أحمدي نجاد.. متشدد في ثوب سياسي
الأربعاء 04/مايو/2022 - 10:05 ص
طباعة
حسام الحداد
تولى أحمدي نجاد منصب رئاسة بلاده مرتين، وكانت إيران شهدت حركة احتجاج واسعة أثناء إعادة انتخابه في يونيو2009.
أحمدي نجاد
محمود أحمدي نجَاد هو أستاذ جامعي وسياسي إيراني، أصبح عمدةً لبلدية طهران ثم رئيسًا لجمهورية إيران الإسلامية، وهو الرئيس السادس للجمهورية الإيرانية.
ولد محمود أحمدي نجاد يوم 28 أكتوبر 1956 – (ل ۱۳۳۵ در آرادان گرمسار ) في قرية أردان التابعة لمدينة "كرمسار" الواقعة على بعد 90 كلم من العاصمة طهران، وكان ترتيبه الرابع من بين سبعة أطفال لأسرة متواضعة.
عمل والده مدرسًا للقرآن وحرفيًّا في عدة مهن أبرزها البقالة والحلاقة قبل أن يمتهن الحدادة، وانتقلت أسرته في سنوات عمره الأولى إلى مدينة طهران.
يقيم نجاد في ضاحية طهران الشرقية التي تدعى نارماك، والتي يقطن فيها نجاد في منزله معظم أيام الأسبوع العائلي الذي يتشاركه مع اثنين من أولاده المتزوجين، ويمسك نجاد بطلبات مكتوبة بخط اليد، في الوقت الذي يصطف فيه الرجال والنساء في الشارع، خلف حاجز حديدي منخفض، في مشهد يعيد إلى الأذهان التقليد العريق الذي يتمثل بإصغاء الحاكم الحميد لشكوى الفقراء.
دراسته
تلقى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في العاصمة طهران، ثم التحق بجامعة العلوم والتقنيات حيث درس الهندسة المدنية.
حصل الرئيس الإيراني على درجة ماجستير العلوم من جامعه طهران في عام 1986. وعمل بها كمحاضر في عام 1989، وفي عام 1997 حصل على درجة الدكتوراه في الهندسة المدنية وتخطيط النقل المروري.
عقيدته
ويؤمن الرئيس أحمدي نجاد ـ شأنه شأن أي شيعي إمامي إثني عشري- بعقيدة المهدي المنتظر، كما يؤمن بعودته وظهوره، وهو ليس أول من قال: إن الثورة الإسلامية في إيران تعد من العوامل الأساسية التي تمهد لعودة المهدي وظهوره.
ويكثر نجاد في خطبه وكلماته من الحديث عن المهدي المنتظر وعن عودته وظهوره. فقد ضمن الرئيس أحمدي نجاد خطابه الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دعاءً لله بأن يعجل بظهور المهدي، فقال: "اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر، واجعلنا من أعوانه وأنصاره".
وفي الكلمة القصيرة التي وجهها الرئيس الإيراني إلى الشعب الإيراني بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية التاسعة، أشار إلى المهدي المنتظر ثلاث مرات، حيث استهل كلمته بعد البسملة بالدعاء السابق.. (و) أهدى الحضور الحماسي العظيم والمخلص من جانب المواطنين في الجولتين الانتخابيتين إلى ولي العصر (المهدي المنتظر).
وفي نهاية كلمته أعلن عن أمله في أن يحظى بفضل الله وعنايات المهدي المنتظر. كما أنه قال في كلمته التي ألقاها أمام خطباء الجمعة من مختلف أنحاء إيران وفي مناسبات أخرى: "إن المهمة الرئيسية لثورتنا هي تمهيد الطريق لظهور الإمام المهدي؛ لذلك يجب أن تكون إيران مجتمعاً إسلامياً قوياً ومتطوراً، حتى تصبح نموذجاً تحتذي به جميع الشعوب، وتستحق في النهاية أن تكون ميداناً لظهور إمام الزمان (المهدي المنتظر). وقال في مناسبة أخرى: "نحن مسئولون عن إقامة مجتمع نموذجي في إيران حتى يكون هذا مقدمة لحدوث هذا الحدث العظيم (ظهور المهدي)، ومنطلقاً لإقامة حكومة العدل الإسلامية العالمية".
