الكنيسة وتجديد الخطاب الديني المسيحي
الأحد 02/أغسطس/2015 - 05:49 م
طباعة

ظل مصطلح تجديد الخطاب الديني الذي يتردد منذ سنوات، حكراً على القيادات الدينية الإسلامية في مصر، وارتبط أساساً بمؤسسة الأزهر، خصوصاً بعدما ألح الرئيس عبدالفتاح السيسي على شيخ الأزهر أحمد الطيب في طلب بذل مزيد من الجهود في هذا الإطار ضمن استراتيجية «مكافحة الإرهاب» ومواجهة انتشار أفكار متشددة عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.

لكن في الأيام الماضية ظهر أن قيادات كنسية مهمة في مصر التفتت هي الأخرى إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني المسيحي، إذ أعلن بطريرك الأقباط البابا تواضروس الثاني سعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى تجديد الخطاب الديني، فيما أكد رئيس المكتب الصحافي للكنيسة الكاثوليكية الأب رفيق جريش أن الخطاب الديني المسيحي يحتاج إلى تجديد.
وتأتي الدعوات المسيحية إلى تجديد الخطاب الديني، في وقت تُعلي الحكومة المصرية من شأن تلك المسألة في ما يخص الخطاب الإسلامي، لكن بدا أن السلطات غير راضية عن جهود الأزهر في هذا الصدد، إذ أكد السيسي مراراً أن الجهود التي تبذل في تجديد الخطاب الديني «ليست على قدر التحدي الموجود».
وعقد الأزهر ووزارة الأوقاف مؤتمرات عدة للبحث في تجديد الخطاب الديني، لكن من دون إجراءات على الأرض تبدو مؤثرة. ووسط هذا الصخب في شأن الخطاب الديني الإسلامي، أعلن البابا تواضروس في لقاء مع مئات الشباب نظمته وزارة الشباب ضمن ندوات تثقيفية، أن الكنيسة تسعى إلى تجديد خطابها.
وتحدث البابا عن «ضرورة تفعيل تجديد الخطاب الديني من خلال الندوات واللقاءات التي تُعقد مع الشباب المسيحي»، لافتا إلى أن «مصر دولة لها طبيعة خاصة، إذ تتميز بزيادة كتلتها السكنية من الشباب».
وربما حرص البابا على عدم إسباغ أبعاد سياسية على دعوته، فشدد على أن «الكنيسة المصرية حتى اليوم لم تعمل بالسياسة». وقال: إن «الكنيسة تعرف الوطن فقط وهو الأول في كل شيء»، محذراً من أن «الفتنة هي الخطر الذي يمكن أن ينفذ العدو من خلاله، وليس بالضرورة من خلال عمل عسكري، ولكن بفكرة لخلخلة العلاقات الخاصة بين المسلمين والأقباط في مصر».

ودعا الناطق باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر الأب رفيق جريش هو الآخر إلى «تجديد الخطاب الديني المسيحي»، وقال لـ «الحياة»: إن «البابا نفسه يطلب من الكهنة تغيير الخطاب الديني»، لافتاً إلى أن «هناك تشدداً مسيحياً وجماعات كنسية تتشدد ربما في أمور حياتية، وهناك جماعات أخرى متساهلة». لكن الدعوات إلى تجديد الخطاب الديني الإسلامي برزت مع إكساب الجماعات الأصولية عملياتها المسلحة بعداً دينياً، فانطلقت دعوات الحُكام للشيوخ بضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئة عن «الجهاد».
وقال الأب جريش: إن «تجديد الخطاب الديني لا يجب أن يكون سببه العمل المسلح فقط… هناك أفكار متشددة أو مجموعات متشددة تعتبر أنها تمتلك وحدها الحقيقة، وأنها هي فقط التي تعتنق المسيحية، وهذا يؤدي إلى رفض الآخر. أعتقد أن رفض الآخر أخطر من حمل السلاح. ألاّ اعترف بك كمسيحي أخطر من تهديدك بالسلاح».
