جمعة الدم في أفغانستان.. طالبان تنفذ أعنف هجماتها منذ تعيين الملا منصور رئيسًا لها

السبت 08/أغسطس/2015 - 06:58 م
طباعة جمعة الدم في أفغانستان..
 
يوم دموي شهدته أفغانستان، الجمعة 7 أغسطس 2015، وذلك علي إثر سلسلة تفجيرات شهدتها العاصمة الأفغانية كابول، ادوت بحياة نحو 51 قتيلًا في حصيلة قابلة للارتفاع، وجرح المئات في الـ24 ساعة الأخيرة في كابول إثر عدة هجمات نفذتها حركة طالبان، تعتبر الأولى منذ تولي الملا أختر منصور رئاسة الحركة المتشددة خلفا للملا محمد عمر.

هجمات كابول:

هجمات كابول:
وشن مسلحون من حركة طالبان هجوما على معسكر كامب أنتيغريتي الذي تتمركز فيه القوات الأمريكية الخاصة بالقرب من كابول. وأعلن الناطق باسم مهمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان براين تريبس أن جنديا في الحلف قُتل في هذا الهجوم، دون أن يكشف هويته.
وأعلن حلف شمال الأطلسي بعد ذلك السبت أن الهجوم على قاعدة عسكرية أمريكية في كابول مساء الجمعة أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين يعملون في مهمة الحلف في أفغانستان.
ولم تعلن حركة طالبان مسؤوليتها عن هجوم أول أوقع 15 قتيلا في منطقة سكنية ليل الخميس الجمعة لكنها تبنت الاعتداء الثاني الذي أدى إلى مقتل عشرين من طلاب كلية الشرطة الأفغانية مساء الجمعة.
وهذه الهجمات هي الأولى التي تضرب العاصمة الأفغانية منذ تعيين الملا أختر منصور على رأس حركة طالبان بعد وفاة الملا عمر التي أعلنت الأسبوع الماضي.
كما وقع تفجير انتحاري مساء الجمعة أمام مدخل أكاديمية الشرطة في كابول بينما كان أفراد الشرطة عائدين من عطلة نهاية الأسبوع. وصرح قائد شرطة كابول عبد الرحمن رحيمي أن انتحاريا فجر نفسه "في وسط مجموعة من طلاب" أكاديمية الشرطة.
وذكرت ثلاثة مصادر في الشرطة والاستخبارات طلبت عدم كشف هوياتها أن حصيلة الضحايا بلغت 20 قتيلا على الأقل.
وقبل أقل من 24 ساعة على هذا الهجوم دمر انفجار شاحنة مفخخة حيا سكنيا في وسط كابول وتسبب بمقتل 15 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 240 آخرين، كما صرح سيد ظفر هاشمي المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني. لكن محققين ذكروا أن الهدف كان ربما مبنى عسكريا قريب من مكان الانفجار.

تصريحات أختر:

تصريحات أختر:
وفي خطاب زعيم طالبان الجديد الملا أختر منصور، والذي ألقاه في أول أغسطس، بحسب بيان "طالبان"، خلال حفل أقيم بهدف مبايعته من قبل أعضاء وقيادات الحركة، اكد علي الحرب والمواجهة ضد قوات حلف الأطلسي "الناتو" قائلا :"على العمل الجهادي، بهدف إفشال مخططات العدو، وعدم الالتفات إلى ما يذيعه الأعداء من قوع الخلافات في صف الحركة".
ورفض الملا منصور خلال التسجيل محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية، واصفا إياها بأنها “حملات دعاية يقوم بها أعداؤنا.
و أضاف أيضا أن العدو يؤكد وجود عملية سلام، قائلا في السياق "كما تعلمون، أعداؤنا ينشرون الكثير من الدعاية"، وذلك في إشارة إلى الحكومة الأفغانية.
فالهجمات الدامية للحركة، تشير إلى أن الملا عمر نفذ ما ذكره في خطابه حول مواجهة القوات الاجنبية العاملة في البلاد، وايضا قوات الحكومة الافغانية.

