وسط تقدم للمقاومة.. الأمم المتحدة تقترح إرسال مراقبين عرب إلى اليمن

الخميس 30/يوليو/2015 - 11:11 م
طباعة وسط تقدم للمقاومة..
 
واصل الحوثييون والقوات الموالية لهم خسائرهم في عدن ومدن يمنية، مع سيطرة اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي من السيطرة على منطقة "العلم" البوابة الشرقية لعدن، وسط مساعٍ أممية لإنهاء الحرب.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
شنت مقاتلات التحالف بقيادة السعودية، اليوم، سلسلة غارات على محافظة حجة شمال غرب اليمن، ومحافظة مأرب. 
وأوضح السكان لـ"المشهد اليمني" أن مقاتلات التحالف استهدفت فندق صرح سبأ بمدينة حرض ومثلث عاهم بمديرية حرض، التابعة لمحافظة حجة. 
فيما أعلن الناطق الرسمي باسم مجلس المقاومة الشعبية في مدينة عدن جنوبي اليمن، علي الأحمدي، مساء اليوم الخميس، أن المقاومة تمكنت اليوم من استكمال "تطهير" بقايا جيوب الميليشيات الحوثية في منطقة "العلم" البوابة الشرقية لعدن، وتم تأمين المنطقة بشكل كامل. 
وأشار الأحمدي في البيان إلى أن الاشتباكات لا تزال محتدمة بين المقاومة والميليشيات في "المدينة الخضراء" شمال عدن، متوقعاً أن يتم "تطهيرها" خلال الساعات القادمة.
ومنطقة مثلث العلم منطقة مفتوحة تربط عدن بأبين وتتصل بمحافظة لحج، وتعتبر من أهم المناطق أمنيا وعسكريا.
هذا وشنت طائرات التحالف العربي غارات على مواقع لقوات الحوثي وصالح في لحج وأبين والضالع.
و في مدينة تعز، ذكرت مصادر أن أحياء سكنية تتمركز فيها اللجان تعرضت لقصف من الحوثيين ما أدى إلى سقوط العديد من القتلى.
وسيطر رجال المقاومة الشعبية على معقل بارز للحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح  في مدينة تعز ، وسط البلاد . وقالت مصادر محلية إن المقاومة الشعبية استطاعت عصر اليوم دحر الحوثيين من أغلب مناطق مشرعة وحدنان بصبر وسيطرت على عدة مرتفعات من أبرزها تبة مسعود الإستراتيجية بعد مواجهات استمرت لأكثر من شهر .
 وأوضحت المصادر ان المقاومة غنمت معدات  وآليات عسكرية للحوثيين، مشيرة إلى استمرار الاشتباكات المتقطعة رغم التقدم الكبير الذي حققته المقاومة. 
وقد نقلت مصادر يمنية أن حرب شوارع تدور في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج جنوب اليمن بين اللجان الشعبية المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي والمسلحين الحوثيين المدعومين بقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح وذلك في محاولة للسيطرة على المدينة وعدد من المواقع الأخرى.
وأكدت المصادر سقوط قتلى وجرحى من الطرفين في تلك المواجهات التي لا تزال مستمرة بشكل عنيف، وكانت المقاومة الشعبية قد أحكمت سيطرتها الأربعاء 29 يوليو على منطقة المحلة والجلاجل التي تبعد عن مدينة الحوطة حوالي 4 كلم.
وأعلن مسؤولون محليون الخميس أن القوات اليمنية مدعومة بغارات جوية من التحالف الذي تقوده السعودية استعادت مواقع على مشارف عدن كان الحوثيون يستخدمونها في إطلاق صواريخ على المدينة الساحلية الجنوب اليمن، مؤكدين أن مقاتلي المقاومة الجنوبية استعادوا مناطق شمال عدن من الحوثيين منها البساتين وقرية الفلاحي.

أركان الجيش اليمني:

أركان الجيش اليمني:
واعتبر رئيس هيئة الأركان في اليمن، اللواء محمد علي المقدشي، اليوم الخميس، أن الحرب الدائرة في بلاده تمثل معركة عربية "فارسية"، مشيراً إلى أن "المقاومة الشعبية" وقوات الجيش الموالية للشرعية تحقق تقدماً في مختلف الجبهات. 
جاء ذلك في تصريح له أثناء لقائه بعدد من الإعلاميين اليمنيين في العاصمة السعودية الرياض، حيث أوضح أن هناك تقدماً كبيراً على مختلف الجبهات، وأن تحقيق النصر بات مسألة وقت لا أكثر، في ظل تهاوي وانكسار ما وصفها بـ"الميليشيات الإمامية وعناصر صالح". وأضاف أن الجماعة الحوثية باتت في "الرمق الأخير". 
وأشار المقدشي، إلى أن الجيش أصبح "خارج الخدمة"، وأنه يسعى إلى بناء جيش وطني يكون ولاؤه للوطن وليس للأشخاص". معتبراً أن المعركة في اليمن هي معركة "عربية ــ فارسية" بامتياز على الصعيد العسكري والثقافي والعقائدي.

