في تناقض لموقفهما.. مفاوضات إسرائيل وحماس بين الحقيقة والتكذيب
الخميس 06/أغسطس/2015 - 03:31 م
طباعة

عقب التلميحات بوجود مفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية حماس، وإسرائيل والتي أكدتها مصادر مقربة من الطرفين لتهدئة الأوضاع فيما بينهما في قطاع غزة، ردت إسرائيل نافية ما يتردد بشأن وجود مفاوضات مع حركة حماس الفلسطينية، وذلك في محاولة منها لإرضاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما أكدت حماس أنه لا تفاوض في ظل الحصار على قطاع غزة، في تناقض واضح بين الطرفين، في ظل تأكيدات المتابعين بوجود مفاوضات سرية بين الطرفين.
تناقض الطرفين

كانت اعترفت "حماس" وإسرائيل، رسميًّا بوجود مفاوضات، الهدف منها هو "التهدئة"، وقد أعلنت مصادر مقربة كذلك أن هناك مفاوضات تتم عبر وسطاء بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك بهدف التوصل إلى اتفاقية تضمن الأمن لإسرائيل، وتسمح بتفعيل عمل ميناء القطاع وكسر الحصار القائم بينهما.
فيما تشير معلومات أن مفاوضات التهدئة قطعت شوطًا طويلًا، وذلك بمشاركة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر والمبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية توني بلير ومسئولين أوروبيين رفيعي المستوى.
وهناك من يعتقد أن الانتهاء من الملف النووي الإيراني سيفسح المجال أمام إعادة فلسطين إلى واجهة الاهتمام الدولي، لكن آخرين يعيدون التذكير بأن من لا يساعد نفسه، لن يساعده المجتمع الدولي.
ومع نفي الطرفين بعدم وجود مفاوضات فيما بينهما، يتضح حرصهما على سرية ذلك، لعدم شن هجوم على الحركة من جانب المجتمع الدولي والدول العربية.
حماس: لا تفاوض

فيما تؤكد تصريحات قيادات في حركة حماس أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة بالنسبة إلى قطاع غزة، ويشير نائب رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، إلى أن الفترة المقبلة ستكون إيجابية ومهمة لسكان القطاع، وذلك من دون ثمن سياسي على حد تعبيره.
وأعلن قيادي في حركة حماس بقطاع غزة أن المعادلة الجديدة بين الحركة وإسرائيل تتمثل في تثبيت التهدئة مقابل رفع الحصار عن القطاع.
من جانبه قال محمود الزهار، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء أمس الأربعاء 5 أغسطس 2015: "إن تثبيت اتفاقية وقف إطلاق النار، التي أبرمتها فصائل المقاومة الفلسطينية، بقطاع غزة مع إسرائيل في 26 أغسطس الماضي، مرهون برفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع".
وأضاف الزهار، "أن معادلة تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه بعد معركة العصف المأكول ثمنها رفع الحصار".
وأكد الزهار، أنه في حال عدم رفع الحصار الإسرائيلي، عن غزة، فإن حماس لن تمنع المجاهدين عن الدفاع عن أرضهم، وبيوتهم التي هدّمت"، مضيفًا: "ارفعوا الحصار حتّى تستمر التهدئة".
إسرائيل: لا مفاوضات

وكشف موقع "واللا" الإسرائيلي أن إسرائيل حولت رسالة إلى السلطة الفلسطينية مفادها أنها لا تُجري أي نوع من المفاوضات مع حماس لوقف إطلاق النار طويل الأجل.
وجاء ذلك في أعقاب تخوف السلطة من أن إسرائيل تجري مفاوضات سرية مع قيادة حماس في غزة للاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة خمس سنوات.
وكان مسئولون فلسطينيون قد أعربوا خلال محادثات أجروها مع مسئولين إسرائيليين، في الأسابيع الأخيرة، عن تحفظهم على خطوة كهذه، وأبعادها على مكانة السلطة الفلسطينية في الشارع الفلسطيني.
وقال الموقع: إن إسرائيل لا تنوي التوصل إلى اتفاق تهدئة مع حماس في الظروف الحالية، وإن ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو رفض التعقيب على الموضوع، بينما أكدته مصادر إسرائيلية وفلسطينية.
وكان موقع "واللا" كشف قبل عدة أشهر أن حماس حولت إلى إسرائيل رسائل بشأن استعدادها لوقف إطلاق النار لمدة خمس سنوات، ومن بين الذين حولوا رسائل كهذه كان مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط روبرت سري، وعدد من الدبلوماسيين.
"فتح" تهاجم "حماس"

