجروح. 
بعد تجرعها الكأس
وكشف محمد كولات المحلل السياسي  ان هناك رابط مابين التفجير  والأزمة السياسية  في تركيا  حيث أن أطرافا داخلية وخارجية تحاول  قطع الطريق أمام حزب العدالة والتنمية لكي لا يعود إلى تشكيل حكومة أغلبية من جديد خاصة أن الوقت المحدد لتشكيل حكومة ائتلافية على وشك الانتهاء دون وجود مؤشر لنجاح المحادثات ما يعني ان خيار الانتخابات المبكرة يلوح في الأفق.
 وأعتبر سرحات إركان  الخبير في شؤون الجماعات "الإرهابية" التفجير   مؤشرا لتفاقم الصراع بين المنتمين لجماعات متطرفة مؤيدة لتنظيم الدولة والقاعدة في تركيا وبين أنصار حزب العمال الكردستاني
  وبذلك تكون العملية نقلة نوعية في استراتيجية داعش تجاه تركيا  وتفتح مرحلة جديدة في الحرب  عليها  سيكون لتركيا دور حيوي فيها   من خلال موقعها على الحدود السورية العراقية،  وتشديد الرقابة التركية على هذه الحدود ومنع وصول الاسلحة والامدادات لداعش  بعد أن مثلت العملية رسالة انتقام واضحة من داعش لتركيا   التى كانت  تغض الطرف عن تدفق آلاف المقاتلين التكفيريين عبر حدودها مع سوريا  الى داعش  لتعرف تركيا ان من يرعى الارهاب لابد أن يذوق في يوم من الايام من نفس الكأس الذى ساهم في أن يتجرعه الأخرين 

شارك