«داعش» يؤسس جيشاً نظامياً.. مع تخريج أول دفعة من المتطوعين
الثلاثاء 22/يوليو/2014 - 08:04 م
طباعة

فيما يعتبر سيرًا على طريقة الجيوش النظامية، أعلن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) عن تخريج أول دفعة من المتطوعين العراقيين في صفوفه وتوزيعهم على تشكيلاته رسميًا، ونشر صورًا لهم يتلقون تدريبات على القتال واستخدام السلاح في مدينة الموصل الشمالية.
وأظهرت صور نشرها موقع إعلامي تابع لتنظيمات جهادية واطلعت عليها "إيلاف" حوالي مائة متطوع يجلسون في إحدى القاعات المغلقة ويرتدون ملابس التنظيم السوداء وقد غطوا وجوههم فيما كان أحد الاشخاص يحمل رشاشاً ثقيلاً يدربهم على استخدامه.
كما تُظهر الصور تدريبات على الاشتباك القريب وعلى القتال في ظروف صعبة، ثم عملية تخرج هذه الدفعة من المتطوعين واستعراضها بأسلحتها في أحد شوارع الموصل، ومن ثم توزيعها على مواقع التنظيم في مختلف المناطق التي يسيطر عليها في شمال وغرب العراق حاليًا.
20 ألف مسلح كيان "داعش"

20 ألف مسلح كيان "داعش"
رغم عدم وجود إحصاء دقيق حول عدد مقاتلي "داعش" في العراق وسوريا، غير أن مصادر كردية أكدت أن عدد عناصر تنظيم داعش كان يبلغ ألفي مسلح لكنهم بعد دخولهم إلى العراق وسيطرتهم على الموصل وبلدات أخرى في محافظات الانبار وصلاح الدين وكركوك وديإلى قد ارتفع العدد إلى حوالي 20 الف مسلح، بعد تطوع شبان عراقيين في صفوف التنظيم.
ويضم تنظيم (داعش) العديد من الجنسيات المختلفة سواء العربية أو الآسيوية، أو الأوربية، ويقول الخبير في الحركات الإسلامية رومان كاييه من المعهد الفرنسي للشرق الأوسط، إن معظم المقاتلين على الأرض في سوريا، هم من الجنسية السورية لكن قادتهم يأتون في أغلب الأحيان من الخارج، ويكونون قد قاتلوا من قبل في العراق والشيشان وأفغانستان، اما في العراق فمعظم المقاتلين من العراقيين، ويضم التنظيم مئات المقاتلين الناطقين بالفرنسية من فرنسيين وبلجيكيين ومغاربة.
وكشف وزير الداخلية المغربية محمد حصاد أن 1220 مغربيًا يقاتلون مع داعش، موضحًا أن وزارته توصلت إلى معلومات دقيقة بشأن أعداد المغاربة الذين التحقوا بالقتال في صفوف المنظمة الإرهابية (داعش)، كاشفا عن أن هؤلاء يتولون مناصب ومسئوليات في المنظمة، وعلى سبيل المثال يوجد مغربي آمرا للحدود الترابية وآخرا مكلفا بالإعلام وآخرا بالمالية.
مرتبات مغرية

تأتي زيادة اعداد المتطوعين للعمل ضمن تنظيم "داعش" بسبب الرواتب الفلكية التي يقدمها لمقاتليه على الجبهات المختلفة، مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر في العراق وسوريا وعدد من الدول العربية والاسلامية .
وسلطت صحيفة الإندبندنت البريطانية الضوء على احتمالية تضاعف أعداد التابعين لداعش من الشباب لما تقدمه الحركة المتطرفة من مرتب يبلغ 400 جنيه استرلينى "4892 جنيها مصريا" لمن يمتلك الخبرة العسكرية، وهى الخبرة التي يكثر تواجدها بين الشباب العراقي، لافتًا إلى تراخى المليشيات السنية عن مواجهة حركة داعش الآن، لعدم تقبلها رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، الذى قدمت سياساته الطائفية الأغلبية الشيعية على باقي الطوائف الأخرى.
قادة المجلس العسكري لـ"داعش"