ويعتبر نجاد من أتباع "الجتية"، وهي جماعة إيرانية "شيعية" متشددة، تدعي أن ظهور الفوضى، ونشر الفساد، والإفساد في الأرض من الأسباب المعجلة لظهور صاحب الزمان" المهدي المنتظر"- بحسب المعتقد الشيعي.
وفي رمضان الماضي، قال أحمدي نجاد: "يجب على الشعب الإيراني أن يضع يده بيد الإمام المهدي"، مضيفا: "لسنا وحدنا من يحاول تتبع الإمام المهدي، بل إن كافة الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية سبقتنا بخطوات عديدة للبحث عن مكان الإمام المهدي، وموعد ظهوره".
وأضاف نجاد أن "البحوث والدراسات التي كتبت وأنتجت في الجامعات الأمريكية عن الإمام المهدي، تعادل أضعاف البحوث والدراسات التي كتبت عن المهدي في الحوزات الشيعية في قم والنجف".
وأوضح أحمدي نجاد خلال كلمته أن "الاستخبارات الغربية التقت بالعديد من الشخصيات الإسلامية التي تلتقي بالإمام المهدي سرا، وفرغت كافة المعلومات التي تمتلكها هذه الشخصيات عن الإمام المهدي وأصبح ملف الإمام جاهزًا لاعتقاله".
الثورة الإيرانية
يحسب أحمدي نجاد على تيار المحافظين ويصفه منتقدوه بأنه محافظ متشدد، ويؤكد هو في مدونته أنه أعجب منذ صغره بالفكر الخميني.
انضم أحمدي نجاد الأستاذ الجامعي المنتمي للطبقة الفقيرة، إلى مكتب المجلس المركزي لاتحاد الطلبة الإسلامي (OCU)، وهي منظمة وضعت لمنع الطلاب من التعاطف أو التحالف مع مجاهدي خلق، ومن مؤسسي الجمعية الإسلامية للعلوم والتكنولوجيا.
شارك في الحرب العراقية الإيرانية متطوعًا في مجال الهندسة القتالية، وانضم صفوف الحرس الثوري الإيراني؛ حيث تدرج في المراتب حتى وصل إلى مرتبة قيادية.
بعد الحرب العراقية الإيرانية بدأ أحمدي نجاد عمله السياسي، كانت أولى مناصبه السياسية، تعيينه كحاكم لمقاطعتي ماكو وخوي في محافظة أذربيجان الغربية خلال الثمانينيات. ثم أصبح مستشارًا للحاكم العام لمحافظة كردستان لمدة عامين. وخلال دراسته للدكتوراه في طهران، عين حاكمًا عامًّا لمحافظة أردبيل في عام 1993، حتى استبعده محمد خاتمي في عام 1997، فعاد أحمدي نجاد بعد ذلك إلى التدريس.
عينه مجلس بلدية طهران رئيساً للبلدية في عام 2003، وهو ما مثّل انعطافًا نحو التيار الديني المتشدد على عكس الاتجاهات الإصلاحية للرؤساء المعتدلين السابقين.
ويعد نجاد من مؤسسي رابطة الأنفاق في إيران، وعضوًا في رابطة المهندسين المدنيين في إيران، وعضوًا في أول لجنة مركزية للرابطة الإسلامية لطلاب الجامعة في جامعة العلم والصناعة في إيران، وعضوًا في أول لجنة مركزية لاتحاد الرابطات الإسلامية لطلاب الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في البلاد.
