الموقع العسكري الروسي "توب وور": داعش الى أين؟/ دويتشه فيله: أمريكا عالقة بين تناحر تركيا والأكراد في حربها ضد "داعش"
الأربعاء 05/أغسطس/2015 - 02:22 م
طباعة
طبقًا لما جاء على لسان نائب وزير الخارجية الروسى "أوليج سيرومولوتف"، فإن "تنظيم الدولة" لن يحقق شيئًا من أهدافه دون الدعم الخارجى. ومن وجهة نظر "ليونيد جوسيف" الأستاذ بجامعة موسكو والمرشح لنيل جائزة العلوم التاريخية ، فإن "تنظيم الدولة" فى حاجة إلى أموال قطر ومساعدة أنصار "صدام حسين" السابقين. ويعتقد الخبير أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعرف ماذا تفعل..
ويرى نائب وزير الخارجية الروسى أن "تنظيم الدولة" يُعد تجسيدًا لخطر الإرهاب العالمى. وحول تساؤل "عن مدى التقارب الذى سيحدث بين موسكو وواشنطن لمواجهة خطر الجماعات الإسلامية الراديكالية ؟" أجاب الخبير أن روسيا تنطلق من مبدأ أهمية مكافحة خطر الإرهاب العالمى. ودعا نائب الوزير إلى الابتعاد عما أسماه "التسييس والمعايير المزدوجة" ، والى الالتزام بالحقوق الدولية والنظر بعين الاعتبار للدور المركزى لمنظمة الأمم المتحدة. إلا أنه يرى أن هذا المسلك يمثل مشكلة بالنسبة للغرب. "فالأمر سيان بالنسبة لأوروبا وبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية. فلديهما مشكلة بالنسبة لهذا الأمر. فمن أجل خلع الأنظمة غير المرغوب فيها فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، لجأ الغرب إلى تدمير آليات الأمن لعدد من دول المنطقة ، مما أدى إلى اشتعال العنف فى "الشارع المسلم" وأسفر عن عدم السيطرة على نشاط الجماعات الإرهابية بما فيها "تنظيم الدولة ".
وفضلا عن ذلك ، أشار "سيرومولوتف" إلى أن التعقيدات فى العلاقات الثنائية الروسية- الأمريكية تعرقل الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
ومما يحول دون تطوير التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب تجميد أعمال مجموعة العمل الخاصة بمكافحة الإرهاب العاملة فى إطار اللجنة الرئاسية الروسية – الأمريكية.
أما بالنسبة للحديث عن بداية الجماعات الإسلامية الراديكالية ، فقد أشار الخبير إلى أنها بدأت بـ "القاعدة" – "بمشاركة دول معروفة". وفيما بعد تزعزع استقرار عدد من الدول. وأضاف نائب الوزير قائلاً :إنه بغض النظر عن شخصية "صدام حسين" وشخصية "معمر القذافى"، فقد كانت دولتاهما مستقرتين وكانتا بلا إرهاب. انظر إلى الوضع الذى أصبح عليه الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الآن بالإضافة إلى الكم الهائل من الأسلحة الذى خرج من ليبيا ووقع فى أيدى المقاتلين بمن فيهم مقاتلو "تنظيم الدولة ".
وهناك عدة عوامل تساعد على بقاء وعدم هزيمة "تنظيم الدولة". فقد ذكر الخبير عدة عوامل من بينها: ( ا ) تحقيق بعض الإنجازات النوعية سياسياً، ودعائياً، وتنظيمياً.
(ب) الاستغلال المتعمد من قبل بعض الدول للإرهابيين والمتطرفين من أجل مكافحة الأنظمة التى لا تستفيد منها.
وفضلا عن ذلك ، أشار الجنرال إلى أن روسيا ودول الغرب والدول الفاعلة وقّعوا على وثيقة الأمم المتحدة التى تنص على النبذ المطلق للإرهاب "بجميع أشكاله وصوره". ولذا يجب الالتزام بهذا المسلك بالتحديد وعدم السماح بممارسة المعايير المزدوجة والقضاء على الإرهابيين السيئين".
وإلا سيحدث العكس ، أى التعامل مع بعض الإرهابيين بصبر ومع الآخرين بدون صبر. وطبقًا لما ذكره الخبير ، فإن الدول الغربية تتعامل بهذا الشكل لتقييم الوضع فى شمال القوقاز، والآن فى سوريا بالإضافة إلى رغبتها فى تحقيق مصالحها السياسية والجيوسياسية.
وحول تصدر "تنظيم الدولة" المركز الأول فى اهتمام السياسيين ووسائل الإعلام العالمية، أشار "ليونيد جوسيف" لصحيفة "أونزو" الروسية إلى أن عدة عوامل تقف خلف هذا الأمر.
