اليمن: التحالف يعلن الهدنة.. والخسائر تزيد من تراجع الحوثيين
السبت 25/يوليو/2015 - 08:19 م
طباعة

يإتي إعلان قوات التحالف لهدنة من 5 أيام تبدأ من غد الأحد في اليمن، وسط سيطرة اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي على عدن وإعادة العمل بالمطار، والذي استقبل العديد من رحلات الاغاثة لليمنيين، فيما يشهد الحوثيون حالة من الإرباك والتراجع علي جبهات القتال، وسط انباء عن اقتراح روسي بإعطاء حصانة للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
إعلان الهدنة

أعلن التحالف بقيادة السعودية، اليوم السبت، عن هدنة إنسانية لـ5 أيام، محذرا الحوثيين من خرقها مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري.
وجاء في بيان التحالف أن الهدنة ستبدأ يوم الأحد 26 يوليو ، مضيفا أنها ستساعد على إدخال وتوزيع أكبر عدد ممكن من المساعدات الإنسانية والطبية، وستتوقف فيها الأعمال العسكرية من قبل قوات التحالف.
وأشار البيان إلى أنه في حال استمرار التحركات العسكرية للحوثيين في المنطقة، فسيقع التصدي لها.
في غضون ذلك، وصلت إلى مطار عدن الدولي، أمس، طائرتان سعوديتان وأخرى إماراتية، محملة بمساعدات ومعدات لإعادة فتح المطار الذي ظل مغلقا منذ استيلاء المتمردين على كبرى مدن الجنوب اليمني، وحملت إحدى الطائرتين السعوديتين 12 طنًا من المواد والمستلزمات الطبية وأدوية مرض السرطان مخصصة للشعب اليمني، وذلك في إطار التنوع في الطائرات الإغاثية لتحقيق المتطلبات الأساسية التي تلبي حاجة المواطن اليمني.
وأوضح رأفت الصباغ، المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أن هذه الرحلة خصصت للمواد والمستلزمات الطبية وأدوية مرضى السرطان، لتستأنف مراكز علاج الأورام في اليمن، برامجها العلاجية، مشيرًا إلى أن الجسر الإغاثي مستمر ضمن خطط وبرامج أعدت لهذا الغرض بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة الشرعية اليمنية وبإشراف من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، شنت مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية، بعد ظهر اليوم، عدة غارات على غرب وجنوب العاصمة صنعاء. يأتي ذلك قبل بدء سريان هدنة إنسانية أعلنت من طرف واحد تبدأ الاثنين، وتنتهي الجمعة المقبلة.
وقتل وأصيب العشرات من المدنيين جرّاء غارات خاطئة للتحالف العربي استهدفت منطقة سكنية تابعة لمحطة كهربائية في منطقة المخا الساحلية، بمحافظة تعز جنوبي اليمن، فيما شهدت محافظة الحديدة، فجر اليوم السبت، اشتباكات بين مسلّحين وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في المدينة.
وأفادت مصادر محلية متطابقة، أنّ "التحالف قصف، في وقت متأخر من مساء الجمعة، المحطة الكهربائية في منطقة المخا ومنطقة سكنية في محيطها، يسكنها العشرات من العاملين في المحطة والنازحين، ما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح".
وكانت منطقة المخا الساحلية القريبة من باب المندب، شهدت غارات عديدة خلال النهار، استهدفت مواقع وأهدافاً تابعة لـ"الحوثيين" والموالين للرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح.
وبحسب مصادر في محافظة الحديدة، فقد نُقل عشرات المصابين إليها، من المواقع التي استهدفها التحالف في منطقة المخا، وهي معسكر الدفاع الساحلي ومعسكر الدفاع الجوي ومعسكر خفر السواحل ومركز مكافحة التهريب.
وفي محافظة الحديدة، ذاتها، أصيب عدد من "الحوثيين" في اشتباكات مع مسلّحين مناوئين لهم هاجموا في منطقة باب مشرف والمطراق.
وتشهد الحديدة بين الحين والآخر هجمات مباغتة ضد دوريات لـ"الحوثيين" أو تجمعات من قبل مسلحي ما يعرف بـ"المقاومة الشعبية" بالمدينة.
وتواجه جماعة الحوثي، شحّ الإمدادات بالمال والسلاح وتناقص عدد المقاتلين وتواتر ظاهرة الفرار من الجبهات خصوصا من قبل المقاتلين المنضمين لقوات الانقلاب بدوافع مادية، وكل ذلك في مقابل ازدياد قوة المقاومة الموالية للشرعية بما يتدفق عليها من أسلحة وذخائر وأموال.
وأشارت مصادر يمنية، إلى توقّع انهيارات شبيهة بما حدث في عدن بعدّة جبهات في تعز والضالع والبيضاء ومأرب التي بدأ يصل مقاتلي المقاومة فيها سلاحٌ نوعيٌ مرسلٌ من بلدان التحالف العربي عبر ميناء عدن ومطارها الذي فتح حديثا أمام حركة الطيران واستقبل عدّة طائرات، إضافة إلى انقلاب ميزان القوى على الأرض لغير مصلحة المتمرّدين الحوثيين، لاحت خلال الأيام الماضية بوادر عن تطورات سياسية يمكن أن تمثّل منعرجا هاما في مسار الأحداث باليمن، بحسب صحيفة العرب اللندنية.
حوار القاهرة