رئيس إيران 2005
رشح الدكتور محمود أحمدي نجاد نفسه لانتخابات الرئاسة في إيران سنة 2005 ميلادي. وقد تنافس مع ستة مرشحين آخرين لهذا المنصب. بعكس غيره فقد كانت حملته الرئاسية متواضعة جداً بدون تجمعات انتخابية خطابية أو لوحات دعائية كبيرة. واعتمد بشكل رئيسي على أتباعه في تلك الحملة دون مبالغة في عملهم.
حصل أحمدي نجاد على 62% من الأصوات في انتخابات الإعادة التي جرت أمام أكبر هاشمي رفسنجاني. وقلده المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الرئاسة في 3 أغسطس 2005. فقبّل أحمدي نجاد يد خامنئي خلال الاحتفال لإظهار ولائه.
لم يكن أحمدي نجاد معروفًا على نطاق واسع عندما دخل حملة الانتخابات الرئاسية. بالرغم من كونه عضوًا في الجمعية الإسلامية للمهندسين، ولكن الدعم السياسي الرئيسي له كان من تحالف بناة إيران الإسلامية (ائتلاف ابداجران الإسلامي أو المطورين).
وكانت تصريحات أحمدي نجاد متباينة حول خططه الرئاسية، ربما لجذب كلا من التيارات الدينية والطبقات الفقيرة. فكانت حملته تحت شعار: "أنه أمر ممكن، نستطيع أن نفعلها".
انتخابات2009
أعاد الكرة وترشح لفترة رئاسية ثانية في يونيو 2009 مدعومًا بتزكية المرشد، ففاز على منافسه الإصلاحي مير حسين موسوي.
في يونيو 2009، أعلن فوز محمود أحمدي نجاد بالانتخابات الإيرانية، بعد حصوله على 63% من أصوات الناخبين، وتفوقه على المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي رئيس الوزراء الأسبق، والذي حصل على 33.8%، ومحسن رضائي أمين عام مجمع تشخيص مصلحة النظام رئيس الحرس الثوري الأسبق، الذي حصل على 1.7%، والشيخ مهدي كروبي رئيس مجلس الشورى الأسبق الذي حصل على 0.9% وفقًا للنتائج الرسمية لوزارة الداخلية.
فبمجرد إعلان النتيجة وفوز التيار المحافظ اندلعت في المدن الإيرانية الرئيسية موجة عارمة من الاحتجاجات والمظاهرات قادها موسوي، بمعاونة رضائي وكروبي؛ حيث رفض موسوي النتائج وأكد أنها مزورة، وأعلن نفسه الفائز بالانتخابات، ونظمت مظاهرات كبرى أمام السفارات الإيرانية في تركيا ودبي وباريس وبرلين ولندن وروما وسيدني وفيينا ولاهاي.
وسقط العشرات من القتلى والجرحى في حمى المظاهرات، والتي اعتمد فيها اللون الأخضر كرمز للاحتجاج، وكان أبرز القتلى الشابة «ندا أغا سلطان» على يد قوات الحرس الثوري في 20 يونيو، وأصبحت رمزًا للاحتجاجات الإيرانية. وتم اعتقال المئات من المعارضين والمسئولين الإصلاحيين ومحاكمتهم وعلى رأسهم محمد علي أبطحي، عبد الله رمضان زاده، بهزاد نبوي، محسن أمين زاده، محسن مير دامادي، ومحمد عطار يانفار.
واتهمت السلطات الإيرانية الدول الغربية، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا بدعم حركات الاحتجاج، وعلى إثر ذلك اعتقلت عددًا من الأجانب في طهران بتهمة المشاركة وتأجيج المظاهرات. لكن ومع استمرار الضغوط أعلن مجلس صيانة الدستور في 16 يونيو قيامه بفرز جزئي للأصوات للتحقق من الاتهامات بالتزوير، وخلص في 29 يونيو إلى فوز نجاد، وتم التصديق على ذلك من قبل البرلمان الإيراني في الخامس من أغسطس2009.
