"الحوثي" يقر بالهزيمة في عدن.. و"بحاح" يؤكد استمرار الحرب
الأحد 02/أغسطس/2015 - 10:17 م
طباعة

أقر زعيم جماعة الحوثيين "أنصار الله"، عبدالملك الحوثي بهزيمة جماعته في عدن واعتبرها "تمرين" لجماعته، فيما هاجم الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، لسلفه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، فيما أكد بحاح على تحرير اليمن من الحوثيين وقوات صالح.
إقرار بالهزيمة

أقر زعيم جماعة الحوثيين "أنصار الله"، عبدالملك الحوثي بهزيمة جماعته في عدن واعتبرها "تمرين" لجماعته، معلنا ترحيب جماعته بالحلول السياسية من أي طرف "محايد" عربي أو دولي، مؤكدا أن "الحل السياسي مازال متاحا"..
وقال الحوثي في كلمة مسجلة بثتها قناة "المسيرة" المملوكة للجماعة إن "الحلول السياسية في البلد متاحة وممكنة ونحن نرحب بكل جهد ومسعى في هذا السياق من أي طرف من الأطراف العربية المحايدة أو الأطراف الدولية".
واتهم الحوثي المملكة العربية السعودية ودولة الامارات بتجنيد المرتزقة في قتال الشعب اليمني، والعمل على احتلال اليمن بحجة اعادة "الشرعية".
ووجه الحوثي نداء الى مقاتليه ومن سماهم بـ"الاحرار" إلى التحرك في إطار خيارين هما؛ تعزيز الجبهة الداخلية والخيارات الاستراتيجية في مواجهة ما وصفه بـ"العدوان".
وجدد الحوثي، الذي بدا في خطابه مهزوزا وفاقدا شيء من وزنه، التأكيد على أن جماعته تخوض معركة "استقلال" اليمن.
كما اتهم الحوثي السعودية بالعمل على خداع "الجنوبيين" من الحراك وغيرهم، والعمل على استهدافه بأسلوب الخداع والتضليل، محذرا المملكة من إعاقة فريضة "الحج" على أبناء اليمن.
فيما هاجم الرئيس السابق رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح، الرئيس عبدربه منصور هادي، مؤكدا أنه لن له مكان في اليمن" مطالباً بمحاكمته دولياً. واتهم صالح في حوار مع صحيفة "هافينغتون بوست" الأمريكية، المملكة العربية السعودية بمعاداة الشعب اليمني وإيواء من حاولوا قتله في السابق. وبرر استهداف الحوثيين للأراضي السعودية بالصواريخ أنه في إطار "الدفاع عن النفس"، وأكد صالح أن العلاقات بينه وبين مسؤولين أمريكيين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي لا زالت قائمة، لكنه اعتبر أن الحل في اليمن لن يكون إلا في إطار الأمم المتحدة وحوار بين الأطراف اليمنية برعاية روسية، وأشارت صحيفة "هافينغتون بوست" الأمريكية، أن صالح حرص على التفريق بين الموقف من النظام السعودي الذي اعتبره يقود حرباً عدوانية ضد بلاده، وبين الموقف من حلفائه المصريين والإماراتيين. وتتهم السعودية الرئيس السابق علي عبدالله صالح بمساعدة الحوثيين في السيطرة على العاصمة صنعاء، والتحالف معهم في الحرب على المحافظات الجنوبية.
الوضع الميداني

وعلى صعيد الوضع الميداني، وصلت واحدة من اللجان الشعبية والقوات الجيش الموالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هدي، على رأس قوة مدرعة كبيرة إلى حدود قاعدة العند بمحافظة لحج.
و شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية،13 غارة على مواقع للمسلحين للحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح المساندة لهم في محافظتي عدن ولحج جنوب اليمن.
واستهدفت الغارات المنطقة الحمراء والمدينة الخضراء التابعتين لمحافظة عدن، في حين قصف طيران التحالف قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج ومنطقة صبر التابعة لها.
ذكر نشطاء يمنيون في عدن، أن التحالف العربي بقيادة السعودية، عزز عناصر اللجان الشعبية والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، اليوم الأحد، بآليات عسكرية جديدة ومعدات ثقيلة.
ونشر النشطاء اليمنيون صورا لمعدات عسكرية، ألقتها قوات التحالف عبر موانئ محافظة عدن شملت دبابات "لوكلير" المتطورة وناقلات جند ومدرعات، فضلا عن سلاح متوسط وخفيف.
وأوضح النشطاء أن التعزيزات العسكرية الجديدة تم إرسالها من ميناء عدن إلى محافظتي أبين ولحج، جنوب البلاد، لافتين إلى أنها ستسهم في تعزيز جبهات القتال للقوات الموالية للحكومة هادي واللجان الشعبية، في مواجهة مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية لهم.
صراع الحدود