ورأى أن «الخطاب الديني المسيحي في حاجة إلى تطوير في اتجاه الخطاب التعليمي المعلوماتي التثقيفي والفكري، وفي هذا الإطار يجب تمرين الكهنة على الجانب الوعظي». وقال: «أعتقد أن الكهنة يركزون على الطقوس، ودرجة التعليم الوعظي تكون أقل من الطقس. لا يجب أن نُعظم من الطقس لدرجة جعله إلهاً، على رغم أنه وسيلة للتعبير عن الإيمان، فضلاً عن أنه لا يجب أن يُنصب الإنسان نفسه قاضياً ويحكم على درجات إيمان الناس».
ولفت إلى أن «التجديد يجب أن يصل أيضاً إلى الخطاب الرخو المتساهل الذي يهدم الطقوس والتقاليد والروحانيات». وأضاف أن «التجديد يجب أن ينسحب أيضاً على مدارس الأحد والتعليم الكنسي، وأن يكون الخطاب دائماً منفتحاً وبعيداً من التعصب والانغلاق… يجب تعليم الشباب أنهم حين يتبعون كنيسة ما، فهم لا يمتلكون بالضرورة كل الحقيقة... هناك أيضاً أمر شكلي، إذ يجب تقليل فترة العظة. لا يجب أن تزيد العظة عن دقائق عدة، وأن تكون مباشرة، بدلاً من الإسهاب في الحديث الذي قد يُشتت المتلقي». ودعا مجلس كنائس مصر إلى «وضع معيار لما يجب أن يكون عليه الخطاب الديني النابع من فكر مستنير ووطني».

وكان لافتاً أن الحديث عن تجديد الخطاب الديني المسيحي تزامن مع إعلان البابا تواضروس توقف عظته الأسبوعية كل أربعاء للأقباط. وبرر البابا توقف العظة الأسبوعية بإجراء تجديدات معمارية في مقر البابوية في حي العباسية ستستمر ثلاث سنوات.
وربطت العظة الأسبوعية الأقباط بالكنيسة وحبرها على مدار أكثر من نصف قرن، منذ بدأها البابا الراحل شنودة الثالث في منتصف ستينات القرن الماضي بعد اختياره أسقفاً للتعليم، ثم استمر فيها بعد تنصيبه بطريركاً. واعتبر مراقبون ومعنيون بملف الأقباط أن توقف العظة الأسبوعية للبابا «يأتي في إطار تطوير الخطاب الديني المسيحي».

ورأى الباحث القبطي كمال زاخر في مقال نُشر في جريدة «الأهرام» التابعة للدولة، أن قرار البابا وقف عظته الأسبوعية «تفكير خارج الصندوق». وقال: «لا بد أن ندرك تداعيات الانتقال من مرحلة الثورة الصناعية إلى مرحلة الثورة التقنية في فضاءات الاتصال والمعرفة وما تفرضه من تغير في أدوات التعليم، ويصبح معها الوعظ التقليدي سيراً في عكس الاتجاه، فضلاً عن أن الشخوص والتجارب لا تستنسخ، ولكل عصر أدواته. نحن في لحظة الانتقال من الفرد إلى المؤسسة ومن المركزية إلى التفويض ومن المعلم الفرد إلى منظومة تعليم ترتبط برؤية وتنتشر في ربوع الوطن، وهو ما أدركه البابا تواضروس وامتلك شجاعة التفكير به خارج الصندوق».