أولاً: دعم القيادات السابقة بالجيش العراقى من السنة والأنصار السابقين "لصدام حسين" لهؤلاء الإسلاميين.
ثانيًا: دعم قطر بالمال لذلك المركز السنى. فلم يتقبل الملوك والأمراء من السنة زيادة نفوذ إيران بسبب تأثيرها على العراق. وعندما وجهتُ تساؤلاً لبعض الإيرانيين قائلاً: "أليس من الغريب أن تعتبروا الولايات المتحدة الأمريكية عدوًا وفى الوقت نفسه تفرحون بخلعها لنظام صدام حسين ؟ أتعرفون بماذا أجابوا علىّ ؟ قالوا: إن "صدام حسين" شيطان، وشاءت إرادة الله أن يُزاح بمساعدة شياطين آخرين ، وهذا فى صالحنا". وقد قال لى أحد الإيرانيين مباشرةً حينما سألتهُ عن "وضع الولايات المتحدة الآن ؟ فأجاب قائلاً :"ليس لها تأثير ، هناك فقط نفوذ إيرانى ".
دويتشه فيله: أمريكا عالقة بين تناحر تركيا والأكراد في حربها ضد "داعش"
على الرغم من العداء بينهما، إلا أن تركيا والأكراد يتمتعان بأهمية كبيرة لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. والغارات التي تشنها تركيا على مواقع الأكراد في العراق قد تعيق حرب واشنطن ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
بالنسبة للحكومة التركية لا يوجد فرق بين "داعش" وحزب العمال الكردستاني. كلاهما بالنسبة لها منظمات إرهابية. "كل منظمة إرهابية تشكل خطراً على حدود الجمهورية التركية، ستتخذ ضدها إجراءات دون تردد"، كما أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إثر شن تركيا غارات جوية ضد التنظيمين. وأضاف "لا ينبغي أن يساور أحد شك في ذلك".
لكن حزب العمال الكردستاني العلماني أثبت أنه واحد من أشد خصوم تنظيم "الدولة الإسلامية"، حسب ميشائيل غونتر، مؤلف العديد من الكتب عن الأكراد. وأثبت الحزب فعاليته لدرجة أنْ تعالت أصوات في الولايات المتحدة مطالبة برفع اسمه من على قائمة المنظمات الإرهابية.
"على الولايات المتحدة فعل ذلك"، يقول غونتر، البروفيسور في جامعة تينيسي التقنية، في حديثه مع دويتشه فيله. "في الواقع، الولايات المتحدة دعمت حزب العمال الكردستاني من خلال دعمها لجناح هذا الحزب في سوريا، أي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي"، يضيف غونتر.
حزب العمال الكردستاني والولايات المتحدة وجدا نفسيهما في نفس "الخندق" ليس في سوريا فحسب. وحين حاصر مقاتلو "داعش" آلاف اليزيديين في جبل سنجار في شمال العراق السنة الماضية، خاطب الرئيس الأمريكي باراك أوباما مواطنيه بأنه من واجب واشنطن إنقاذ الأقلية الدينية المضطهدة من المجزرة.
وبعد ذلك بدأت الولايات المتحدة غاراتها الجوية ضد مواقع "الدولة الإسلامية"، لكن لم تكن الولايات المتحدة هي من أنقذ اليزيديين في سنجار، وإنما حزب العمال الكردستاني، الذي ساعد في إخلاء اليزيديين إلى بر الأمان.
لآن دخلت تركيا علنا في الحرب التي تزداد تعقيدا في العراق وسوريا. إذ أمر الرئيس التركي أردوغان بشن غارات على مواقع "داعش" وسمح الآن للولايات المتحدة باستخدام قاعدة إنجرليك الجوية لذات الغرض، بعد التفجير، الذي نفذه مقاتلون من "داعش" الأسبوع الماضي في مدينة سروج، ذات الغالبية الكردية، فأودى بحياة 32 شخصا.
يعتبر غونتر أن "هذا الهجوم على داعش هو حيلة ولا يعني شيئاً. الحقيقة، أن تركيا تستغل داعش كسلاح ضد الأكراد في سوريا" ويضيف: "هناك ما يثبت أن تركيا سمحت على مدار السنتين الماضيتين بعبور الجهاديين لأراضيها باتجاه سوريا لكي يلتحقوا بداعش".
وفي نفس الوقت شنت المقاتلات التركية غارات على مواقع لحزب العمال الكردستاني شمال العراق. وفي اسطنبول قتل نشطاء في حزب العمال ضابطي شرطة واتهم الحزب أنقرة بغض الطرف عن جرائم "الدولة الإسلامية" ضد الأكراد.
