"الإمارة الإسلامية".. حلم القاعدة باليمن يتحقق على يد الفاسدين

الثلاثاء 22/يوليو/2014 - 04:15 م
طباعة الإمارة الإسلامية..
 
هددت جماعة أنصار الشريعة التابعة لتنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب باليمن، المسئولين المحليين الذين وصفتهم بـ"الفاسدين" في محافظة حضرموت بتطبيق "حكم الله وقطع أيديهم" بعد خطفهم.
وقالت الجماعة في بيان وزعه أنصارها في مدن محافظة حضرموت: "بعد أن قمنا بتصفية عملاء أمريكا بولاية حضرموت، وبعد أن حاربنا المشعوذين والسحرة فإننا نحذر جميع المسئولين الفاسدين بولاية حضرموت، الذين يقومون بنهب وسرقة أملاك المواطنين، والتنكيل بحياتهم- من أننا سنقوم بتطبيق "حكم الله" وهو قطع اليدين بعد خطفهم وتأديبهم".
منشورات أنصار الشريعة
منشورات أنصار الشريعة باليمن
وكان أنصار الشريعة وزعوا مطلع الأسبوع الجاري منشورات تدعو النساء إلى عدم الخروج إلى الأسواق بدون محرم، كما دعوا إلى الالتزام بالشريعة الإسلامية مهددين "باقامة حد الله" إذا لم يتحقق ذلك.
وينشط تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية في مناطق متفرقة من اليمن، ويستغل ضعف السلطة المركزية منذ الإطاحة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح. 
وقد تزايد مؤخراً نشاط التنظيم في مدن حضرموت وبصورة غير مسبوقة وعلنية، ويترافق هذا النشاط مع انفلات أمني واسع النطاق تشهده المحافظة.
وسبق أن قام عناصر تنظيم القاعدة بتصفية عدد ممن وصفهم بالسحرة والمشعوذين في عدد من مدن حضرموت، كما منع تنظيم القاعدة النساء من الخروج إلى الأسواق في ظل عدم وجود المحارم، كما منعهم أيضاً من عدم ممارسة بعض الرياضات ككرة القدم وعدم الجلوس في المقاهي، معتبراً ذلك نوع من اللهو الذي يحرمه الشرع الإسلامي.
وقال المحلل السياسي وأحد أبناء مديرية حريضة في وادي حضرموت محمد الشرفي، لوكالة الأنباء الألمانية: إن عناصر التنظيم وزعت بياناً يوم أمس طالبت فيه المواطنين بتطبيق ما ورد في البيان من تعليمات وإلا فإنها ستقوم بالإجراءات التي تراها مناسبة.
وتضمن البيان معلومات تعرف بتنظيم القاعدة بشكل عام وعن جماعة أنصار الشريعة على وجه الخصوص.
الإمارة الإسلامية..
على الرغم من أن الأسواق تشهد ازدحاما قبل أيام العيد في المحافظة وخصوصاً من جانب النساء، إلا أنه لوحظ تخوف من قبل بعض النساء من التجول في الأسواق بعد توزيع البيان بشكل علني من قبل رجال مسلحين يتحركون على متن سيارات.
وقال صبري دعكيك أحد أبناء حضرموت: إن نساء حضرموت بعادتهن لا يخرجن إلى الأسواق إلا في صحبة محرم، ومن الطبيعي أن نساء حضرموت يرتدين النقاب بحكم أن المجتمع متحفظ.
وأشار دعكيك إلى أن بيان تنظيم القاعدة يستهدف التأكيد على قدرة التنظيم في السيطرة وفرض أفكاره إذا أراد ذلك.
وأرجع محللون سياسيون توسع تنظيم القاعدة في محافظة حضرموت إلى الانفلات الأمني التي تشهده المحافظة.
ويبدو من المشهد، أن القاعدة تسعى إلى إقامة "إمارة إسلامية" جديدة في محافظة حضرموت، يتزعمها ناصر الوحيشي، وتعد الجماعة من فروع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
 في الوقت الذي أكدت فيه الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني في محافظة عمران ما زال صعبا، وأن عشرات الآلاف من المتضررين جراء الحرب بين جماعة الحوثي والجيش اليمني ما زالوا بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.