بدايات التجديد والانحراف

ومن الجدير بالذكر أن دعوة البابا تواضروس لتجديد الخطاب الديني ليست هي الدعوة الأولى لهذا التجديد، فقد سبقه السيد حبيب جرجس، رائد النهضة القبطية في العصر الحديث في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، في النهوض بالكنيسة المرقسية في نواحي التعليم، إلا أنه وفي الوقت نفسه أنشأ مصطلح "الأمة القبطية"؛ حيث أصبح المصطلح موازٍ لمصطلح الأمة المصرية، ويجوز بالفعل تحديد الوطن بالأمة، بينما اصطلاح الدين في إطار أمة، مثل الأمة القبطية والأمة الإسلامية، إنما هي أمور تجعل الدين مؤطر، وهو الذي يُفترض أن يكون للعالم كله!! كما أن مصطلح كهذا يشمل أصحاب دين ما، في وطن يشمل أكثر من دين، إنما يؤكد عُزلتهم. إلا أننا نرى أن الاصطلاح، إنما جاء في لحظة ما، لمواجهة "الإرساليات" الغربية القادمة من الخارج، وبالتالي، كان مناسبًا لعصر معين، بينما لم يكن كذلك فيما بعد! لقد آمن البابا شنودة بتلك الدعوة: دعوة "الأمة القبطية" وضرورة إصلاح الكنيسة المصرية والخطاب الديني المسيحي، أيامها، لقد مثل هو تيار التجديد، ولكن هذا التيار حاد عن الهدف، عندما أُنشئت جماعة، تُدعى "جماعة الأمة القبطية" في أواخر سنة 1952 وقد سُجلت في وزارة الشئون الاجتماعية، لقد أكدت تلك الجماعة ضمن أهدافها، أهداف مشروعة للغاية، كانت: إصلاح شئون الكنيسة القبطية، نشر تعاليم الكتاب المقدس والتمسك بجميع أحكامه، تعليم اللغة القبطية وتاريخ الكنيسة والتمسك بعادات وتقاليد "الأمة القبطية".

أما الحث على إحلال اللغة القبطية محل اللغة العربية، فلم يكن بالطبع إلا خروج على الأمة المصرية وإسراف في التناول وتعصب في الرغبة بالخروج عن الإجماع الوطني! وكان شعار الجماعة "الإنجيل دستورنا والموت في سبيل المسيح أسمى أمانينا" ويتضح بالطبع، أنه الشعار المقابل لشعار جماعة الإخوان المسلمين! لقد أعلنت تلك الجماعة عن نفسها "بخطفها" للبابا يوساب الثاني في 1954، وإجبار الشباب القبطي الذي قام بذلك، إياه على التنازل عن كرسيه وتوقيعه على مطالبهم الإصلاحية!! ولتفكروا الآن معي، كيف سيكون الحال، لو أن مجموعة مماثلة من شباب الأقباط طالبوا بعزل البابا شنودة الذي أيد عزل البابا يوساب فيما بعد؟؟ ماذا عسى أن يحدث من قبل البابا اليوم لمن ينادي ويؤيد بعزله من الأقباط، كما فعل هو فيما يخص البابا يوساب؟ بالتأكيد ووفقاً لتاريخه في الكنيسة، سيشلحه، إن كان من الأكليروس (من يعمل بالنظام الكهنوتي الخاص بالكنيسة) أو سيحرمهم من التناول، لو كان من الأقباط العاديين في الشعب المصري.. هذا رغم أنه هو ذاته كان من التيار الإصلاحي في الماضي الذي طالب بعزل البابا يوساب!!! لقد عبر بعد ذلك، البابا شنودة عن اعتراضاته الشديدة حيال البابا كيرلس السادس، وكانت بينهم معارك فكرية كبيرة. ومرة أخرى، لو كان البابا شنودة محل البابا كيرلس وقتها والبابا