بطاركة الشرق يستغيثون بالعالم لإنقاذ المسيحيين من الإبادة

الثلاثاء 28/يوليو/2015 - 09:58 م
طباعة بطاركة الشرق يستغيثون
 
يجتمع في سوريا ولبنان والقدس أكبر عدد من كراسي بطاركة المسيحيين في الشرق الأوسط والعالم، فهناك مقار لبطاركة الروم والملكين والأرمن والسريان واللاتين وهي طوائف مسيحية قليلة العدد ولكنها تثري الواقع بتاريخ وثقافة لن تتكرر ومؤخرا تحولت لهدف ومرمى حرب إبادة، واليوم جمعت الصدفة صرختين لاثنين من البطاركة يستغيثان بالعالم والإنسانية لإنقاذ مسيحيي الشرق الأوسط، حيث طالب البطريرك فؤاد الطوال بطريرك القدس للاتين بوضع حدٍ لأعمال العنف التي تمزق الشرق الأوسط، مشيراً في مقابلة له مع هيئة الأنباء الكاثوليكية Catholic News Service، إلى أن المسيحيين في الشرق الأوسط يواجهون تحديات تتراوح من "سيء" إلى "أكثر سوءًا، كما أصدر البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني  بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس بيانا أثناء زيارته إلى أمريكا ليحذر من حرب الإبادة التي يتعرض لها المسيحيون في الشرق فهل يستمع لهما المجتمع الدولي؟

الفلسطينيون أفضل حالًا

وصف البطريرك الطوال في لقائه مع هيئة الأنباء الكاثوليكية وضع الفلسطينيين في الضفة الغربية بالسيء، ولكن في الوقت ذاته اكد أنهم أفضل حالاً مقارنة مع التحديات التي تواجه المسيحيين في سوريا والعراق، خاصة أولئك الذين اضطروا لترك منازلهم بسبب العنف والاضطهاد الممارس من قبل تنظيم داعش
وشدد أنه من الأهمية وبشكل عاجل وقف الأعمال العدائية في جميع أنحاء الأرض المقدسة والشرق الأوسط، وقال "إننا ندين أولئك الذين يبيعون الأسلحة ويساهمون في استمرار الحرب في سوريا، لا بل أنه خطيئة. فنحن لم نصل أبداً إلى هذا المستوى من العنف، وإننا نصلي، نأمل ونبكي، فليس هنالك حياة طبيعية في كل أنحاء الشرق الأوسط".
وأشار بطريرك القدس للاتين إلى النزوح الجماعي للسكان بسبب العنف، مذكراً أن الكنيسة الكاثوليكية في الأردن تستوعب اليوم ثمانية آلاف لاجئ مسيحي من العراق. كما عبّر البطريرك الطوال عن حزنه للإذلال الذي تعرض له المواطنون العراقيون بعد أن كانوا في السابق يعيشون حياة هادئة، فأصبحوا لاجئين يبحثون عن مكان آمن يؤمن لهم الهامش القليل من السكن الآمن والمأكل الكريم. وقال "إن وضع اللاجئين في حالة يرثى لها، فهم يشعرون بالإحباط لأنهم يدركون أنهم لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم وبلادهم في العراق أو في سورية.

إنها الإبادة أيها العالم

إنها الإبادة أيها
أما البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني فقد جاء بيانه  الصحفي الذي اصدره بأمريكا:
تستنكر بطريركية السريان الأرثوذكس الأعمال الإجراميّة التي يتعرّض لها مسيحيّو الشرق الأوسط ولاسيّما في سوريا والعراق من قبل مجرمي داعش وجبهة النُصرة، معتبرةً أنّ هذا الإجرام يشكل خرقاً واضحاً للحق الإنساني الأساسي في الحرية الدينية، فهذا الإرهاب لا يشكّل تهديداً فقط للمسيحيين وإنّما يشكّل خطراً على الإنسانية جمعاء في الوطن العربي.

يحذر البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني من خطر تعرّض المسيحيّين إلى إبادة جماعية من قبل أعداء الإنسانيّة، فهناك مَن يسعى إلى إشعال حرب الطائفية في سوريا والعراق الأمر الذي سيؤدي إلى تهجير المسيحيين وتقليص الوجود المسيحي في الشرق الأوسط.
استمراراً لما يجري في سوريا من هجمة عالمية شرسة تقودها قوى الظلام والعدوان، يستنكر البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني الاعتداءات الإرهابية من قتل وذبح وخاصة خطف المطرانين بولس يازجي ويوحنا إبراهيم وسط صمت دوليّ فاضح، كلام البطريرك إفرام جاء في المؤتمر العام الحادي والخمسين للسريان الأرثوذكس في شمالي أميركا حيث قام قداسته بتقديس كنيسة السيدة العذراء في بوسطن وتدشين المبنى الملاصق لها، كما أزاح الستار عن النصب التذكاري الخاص بالذكرى المئوية للإبادة السريانية سيفو.
دعا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني المسيحيين ألا يغادروا أرض الآباء والأجداد لأنّهم الأساس في مواجهة ما يجري من فتن وتوجّه إليهم قائلا: "يحقّ لنا أن نعيش في أرضنا بسلام".
ختمت بطريركية أنطاكية للسريان الأرثوذكس بيانها بالتأكيد على أن مَن يقف وراء الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار لن ينجح بالعبث بأمن وطننا ووجودنا المسيحي، وأن سوريا ستبقى منبع الحضارات وملتقى الأنبياء والرسل وصورة دقيقة لتآخي الأديان.

شارك