تدخل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في الأزمة ودعواته للإيرانيين للتوحد وراء أحمدي نجاد الذي وصف انتصاره بأنه «تقييم إلهي»، لم يسفر عن أي نتيجة سوى المزيد من القمع ضد المعارضين، واستمرت تداعيات الأزمة في التضخم إلى وقتنا الراهن حتى صارت ككرة الثلج، بل وصل الأمر إلى قيام متظاهرين بكسر أحد المحرمات السياسية الإيرانية، وأحرقوا صور الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية والمرشد الحالي علي خامنئي في ذكرى يوم الطالب أوائل ديسمبر2009، ووصف المتظاهرون الرئيس أحمدي نجاد بـ«الدكتاتور» وهتفوا: «الموت للطاغية.. سواء كان الشاه أو الزعيم».
كما تجددت الاشتباكات بين الشرطة وأنصار المعارضة مرة أخرى قبل حفل تأبين المعارض الأبرز، أحد كبار المراجع الشيعية آية الله حسين علي منتظري، الذي توفي في 19 ديسمبر 2009، وكان من أشد المنتقدين للرئيس نجاد واتهم حكومته بممارسة الدكتاتورية.
وفي أعقاب المظاهرات الإيرانية التي أطلق عليها الحركة الخضراء، طالب ممثل الولي الفقيه في الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، في مؤسسة الشهيد حجة الإسلام محمد حسين رحيميان بإعدام زعماء الإصلاح مير حسين موسوي ومهدي كروبي والرئيس السابق محمد خاتمي، وقال: إن القرآن يؤيد إعدامهم وبأبشع الطرق باعتبارهم "رءوس الفتنة".
وكان رحيميان معاونًا لمهدي كروبي ممثل الإمام الخميني الراحل في مؤسسة الشهيد، وقد نادى، بإنزال عقوبة الإعدام بكروبي وبمير حسين موسوي والرئيس السابق محمد خاتمي وسماهم "رءوس الفتنة"، بعد مظاهرات محسوبة في طهران ومدن إيرانية أخرى.
بعد الرئاسة
وبعد انتهاء فترته الرئاسية الثانية عُيِّن أحمدي نجاد، في 5أغسطس2013، عضواً في مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يُعد أعلى هيئة للتحكيم السياسي في إيران، بعد ثماني سنوات مضطربة في الرئاسة.
وقد أعلن تعيينه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الرجل الأول الفعلي في البلاد، بعد يومين على تولي روحاني المعتدل مهام منصبه.
ويقضي دور مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يهيمن عليه المحافظون، بتقديم المشورة إلى المرشد الأعلى الذي يعيّن مباشرة كل أعضائه، والمكلفين أيضاً بحل المشاكل التشريعية بين مجلس الشورى ومجلس صيانة الدستور.
كما عاد للتدريس في جامعة طهران، وتشير تقارير صحفية إيرانية إلى أنه يستعد لخوض الانتخابات الرئاسية في 2016.
اتهامات بالفساد
ويواجه «أحمدي نجاد» بالفعل مجموعة من الاتهامات عن الفترة التي قضاها في المناصب العامة، وكلها تتصل في الغالب حسب ما تقوله وسائل الإعلام المحلية بعدم اتباع الإجراءات الحكومية السليمة. واستدعته محكمة في أواخر عام 2013 للاستماع إلى أقواله لكنه لم يحضر.
وسئل «محسني ايجي» المتحدث باسم القضاء، في مايو، عن الملف القانوني لـ«نجاد»، فقال «في الوقت الحالي هذه المسألة يجري متابعتها وستتوقف المدة على النائب العام».