كيرلس مكانه، لكان البابا شنودة شلحه لاعتراضه عليه، كما حدث مع "كل" معترض على رأيه منذ أن تولى شئون الكنيسة، ليصبح الآمر بأمره ومالك كل شيء في تلك المؤسسة، ويصبح هو صوت الإصلاح الوحيد، وما دونه لا يمكن سماعه! لقد تجسد هو في الكنيسة وتجسدت الكنيسة فيه، بحيث لا يمكن لشخص فيها أن يخرج عن رأيه، وكأنه المقابل السياسي، لأي ديكتاتور سياسي، يخرس ألسن وأصوات الإصلاح في أي دولة! لقد جلس البابا شنودة على الكرسي البابوي قُرابة 40 عاماً، وبالتأكيد استجدت ثقافة الأقباط وتغيرت الحياة كثيراً في تلك الفترة الكبيرة. وبالطبع، ليست مسألة الزواج والطلاق فقط، هما المشاكل الوحيدة داخل الكنيسة المرقسية، ولكن هناك الكثير من المشاكل التي يُعانيها الأقباط. أهم تلك المشاكل على الإطلاق، في كنف الوطن، هو رؤيتهم الدينية فوق مستوى رؤيتهم الوطنية، بحيث أصبح ولائهم الأول للكنيسة وفي القلب من الكنيسة للبابا شنودة، وليس لمصر كما يُزعم! فإن التعرض للمسيح عليه السلام، لا يؤثر كثيراً فيهم على عكس البابا شنودة التي أصبحت كلماته، أهم من الإنجيل للكثيرين منهم! وفي ظل هذا نجد أن تجديد الخطاب الديني المسيحي (وهو ليس تغيير للعقيدة المسيحية، ولكن خلق المرونة بها لتواكب العصر من منطلق النصوص)، أمر غاية في الصعوبة. إلا أن العمل على تجديد الخطاب المسلم، يجب وأن يواكبه تجديد في الخطاب الديني المسيحي، وإلا استمر الأقباط دوماً يشعرون بالاضطهاد. إن النجاح النسبي في تجديد الخطاب الديني الإسلامي، دون أي نسبة لنجاح التجديد بالخطاب الديني المسيحي بالتوازي، سيجعل الأقباط لا يشعرون بالتجديد المقابل؛ لأنهم سيستمرون في الشعور بالقهر والاضطهاد، لأنهم يتبعون الكنيسة، بأكثر مما يتبعون الوطن. وفي التعاملات مع الأقباط الذين يشعرون بمصريتهم أكثر من كنيستهم، رغم تدينهم، إنما لا تجد فرقاً بينهم وبين المسلمين على شاكلتهم فتشعر بانك تتعامل مع مصريين مسلمين، .. بل إن قضية الدين لا تطرأ إلا في مناقشات "توعوية" لمعرفة كل منا دين الآخر، مع احترامنا للدينين، ولكن كل من يتعامل من منطلق كونه ينتمي إلى دين ما بتشدد، إنما يحسب كل "صيحة" عليه!! إنه يصير حساس للغاية حيال كل كلمة وكل فعل. وهناك مثال مهم حيث إنه في مؤتمر الأقباط الذي دعا له البابا شنودة يوم 17 يناير 1977، للرد على الأزهر في ندائه بتطبيق حد الردة (وهو ما نرفضه جميعا حيث تم إثبات في أكثر من موضع أنه لا وجود لحد الردة) قال في نص بيانه: "إن المجتمعين وضعوا نصب أعينهم الإيمان الراسخ بالكنيسة القبطية وتضحيات شهدائها، والأمانة الكاملة للوطن المفدّى الذي يمثل الأقباط أقدم وأعرق سلالاته، حتى إنه لا يوجد شعب في العالم له ارتباط بتراب أرضه وبقوميته مثل ارتباط القبط بمصر العزيزة"!! وبالطبع فإن رؤية الكنيسة للأقباط وكأنهم "أكثر" انتماء ممن دونهم بهذا الوطن "من المسلمين"، يُعد