استمرار الصراع في اليمن.. والأمم المتحدة تحدد ثلاث ركائز لأي حل مستقبلي للقضية اليمنية

الأربعاء 29/يوليو/2015 - 04:48 م
طباعة استمرار الصراع في
 
أدت خروقات الحوثيين والقوات الموالية لها إلى فشل الهدنة، وسط ارتفاع وتيرة القتال في جنوب عدن واقتراب اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي من السيطرة على قاعدة العند في عدن، فيما يشهد الحوثيون حالة من الإرباك والتراجع على جبهات القتال وغموض حول موقفهم من الهدنة، وسط مساعٍ أممية لإنهاء الحرب.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
شن طيران التحالف بقيادة السعودية غارات على مواقع للحوثيين وقوات صالح في أبين ولحج.
وذكرت مصادر يمنية أن اللجان تخوض معارك عنيفة للسيطرة على القاعدة الجوية في لحج.
واندلعت معارك عنيفة، بين مقاتلي "المقاومة الشعبية"، وجماعة الحوثيين خلال الساعات القليلة الماضية في مدينة تعز، وسط اليمن.
وتمكنت المقاومة الشعبية المسنودة بقوات من الجيش الوطني من تحرير بلدة العين بمحافظة أبين بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي وصالح، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى.
كما شن طيران التحالف في جبهة أبين غارات جوية استهدفت مواقع المتمردين في كل من لودر وجبل عكد وعقبة ثرة التي تعتبر خط الإمداد الرئيسي القادم من محافظة البيضاء.
وسيطرت المقاومة، في عدن، على معسكر الأمن المركزي بمنطقة اللحوم وسنترال دار سعد، مواصلة تقدمها باتجاه المنطقة الخضراء في طريقها إلى الالتحام بالمقاومة في لحج؛ حيث منيت الميليشيات بخسائر فادحة بالأرواح والمعدات.
وفي تطور آخر، أعلنت اللجان الشعبية بمحافظة عمران شمال اليمن مقتل 7 حوثيين في هجوم على حاجز للتفتيش، كما تصدت لهجوم كبير من الحوثيين وقوات صالح في مأرب شمال شرقي البلاد؛ حيث تتواصل الاشتباكات.
من جانبهم أعلن الحوثيون أنهم قصفوا بالصواريخ مواقع عسكرية في محافظة جازان السعودية بعد يوم من قصفهم نجران، فيما أفادت مصادر سعودية بنشوب حريق في محولات كهربائية بنجران إثر تعرضها لقصف من داخل الأراضي اليمنية.

الوضع اليمني

الوضع اليمني
وعلى صعيد الوضع في اليمن، كشفت تقارير صحفية أن جماعة الحوثيين، فرضت الإقامة الجبرية على محافظ البنك المركزي اليمني، محمد بن همام، ومنعته من التنقل والسفر؛ خوفاً من هروبه وإعلان انضمامه للحكومة الشرعية لليمن، التي تمارس مهامها من العاصمة السعودية الرياض. 
فيما اعتبر وزير الإدارة المحلية اليمني، عبدالرقيب فتح إدارة البلاد من خلال محافظة عدن أمر دستوري، خلاف ما تروج له الميليشيات المتمردة من أن ذلك نوع من الانفصال، موضحًا أن الدستور يمنح الرئيس الشرعي الحق في إعادة حكومة الكفاءات من أي محافظة من محافظات اليمن. وقال فتح، في تصريح صحفي: إن "نحو ستة وزراء عادوا إلى عدن، ويقوم بعملية إعادة تقييم للأوضاع الميدانية والأمنية؛ لكي يعود باقي الوزراء بصورة طبيعية". وأضاف: "نهيئ الجو العام للمؤسسات، والمرافق الأمنية، كما أن مراكز الشرطة بدأت تعمل بصورة رئيسية، وفي أقرب وقت ستنتقل الحكومة بصورة كلية، كما ندعو سفارات دول الخليج للعودة في العمل من عدن". وأشار عبد الرقيب سيف فتح إلى أن تحرير عدن يمثل انطلاقة حقيقية وبداية لتحرير كثير من المحافظات المجاورة للمحافظة؛ نظرًا لكونها تمثل عاصمة إقليم، موضحًا أن هناك خطوات إيجابية ترصدها الحكومة اليمنية في محافظة لحج، وسقوط تلك المحافظة يمثل ضغطًا حقيقيًا ضد الميليشيات المتمردة فيما يتعلق بالمحافظات المجاورة ومنها تعز. 