وعلى صعيد حوار القاهرة، كشفت تقارير اخبارية أن أنباء وجود محادثات بين حزب "المؤتمر الشعبي"، الذي يترأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، وأطراف دولية، فجّرت أزمة ثقة بينه وبين حلفائه الحوثيين، ما اضطر الحزب إلى إنكار وجود أي محادثات من هذا النوع.
وتتواجد في القاهرة منذ فترة قيادات في حزب "المؤتمر"، بينها الأمين العام للحزب، عارف الزوكا، والأمين العام المساعد، وزير الخارجية الأسبق، أبوبكر القربي، وكذلك الأمين العام المساعد، ياسر العواضي، وآخرون. وحاول حزب صالح قبل أسابيع الترويج لمبادرة سعى لدفع القاهرة لتبنيها وتتألف من 11 بنداً، تبدأ بوقف إطلاق النار بين "المقاومة" من جهة والحوثيين وقوات الجيش الموالية لصالح من جهة أخرى، وتنسحب الأخيرة من المدن التي تجري فيها مواجهات، وفي المقابل تنسحب "المقاومة" إلى خارج المدن، على أن تحل بدلاً عنها قوات من الجيش لم تشارك بالحرب مع أي طرف، وغير ذلك من النقاط، التي نفت القاهرة في وقت لاحق أن تكون قد تبنّتها.
وتحدّثت مصادر سياسية من العاصمة اليمنية صنعاء عن حالة من الارتباك الشديد تسود صفوف قيادة جماعة أنصار الله الحوثية، بسبب التطورات الأخيرة الميدانية والسياسية في اليمن، والتي جعلت بعض تلك القيادات تتحدّث عن ورطة شديدة وتطرح خيارات "مؤلمة" لمواجهتها لا تستثني محاولة فتح قنوات للتفاوض مع المملكة العربية السعودية القائدة لعملية تحالف إعادة الأمل، سعيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفق صحيفة "العرب" اللندنية.
وفيما قالت مصادر مقرّبة من حزب صالح، المؤتمر الشعبي العام، إن هدف الاتصالات محاولة إيجاد مخرج تفاوضي للأزمة اليمنية، أكّدت مصادر أخرى منشقّة عن الحزب، أن الهدف الأساسي هو عرض التخلّي عن التحالف مع جماعة الحوثيين وإيجاد موقع للرئيس السابق للقوات التي ماتزال موالية له ضمن الترتيبات السياسية والعسكرية في مرحلة ما بعد إنهاء الانقلاب.
ويظلّ التطوّر الأهم والأشدّ وقعا على جماعة الحوثي –في حال تحقّقه- هو ما يجري الحديث بشأنه في اليمن والمنطقة بشأن إمكانية تخّلي إيران عن دعم الجماعة الشيعية في صفقة تهدف إلى تليين موقف دول الخليج العربي من الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية والذي يمثّل لها مصلحة اقتصادية وسياسية وحتى عسكرية تفوق بكثير مصلحتها في مواصلة الوقوف وراء الجماعة الشيعية المتمرّدة، ويجزم ملاحظون يمنيون أن ما يواجهه الحوثيون هذه الأيام أكثر بكثير من مجرّد هزيمة في معركة عسكرية وخسارة السيطرة على أراض، ليصل مرتبة التهديد للجماعة ككيان سياسي وعسكري، ويوضح أصحاب هذا الطرح أنّ معركة تحرير اليمن التي بدأت تؤتي ثمارها في عدن لن تتوقف عند حدود المحافظة، وقد بدأت بالفعل تحقّق نتائج ملموسة في محافظات مجاورة، ولن تتأخّر في الامتداد إلى محافظة العاصمة صنعاء.
حصانة روسية

