نفوذ داعش يتقلص في سوريا والعراق.. وتقدم للحشد الشعبي

الأحد 26/يوليو/2015 - 07:28 م
طباعة نفوذ داعش يتقلص في
 
على الرغم من محاولات تنظيم الدولة "داعش"،  في العراق وبلاد الشام "داعش " المستميتة للحفاظ على الاراضي التي استولى عليها في العراق  وسوريا إلا أن التنظيم شهد مؤخرا تقلص  واضح لنفوذه  في عدة مناطق على رأسها الحدود السورية – التركية،  حيث تقلصت إلى مساحات ضيقة، لا تتخطى الخمسين كيلومترًا، ومحصورة في منطقة حدودية شمال حلب، تمتد من مدينة جرابلس، وصولاً إلى شمال بلدة صوران – أعزاز، ولم يكن هذا الانحسار بالنفوذ ليتحقق، لولا معارك ضارية خاضها مقاتلون أكراد، وحلفاؤهم من «الجيش السوري الحر» في «غرفة عمليات بركان الفرات»، مدعومين بضربات جوية للتحالف العربي والدولي ضد الإرهاب، خلال الأشهر الماضية، بدأت باستعادة السيطرة على مدينة كوباني (عين العرب) السورية في أقصى ريف حلب الشمالي الشرقي، وامتدت إلى الرقة والحسكة  وانتزع هؤلاء المقاتلون من قوات «داعش»، السيطرة على معبر تل أبيض الحدودي مع تركيا، والشريط الحدودي التابع لمحافظة الرقة، فيما خاض المقاتلون معارك أخرى في محافظة الحسكة.
نفوذ داعش يتقلص في
وبذلك يكون الأكراد  قد أحكموا السيطرة على الشريط الحدودي مع تركيا، بدءًا من نهر دجلة في أقصى شمال شرقي سوريا، وصولاً إلى شرق نهر الفرات الفاصل بين كوباني وجرابلس، ولا تقطعها إلا سيطرة القوات الحكومية السورية على معبر القامشلي مع تركيا ومن كوباني، تنقطع حدود السيطرة من جرابلس إلى صوران أعزاز  شمال حلب ، التي يسيطر عليها «داعش»، فيما تسيطر قوات الجيش السوري الحر و«جبهة النصرة» على مساحة من الشريط الحدودي تمتد من معبر أعزاز، وصولاً إلى الحدود الإدارية لعفرين  ثاني أكبر المدن الكردية في سوريا ، وتمتد سيطرة الأكراد على تلك البقعة الحدودية من عفرين إلى جبل الأكراد، تقطعها قرى تابعة لريف إدلب، تسيطر عليها قوات المعارضة السورية، فيما يحتفظ النظام بسيطرته على معبر كسب، في شمال غربي البلاد.
نفوذ داعش يتقلص في
 العداء الجديد بين تركيا وداعش سيدفع القوات التركية  لاستهداف قوات «داعش» في تلك البقعة الممتدة في جرابلس إلى شمال صوران أعزاز، وقد تعرضت بالفعل  ثلاث مواقع لـ«داعش»  لضربات جوية تركية.
وفى محافظة الحسكة  تمكنت قوات النظام والمسلحين الموالين لها من السيطرة على المدينة الرياضية ودار الثقافة ومشفى الأطفال ومديرية الكهرباء ومنطقة النشوة فيلات، بعد انسحاب "داعش" من المباني الواقعة في القسم الجنوبي لمدينة الحسكة،  وبذلك انحصر وجودها في أجزاء من حي الشريعة وفي حي الزهور وبضعة مباني في أطراف النشوة الغربية، وسط استمرار الاشتباكات بين الطرفين،  يأتي ذلك بالتزامن مع تنفيذ الطيران الحربي التابع للنظام السوري عدة غارات على مناطق في ريف الحسكة الجنوبي والذي يسيطر عليه  داعش، كما قتل 5 عناصر على الأقل من التنظيم إثر اشتباكات مع قوات النظام في أطراف حي الزهور من جهة سادكوب،  والسيطرة على حي النشوة الشرقية فيما سيطرت وحدات حماية الشعب الكردي مدعمة بجيش الصناديد التابع لحاكم مقاطعة الجزيرة حميدي دهام الهادي على النشوة الغربية باستثناء بعض المباني في أطرافها.
نفوذ داعش يتقلص في
 وفي العراق تلقى التنظيم الدموي خسائر كبيرة على مدى الشهور الثلاثة الماضية  في عدة  مناطق ، بدءا من جرف الصخر في محافظة بابل والضلوعية في محافظة صلاح الدين ثم في مناطق سنجار شمال الموصل والمقدادية في محافظة ديالى.