تقرير أممي:

تقرير أممي:
وحملة بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان في تقرير نشر مؤخرا، حركة طالبان ارتفاع الضحايا المدنيين في أفغانستان في وقت اعلنت فيه الركة رفضها للتحميل المدنيين متهمة الغارات الجوية التي يشنها "الناتو" في أفغانستان ارتفاع الضحايا المدنيين.
وقالت البعثة في تقرير نصف سنوي إنه بين الأول من يناير و30 يونيو قتل 1592 شخصا وأصيب 3329 في أعمال العنف في هذا البلد. ولا تشمل هذه الأرقام أفراد الشرطة والجيش الأفغانيين اللذين يتصديان بمفردهما لحركة تمرد امتدت إلى كل أفغانستان تقريبا.

رفض طالبان:

رفض طالبان:
من جانبه رفضت المتحدث باسم حركة طالبان "الإمارة الإسلامية" ذبیح الله مجاهد، التقرير الاممي، قائلا:" مرة أخرى نشرت إدارة يوناما في كابل تقريرها النصف سنوي حول الخسائر مدنية، مظهرةً زيادة الخسائر المدنية نسبة مئوية واحدة بالنسبة للعام المنصرم، لكن للأسف! كالسابق فقد حمل القدر الكبير من الخسائر على المجاهدين، حيث اعتبر فيه المجاهدون مسئولون عن 70% من الخسائر المدنية على مستوى البلد، وألقى لوم 15% فقط على عاتق إدارة كابل، أما القوات الاحتلالية رغم غاراتها الجوية وقصفها ووحشيتها المتكررة لكن مع ذلك كله نالت الإعفاء من اللوم".
واستنكر المتحدث باسم الحركة التقرير، معتبرًا أن :" تقرير غير محايد، ولا يستند للحقائق، بل هو مبني على تلك المعلومات التي تنشرها إدارة كابل من حين لآخر بشأن الخسائر المدنية ضد المجاهدين".
واضاف ذبيح الله:" التقرير المذكور حول الخسائر المدنية قد يكون تم عرضه على الدوائر المسئولة في الإمارة الإسلامية، غير أنه لم تؤخذ فيه في الحسبان معلوماتنا وملاحظاتنا، وتم ترتيب التقرير بشكل أحادي الجانب"، متابعا: " نحن نريد ألا يُتعامل مع موضوع الخسائر المدنية الذي يعد موضوعاً إنسانياً حساساً جداً تعاملاً سياسياً ودعائياً، وعلى المؤسسات الدولية أن تلتزم الدقة، مراعيةً الحقائق الأرضية في نشر مثل هذه التقارير".

عملية السلام:

عملية السلام:
المتابعون يرون أن التفجيرات التي شهدتها أفغانستان أمس الجمعة، هي رسالة من قبل الغدارة الجديدة لحركة طالبان بزعامة الملا أختر منصور، والذي راهن عدد من المتابعين للشأن الأفغاني وحركة طالبان أن ينجح الملا أختر المقرب من باكستان في تعظيم السلام علي مواصلة الصراع والحرب، وهوما كان الرد عبر تفجيرات الجمعة.
وبرعاية الولايات المتحدة والصين، استضافت باكستان في بداية يوليو مفاوضات بين طالبان والحكومة الأفغانية. 
وأرجئت الجولة الثانية من هذه المفاوضات التي كانت مقررة في باكستان إلى أجل غير مسمى بعد الإعلان عن وفاة الملا عمر.
ورفض رئيس حركة طالبان،  في خطابه،  محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية، واصفا إياها بأنها “حملات دعاية يقوم بها أعداؤنا.
و أضاف أيضا أن العدو يؤكد وجود عملية سلام، قائلا في السياق "كما تعلمون، أعداؤنا ينشرون الكثير من الدعاية"، وذلك في إشارة إلى الحكومة الأفغانية.

المشهد الأفغاني:

المشهد الأفغاني:
بعد أيام قليلة من خطاب الملا أختر منصور في احتفالية مبايعته، تؤكد الأحداث على أن الأمور تسير الي التصعيد من قبل الحركة تجاه الحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية في محاولة لتحقيق اكبر مكاسب للحركة قبل انتهاء حملة الربيع التي بدأتها الحركة ضد القوات الحكومية والأجنبية في البلاد.

شارك