رؤية ذاتية "عنصرية" مبالغ فيها من قبل الكنيسة، لها دلالات كثيرة، لن نخوض فيها، حتى لا نزيد الطين بلة! لقد عملت الكنيسة المصرية وفقاً لرؤية وبرنامج إصلاحي من قبل شخص واحد على مدى السنوات من 1971 وحتى اليوم، ولم يُتح لبقية رجال الأكليروس أو للمسيحيين المصريين، في مجموعهم، المساهمة في التجديد؛ مما جعل الكنيسة، دولة أخرى داخل الدولة، ذات رئيس مشابه للزعماء التاريخيين، الذين ينظر إليهم التابعين لهم، وكأنهم لا يأتيهم الباطل من بين يديهم ولا من خلفهم!! هذا رغم أنه كان مسئولاً عن الكثير، منذ أحداث الخانكة 1972 وحتى يوم وفاته؛ لأنه دخل الكنيسة بأجندة "مُسيسة"، هي أجندة "جماعة الأمة القبطية" ورؤيتها للإصلاح، وفقاً لمرحلة بعيدة وغير متوافقة مع حال اليوم ولا 1971 وما بعدها، أو مع حال الشباب القبطي الذي تطور مع الزمن، ويرى فيمن يساهم في تفرقته عمن يحيا معهم، الشر! لقد عملت الكنيسة كثيراً بعيداً عن النص، ووفقًا لرؤية البابا ومشاعره، عندما حرمت أُناس، اختلف معهم البابا، مثل نظمي لوقا؛ لأنه كتب كتابًا مدح فيه الرسول محمد- عليه الصلاة والسلام- وموسى صبري؛ لأنه كان ذا ولاء لرئيس الجمهورية، وكأن الرسالة كانت، "فليختلف الأقباط عمن سواهم من مصريين ولا يمدحوا مقدسات المسلمين ولا يكون ولاؤهم الأول للشرعية الدستورية بالبلاد"، بينما يحل ذلك في إفطارات رمضان التي تُدعى بإفطارات "الوحدة الوطنية"، والتي تعكس لنا الكاميرات كم كان نفاقها، بشكل لا يمكن أن يفوت على أحد!

يجب أن يعمل الأقباط على تجديد الخطاب الديني المسيحي، بحيث يزيد انتماؤهم لمصر بعيداً عن التمثيليات المملة، ولكي يبعدوا عن الشعور بالاضطهاد، الذي لن يروه طالما شعروا بمصريتهم أكثر من أي شيء آخر!! عليهم النظر في قوانينهم السابقة في المجامع المسكونية الماضية التي كانت أكثر تطوراً من "إصلاح" البابا شنودة الذي أخذ الكنيسة إلى عصر الشعور بالاضطهاد ويُعلن لهم كما قال بعضهم، بأن "عصر الاستشهاد قادم" (الاستشهاد المسيحي غير الاستشهاد المسلم، بحيث يُشعر البابا المسيحيين المصريين أن المسلمين المصريين، سيقتلونهم ليصبحوا شُهداء)، مُفتتاً بذلك "الأمة المصرية"، التي لا يعلوها شيء ولو كره الكارهون!
يا مسيحيو مصر لا تعتكفوا كما كان يفعل البابا شنودة للي الأيدي! ولا تنضموا إلى جماعة خارج سياق الوطن، كما فعل، ولتعودوا إلى مصر وإن كان لزاماً الإصلاح فانتهجوا نهجه كما فعل هو ضد البابا يوساب الثان وبالتالي، فانتم غير مطالبين بنهج آخر، غير نهج البابا شنودة نفسه، جددوا الخطاب الديني المسيحي يا مسيحيي مصر! إن الإصلاح لديكم هو الحل حتى نخرج من النفق المظلم الخاص بالاضطهاد وتصبح مصر موحدة بشعبها دون تفرقة بالفعل.. فإن لم تفعلوا، فلا تشكوا بعد ذلك من دولة تريد لكم "الخلاص" فترفضونه، وكأنكم عصفور فُتح له باب القفص، ولكنه اعتاد البقاء خلف القضبان!