موازاة لذلك قال المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف: إن الدعوات المتطابقة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي وقادة حماس للتخلص من الرئيس محمود عباس تأتي لأن الرئيس يقف شامخاً وبصلابة أمام مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية التي تسعى إلى تمريرها كل من إسرائيل وحماس.
وأوضح عساف في حديث لإذاعة موطني أمس الأربعاء 5 أغسطس 2015 أن تصريحات محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس، التي تدعو للتخلص من الرئيس محمود عباس تتطابق مع الدعوات الإسرائيلية، وتلبي رغبات وإرادة الحكومة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن ما قاله الزهار للتخلص من الرئيس هو ذاته ما سمعناه من حكومة المستوطنين واليمين والإرهاب الإسرائيلي.
وأضاف عساف: أن هذا التطابق في الدعوات جاء نتيجة وقوف الرئيس شامخاً كشموخ جبال فلسطين في وجه مؤامرات التصفية للقضية الفلسطينية لما يمثله من الشرعية الوطنية، كرئيس منتخب ورئيس منظمة التحرير، ورئيس حركة فتح، ولما يمثله من حالة وطنية رافضة لكل المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية التي تسعى إليها إسرائيل وحماس، والهادفة إلى إقامة كيان أو دويلة لحركة حماس في قطاع غزة مقابل تنازلها عن القدس والضفة الغربية.
وتساءل عساف: "بأي صفة يتحدث الزهار؟ مشيراً إلى ما قاله الشهيد القائد في حركة حماس عبد العزيز الرنتيسي قبل استشهاده عام 2004، خلال اجتماع للقوى الوطنية، داعياً إياهم بعدم التعامل مع محمود الزهار؛ لأنه عميل لدى إسرائيل"، لافتاً أنه من المعروف أن الشرفاء من قادة حركة حماس يتعاملون مع الزهار على أنه عميل لإسرائيل، الذي لم يُخف لقاءاته السرية مع رابين، وهو اليوم يكمل ما جند لأجله وهو تصفية القضية الفلسطينية.
ورد عساف على ادعاء حماس وجود تنسيق أمني في الضفة الغربية، قائلاً: إن تنسيق حماس الأمني مع إسرائيل قد أدى إلى وصول الأخيرة إلى الشهيد الجعبري وعائلة محمد ضيف والشهيد أبو شمالة ورائد العطار، موضحاً أن قيادات حماس العميلة هي التي أوصلت وتوصل المعلومات لإسرائيل، وهي التي تؤثر اليوم على قرار حركة حماس، وتقودها باتجاه تحقيق الأهداف الإسرائيلية المشبوهة، متسائلاً: "أين هو أيمن طه؟ ولماذا لم تكشف قيادات حماس للشعب الفلسطيني بما فعله أيمن طه؟ وأين هو القيادي محمود شتيوي؟ ومن الذي أوصل إسرائيل للمبحوح ومدير مكتب مشعل في دمشق؟".
وأشار عساف إلى رسم أحد عناصر حركة حماس الكاريكاتير المسيء للضفة الغربية، موضحًا أن الرسام قد اعترف بأنه قد تلقى التعليمات من قيادة حماس للإساءة للضفة الصامدة في وجه المشروع التصفوي.
وأضاف عساف: "حماس اليوم تتاجر بدماء الشهيد الطفل علي دوابشة لتحقيق أهدافها المشبوهة، وهي الاساءة للرئيس محمود عباس وللقضية الفلسطينية ولحركة فتح، مشدداً أن من يتاجر بالدين والمقاومة ليس بغريب عليه أن يتاجر بدماء الشهيد علي دوابشة، لافتًا إلى أن حماس بدل تحميلها المسئولية لحكومة الاحتلال عن هذه الجريمة البشعة، تقوم بتحميل المسئولية للسلطة الفلسطينية، وهذا يثبت أن عدائها للمشروع الوطني وليس لحكومة الاحتلال.
بداية التفاوض

شنت إسرائيل حربًا على قطاع غزة في 7 يوليو 2014، وانتهت في 26 أغسطس 2014، وأطلقت عليها عملية "الجرف الصامد"، فيما أطلقت عليها كتائب القسام، اسم "العصف المأكول".
وأدت الحرب الإسرائيلية، إلى مقتل أكثر من ألفي فلسطيني، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أفادت بيانات رسمية إسرائيلية مقتل 68 عسكريًا، و4 مدنيين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيليًا، بينهم 740 عسكريًا، خلالها.
وفي 26 أغسطس عام 2014، توصلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع، برعاية مصرية، إلى هدنة طويلة الأمد، بعد حرب امتدت 51 يومًا، وتضمنت بنود الهدنة استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية غير المباشرة في غضون شهر واحد من سريان وقف إطلاق النار.