الملف الحقوقي:

الملف الحقوقي:
وعلى صعيد الوضع الإنساني دعا رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية "لجنة الميثاق" الدكتور هادي بن علي اليامي جميع هيئات حماية حقوق الإنسان في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وخاصة مجلس حقوق الإنسان للتحرك الفوري للتحقيق في الجرائم التي تم ارتكابها في اليمن من قبل المليشيات الحوثية وإعداد تقرير عنها لملاحقة المتورطين ومحاسبتهم على هذه الجرائم. وطالب الدكتور اليامي في بيان صارد اليوم الهيئات المسؤولة عن تقديم الإغاثة والدعم بتكثيف جهودها لتطويق الأزمة الإنسانية الصعبة التى يرزح تحتها ملايين السكان المدنيين في اليمن. وأكد دعم مسار حقوق الإنسان باليمن وتلبية دعوة الحكومة اليمنية إلى زيارة عدن وتعز والمناطق اليمنية كافة، مشددا على أن لجنة حقوق الإنسان العربية تعد التمرد المسلح الذي تقوده جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق تهديدا خطيرا وجسيما لجملة الحقوق والحريات الواردة في الميثاق العربي لحقوق الإنسان ومعايير حقوق الإنسان العالمية. 
فيما قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الخميس، إن القوات الموالية للحوثيين في اليمن أطلقت قذائف مورتر وصواريخ عشوائيا على مناطق سكنية بمدينة عدن في جنوب البلاد فيما قد يمثل جريمة حرب.
وأضافت المنظمة في واحد من سلسلة من التقارير التي أعدتها عن الانتهاكات التي ارتكبت في حرب اليمن المستمرة منذ أربعة شهور أنه في أعنف هجوم من هذا النوع قتلت قذائف الهاون عشرات المدنيين بينهم أطفال في منطقة دار سعد في 19 يوليو.
ونقل التقرير عن أوليه سولفانج، وهو باحث أول في الطوارئ في "هيومن رايتس ووتش" قوله "أمطرت القوات الموالية للحوثيين مناطق مأهولة من عدن بقذائف الهاون والصواريخ دون أن تبدي التفاتا إلى المدنيين الباقين هناك. تؤدي هذه الهجمات غير المشروعة إلى خسائر بشرية فادحة وينبغي وقفها على الفور".
وأضاف "على قادة الحوثيين أن يدركوا أنهم قد يواجهون المحاكمة على جرائم الحرب للأمر بهجمات الصواريخ العشوائية على الأحياء المدنية أو مجرد الإشراف عليها".

الأمم المتحدة ومحاولات المخرج من الأزمة:

الأمم المتحدة ومحاولات
وعلى صعيد المشهد الدولي، تسلم الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، اليوم الخميس، رسالة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون نقلها له إسماعيل ولد الشيخ أحمد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن، وتتضمن عددا من الأفكار والمقترحات لإيجاد مخرج للأزمة الحالية في اليمن بحثا عن حل سياسي لها.
وقال المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في مؤتمر صحفي مشترك له اليوم مع الأمين العام للجامعة العربية، إن هناك تطابقا في وجهات النظر مع الجامعة العربية بأن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة اليمنية الراهنة، وكشف النقابَ عن أهم النقاط التي عرضها على الجامعة العربية بشأن الحل السياسي في اليمن ومنها إرسال مراقبين تحت مظلة الأمم المتحدة، قائلا "نرى أنهم مستقبلا يمكن أن يكونوا مساعدين على التوصل إلى الحل السياسي، ونرى أنه لن يحدث ذلك إلا بالتنسيق مع الجامعة العربية ولكن هناك نقاطا مختلفة نتحدث عنها وهناك تطابق كبير في الآراء".
وأعرب عن شكره للأمين العام للجامعة العربية على الدعم الكبير الذي يحصل عليه من الجامعة العربية وخصوصا في ما يتعلق بالحل السياسي المأمول.
وحول النقاط التي طرحها على الأمين العام للجامعة العربية، قال إنه بعد اجتماع جنيف كانت هناك نواحٍ مختلفة إيجابية وتمت بلورة بعض الأفكار التي يمكن أن نحصل من خلالها على الحل السياسي، ومنها تطبيق القرار 2216 فيما يتعلق بانسحاب الحوثيين ووقف إطلاق النار وليس فقط التوصل لهدنة، وكذلك إرسال مراقبين على الأرض وتوصيل المساعدات الإنسانية والرجوع إلى العملية السياسية السلمية في اليمن والتي ترتكز على ثلاث ركائز أساسية، وهي المبادرة الخليجية والحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن.
وحول دور المراقبين في تثبيت الهدنة، قال: "إننا لا نتكلم عن جيش أو مراقبين عسكريين وإنما نتكلم عن مراقبين في الأمم المتحدة وبتنسيق مع الجامعة العربية وبعض الدول الإسلامية، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كان جزءا من اتفاقية سياسية شاملة ما بين الأطراف ولكن أعتقد أن ما رأيته مؤخرا في زيارتي للرياض وحديثي مع الأحزاب السياسية أن هناك بوادر إيجابية في هذا الشأن".
من جانبه، قال نبيل العربي إنه "لا بد أن يكون من الواضح أن المراقبين العرب والإسلاميين تحت مظلة الأمم المتحدة هو أمر مطروح، لكن يجب أن يكون هناك وقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية حتى يمكن إيفاد المراقبين"، منوها بالدور الذي يقوم به المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد لتسوية هذه الأزمة التي تفاقمت في الأشهر الأربعة الأخيرة، موضحا أن "هذه الزيارة جاءت في وقت صعب وليس من السهولة أن يمسك جميع الخيوط في يده" نظرا لوجود عمليات عسكرية على الأرض، منوها بدوره المهم، وأضاف: "قدمت له الشكر الجزيل باسم الجامعة العربية على كل ما يقوم به من جهود".

المشهد اليمني:

عقب تحرير مدينة عدن عاصمة الجنوب اليمني، بدأت موازين القوى تتغير في اليمن لصالح حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، مع استمرار خسائر الحوثيين في المعارك تشير الأمور إلى أن اليمن يشهد تغيرًا لصالح الحكومة اليمنية برئاسة عبدربه منصور هادي.

شارك