في أواخر يناير2015 قضت محكمة بسجن نائب سابق للرئيس المحافظ السابق «محمود أحمدي نجاد» بتهمة الاختلاس؛ ما أثار عاصفة من الادعاءات التي كانت سببا لتكهنات تقول الآن: إن «أحمدي نجاد» نفسه قد يواجه اتهامات.
وقال «عباس ميلاني» مدير برنامج الدراسات الإيرانية بجامعة ستانفورد: «إذا اتخذوا خطوة ضد أحمدي نجاد، فلن يكون الأمر أنه قد يكشف عن المزيد من الوثائق- وهو الذي هدد فعلا بذلك في كثير من الأحيان- بل إن الناس سيبدءون في نهاية المطاف في التساؤل عمن يقف وراءه».
وقال في إشارة إلى الحرس الثوري أقوى قوة عسكرية في إيران: «وكلنا نعلم أن الاجابة عن ذلك السؤال هي آية الله خامنئي والقيادة العليا للحرس الثوري».
ووجهت وسائل إعلام محلية لـ«أحمدي نجاد» سؤالا في فبراير الماضي عن اتهامات الفساد. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عنه قوله: «توجد إجابات لكن الآن ليس هو الوقت المناسب».
النووي الإيراني
يعتبر الملف النووي أحد أبرز ملفات السياسة الإيرانية، التي تولاها أحمدي نجاد، خلال فترتي رئاسته، إن لم يكن الأكثر أهمية على الإطلاق، وأصر على أن يكون مخصصًا للأغراض السلمية. وقد أكد مرارًا على أن صنع قنبلة نووية ليست من سياسة حكومته.
ويقول: إن مثل هذه السياسة "غير قانونية ومخالفة لديننا". وأضاف أيضًا في يناير 2006 خلال مؤتمر في طهران أن دولة "الثقافة والحضارة والمنطق" لا تحتاج للسلاح النووي، بينما الدولة التي تريد السلاح النووي هي تلك التي تريد أن تحل جميع المشاكل باستخدام القوة.
إلا أنه عاد في عام 2007 وأعلن نجاد أنّ إيران يمتلك 3 آلاف جهاز طرد مركزي؛ وبالتالي يصبح قادرًا على تصنيع القنبلة النووية الّتي يخشاها الجميع.
وفي لقاء لأحمدي نجاد عام 2008، قال: إن "الدول التي تسعى للحصول على الأسلحة النووية هي دول متخلفة سياسيًا، وهؤلاء الذين يملكونها ويسعون دائمًا لاقتناء أجيال جديدة من هذه القنابل أكثر تأخرًا".
بعد نجاح اختبار إطلاق صاروخ بعيد المدى في مايو 2009، أعلن أحمدي نجاد أنه "ببرنامجها النووي، إيران ترسل رسالة للغرب أن جمهورية إيران الإسلامية هي التي تدير العرض".
وفي فبراير 2010، أصدر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تعليماته بتخصيب اليورانيوم بدرجة 20 في المئة متحديا بذلك محاولات الغرب للضغط على طهران لوقف التخصيب.
وقال نجاد في كلمة ألقاها في معرض لتقنية الليزر بثت بشكل مباشر على التلفزيون الإيراني: "والآن سيبدأ د. علي أكبر صالحي التخصيب بدرجة 20 في المئة."، ولكنه قال: إن الأبواب لا تزال مفتوحة. وقال أيضًا: إن إيران تستطيع تخصيب اليورانيوم باستخدام تكنولوجيا الليزر.
نجاد وأمريكا
خلال رئاسة أحمدي نجاد، وصل الاحتكاك بين إيران والولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها منذ 30 عامًا تقريبًا. تجمدت العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة منذ عام 1980، ولم يكن هناك علاقات دبلوماسية مباشرة حتى مايو 2007.
اعتبرت إدارة بوش إيران أكثر دول العالم دعمًا للإرهاب. كما كانت إيران على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب الدولي منذ عام 1984، وهو الشيء الذي أنكرته إيران وأحمدي نجاد.
