أنصار هادي يتقدمون في جنوب اليمن.. مبادرة جزائرية بدعم أمريكي لإنهاء الصراع
الخميس 06/أغسطس/2015 - 08:35 م
طباعة

واصلت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني الموالية لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، سلسلة انتصاراتها مدعومة بالتحالف العربي، ضد عناصر مليشيات الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مع إعلان تحرير محافظة لحج وسط قتال شرس في تعز ومأرب، فيما أعلنت الجزائري عن مبادرة جديدة لإنهاء الصراع تلقي دعم أمريكي وأوربي.
الوضع الميداني:

سيطرت المقاومة الجنوبية، اليوم الخميس، على معسكر "لبوزة" آخر المواقع العسكرية في محافظة لحج، فيما تواصل التقدم في محافظة أبين الواقعة شرق عدن، للسيطرة عليها بعد غارات مكثفة استهدفت تجمعات الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في المحافظة، وتشير الأنباء إلى أن المقاومة وبعد السيطرة على المعسكر تقدمت باتجاه منطقة "كرش"، آخر النقاط التي تربط المحافظات الشمالية بالجنوبية.
وطردت القوات الموالية لهادي، خلال الأسابيع الماضية، الحوثيين وقوات صالح من مدينة عدن كبرى مدن الجنوب، ومن قاعدة العند الجوية الاستراتيجية الأكبر في البلاد في محافظة لحج الجنوبية.
كما تقدمت القوات الموالية لهادي في محافظات تعز (جنوب غرب) وأبين (جنوب)، وباتت تسيطر على معظم محافظة لحج، وهي تقاتل بأسلحة متطورة زودتها بها دول التحالف، ومنها دبابات أميركية وفرنسية الصنع، بحسب الخبير في الشؤون العسكرية، رياض قهوجي.
المقاومة تقاتل في تعز وأبين بأسلحة متطورة زودتها بها دول التحالف، ومنها دبابات أميركية وفرنسية الصنع
وأكدت مصادر عسكرية موالية لهادي أنه تم، فجر الخميس، طرد الحوثيين وقوات صالح من معسكري لبوزة ووادي عطان في لحج، فيما أسفرت هذه العمليات عن مقتل 23 مقاتلا من الحوثيين و19 من الموالين لهادي، بحسب المسؤول في القطاع الصحي، خضر لصور.
وفي تعز، قتل 17 حوثيا شمال شرق المدينة، ليل الأربعاء، في اشتباكات مع القوات الموالية لهادي، وتم تدمير عدد من المركبات العسكرية التي كانت بحوزة الحوثيين، بحسب مصادر عسكرية من "المقاومة الشعبية"، وهو الاسم الذي يطلق على مجمل الفصائل التي تقاتل الحوثيين، والموالية لحكومة هادي.
وفي محافظة أبين الواقعة شرق عدن، شن طيران التحالف عشرات الغارات الجوية، ليل الأربعاء الخميس، استهدفت خصوصا مقر اللواء 15 التابع لقوات صالح بين مدينتي زنجبار، عاصمة المحافظة، وشقرة على الساحل، بحسب مصادر محلية.
واستهدفت الغارات مواقع الحوثيين في الكود ودوفس ومزارع المشور. وأكدت مصادر محلية أن مقاتلي مليشيات الحوثيين فروا من هذه المناطق إلى مدينة شقرة والهضبة الوسطى ولودر في أبين. كما سجلت اشتباكات في محافظة مأرب الصحراوية في وسط البلاد.
مبادرة جديدة:

وعلي صعيد اخر، كشفت تقارير اخبارية أنّ اجتماعات أوليّة انطلقت بين أطراف الأزمة اليمنية في القاهرة لبحث مقترحات جديدة قدمتها الجزائر لإنهاء الصراع المتواصل بين الفرقاء.
وذكرت صحيفة "البلاد" الجزائرية نقلا عن مصادر دبلوماسية قولها إن "المبادرة السياسية المحيّنة حظيت بتجاوب دولي من خلال انضمام ممثلين للاتحاد الأوربي ودبلوماسيين أمريكيين إلى مسار المفاوضات بعد أيام فقط من إعلان الجزائر المشترك مع سلطنة عمان عن "تفعيل" مبادرة الحل السلمي في اليمن".
وتنص المبادرة الجزائرية الجديدة التي زكتها سلطنة عمان بشكل كامل حسب تسريبات متطابقة على وقف فوري للعمليات المسلحة وإنهاء مظاهر الاقتتال وانسحاب الحوثيين وقوات صالح من جميع المدن وإلزامهما بإعادة العتاد العسكري للجيش الوطني والتعجيل بعودة السلطة الشرعية إلى المؤسسات الدستورية في اليمن وعلى رأسها رئاسة الجمهورية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي والاتفاق على التحضير لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في أقرب وقت والتوافق على حكومة جديدة تضم مختلف المكونات السياسية والاجتماعية للشعب اليمني وأحزابه أن تتحول جماعة الحوثي إلى حزب سياسي يشارك في الحياة السياسية بطرق شرعية ويحترم المؤسسات الجمهورية.
وفي هذا السياق كشفت صحيفة "السياسة الكويتية" أن ممثلين من الاتحاد الأوروبي انضموا إلى المفاوضات التي يجريها وفد من حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح في القاهرة منذ أيام مع دبلوماسيين أمريكيين وبريطانيين للبحث في حل سياسي للأزمة اليمنية.
وقال المصدر إن "الوفد الذي يضم أمين عام الحزب عارف الزوكا والأمينين العامين المساعدين للحزب أبوبكر القربي وياسر العواضي التقى قبل ثلاثة أيام في القاهرة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد".
وأشار المصدر إلى إحراز تقدم على صعيد مسار المفاوضات التي قد تنتهي بانسحاب القوات الموالية لصالح واللجان الشعبية التابعة للحوثي من مناطق الجنوب كافة وترك فرصة للحوار بين القوى السياسية.
وأضاف "إن ولد الشيخ طرح على وفد صالح أن المطلوب من الحوثيين إبداء حسن النية تجاه قرار مجلس الأمن رقم 2216 وأن يتعاطوا مع القرار بإيجابية"، لافتاً إلى أن هناك مقترحات لملء الفراغ الأمني في البلاد.
وأوضح أن "ولد الشيخ طرح على الجامعة العربية أن تساعد الأمم المتحدة على ملء هذا الفراغ بمراقبين، فيما تم تقديم اقتراح آخر يتمثل في ملء طلاب الكليات العسكرية وهي الشرطة والطيران والدفاع الجوي والحربية والمعاهد العسكرية باعتبارهم من جميع المحافظات اليمنية هذا الفراغ في عدن وتعز موقتاً وعودة القوى السياسية إلى الحوار".
وكشف المصدر عن وجود تحفظات لحزب صالح بشأن المجلس الرئاسي الذي تعتزم جماعة الحوثي تشكيله، مشيرا إلى أن المؤتمر يطالب بأن يكون لتشكيل المجلس الرئاسي مرجعية شرعية ودستورية أي لا بد أن يحظى قرار تشكيله بموافقة من مجلس النواب (الذي حله الحوثيون في فبراير الماضي) حتى لا تكون القضية مغامرة غير محسوبة".
وتتمسك الجزائر المدعومة من سلطنة عُمان، بإشراك كافة الفاعلين في أي حلول للأزمة في اليمن دون إقصاء أي طرف باعتبار أن "مفاتيح حل الأزمة هي بيد اليمنيين دون سواهم".
المشهد السياسي:

التقى وزير الخارجية رياض ياسين اليوم في العاصمة القطرية الدوحة، نظيره القطري الدكتور خالد بن محمد العطية. وذكرت وكالة الانباء القطرية الرسمية أنه جرى خلال اللقاء بحث آخر التطورات في اليمن. وكان وزير الخارجية القطري أكد في كلمته التي افتتح بها أعمال الاجتماع المشترك بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ووزير الخارجية الامريكي جون كيري، الاثنين الماضي، حرص مجلس التعاون الخليجي على وحدة اليمن وسلامة أراضيه واحترام سيادته، كما أكد العطية حرص دول المجلس على دعم الشرعية واستكمال العملية السياسية وفقا للمبادرة الخليجية والياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني في اليمن يناير 2014 وإعلان الرياض مايو 2015 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
المشهد الدولي:

وعلي صعيد المشد الدولي، ل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن الأمم "المتحدة ما تزال تسعى لإكمال فكرة الحل السياسي والحوار وصولا الى وقف اطلاق النار والاتفاق السياسي بين الفصائل والاحزاب اليمنية".
وأكد ولد الشيخ في اتصال هاتفي مع مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان أن "الانتصار الرئيس في اليمن هو للسلام وليس للحرب"، مشيرا إلى أن "الخيار الوحيد لتسوية الازمة اليمنية هو سياسي"، وفق ما اوردته وكالة انباء "فارس" الايرانية.
وأضاف ولد الشيخ "لاشك بان التمسك بالخيار السياسي وتجنب الحرب يخدم الجميع في اليمن والمنطقة".
من جانبه، دعا مساعد وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان ولد الشيخ لزيارة طهران لإجراء المزيد من المشاورات، مؤكدا أن "طهران مازالت تمارس دورها البناء في دعم الحل السياسي للازمة وتؤكد وتؤمن بضرورة وقف الاجراءات العسكرية وأن تعزيز المسار السياسي والحوار اليمني – اليمني هو الخيار الوحيد للخروج من الوضع الراهن في اليمن".
وأشار عبد اللهيان الى المشاورات الأخيرة مع مسؤولي دول المنطقة بهذا الاطار وقال ان "تصعيد اجواء الحرب ومواصلة الاجراءات العسكرية لبعض الدول في اليمن لا يخدم تسوية الازمة بل تزيدها تعقيدا".
وأعرب عبد اللهيان، عن اسفه بالتزام الاسرة الدولية الصمت ازاء ما يجري في اليمن والمجازر التي تطال الشعب المظلوم والاعزل لاسيما النساء والاطفال الذي يتنافى من المبادئ الدولية وحقوق الانسان، مؤكدا ضرورة أن يتحمل المتورطين بالهجمات العسكرية، التبعات المترتبة على ذلك.
المشهد اليمني:
بعد ما يقرب من شهر من بدأ عمليات "السهم الذهبي"، بدأت كرة النار تتدحرج نحو صنعاء وحتى صعدة مع توالي انتصارات القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصو ر هادي، التي استطاعت تضييق الخناق مليشيات الحوثي وقوات المخلوع، لتعلن بداية العد التنازلي لنهاية تمرد الحوثيين، وسط استمرار المبادرات لانهاء الصراع في اليمن.