فيما كشفت صحيفة "الخليج" الإماراتية نقلا عن مصادر سياسية يمنية في الرياض لم تسمها، أن روسيا أبلغت دول التحالف العربي والرئيس السابق علي عبد الله صالح استعدادها لاستضافة الأخير ومنحه حق اللجوء السياسي، في إطار تسوية سياسية شاملة تهدف إلى وقف الحرب المتصاعدة في اليمن وتوفير أجواء مواتية للحل السياسي.
وأكدت المصادر أن روسيا الاتحادية استقبلت في وقت سابق من الشهر المنصرم ممثلين للرئيس السابق على رأسهم الأمين العام المساعد لشؤون العلاقات الخارجية أبو بكر القربي وأمين عام الحزب "عارف الزوكا"، والذين طلبوا من الرئيس الروسي التدخل في الأزمة اليمنية من خلال تبني مبادرة قدمها الحزب تقضي بمنح الرئيس السابق خروجا آمناً من البلاد مقابل وقف الحرب وإنهاء التحالف القائم بين القوات الموالية له والحوثيين، مشيرة إلى أن بوتين أبدى موافقته المبدئية على المقترح دون التلبية الفورية لطلب ممثلي صالح بمنحه حق اللجوء السياسي في موسكو.
ولفتت المصادر إلى أن الرئيس الروسي أبلغ صالح في رسالة خطية سلمها له السفير الروسي بصنعاء موافقته على استضافته ومنحه حق اللجوء السياسي في روسيا في إطار تسوية شاملة للأزمة اليمنية، وكشف موقع "المؤتمر نت" الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي العام أمس الأول، عن تلقي صالح، رسالة جوابية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رداً على رسالة كان بعثها صالح إليه في وقت سابق، وكان اللافت إشارة الموقع إلى أن "الرئيس الروسي بوتين عبر في رسالته عن شكره لصالح على رسالته إليه، مؤكداً حرصه على تعزيز علاقتهما على المستوى الشخصي وعلى مستوى التعاون بين حزب روسيا الموحدة والمؤتمر الشعبي العام"، وإشارة الرئيس الروسي في رسالته إلى الرئيس صالح "أن علاقتهما الشخصية لا يمكن أن تنسى".
الدور الإيراني

من جانبه أكد مساعد الوزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والأفريقية حسین أمیر عبد اللهیان، عدم وجود أي مستشار عسکري أو خبیر سیاسي إیراني في الیمن، بينما كانت إیران أول دولة استجابت لطلب الحكومة العراقیة بإرسال مستشارین عسکریین لمساعدة هذا البلد في مكافحة الإرهاب، وکذلك في سوریا وحسب طلب الحكومة القانونیة والشرعیة، "لدینا مستشارون عسکریون یساعدون سوریا في مجال التصدي للإرهاب".
واضاف عبد اللهیان، في حديث صحفي، اليوم السبت، أن إيران لا تعقد صفقات مع أي جهة خارجیة حول قضایا المنطقة، مشيرا الى أن بعض الحساسیات لدی بعض دول منطقة الخلیج وخاصة السعودیة منذ بدء المفاوضات النوویة تحولت أحيانا الی معارضة علنیة للعملیة التفاوض الإیجابیة.
المشهد اليمني
عقب تحرير مدينة عدن عاصمة الجنوب اليمني، بدأت موازين القوي تتغير في اليمن لصالح حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، مع استمرار خسائر الحوثيين في المعارك تشير الأمور إلى أن اليمن يشهد تغيرًا لصالح الحكومة اليمنية برئاسة عبدربه منصور هادي.