مع النفط والآثار.. القمح مصدر جديد لتمويل "داعش"

الأحد 02/أغسطس/2015 - 09:35 م
طباعة مع النفط والآثار..
 
أصبح القمح احد اهم موارد تنظيم الدولة داعش" الاقتصادية الي جانب البترول وتجارة الاثار، فتنظيم الدولة يسيطر علي انتاج القمح في سوريا والعراق وفقا للمناطق التي تقع تحت نفوذه.

مخزون القمح

مخزون القمح
في هجوم تنظيم "داعش" الكاسح شمالي العراق في يونيو 2014، سيطر مقاتلوه على مخزون القمح في محافظتي نينوي وصلاح الدين، اللتين تنتجان أكثر من ثلث إنتاج القمح و40 بالمئة من إنتاج الشعير في البلاد.
وتشمل منطقة سيطرة التنظيم المتطرف مخازن الحبوب في المنطقة، أي شمال العراق وشمال شرق سوريا، بحسب الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية "الفرنسي" وكاتب "الجغرافية السياسية للقمح" سيباستيان أبيس.

200 مليون دولار.

واستولى تنظيم "داعش"  على أكثر من مليون طن من القمح، أي "خُمس الاستهلاك السنوي في العراق" بحسب "جان شارل بريزار" الخبير في تمويل الإرهاب، وفي سوريا سيطر الجهاديون على 30 %من إنتاج القمح في منطقتي الرقة ودير الزور الخاضعتين لهما بحسب الخبير، كما أنهم يسيطرون على 75% من إنتاج القطن الذي كانت سوريا من كبار مصدريه قبل اندلاع الحرب.
وكما الحال في أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يشكل الخبز أساس التغذية في العراق وسوريا اللذين يستوردان القمح بالإضافة إلى إنتاجهما المحلي.
ولم يفوت الجهاديون الفرصة، فمن جهة "نقلوا الكثير من قمح العراق إلى سوريا لصنع الطحين وبيعه"، ومن جهة أخرى، أقدموا على بيعه إلى خارج منطقة سيطرتهم كما فعلوا بالنفط، وعلى الأخص "عبر الحدود التركية" بحسب بريزار.

وتابع الخبير أن ذلك أمن لهم أرباحا توازي نحو 200 مليون دولار سنويا، ولو أن الكميات تبقى ضئيلة مقارنة بالتبادلات العالمية لهذا النوع من الحبوب الأكثر زراعة حول العالم.

أداة للتحكم

أداة للتحكم
ويرى مراقبون أن سيطرة تنظيم "داعش" على القمح، يمثل أداة للسيطرة على المواطنين في مناطق نفوذه مع سيطرة على الخبز، فتنظيم الدولة يعمل على كسب رضا السكان عبر القمح، حيث بادر التنظيم المتطرف إلى توزيع الخبز مجانا أو بأسعار متدنية جدا في المناطق التي سيطر عليها.
لكن بعد فترة بدأت الحرب تشكل "خطرا كبيرا على الأمن الغذائي في المنطقة" بحسب أبيس الذي أضاف "أن الإنتاج بدأ يتراجع بالرغم من تعذر تحديد الأرقام"، سواء في سوريا أو العراق.
وذكر الباحث أن الحروب تدمر المزروعات وتبعد اليد العاملة اللازمة للعمل في الحقول. وأشار بريزار بدوره إلى أن ضربات التحالف الدولي بقيادة أمريكية تعرقل عمليات التخزين والنقل، ولو أنها تتجنب -عن قصد- حقول القمح.

سلاح فعال

سلاح فعال
ومؤخرا، أعلنت الأمم المتحدة أن حوالي 10 ملايين سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي، أي تقريبا نصف عدد السكان.
وأوضح آنذاك مسئول في منظمة الأغذية والزراعة (فاو) أن "القطاع الزراعي (السوري) دمره النزاع. لذلك من الضروري أن تقدم الجهات المانحة مساعدة طارئة كي يتمكن المزارعون من العمل في موسم زرع الحبوب المقبل الذي يبدأ في أكتوبر".
ففيما ينعم التنظيم الجهادي حاليا "باستقلالية" على مستوى مخزون القمح، "لن تكفي سيطرته على الموارد الطبيعية لضمان استمراريته" على ما توقع الخبير في تمويل الإرهاب بريزار.

البترول والآثار

البترول والآثار
إضافة إلى القمح، أعلن مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشئون مكافحة تمويل الإرهاب دانيال غليزر أن تنظيم “داعش” يحصل على 40 مليون دولار شهريا من بيع النفط المستخرج من المناطق التي يسيطر عليها.
وأوضح غليزر خلال مشاركته في منتدى للأمن في ولاية كولورادو أن “كنزا” حقيقيا من المعلومات الخاصة بتمويل تنظيم “داعش” تم الحصول عليه بعد القضاء على أبو سياف قائد المجموعة المسؤولة عن تجارة النفط والغاز شرق سوريا في مايو الماضي، مشيرًا أيضا إلى أن مسلحي تنظيم “داعش ” يتقاضون 1000 دولار شهريا.
ولفت المسؤول المالي الأمريكي إلى أن تنظيم “داعش” وضع يده بعد سيطرته على الموصل في يونيو عام 2014 على سيولة نقدية تتراوح بين 500 مليون دولار إلى مليار دولار.
كما أكد أثريون وخبراء بمكافحة جرائم الفنون، أن تنظيم داعش الإرهابي باع أكثر من 100 قطة أثرية منهوبة من سوريا والعراق، موضحين أن تلك القطع جرى تهريبها إلى المملكة المتحدة.
صحيفة واشنطن بوست ذكرت أن تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا يستطيع جمع مزيد من الأموال من خلال بيع القطع الأثرية النادرة لمهربي الآثار في بريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية، موضحة أن تلك القطع تتضمن نقوداً ذهبية وفضية تعود للعصر البيزنطي، فضلا عن قطع فخارية وزجاجية رومانية تصل قيمتها إلى مئات الآلاف من الدولارات.

شارك