في 8 مايو 2006، الرئيس الإيراني بعث رسالة شخصية إلى الرئيس بوش لاقتراح "وسائل جديدة" لإنهاء النزاع النووي الإيراني. وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي استعرضا هذه الرسالة، وقال إنها حيلة تفاوضية ومحاولة لمعالجة المخاوف الأمريكية بشأن برنامج إيران النووي. وبعد أيام قليلة في اجتماع عقد في جاكرتا، قال أحمدي نجاد: إن "الرسالة هي دعوة إلى التوحيد والعدالة، وهي الشيء المشترك بين جميع الأنبياء".
دعا أحمدي نجاد بوش إلى إجراء مناظرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي كان من المقرر عقدها في 19 سبتمبر 2006. كان من المقرر أن يدور النقاش حول حق إيران في تخصيب اليورانيوم. لكن الدعوة قوبلت بالرفض على الفور من قبل المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض توني سنو الذي قال: "لن يكون هناك شيء يمنع الضغائن بين الرئيس وأحمدي نجاد."
في نوفمبر 2006، كتب أحمدي نجاد رسالة مفتوحة إلى الشعب الأمريكي، يوضح فيها بعض من مخاوفه وما يشغله. وذكر أن ثمت حاجة ملحة إلى أن يكون هناك حوار بسبب أنشطة الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط، وما تقوم به الولايات المتحدة من إخفاء الحقائق عن الوقائع الراهنة.
وأصدر مجلس شيوخ الولايات المتحدة قرارًا محذرًا إيران من دعم الهجمات في العراق. في 26 سبتمبر 2007، أصدر مجلس الشيوخ بالولايات المتحدة القرار 76-22، واصفًا الذراع العسكرية الإيرانية على أنها منظمة إرهابية.
في سبتمبر 2007، زار أحمدي نجاد نيويورك لإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقبل ذلك ألقى كلمة في جامعة كولومبيا؛ حيث حضر رئيس الجامعة لي بولنغر، ووجه عبارات لاذعة للزعيم الإيراني من كل وجه من كونه "ديكتاتور قاس وتافه" إلى كونه "شديد الجهل". تلقى أحمدي نجاد بعض الأسئلة من هيئة التدريس والطلاب بجامعة كولومبيا الذين حضروا الكلمة التي ألقاها، حيث رد على استفسار بشأن المثليين جنسيًا في إيران، قائلا: "ليس لدينا مثل المثليين جنسيا الموجودين في بلدكم. ليس لدينا هذا في بلادنا. ليس لدينا هذه الظاهرة ولا أعرف من قال لكم إننا لدينا أمثال هؤلاء". وادعى مساعد له أنه تم فهمه خطأ وقال إنه "بالمقارنة مع المجتمع الأمريكي، ليس لدينا الكثير من المثليين جنسيا".
في الكلمة التي ألقاها في أبريل 2008، وصف أحمدي نجاد هجمات 11 سبتمبر 2001 بأنها "حدث مشتبه فيه". فقد سفّه من أمر الهجمات قائلاً: إن كل ما حدث كان "انهيار مبنى". وقال إنه لم يتم نشر عدد القتلى أو أسماء الضحايا على الإطلاق، وإن الهجمات استخدمت بعد ذلك كذريعة لغزو أفغانستان والعراق.
في أكتوبر 2008، أعرب الرئيس أحمدي نجاد عن سعادته بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008، وهو ما وصفه بـ "انهيار الليبرالية"، وقال: إن الغرب يتجه إلى نقطة النهاية، وإن إيران فخورة بأنها "وضعت حدًّ للاقتصاد الليبرالي".
وفي خطاب أحمدي نجاد في سبتمبر 2008 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أكد أن الامبراطورية الأمريكية ستتجه قريبًا إلى النهاية دون أن يحدد كيف. وقال "الامبراطورية الأمريكية في العالم وصلت إلى نهاية الطريق، ويجب على الحكام المقبلين التصرف فقط خلال حدودهم".
