اليمن: الجيش الوطني يحرر الضالع والمقاومة تدخل زنجبار وهادي في عدن
السبت 08/أغسطس/2015 - 09:28 م
طباعة

واصلت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني الموالية لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، سلسلة انتصاراتها مدعومة بالتحالف العربي، ضد عناصر مليشيات الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مع إعلان تحرير محافظة الضالع وسط قتال شرس في تعز ومأرب، فيما أعلنت الإمارات مقتل 3 من جنودها في اليمن.
الوضع الميداني:

أكدت مصادر عسكرية في اليمن نجاح القوات الحكومية والمقاومة الشعبية في تحرير محافظة الضالع بجنوب البلاد، بعد أن سيطرت على كافة المواقع التي كانت تحتلها ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة.
وقالت المصادر العسكرية لـ"سكاي نيوز عربية" إن القوات الموالية للشرعية سيطرت، بعد مواجهات دامية، على عدة مقرات حكومية، مما دفع المتمردين إلى الفرار نحو محافظة أب المحاذية للضالع.
وكانت محافظة الضالع أولى المحافظات الجنوبية التي تتحرر من الحوثيين، غير أنهم عززوا قواتهم في المناطق الحدودية، وبقيت جبهة مشتعلة خلال الفترة الماضية. وتأتي هذه التطورات في ظل تراجع المليشيات الحوثية على مختلف الجبهات، بعد أكثر من أربعة أشهر من المواجهات مع "المقاومة" والضربات الجوية المتواصلة للتحالف العربي.
وأفادت مصادر محلية بتمكن اللجان الشعبية من السيطرة على مديرية قعطبة بالكامل، وتوجهت قوات عسكرية نحو مديرية دمت المعقل التالي للحوثيين في الضالع.
وفي زنجبار، جنوب شرق صنعاء، أطلقت اللجان الشعبية، السبت، عملية عسكرية واسعة للسيطرة على المدينة، مركز محافظة أبين، بهدف طرد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح من المدينة، وتأمين أبين.
وتتزامن المعارك على الأرض في أبين، مع غطاء جوي تفرضه طائرات التحالف العربي التي تستهدف مواقع للحوثيين في زنجبار ومناطق أخرى محيطة بها.
فيما سقط عددا من الحوثيين بين قتيل وأسير اليوم في منقطة العدين بمحافظة إب وسط اليمن، بعد محاولة الحوثيين اختطاف أفراد من أبناء المنطقة، وقال شهود عيان إن مواجهات شهدت مديرية العدين بين المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي بعد حملة قامت بها الحوثيين على أحدة قرى بني وائل لاعتقال من يتهمونهم بالانتماء للمقاومة. وقد تصدت المقاومة للمسلحين الحوثيين وقاموا بأسر قيادي يدعى أبو عقيل. وفي مديرية أرحب شرق العاصمة صنعاء اشتبكت المقاومة الشعبية مع مسلحي الحوثي في تطور لافت بعد أن انكسرت مليشيات الحوثي في جبهات القتال باليمن. وقتل في الاشتباكات عددا من الحوثيين فيما جرح آخرين أثناء محاولتهم اقتحام قرية الجنادبة لاعتقال مناهضين للجماعة
في غضون ذلك، قتل 15 مسلحا حوثيا و3 من عناصر اللجان الشعبية، فيما أصيب العشرات في مواجهات دارت بين الطرفين في عدد من جبهات محافظة تعز.
إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية يمنية، إن 17 مدنيا قتلوا وأصيب العشرات جراء انفجار ألغام زرعها الحوثيون، قبيل انسحابهم من محافظة لحج جنوب البلاد.
وفي عدن، شرع التحالف العربي الذي تقوده السعودية، باتخاذ خطوات تهدف إلى تثبيت الأمن والاستقرار.
وجرى تداول أنباء حول وصول عشرات السيارات المقدمة من دول التحالف بهدف تأسيس نواة لجهاز الشرطة هناك قصد تثبيت الأمن.
وحسب المصادر، فإن تثبيت الأمن في المدينة يعد أمرا ضروريا بسبب توقع حدوث أعمال خارجة عن القانون مع انتشار السلاح بين السكان، بالتزامن مع عودة الأهالي إلى مناطقهم.
وجاءت هذه الخطوة بعد إعلان الحكومة اليمنية استعادة السيطرة على مدينة عدن بالكامل في 17 يوليو.
مقتل إماراتيين:

نعت القيادة العامة للقوات المسلحة في الإمارات، السبت، "ثلاثة من جنودها البواسل" الذين: قدموا أرواحهم فداء للواجب الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي" في اليمن.
ونشرت وكالة الأنباء الإماراتية بيان القيادة العامة الذي نعى "الشهيد العريف أول جمعة جوهر جمعة الحمادي، والشهيد العريف أول خالد محمد عبدالله الشحي، والشهيد العريف أول فاهم سعيد أحمد الحبسي".
وقال البيان إن الثلاثة "قدموا أرواحهم فداء للواجب الوطني ضمن القوات المشاركة في عملية إعادة الأمل للتحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.. للوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في اليمن ودعمها".
فيما ذكرت تقارير إعلامية، إن قوات التحالف العربي زودت شرطة محافظة عدن بأكثر من 100 سيارة شرطة، وصلت إلى مينائها أمس الجمعة. وأضافت المصادر، أن التحالف العربي يهدف بذلك إلى "تثبيت الأمن والاستقرار في محافظة عدن (جنوبي اليمن) التي شهدت، على مدى الأربعة أشهر الماضية، معارك عنيفة ما بين المقاومة الشعبية وبين المسلحين الحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
واوضحت تقارير اعلامية، أن عشرات السيارات، المقدمة من دول التحالف العربي، وصلت إلى مدينة عدن، بهدف البدء في تأسيس نواة لجهاز الشرطة في هذه المدينة، واعتبرت تثبيت الأمن في المدينة، أمراً ضرورياً، بسبب توقع حدوث أعمال خارجة عن القانون، في ظل انتشار السلاح بين السكان على نحوٍ غير مسبوق، بالتزامن مع عودة الأهالي إلى مناطقهم.
المشهد السياسي:

سياسيا، يلتقي وفد من الحوثيين وحزبِ الرئيس اليمني السابق، المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد وذلك في العاصمة العمانية مسقط، وسيبحث ولد الشيخ أحمد مع الوفد اليمني المكون من 5 شخصيات سبل تطبيق قرار مجلس الأمن الأخير حول اليمن بما يضمن وقف إطلاق النار وانسحاب القوات المتحاربة من مناطق القتال فضلا عن تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية.
وكان المبعوث الأممي قد أعلن في وقت سابق قبول جميع الأطراف، بما فيها الحوثيون وحزب صالح، باتفاق سياسي ينهي الحرب، مشيرًا إلى أن الخطة لاقت قبولًا من الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وتنص أبرز بنود الخطة على وضع آليات وبشكل عاجل لوقف إطلاق النار، وانسحاب القوات المتحاربة، ووضع آليات الرقابة وفق القرار 2216، والتسهيل الكامل لعمل وكالات الإغاثة الإنسانية، والتقيُّد بآليات التفتيش والمراقبة التي تقودها الأمم المتحدة، والتعاون التام معها. على صعيد آخر، نقلت مصادر صحفية يمنية عن المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام، خبر مغادرة عدد من أفراد عائلة الرئيس السابق، عبد الله صالح، إلى خارج البلاد، مؤكدا أن غاية المغادرة هي تلقي العلاج، نافيا ما راج سابقا في الصحافة الأجنبية، حول اتفاق سياسي قريب في اليمن يقضي بمغادرة الرئيس صالح وأن سفر أفراد من عائلته مقدمة لسفر صالح.
وفي آخر تصريح لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي في روما، أكد أن السعودية لا تزال تؤمن بأن المخرج الوحيد للأزمة في اليمن يكمن في الوسائل السياسية، عبر مخرجات الحوار الوطني اليمني، والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن، معتبرا أن الحوثيين جزء من الشعب اليمني، لكن لا يمكن أن يضطلعوا بمهام خاصة، أو تشكيل "ميليشيات" خارج إطار الحكومة.
هادي في عدن:

وفي السياق نفسه ، كشف مسئول حكومي أن "الرئيس عبده ربه منصور هادي سيعود إلى اليمن في أقل من شهرين"، موضحاً أن "هناك ترتيبات ستسبق عودته من إعادة الخدمات والحياة إلى وضعها الطبيعي، وهو ما يحدث حالياً من قبل المسؤولين العائدين".
وقال مدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور محمد مارم إن "هادي سيعود إلى اليمن قريباً، متوقعاً أن يكون ذلك قبل عيد الأضحى"، وأوضح أنه "سيؤدي صلاة العيد في عدن، جاعلاً الفرحة فرحتين". بحسب "24"
وأشار مارم إلى أن الأمن في مدينة عدن مستتب، وأصبح في الفترة الحالية "100 %"، والدليل هبوط طائرة مدنية بمطاره، وذلك بفضل جهود قوات المقاومة والتحالف الذي تقوده السعودية".
الوضع الإيراني:

وعلي صعيد الوجود الايراني في المشهد اليمني، كشف مسؤولٌ في وزارة الدفاع الأمريكية، أن سفينة حربية إيرانية -فرقاطة، صوّبت نيرانها ضدّ طائرة هليكوبتر أمريكية وسفينة من قوات التحالف، قبل أسبوعين في خليج عدن. وأوضح المسؤول لـ "C.N.C"، أن السفينة الإيرانية كانت على بُعد بضعة أمتار من المروحية العسكرية الأمريكية في 25 يوليو، عندما صوّب طاقم السفينة أسلحتهم التي يعتقد أنها مدافع رشاشة، إلى المروحية التي كانت هبطت للتو على سطح سفينة عسكرية تابعة للتحالف.
واوضح: "مع أن الحادث كان سريعاً، فقد لاحظ طاقم السفينة الحربية التابعة للتحالف والمروحية الأمريكية، أن هناك مصوِّراً تلفزيونياً يقف خلف واحدة من المدفعيات الإيرانية"، وأضاف: "ربما كانت مجرد محاولة للحصول على صور مُثيرة بهدف الدعاية للنظام، لا نعرف على وجه اليقين ما الهدف؟"، مؤكداً أن الحادث استمر نحو دقيقة واحدة، مع عدم اتخاذ أي إجراءٍ آخر، إذ تمسّكت المروحية الأمريكية بخطتها، وغادرت السفينة في موعدها المحدّد.
المشهد اليمني:
بعد ما يقرب من شهر من بدء عمليات "السهم الذهبي"، بدأت كرة النار تتدحرج نحو صنعاء وحتى صعدة، مع توالي انتصارات القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصو ر هادي، التي استطاعت تضييق الخناق مليشيات الحوثي وقوات المخلوع، لتعلن بداية العد التنازلي لنهاية تمرد الحوثيين، وسط استمرار المبادرات لإنهاء الصراع في اليمن.