بعد مقتل رجب العقوري.. هل ينجح الجيش الليبي في القضاء على داعش بنغازي؟
السبت 01/أغسطس/2015 - 12:54 م
طباعة

أعلنت مصادر في بنغازي عن مقتل الإرهابي "رجب العقوري" الملقب بـ"أبو الفاروق الليبي" في سوق الحوت خلال اشتباكات مع قوات الجيش الليبي اليوم في بنغازي .
أخطر العناصر

يعتبر العقوري من أهم القيادات الحركية لتنظيم "أنصار الشريعة" ببنغازي، قبل أن يلتحق بتنظيم " داعش" قبل عام، حيث كان قد غادر البلاد عام 2007 إلى الجزائر ليلتحق بتنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قبل أن يعود إلى ليبيا مع بداية الحرب الليبية عام 2011.
كذلك هو قائد ميداني بمجلس شورى ثوار بنغازي في حي الصابري ويعتبر من أخطر العناصر الإرهابية في بنغازي.
ويعتبر العقوري العقل المدبر لتنظيم داعش في ليبيا، والذى كان يقوم بدور الزعيم للتنظيم الذي يدفع عناصره إلي القيام بالعمليات الإرهابية التي تشهدها ليبيا، كذلك هو الذى يقوم بالتخطيط لعمليات استهداف القيادات الليبية والتي تنتمي للحكومة المعترف بها دوليًا المقيمة في طبرق ويواليها الجيش الليبي.
وتشهد ليبيا انقسامًا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي، حيث تشهد مدينة طرابلس حكومة تواليه جماعة الإخوان المسلمين، والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته، فيما تشهد مدينة طبرق البرلمان الليبي وتواليه الحكومة المعترف بها دوليًا، بقيادة عبدالله الثني.
وتسود حالة من الفوضى العارمة، ليبيا في ظل انتشار عناصر إرهابية على رأسها تنظيم "داعش".
وقال قال آمر كتيبة شهداء الزاوية التابعة للجيش عقيد جمال الزهاوي إن الجيش والوحدات المساندة يفرض طوقا على عناصر تنظيم أنصار الشريعة ومجلس شورى ثوار بنغازي بمحور الميناء - وسط البلاد، حيث يسيطر الجيش على ضريح عمر المختار وعمرو بن العاص وميدان الشجرة، ومصرف ليبيا المركزي وقصر المنار وميناء بنغازي الرئيسي.
كما أوضح الزهاوي أن محكمة شمال بنغازي تعتبر خط نار، وسوق الحوت موقع تمركز رئيسي لعناصر تنظيم أنصار الشريعة ومجلس شورى ثوار بنغازي في هذا المحور، مشيرًا إلى أن انتشار القناصة الذين يستهدفون عناصر الجيش المتواجدين بشارع عمرو بن العاص من فوق المباني، بعد القيام بعمليات تنقل نوعية ويتم التصدي لهم والرد على مصادر النيران من قبل عناصر الجيش.
سيطرة الجيش الليبي

قال العقيد ميلود الزوي، المتحدث الرسمي للقوات الخاصة الليبية، إن 25 من قوات الصاعقة، قتلوا وأصيب 35 آخرين، جراء الاشتباكات العنيفة مع "أنصار الشريعة"، بمحاور القتال، بوعطني، والليثي، وسي فرج الصابري، منذ بداية الشهر الجاري، حتى اليوم.
وأضاف الزوي، أن سقوط الشهداء من جنود قوات الصاعقة، لا يزيدنا إلا إصرارًا وعزيمة على تحقيق النصر.
كان اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذى يشن حملة "الكرامة" العسكرية بهدف "تطهير ليبيا من المتطرفين" ، أكد أن الجيش الوطني الليبي يبسط سيطرته على بنغازى وانسحب من بعض المواقع لأسباب تكتيكية، مضيفًا أن ادعاء الميليشيات السيطرة على بنغازي مجرد أكاذيب.
الجدير بالذكر أن وسائل إعلام تناقلت أخبارًا عن سقوط المعسكر الرئيسي للقوات الخاصة والصاعقة، وهى أهم قاعدة عسكرية في بنغازى شرقي ليبيا، يسيطر عليها الجيش الليبي، في أيدى الإرهابيين، مساء أمس الأول، بعد معارك شرسة استخدمت فيها الصواريخ والطائرات الحربية دامت نحو أسبوع.
خطورة التنظيمات الإرهابية