منذ تولي أحمدي نجاد السلطة، أوقفت إيران بيع نفطها بالدولار، وبدلاً من ذلك استخدمت اليورو والعملات الأخرى.
نجاد وإسرائيل
يتخذ أحمدي نجاد موقفًا عدائيًّا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفي 26 أكتوبر 2005، ألقى أحمدي نجاد كلمة في مؤتمر عقد في طهران بعنوان "العالم بدون صهيونية". وفقًا لترجمة نشرت على نطاق واسع، أنه أعلن أنه يتفق مع بيان أصدره آية الله علي خامنئي أن "نظام الاحتلال" لا بد من إزالته، وأشار إلى أنه "وصمة عار على العالم الإسلامي" تحتاج إلى "محوها من صفحات التاريخ".
أدينت تصريحات أحمدي نجاد من قبل الحكومات الغربية العظمى، الاتحاد الأوروبي وروسيا ومجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان.
في يوليو 2006، قارن أحمدي نجاد أفعال إسرائيل في عام 2006 في الصراع بين إسرائيل ولبنان بما فعله أدولف هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، قائلاً: إن "مثلما فعل هتلر، فإن النظام الصهيوني يبحث عن ذريعة لبدء الهجمات العسكرية" و"يفعل الآن ما فعله هتلر من قبل". وفي 8 أغسطس 2006، قام بمقابلة تليفزيونية مع المراسل مايك والاس لبرنامج 60 دقيقة، حيث انتقد الدعم الأمريكي "للنظام الإسرائيلي القاتل" والأسباب الأخلاقية لاجتياح إسرائيل للبنان.
وفي 12 ديسمبر 2006، ألقى أحمدي نجاد كلمة أمام المؤتمر الدولي لاستعراض الرؤية العالمية للمحرقة، وأدلى ببعض التعليقات حول مستقبل إسرائيل. وقال: "إن إسرائيل على وشك التحطم. هذا هو وعد الله، وأمنية جميع دول العالم".
مصر زيارة وحيدة
في 5 فبراير 2013 زيارة أحمدي نجاد، رئيس إيران حينها، القاهرة، وكان في استقباله في المطار محمد مرسي، رئيس مصر حينها، للمشاركة في قمة "منظمة التعاون الإسلامي" التي عقد بالقاهرة في 6 فبراير 2013، حيث يترأس وفد إيران في القمة باعتبار الجمهورية الإسلامية الرئيس الحالي لحركة "عدم الانحياز".
وتأتي الزيارة الأكبر والأهم منذ انقطاع العلاقات بين مصر وإيران عام 1979 بعد زيارة قام بها الرئيس مرسي لإيران للمشاركة في قمة "عدم الانحياز"، كما أن زيارة نجاد تعد الزيارة الأولى لرئيس إيراني للقاهرة منذ نحو 34 عاماً.
الموقف الأن:
دعا الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، في 20 يوليو 2019، نظام بلاده إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وإنهاء التوتر والعداء بين البلدين.
وقال أحمدي نجاد، الذي يشغل الآن مقعداً في مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز"، الجمعة، إنه "يتعين على طهران وواشنطن حل النزاع"، الذي بدأ مع ثورة 1979 والاستيلاء على سفارة الولايات المتحدة واحتجاز الرهائن الأميركيين.
يذكر أن محمود أحمدي نجاد يُعرف في الغرب بمواقفه المعادية لأميركا وإنكاره لمحرقة اليهود على يد النازيين.
وقال نجاد في مقابلته مع الصحيفة الأميركية: "الوقت قد حان للجلوس، بعد 40 عاماً من العداء مع الولايات المتحدة. يجب التحدث مباشرة مع الرئيس الأميركي، دونالد ترمب".