واعتبر رامي عبد الرحمن  رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان أن  تدخل الأتراك سيمنع أي تقدم للوحدات الكردية باتجاه منبج، كما سيمنع اتصال مناطق نفوذ الأكراد شرق ضفة نهر الفرات، بشمال عفرين، وهي مناطق تسكنها أغلبية عربية وتركمانية و أن وحدات حماية الشعب الكردي، هي فرع من حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المعادية لتركيا، وبالتالي  تتوجس أنقرة من سيطرتهم على كامل الشريط الحدودي وأن التدخل في هذا الوقت، حاسم بالنسبة لتركيا لمنع تمدد الأكراد ولكنه تسأل من سمح بإدخال 50 ألف مقاتل متشدد إلى سوريا، كيف بات فجأة عدوًا لداعش؟ 
 وأكد هشام الهاشمي الخبير في شئون الجماعات المسلحة ، أن التنظيم فقد القدرة على المبادرة والتقدم بعد الهزيمة التي لحقت به في مدينة كوباني ومحافظة ديالي،  وأنه  يصف خسائره بالانسحاب والخيانة حفاظا على معنويات مقاتليه، بعد أن خسر أكثر من 1000 من عناصره خلال معارك كوباني، بينهم قيادات متقدمة، وأنه  لم يعد يتمتع بنفس القوة التي وظفها لصالحه  منذ يونيه،  وأن القدرات التي يتحدث عنها قادة داعش لم تعد موجودة بعد أن تلقى ضربات موجعة في الآونة الأخيرة.
نفوذ داعش يتقلص في
ولكن  حسن أبو هنية الخبير في شئون الحركات الجهادية ،  أشار إلى أنه  من السابق لأوانه الحكم على هزيمة داعش،  وأن التنظيم يسعى إلى تثبيت سيطرة مكانية في المنطقة الممتدة من حلب إلى الموصل لأطول فترة ممكنة، على الرغم من حصول بعض الانكسارات وأن الأمر يحتاج إلى وقت طويل، ويعتمد بشكل كبير على كيفية تعامل القوات العراقية والبيشمركة الكردية، بالإضافة إلى التحالف الدولي، مع داعش.
 ووثق هذه المعلومات إعلان يان كوبيش المبعوث الأممي الخاص إلى العراق أن ثلث أراضي البلاد لا يزال تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"  رغم جهود الأمن العراقي والمتطوعين والتحالف الدولي  وأنه بعد مرور عام على سقوط الموصل لا يزال ثلث العراق تحت سيطرة "داعش" أو تحت إدارته"  وخلال الأشهر الثلاثة الماضية لم تؤد العمليات الهجومية لقوات الأمن العراقية المدعومة من المتطوعين والتحالف الدولي تحت قيادة الولايات المتحدة إلى تغيير الوضع بشكل يذكر ولكن  القوات الحكومية تخوض حاليا عملية واسعة النطاق في محافظة الأنبار في محاولة لطرد مسلحي "داعش" من هناك واستعادة سيطرتها على أراضي المنطقة.
نفوذ داعش يتقلص في
وكشفت أيضا خريطة محدّثة أصدرها مكتب المعلومات الجغرافية في وزارة الاتصالات والنقل والصناعة في الحكومة السورية المؤقتة المعارضة  أن نظام الأسد يُسيطر حالياً على مساحة لا تتعدّى ربع مساحة الأراضي الحيوية في سوريا، فيما يُسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" على ما نسبته 49%، ويُسيطر الجيش الحر على 14%. و توزّع الخريطة القوى العسكرية ونسب انتشارها في المناطق الحيوية والخاضعة للصراع العسكري. 
وبذلك تؤكد المؤشرات على انه بالرغم من أن ضربات التحالف الدولي الجوية  لم تساهم في الحد من قدرات داعش، إلا أن الحسم على الأرض، بتحالف القوى المحاربة  لداعش وعلى رأسها القوات العراقية  التي يجب أن تحقق التوافق الاجتماعي  والسياسي  فيما بينها من أجل تحقيق التحولات العسكرية وطرد داعش من مناطق العراق ، وفرض واقع  السيطرة على الأرض ونفس الأمر بالنسبة للقوات الكردية في شمال سوريا بالإضافة إلى قوات الجيش الحر من أجل تحرير سوريا والعراق من هذا الخطر الجاسم على صدورهم وصدور الدولة السورية والعراقية.

شارك