حذر وزير الاعلام الليبى عمر القويري من خطورة التنظيمات الإرهابية على الدول العربية، موضحًا ان المعركة مع تنظيم "داعش" ليست بسيطة، واصفا إياها بأنها حرب ناتجة بسبب مؤامرة دولية على المنطقة بأسرها.
وأضاف وزير الاعلام الليبي أن تنظيم "داعش" يمتلك وسائل متطورة من تقنية وطائرات استطلاع ووسائل إعلام وهو ما يؤكد أن المعركة معهم ليست بسيطة، مؤكدًا أن الجيش الليبى تمكن خلال عام واحد من دحر هذه الميليشيات.
أشار إلى أن لداعش ما يقرب من 3200 جريح تم تهريبهم من مدينة بنغازى إلى مدينة مصراته ومنها إلى تركيا الحليف الإقليمي لهم.
وندّد القويري بما أسماه الدور التركي المشبوه فى الحرب التي تخوضها ليبيا ضد تنظيم داعش، حيث أنها تقوم بتقديم الدعم والعلاج لميليشيات داعش وهو الأمر الذى وصفه بالتدخل فى الشئون الداخلية لليبيا.
وحول الشخصية المرشحة من قبل مجلس النواب الليبي لتولى رئاسة حكومة الوفاق الوطنى قال الوزير الليبي بإنه لم تطرح أسماء حتى الآن، ولابد من مصادقة مجلس النواب الليبي على الأسماء.
وحول وضع الفريق أول خليفة حفتر بعد تولى حكومة وفاق وطنية، قال القويرى إن حفتر سبق أن صرح بأن الجيش لن يدخل في السياسة لأن وظيفته هي حماية الوطن فقط، وأن فكرة عزله من منصبه هذه من أحلام تنظيم الإخوان الإرهابي فقط، موضحا أن الشعب الليبي هو من عين حفتر وهو الوحيد الذى له الحق في إبقائه في منصبه أو عزله من المنصب.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية الليبية قامت بعمل ملفات للتنظيمات الإرهابية في ليبيا ومنها الإخوان، وأن وجه الاستفادة من هذه الوثائق هو عن طريق التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية في الدول العربية.
وأكد القويرى على أهمية دور وسائل الإعلام العربية في تدعيم الدور الوطني لدولهم والحفاظ على نشر الحقائق والابتعاد عن الشائعات التي من شأنها تضليل المواطنين.
وأهاب بالشعوب العربية عدم الانسياق وراء الأخبار غير الدقيقة التي ترد أحياناً على مواقع التواصل الاجتماعي التي لا يوجد عليها رقابة، موضحاً أن هذا الدور سيؤدى إلى انتهاء مصطلح "الجماعات المسلحة" في الوطن العربي.
مساعٍ فاشلة لحل الأزمة

كانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا قد أعربت عن بالغ قلقها إزاء تجدد أحداث العنف والاشتباكات المسلحة في جنوب البلاد.
ودعت اللجنة، إلى وقف فورى لأعمال العنف ووضع حد لها، مجددة دعوتها إلى ضبط النفس والاحتكام للعقل وعدم الانجرار خلف الصراعات القبلية والسياسية.
وطالبت اللجنة من مجالس الحكماء والشورى للقبائل الليبية بالعمل على وقف إطلاق النار وأعمال العنف بين أطراف النزاع المسلح، مؤكدة دعمها لكافة الجهود المحلية والوطنية الرامية إلى تحقيق السلام والمصالحة ووقف إطلاق النار وأعمال العنف.
وتسعى الأمم المتحدة إلي تشكيل حكومة وفاق وطني لعودة الأمن والاستقرار إلي ليبيا، فيما تعرقل هذه الخطوة ميلشيات فجر ليبيا الموالية للمؤتمر المنتهية ولايته.