قصف معاقل خلايا إرهابية بـ"الشيخ زويد" قبل الاحتفال بـ"القناة الجديدة"
الأربعاء 05/أغسطس/2015 - 05:25 م
طباعة

قتل 8 عناصر "تكفيرية"، فجر أمس الثلاثاء، إثر قصف جوي لمروحيات الأباتشي في جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء.
وقالت مصادر أمنية في الجيش، إن "أجهزة الأمن تلقت معلومات تفيد وجود 3 خلايا من أنصار بيت المقدس يستعدون لشن هجمات على الارتكازات الأمنية جنوب الشيخ زويد تزامنا مع بدء الاحتفال بقناة السويس الجديدة، وعلى الفور تحركت المروحيات وتم قصف المعاقل الثلاثة، ما أسفر عن قتل 8 عناصر على الأقل وإصابة أعداد أخرى".
وشنت قوات الأمن حملة أمنية مشتركة داهمت فيها القوات أحياء عديدة بمدينة العريش في إطار تأمين احتفالات قناة السويس الجديدة المقررة يوم الخميس المقبل 6 أغسطس.
وأسفرت الحملة عن القبض على 23 عنصرا "جنائيا وتكفيريا" بجنوب مدينة العريش، من بينهم عناصر "متورطة في الأحداث التي شهدتها سيناء مؤخرا"، بحسب المصادر الأمنية.
كما أبطلت القوات مفعول 6 عبوات ناسفة تم زرعها على جانبي الطريق لاستهداف الآليات العسكرية في مناطق الجورة والجرادات بجنوب الشيخ زويد.

وقالت المصادر إن المواطنين أبلغوا القوات بمكان تواجد العبوات حيث تم التعامل معها بإطلاق النار من مسافات بعيدة دون وقوع إصابات، مشيرة إلى أن "العبوات كانت تستهدف الحملة العسكرية أثناء قيامها بمداهمات لمعاقل تنظيم بيت المقدس لإلحاق أكبر عدد من الخسائر في الأرواح بين صفوف رجال الأمن".
وتصاعدت حدة أعمال العنف واستهداف قوات الأمن في شمال سيناء وبعض المحافظات من قبل متشددين، منذ عزل محمد مرسي -المنتمي لجماعة الإخوان- في يوليو 2013، ما أسفر عن مقتل المئات من رجال الجيش والشرطة.
وكانت شمال سيناء شهدت، في مطلع يوليو الماضي، اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات الجيش وعناصر جماعة ولاية سيناء المسلحة في مدينتي الشيخ زويد ورفح، ما أسفر عن مقتل 17 جنديا من الجيش وإصابة 13 آخرين، ومقتل نحو أكثر من 100 "تكفيري"، حسبما أعلنت القوات المسلحة المصرية.
وعلى صعيد آخر قال مسئولون عسكريون إسرائيليون، إن الجيش الإسرائيلي سيستهدف عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس كإجراء وقائي ضد التنظيم، الذي يهدد باستهداف الإسرائيليين على حد قولهم، وذلك في مراسم تسليم وتسلم قيادة فرقة "إدوم" الحدودية العاملة ضمن الجبهة الجنوبية، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، "أفيخاي أدرعي": "إذا حاول تنظيم "ولاية سيناء"، استهداف مواطنينا فعلينا أن نسبقه ونضربه بحزم وتصميم"، وأضاف أفيخاي، في تصريحات، "الجانب الآخر من الحدود، وقعت تغييرات ملموسة التي تتطلب منا أن نكون مستعدين لأي سيناريو أو انزلاق بالوضع لكي نواصل حماية بلدات الجنوب والحفاظ على الهدوء".

في ذات السياق، يرى المحلل العسكري بالقناة الثانية الإسرائيلية، أرييه أجوزي، أنه بالإضافة إلى شبهة نية "ولاية سيناء" لشن هجمات ضد إسرائيل، فإن الأحداث والوقائع تستبعد ذلك، وبالتالي التركيز على الجبهة الجنوبية، وإعادة الاعتبار لها بصفتها الجبهة الأكثر خطورة في تاريخ إسرائيل منذ نشأتها وحتى معاهدة السلام، وتحولها إلى ترتيب أدنى بعد جبهة الجولان والجبهة الشمالية، وخاصة بعد سلسلة الحروب على غزة منذ 2009 وحتى العام الماضي، وحاجتها إلى مخصصات مالية وتكنولوجية تحظى الشمالية والجولان بمعظم الميزانية المخصصة لتجهيزات المراقبة والتتبع والاستخبارات، وذلك في ظل توجه داخل الجيش الإسرائيلي يرمي إلى إعادة الاعتبار للقوات البرية، التي قُلصت مخصصاتها لحساب القوات الجوية.
وأكد أجوزي، أن فورة التصريحات من المسئولين العسكريين الإسرائيليين حول "ولاية سيناء"، ربما تكون لأسباب تتعلق بلفت الانتباه والحصول على قدر أكبر من المخصصات العسكرية، على اعتبار أن مواجهة مثل هذا التنظيم يحتاج إلى قدرة مختلفة عسكرياً وتكنولوجياً واستخباراتياً، أفضل وأكثر تعقيداً من الحروب التقليدية، بما فيها الحروب ضد حماس والجهاد الإسلامي في غزة.
من جهته رأى عاموس مالكا، المحلل العسكري في القناة الأولى الإسرائيلية، أن اهتمام الجيش الإسرائيلي بشبه جزيرة سيناء خرج عن شكله التقليدي منذ اتفاقية السلام مع مصر، حيث مواجهة تهريب السلاح إلى غزة وحديثاً ظاهرة المتسللين الأفارقة، وأصبح هناك خطر متصاعد على حدود فلسطين المحتلة الجنوبية متمثل في الجماعات الإرهابية، التي استغلت حالة الفوضى وغياب النظام في سيناء لتنشط على مدار السنوات العشر الماضية، وشهدت طفرة داعش منذ العام الماضي، وبذلك يحق للقيادة العسكرية طرح مخاوفها بشكل علني على حد قوله.