لعبة القط والفأر بين وزارة الأوقاف والدعوة السلفية
الخميس 06/أغسطس/2015 - 03:46 م
طباعة

صرحت أمس الأربعاء 5 أغسطس 2015، وزارة الأوقاف للقيادي السلفي ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بأداء خطبة الجمعة المقبلة فقط، بمسجد الخلفاء الراشدين بالإسكندرية، وذلك بشكل غير دائم، لحين عرضه على لجنة خطباء المكافأة الأسبوع المقبل، لإعادة التقييم وقياس مدى الالتزام بضوابط الوزارة.
يذكر أن ياسر برهامي حصل منذ 3 أشهر على ترخيص بالخطابة في مسجد الخلفاء الراشدين بالإسكندرية على أن يتم تجديده فور انتهائه بعد مراجعة من لجنة وزارة الأوقاف، وعلى أن يكون التصريح للمسجد الذي يتم كتابته في الأوراق فقط، ولا يحق له أن يخطب في مسجد آخر.

الشيخ عبد الخالق عطيفي
بينما نقلت بعض الصحف عن الوزارة رفضها التام للتجديد لياسر برهامي اعتلاء المنابر، وما بين الرفض والقبول نفى مدير الدعوة بمديرية أوقاف الإسكندرية، الشيخ عبد الخالق عطيفي، أمس الأربعاء، حدوث اتصال بينه وبين رموز أو قيادات الدعوة السلفية.
وقال عطيفي، في تصريحات صحفية: "لم ولن أتصل برموز الدعوة السلفية، وغير منتظر الاتصال بهم، مكتبي مفتوح للجميع، وتحكمني لوائح وقوانين، واهتمامي الأول والأخير هو المنهج الأزهري الوسطي".
وأشار عطيفي إلى حرصه على أن يكون المنهج الأزهري الأشعري الوسطي الرحيم هو المسيطر على مساجد المحافظة، متابعًا: "معنديش استعداد أن يكون أي منهج آخر متواجد في الإسكندرية، ولا علاقة لي بأي موائمات سياسية".
وتابع: "أطلع حاليًا على كافة الملفات والسجلات والمعلومات، وسأقوم بتأهيل الأقسام الدعوة بالمديرية، كما أتابع عمل الأئمة داخل المساجد والزوايا ونعد من الآن لمسألة ساحات صلاة العيد، حتى لا يحدث أي شيء متوقع أو مفاجئ ونعتمد على فرض السيطرة الدعوية الكاملة على كافة مساجد المحافظة"، مؤكدًا أن السيطرة موجودة بالفعل ولكن هناك بعض المخالفات التي حدثت الفترة الماضية وسيتم تداركها الفترة القادمة .
وأكد عطيفي أنه سيعمل على التواصل المباشر مع الأئمة والدعاة؛ حيث سيتم عمل خطط دعوية داخل المساجد خلال الفترة القادمة؛ خاصة داخل المساجد ذات الكثافة والجماهيرية الكبيرة في المناطق الشعبية، وليس المساجد الشهيرة فحسب، وسنعمل على أن تكون المساجد منارة للتثقيف الديني والاجتماعي والصحي والبيئي والطبي.
وحول الإجراءات التي سيتخذها ضد أي مخالفة من رموز الدعوة السلفية، ذكر عطيفي أن سيادة القانون وتطبيق التعليمات واللوائح ستكون ضد أي شخص يرتكب أي مخالفة، ولا يهم الأسماء أو الأشخاص أو "الشو الإعلامي"، والمناهج التي تحمل بذورها التكفير لن يكن لها وجود في الإسكندرية.
ونفى عطيفي وجود كوادر "إخوانية" في أقسام إدارة الدعوة، مكملًا "معندناش حاجة اسمها إخوان؛ لأنها كلمة تعادل خونة وعملاء ومجرمين وإرهابيين، واستحالة أن يكون أي منهم في مجال الدعوة، ولا يجوز أن يكون الإخوان يقومون بالقتل، ونقول لهم تعالوا المساجد قولوا قال الله وقال الرسول، والولاية الكاملة والقانونية على المساجد هي ولاية الأوقاف"، ونوه بأن "أي حد عاوز يمارس أي نشاط لازم يرجع للأوقاف".
وحول تجديد تصريح الخطابة الخاص بـ"ياسر برهامي"، نائب رئيس الدعوة، عقب عطيفي بأنه يصدر من القطاع الديني بالقاهرة ولم يصدر حتى الآن، مختتمًا: "مفيش حاجة اسمها خطبة من غير تصريح، وسوف نطلع على القواعد المنظمة للتصاريح وننفذ القانون على الجميع حال مخالفته".
وعلى صعيد آخر يشير إلى فتح معاهد الدعوة السلفية؛ حيث شهدت الساعات الماضية استقبال وزارة الأوقاف، لطلبات الراغبين في الالتحاق بالدراسة بمراكز، ومعاهد إعداد الدعاة، ومراكز الثقافة الإسلامية، والتي افتتحتها الوزارة في محافظات مصر كافة، ومن المقرر أن تُجرى "الأوقاف" اختبارات للمتقدمين يوم 15 أغسطس الجاري، واشترطت ألا يزيد سن المتقدم عن 50 سنة عند الالتحاق، وأن يدفع 500 جنيه رسوم مصاريف دراسية.
ومن جهته، أكد الشيخ محمد عبد الرازق عمر، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أن "الوزارة" فتحت أبواب معاهدها التي تبلغ 19 معهدًا في شتى محافظات الجمهورية، وخصوصًا بعد قرار منع اعتلاء المنابر، أو الحصول على تصاريح العمل بنظام الخطابة بالمكافاة إلا لخريجي الأزهر الشريف، ومعاهد إعداد الدعاة، ومراكز الثقافة الإسلامية التابعة لها، الأمر الذي جعل من تلك المعاهد تشهد رواجًا ورغبة لدى الكثير في الالتحاق بالدراسة بها.
وأضاف رئيس القطاع الديني، في تصريحات صحفية، أن وزارة الأوقاف أخضعت جميع معاهد الجمعيات الدعوية سواء الخاصة بالسلفيين، أو غيرهم لإشرافها، لافتًا إلى أنه جارٍ الآن تقنين أوضاع تلك المعاهد وفقًا لتوافر الشروط التي وضعتها الأوقاف لمعاهد إعداد الدعاة، مؤكدًا، في الوقت ذاته، أن "الوزارة" لا تفرق بين سلفيين، أو غيرهم، فطالما توافر فيه شروط الدراسة فالباب مفتوح للجميع.
وفي المقابل، تعمل الدعوة السلفية على ترتيب أوضاعها من الداخل، وخصوصًا بعد قرار ضم جميع معاهد الجمعيات الدعوية إلى وزارة الأوقاف لتقنين أوضاعها بعد قصر اعتلاء المنابر على الأزهريين، وخريجي تلك المعاهد؛ الأمر الذي دفع "الدعوة" إلى إعطاء أوامر مباشرة لشباب السلفيين للالتحاق بمعاهد الأوقاف.. وبالفعل، تقدم الكثير من شيوخ وشباب السلفيين للالتحاق بتلك المعاهد.