الولايات المتحدة دعمت، على الأقل علناً، الضربات التركية ضد حزب العمال الكردستاني. ووصف جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مقاتلي حزب العمال الكردستاني بالإرهابيين وقال إن لأنقرة الحق في الدفاع عن نفسها.
"إنه لأمر مثير للسخرية أن لا ترى الولايات المتحدة أن تركيا تقتل الأكراد الذين يحاربون تنظيم الدولة الإسلامية، المفترض أن يكون عدو الولايات المتحدة"، يلاحظ غونتر، ويضيف "تركيا لا تدعم سياسة الناتو ضد الدولة الإسلامية، في الحقيقة فهي تعمل ضد تلك السياسات".
اليمن: أطفال في الخطوط الأمامية لجبهات القتال
رغم الآثار النفسية المدمرة التي تتركها كل حرب على الأطفال، تعمد بعض الميليشيات اليمنية إلى تجنيد أطفال والزج بهم في جبهات القتال الأمامية. منظمات المجتمع المدني وأخرى دولية تحذر من خطورة تجنيد الأطفال وتدق ناقوس الخطر.
وفرت النزاعات المسلحة التي شهدها اليمن خلال العقدين الماضيين بيئة خصبة لاستقطاب الأطفال والزج بهم في صفوف القتال الدائر بين الكيانات المتنازعة على السلطة. وضاعفت الأزمة التي يعيشها اليمن حاليا من ظاهرة تجنيد الأطفال إلى حدود مقلقة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد وضع الجماعات والمليشيات المتورطة في تجنيد الأطفال في اليمن ضمن "قائمة العار".
كما دقت تقارير دولية حديثة ناقوس الخطر جراء تصاعد ظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن، وقالت إن تفاقم هذه الظاهرة بات يهدد مستقبل الطفولة في البلاد. ووجهت هذه التقارير اتهامات صريحة لكل من جماعة الحوثي وأنصار الشريعة وقوات الرئيس صالح ومليشيات حزب الإصلاح بالزج بمئات الأطفال في النزاع المسلح والمعارك الضارية فيما بينها.
المتحدث الرسمي باسم منظمة اليونيسف في اليمن محمد الأسعدي أكد في حديث لـ دويتشه فيله عربية أن الأزمة الحالية ضاعفت من حجم المشكلة بنسبة تفوق47% عما كانت عليه سابقا. فيما يقول رئيس منظمة "سياج" لحماية الطفولة أحمد القرشي، إن المشكلة تزايدت أكثر من ذلك بكثير وارتفعت بنسبة 400%، حسب تقديرات ناشطي
وهناك من يقولون إن "تنظيم الدولة" – مشروع أمريكى. ولكن الخبير يرى الوضع غير ذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية كسرت أنصار الرئيس السابق صدام حسين من العسكريين. لذا هم يكرهون الولايات المتحدة الأمريكية بشدة.
والآن لا تعرف الولايات المتحدة الأمريكية ماذا تفعل. والأكثر من ذلك أن "باراك أوباما" أمامه قيود كثيرة لاستخدام القوة العسكرية.
أما فيما يتعلق بآفاق "تنظيم الدولة"، فسيحكم المقاتلون قبضتهم على الأجزاء التى سيطروا عليها من العراق وسوريا. كما أشار "جوسيف" إلى تعاون الأتراك مع الإرهابيين : فقد استولى المقاتلون على جزء من حقول البترول ويبيعون النفط الآن من خلال تركيا. ويرى الخبير أن "تنظيم الدولة" لن يُهزم دون عمليات على الأرض.
ونستطيع أن نعرف من الأخبار التى وردت مؤخرًا أن "تنظيم الدولة" أصبح يمثل مشكلة لتركيا أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية. فالأتراك يقومون الآن بعمليات عسكرية ضد المتطرفين. ولهذا سمحوا للولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف باستخدام قواعدهم العسكرية لتوجيه ضربات ضد "تنظيم الدولة".
وفى نهاية الأمر ، فقد بدأت تركيا فى مطاردة مقاتلى "تنظيم الدولة".
ويمكن القول إن العمليات الأمريكية وعمليات حلف "الناتو" فى شمال أفريقيا والشرق الأوسط التى أطاحت بالسنة ومكنَّت للشيعة ساعدت على نشاط وزيادة قوة الراديكاليين فى هذه المناطق. والآن تُعلن "الخلافة" فى الأماكن التى تتم السيطرة عليها وينجذب إليها الكثير من الشباب من جميع أنحاء العالم. ففى روسيا ، على سبيل المثال ، اشتهر أمر الفتاة "كارولوفا" التى انضمت إلى تنظيم "الدولة" ليس بسبب حبها للتنظيم ولكن لحبها لشاب صغير من سوريا. وقد حكى والد "كارولوفا" بنفسه هذا الأمر للصحفيين.