وأضاف: "إنه رجل أعمال وبالتالي فهو قادر على حساب الفوائد والتكلفة واتخاذ قرار".
كما شدد أحمدي نجاد على أن إيران يجب أن تتخلى عن نهج محاولة كسب الأوروبيين أو التواصل مع واشنطن عن طريق الوسطاء الآخرين للتأثير على ترمب، وبدلاً من ذلك يجب أن تجنح إلى المفاوضات المباشرة، حسب رأيه.
ورأى الرئيس الإيراني السابق أن "هذا سيكون ممكناً إذا خفف ترمب من سياسة الضغط الأقصى، وأبرز أركانها العقوبات القاسية".
وقال أحمدي نجاد إن "قضايا السلام العالمي والاقتصاد والثقافة ستستفيد كثيراً من عملنا مع بعضنا البعض".
وأضاف: "تريد الولايات المتحدة معالجة قضايا أوسع نطاقاً من الاتفاق النووي، حيث إن القضايا المطروحة هي أكثر أهمية وأوسع مما إذا كان الاتفاق يجب أن يعيش أو يموت.. لذا نحن بحاجة إلى مناقشة أساسية".
موقف المرشد
وأكد أحمدي نجاد لـ"نيويورك تايمز" أن المرشد علي خامنئي لم يوبخه لأنه حاول الاتصال بترمب، مضيفاً: "خامنئي يمكنه تغيير رأيه والموافقة على المفاوضات مع واشنطن إذا غيرت الإدارة (الأميركية) منهجها"، على حد تعبيره.
لكن المرشد الإيراني، علي خامنئي، الذي بيده الكلمة الفصل في أي مفاوضات تقودها إيران، لا يزال يرفض التحدث مع الأميركيين وقد وصف ترمب بأنه "محتال شرير" وحظر إجراء محادثات معه تحت أي ظرف من الظروف.
كما أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الذي يقود تدخلات إيران العسكرية في الشرق الأوسط، اعتبر التحدث إلى واشنطن بمثابة "استسلام".
انقسام المواقف
ويعبّر موقف أحمدي نجاد الأخير عن الانقسام العميق بين أجنحة النظام الإيراني، حيث يحاول جناح الرئيس الحالي، حسن روحاني، الذي يصف نفسه بـ"المعتدل" وحلفائه الإصلاحيين أن يمهد أيضا الأرضية للحوار مع أميركا، لكنه يواجه ضغط المتشددين من حول المرشد والحرس الثوري.
وأحدثت سياسة الضغط القصوى التي تنتهجها أميركا هذه الانقسامات داخل إيران والتي تفاقمت منذ الحظر النفطي الكامل على إيران منذ مطلع مايو/أيار الماضي، ومنذ قيام إيران بالتصعيد في الخليج وتهديد الملاحة من خلال تفجير السفن التجارية واحتجاز الناقلات مؤخرا.
جس النبض لمعرفة مواقف واشنطن
ويقول بعض المحللين السياسيين الإيرانيين إن حرص أحمدي نجاد على التحدث مع مؤسسة إخبارية غربية يدل على أن الزعماء الإيرانيين يتابعون عدة سياسات في وقت واحد، لمعرفة أي منها تصلح في مواجهتهم مع الولايات المتحدة، لكي يختاروا بين تصعيد التوترات وتقليص الالتزامات النووية أو استكشاف الطرق الدبلوماسية.
وبينما تعمل واشنطن على حشد دولي لمواجهة تحركات إيران العدوانية وفرض الأمن في المياه الدولية، لا تزال الأصوات في هرم القيادة في طهران منقسمة بين الاستمرار بالتصعيد والرضوخ لتنفيذ المطالب الأميركية الـ12 وأبرزها التوقف عن زعزعة الأمن ودعم الإرهاب في المنطقة والعالم وتجميد البرنامجين النووي والصاروخي.