ولفتت المصادر، إلى أن القاعدة وجدت مناخا مناسبا لها لدى بعض القبائل في حضرموت، الذي يشهد منذ فترة عمليات توصف بالإرهابية التي كان آخرها مهاجمة النقاط الحدودية بين اليمن والمملكة العربية السعودية على الجانبين عبر منفذ الوديعة الحدودي، وهي العمليات التي أدت إلى مقتل عدد من رجال الأمن من الجانبين، إضافة إلى عمليات أخرى استهدفت مطار مدينة سيئون، عاصمة وادي حضرموت، واستهداف النقاط الأمنية والعسكرية في تلك المنطقة، كما سبق لـ"القاعدة" أن قتلت عددا من النسوة في وادي حضرموت من العاملات في مصنع للتمور.
ويقول خبراء مكافحة الإرهاب إن ما تقوم به هذه الجماعات المتشددة في حضرموت نوع من الإرهاب، وإنه نسخة مشابهة لما قامت به هذه الجماعات في محافظات أخرى في جنوب اليمن، كمحافظتي أبين وشبوة اللتين أعلنت فيهما إمارات إسلامية مشابهة خلال السنوات القليلة الماضية. ويؤكد الخبراء أن عملية ملاحقة عناصر "القاعدة" في محافظة كحضرموت بحاجة إلى جهد شعبي مساند بحكم المساحة الجغرافية الكبيرة للمحافظة التي تبعد عن جميع المحافظات بمسافة طويلة ولها حدود مباشرة مع السعودية، إضافة إلى الثروات النفطية الكبيرة التي تختزنها أراضيها.
الإمارة الإسلامية..
وتنقسم محافظة حضرموت إلى حضرموت الساحل وتضم المناطق المطلة على بحر العرب، وتتميز بأنها الأكثر تحضرا وتنتج العسل الدعني الشهير، وحضرموت الوادي التي تضم المناطق الصحراوية والجبلية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تفرض فيه الدولة الإسلامية في العراق "داعش"، سيطرتها على محافظات العراق، فضلا عن إجبارها لمسيحيي الموصل على الرحيل من مدينتهم بعد انتهاء مهلة حددتها لهم؛ حيث خيرت إياهم بين الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو ترك منازلهم والخروج من المدينة.
هؤلاء خرجوا بما عليهم من ثياب ومن دون حقائب ولا أمتعة تاركين منازلهم وممتلكاتهم دون أن يكون لهم الحق في العودة إليها، أو المطالبة بها؛ لأنها باتت ملك ما تعتبره "داعش" دولتها.
وكما هددت القاعدة نساءها بعدم الخروج دون محرم، توعدت أيضا "داعش" النساء اللاوتي يخرجن عن منهج الشريعة الإسلامية، بأنها ستقوم بمعاقبتهم بطريقتها الخاصة، منوهة، بلبس الحجاب الشرعي الكامل المكوّن من العباية الفضفاضة والحجاب والنقاب والقفازات، عدم رفع الصوت في الشارع، وعدم مشي المرأة وحدها في ساعة متأخرة، وكذلك عدم مشيها مع غير محارمها.
وطلبت"الدولة الإسلاميّة" في بيانها، من أهالي ولاية الرقة التعاون من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، مؤكدةً أنها تقاتلُ من أجل هذه الشريعة، وأنه إذا تم التقصير في تطبيقها، فقد يسلب الله منها المناطق المحرّرة.
الإمارة الإسلامية..
وينفذ التنظيم أحكام الإعدام بشكل علني، ويترك الجثث معلقة في الهواء الطلق أياماً عدة كنوع من "التعزير". 
وانتشر عبر مواقع التواصل أخيراً مشاهد فيديو لعملية إعدام ساحرة عن طريق قطع الرأس، بينما يظهر الفيديو العشرات ملتفين حول منفذي الإعدام، من دون أن يزجرهم أحدهم أو يرفض ما فعلوه، حتى أن بعضهم يقوم بتصوير الواقعة بهاتفه.

شارك