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر بالدعوة السلفية، أن الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أعطى تكليفات مباشرة لقيادات الدعوة في المحافظات لإلحاق المنتمين إلى الدعوة بمعاهد إعداد الدعاة التابعة لوزارة الأوقاف، لينطبق عليهم الشروط التي وضعتها "الوزارة" لاعتلاء المنابر، مشيرة إلى أن برهامي وجَّه بذلك لتتمكن الدعوة السلفية من الهيمنة على معاهد إعداد الدعاة، وبالتالي السيطرة على منابر "الوزارة"، وفقاً للقانون، وقرار الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الذي قصر الحصول على تصاريح الخطابة للعمل بنظام "المكافاة" على الأزهريين، وخريجي معاهد إعداد الدعاة التابعة للوزارة.
المصادر أوضحت أن قرارات جمعة جاءت في صالح الدعوة السلفية؛ لأن أغلب شباب وقيادات الدعوة من الحاصلين على مؤهل أزهري، وبالتالي ستلجأ الوزارة إلى سد العجز في الخطباء من قيادات وشباب الدعوة الأزهريين المنتمين في الأساس إلى الدعوة السلفية.

ومن جانبه، قال ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن تكليف أبناء "الدعوة" بالالتحاق بالمعاهد جاء لتفعيل القانون، ولا يعني أن الدعوة تقود مخططًا لاستغلال تلك المعاهد لبسط نفوذها على المنابر، أو على المعاهد، بل إن الأمر كله من باب تمكين الشباب من فرص التعليم، والتأهيل، وخلق ثقافة احترام القانون بين شباب الدعوة الصغار، مشددًا على أن الدعوة السلفية لم تحدد عددًا معينًا للمشاركة في معاهد إعداد الدعاة.
برهامي، أكد في تصريحات صحفية توجيهه لشباب الدعوة السلفية بالمحافظات للتقدم للدراسة لمعاهد إعداد الدعاة من أجل الحصول على تصاريح للخطابة، لافتًا إلى أن الدعوة تسعى إلى ترتيب أوضاعها مع وزارة الأوقاف، وغيرها من المؤسسات الدينية، وفقاً لإطار القانون والقرارات الصادرة، لافتًا إلى أن عددًا من أبناء ومشايخ الدعوة انضموا بالفعل لمعاهد إعداد الدعاة منذ العام الماضي.
وأضاف برهامي أن العمل على تطبيق القانون والتمسك به هو الذي يشغل الدعوة السلفية، حفاظًا على استقرار البلاد، وخصوصًا أن الظروف التي يمر بها المجتمع تتطلب تضافر الجهود للحد من انتشار تلك الأفكار الشاذة بين نفوس شباب الوطن، بالإضافة إلى أهمية تغليب المصلحة العليا للبلاد على المصالح الشخصية الحزبية الضيقة.
وبهذا تكون وزارة الاوقاف قد قدمت التسهيلات الخاصة بالدعوة السلفية لاعتلاء المنابر وبالشكل القانوني فهل ننتظر عامين حتى نجد ان معظم خطباء مصر على منابر مساجدها من ابناء الدعوة السلفية؟