عاد التوتر إلى المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية عبر مواجهات واشتباكات بين المقاتلين الحوثيين وعناصر الجيش السعودي.
وحسب مصادر يمنية وأخرى سعودية فقد شهدت الأسابيع الماضية وصول تعزيزات من الحوثيين وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى مناطق قرب الحدود، وتحديدا في محافظتي حجة وصعدة.
وذكرت المصادر تنفيذ العديد من الهجمات بالقذائف الصاروخية والمدفعية قوبلت بضربات مكثفة من قبل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، ما تسبب في إلحاق خسائر في المعدات والمقاتلين.
وفي المقابل، أعلنت السعودية عن أعلى معدل ضحايا خلال الفترة الأخيرة هو 4 قتلى و8 جرحى من حرس الحدود، سقطوا بمقذوفات من الجانب اليمني في جيزان ومحافظة ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير.
على صعيد آخر، ذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن عناصر الجيش بالتعاون مع اللجان الشعبية الموالية لصالح تمكنوا من السيطرة على الموقع العسكري السعودي وادي جارة بالخوبة وأحكموا السيطرة عليه، كما اقتحموا قلل الفخيذة الواقعة خلف موقع "الأم بي سي".
وقال مصدر عسكري إنه تم إطلاق 11 صاروخا من طراز 107 على منطقة غرف الشيخ بجيزان وعدد من القذائف باتجاه مناطق العين ومصنع الإسمنت وأم شيح وقزع والدخان وخط المعطن في جيزان.
وأشار إلى أن مدفعية الجيش واللجان الشعبية دكت موقع عليب العسكري في ظهران عسير بأكثر من 20 قذيفة ما أدى إلى احتراق مخزن أسلحة وآلية عسكرية وإصابة عدد كبير من الجنود السعوديين.
الوضع الإنساني

فيما قال نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة خالد بحاح، ان الانتصارات المحققة في عدن على اهميتها ستكتمل بتحرير بقية محافظات الجمهورية اليمنية وخاصة العاصمة صنعاء. وأضاف في بيان صحفي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" عقب زيارته لمدينة عدن : أكثر من عشرين مليون إنسان يفتقرون للمياه النظيفة ، بالإضافة إلى أكثر من مليون أنسان مشرد من منازلهم، ولهذا فان الحكومة وهي أمام هذه المسؤولية التاريخية الاستثنائية تولى برامج التأهيل و إعادة الاعمار والبناء لكل المناطق المنكوبة والمتضررة في جميع أرجاء البلاد أهمية متساوية وعاجلة، واعتبر أن نحو 20 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة الانسانية الطارئة ، و 15.2 مليون لا يجدون سبيلا للوصول إلى الرعاية الصحة الاولية. وأشار بحاح في بيانه الصحفي إلى ان الحكومة على دراية كاملة بالأوضاع المأساوية التي تمر بها اليمن جراء هذه الحرب التي وصفها بالعبثية، وأكد على مسئولية الحكومة في تقديم الرعاية الكاملة لأسر الشهداء من افراد المقاومة ومنتسبي الجيش الوطني وان علاج الجرحى في مقدمة المهام الآنية والمستعجلة لها، ووعد بحاح بتعزيز قدرات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من اجل وضع نهاية سريعة لما تقوم به مليشيات الحوثي وصالح في مختلف محافظات الجمهورية وان الحكومة ستشرع من الان على وضع اللبنات الأولى لإعادة تأسيس قوات الجيش والأمن وفقا لأسس وطنية ولن يكون هناك إقصاء لأي فرد في الامن والجيش الا من اختاروا لأنفسهم طريقا آخر بعيدا عن الالتزام بسلطة الدولة والشرعية الدستورية.
المشهد اليمني
مع إقرار زعيم الحوثيين بالهزيمة في اليمن، وتأكيد نائب الرئيس اليمني على الاستمرار في تحرير البلاد من مليشيات الحوثي والقوات الموالية له، وفي ظل التغيرات القائمة علي الأرض لصالح حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، يبدوا ان الحرب سيبقى عنوان المرحلة، في ظل تراجع حظوظ الحل السياسي.