المشهد السياسي

المشهد السياسي
دبلوماسياً، طالب مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، السفير خالد اليماني، مجلس الأمن الدولي بالحزم مع جماعة الحوثيين في بلاده، وإرغامها على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر تحت الفصل السابع في 14 أبريل الماضي.
وفي جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، حول التطورات اليمنية، حمّل اليماني، تداعيات "الوضع المأسوي والحصار الذي يواجهه اليمنيون، جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وقال السفير اليمني لأعضاء المجلس: إن "حكومة بلادي تهيب بكم الضغط على الانقلابيين، وإرغامهم على العودة عن انقلابهم، وتسليم أسلحتهم، وإلزامهم بتنفيذ القرار رقم 2216، وإن طريق الخروج من الأزمة الحالية يتطلب مزيدًا من الحزم على الحوثيين".
وكشف المندوب اليمني أن "الوكيل العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية سيتوجه إلى اليمن في التاسع من أغسطس المقبل، للوقوف على حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون منذ أربعة أشهر".
إلى ذلك، جدّد اليماني، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي عبد الله المعلمي تأكيده أن "تنفيذ القرار 2216 هو المنصة الرئيسية للخروج من الأزمة"، مطالباً "المجتمع الدولي بممارسة الضغوط على جماعة الانقلاب وإجبارها على الخروج من المدن التي احتلتها".
بدوره، نفى السفير السعودي، أن "تكون طائرات قوات التحالف التي تقودها بلاده، قد استهدفت بشكل متعمد التجمعات السكنية بمدينة المخا الساحلية في محافظ تعز جنوب اليمن"، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.
وأكد السفير السعودي أن "هناك تحقيقات ستجري إذا ما ثبت أن هناك استهدافًا متعمداً للمدنيين في تلك الغارات".

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني، اتهمت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، طرفي النزاع في اليمن بخرق الهدنة التي أعلنها التحالف العربي، مطالبًا طرفي النزاع بتهيئة الأجواء لإيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها.
وصرح منسق الشئون الإنسانية ستيفن أوبراين خلال جلسة لمجلس الأمن بأن طرفي الصراع يواصلان عدم الاضطلاع بمسئولياتهما بموجب القوانين الدولية والإنسانية، ولم يحترم أي طرف في الصراع الهدنة التي أعلنت مطلع الأسبوع، وما زلنا نشهد سقوط قتلى ومصابين من المدنيين".
وشدد أوبراين على ضرورة استئناف الحوار السياسي لحل الأزمة اليمنية سلميا، مطالبا الأطراف المتحاربة بتهيئة الأجواء لإيصال المساعدات، مشيرًا إلى أن المرافق الصحية في اليمن أفادت بأن أكثر من 4000 شخص لاقوا حتفهم وأصيب حوالي 19800 خلال 4 أشهر.
من ناحيته، أكد مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي للصحفيين، أن التحالف لا يستهدف المدنيين وإنه يجري التحقيق بشكل كامل في أي تقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين.
وتشير تقارير إعلامية عربية، إلى أن الحرب دمرت ما لا يقل عن 2,323 مبنى ومنشأة اقتصادية في اليمن منذ 29 مارس الماضي، بحسب برنامج تطبيقات الأقمار الصناعية المعروفة باسم (يونوسات) التابع لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث (UNITAR)، والذي كشف عن مدى الدمار الذي لحق بمبانٍ وبنى تحتية في المدن الأكثر تأثراً بالحرب، وهي العاصمة صنعاء ومدن عدن وتعز وصعدة. وسط تقديرات بوصول كلفة الدمار حتى اليوم إلى 40 مليار دولار. 

المبعوث الأممي

المبعوث الأممي
إلى ذلك، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أن هناك نية لإرسال فريق مراقبة دولية إلى اليمن، ونفى التوجه إلى إرسال قوات لحفظ السلام إلى صنعاء وعدن وغيرهما. وقال لـ «الحياة»: إن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يعترفان بشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، وعلى هذا الأساس حددنا ثلاث ركائز لأي حل مستقبلي للقضية اليمنية، وهي: المبادرة الخليجية، والحوار الوطني ومخرجاته، وأخيراً قرارات مجلس الأمن، خصوصاً القرار 2216، واللقاءات بيني وبين أطراف النزاع تمت بناء على ذلك، وكان التجاوب إيجابياً منهم جميعاً، ولم نجد أي خلاف بين أعضاء مجلس الأمن على القضية اليمنية، وهذا أمر نادر في المجلس، وهو مفيد جداً. وعليه، فإننا نحاول تقريب وجهات النظر بين الأطراف، والتوصل إلى حل يخدم تنفيذ القرار 2216، وتقريب وجهات النظر في شأنه.

المشهد اليمني

عقب تحرير مدينة عدن عاصمة الجنوب اليمني، بدأت موازين القوى تتغير في اليمن لصالح حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، مع استمرار خسائر الحوثيين في المعارك تشير الأمور إلى أن اليمن يشهد تغيرًا لصالح الحكومة اليمنية برئاسة عبدربه منصور هادي.

شارك