قادة المجلس العسكري لـداعش
يعد المجلس العسكري، هو المفصل الأهم في تنظيم (داعش) الذي يرأسه الآن الإرهابي "وليد جاسم محمد"، المعروف بلقب "أبو أحمد العلواني"، ومعه ثلاثة من ضباط جيش الرئيس العراقي السابق صدام حسين كلهم دخلوا للتنظيم بعد سنة 2006، ومنهم من تم تجنيده للتنظيم خلال سجنه في معتقل بوكا.
ويتم اختيار رئيس المجلس العسكري، من ابو بكر البغدادي، زعيم التنظيم، بصورة مباشرة، لكنه يطلب قبل ذلك الاستشارة من مجلس الشورى بشأنه، إذ لا يدخل المجلس العسكري إلا من يتم اختياره من قبل البغدادي وتزكية مجلس الشورى له.
ويتكون المجلس العسكري من رئيس وثلاثة أعضاء، مهمتهم التخطيط وإدارة الأمراء العسكريين في ولايات التنظيم، ومتابعة نتائج غزوات البغدادي في الولايات.
وأبو أحمد العلواني اسمه وليد جاسم العلواني، من منسوبي الجيش في عهد صدام، عضو المجلس العسكري لداعش، والمكون من 3 أشخاص.
والقائد الثاني أبو أيمن العراقي: أهم مسؤول لـ”داعش” في سوريا اليوم. من منسوبي الجيش في عهد صدام. عضو المجلس العسكري لداعش، كانت كنيته في العراق أبو مهند السويداوي، من مواليد عام 1965 كان ضابطاً برتبة مقدم في استخبارات الدفاع الجوي في عهد صدام، اعتقل عام 2007 لنحو 3 أعوام، انتقل إلى دير الزور في سوريا عام 2011، واليوم يتولى قيادة داعش في إدلب وحلب وجبال اللاذقية.
والقائد الثالث أبو عبد الرحمن البيلاوي: اسمه عدنان إسماعيل نجم، كانت كنيته أبو أسامة البيلاوي، من سكان الخالدية في الأنبار، اعتقل في 27 يناير 2005 في بوكا، من منسوبي الجيش في عهد صدام، عضو المجلس العسكري لداعش، وهو أيضاً رئيس مجلس شورى، قتل في الخالدية في الأنبار.
ومن القادة الميدايين حجي بكر: اسمه سمير عبد محمد الخليفاوي، ضابط سابق في جيش صدام، تولى مهام تطوير الأسلحة وسجن في بوكا، وبعد إطلاق سراحه التحق بالقاعدة، كان الرجل الأهم لداعش في سوريا حيث قتل أخيراً.
ومن القادة الميدانيين أبو فاطمة الجحيشي: نعمة عبد نايف الجبوري، تولى عمليات التنظيم في جنوب العراق، ومن ثم كركوك ومواقع أخرى في الشمال.
مجلس الأمن والاستخبارات

عمر الشيشاني
وكان يترأس هذا المجلس الإرهابي "أبو علي الانباري"، وهو ضابط استخبارات في العراقي إبان حكم صدام حسين، ويتولى مسئولية تأمين أماكن إقامة البغدادي ومواعيده وتنقلاته، ومتابعة القرارات التي يقرها البغدادي ومدى جدية الولاة في تنفيذها.
ولكن عقب مقتل" الانباري" يرجح أن الشيشاني ترخان باتيراشفيلي الملقب بـ "عمر الشيشاني" أصبح قاب قوسين أو أدنى من أن يتولى قيادة الجناح العسكري لتنظيم داعش في العراق.
وترخان باتيراشفيلي، الذي يحمل جواز سفر جورجي، كان مقاتلاً في جنوب القوقاز، وتم إعفاؤه من الخدمة العسكرية لأسباب صحية، كما أُدين بإحراز أسلحة دون ترخيص، ومن ثم حكم عليه بالسجن" .
ويتكون هذا المجلس من ثلاثة أفراد من ضباط استخبارات النظام الصدامي المقبور يقوم البغدادي بتعيينهم، وكذلك الأمير الأمني في كل ولاية ومن معه.
ويشرف المجلس أيضاً على تنفيذ أحكام القضاء وإقامة الحدود، وعلى صيانة التنظيم من الاختراق، ولديه مفارز في كل ولاية تقوم بنقل البريد وتنسيق التواصل بين مفاصل التنظيم في جميع قواطع الولاية، كما أن لديه مفارز خاصة للاغتيالات السياسية النوعية والخطف وجمع الأموال.
البترول المصدر الاول لقوة "داعش"

وتعتمد داعش في تمويلها وتأسيس قوتها ودولتها الجديدة على البترول، حيث يقوم "جهاديو" تنظيم داعش بتجميع ما يصل إلى مليون دولار يوميًا من وراء بيع النفط الخام، الذي يسترد من حقول النفط المحتلة في العراق، ثم يتم تهريبه إلى تركيا وإيران.
وقال خبراء في صناعة النفط إنهم يعتقدون أن داعش يتحصل على 25 دولارًا مقابل برميل النفط الخام، الذي يقومون بنقله في ناقلات من سهول النفط الموجودة في جنوب الموصل.
أفاد نشطاء من المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلًا عن مصادر موثوقة من الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، أن صهاريج تحمل لوحات عراقية دخلت خلال الأيام الماضية من العراق باتجاه حقول النفط في الريف الشرقي لدير الزور، لتعبئ وتنقل النفط إلى العراق.
وأشارت تقارير أخرى إلى أن التنظيم أنفق عشرات الآلاف من الدولارات لتركيب مولدات ديزل ضخمة في المناطق المحتلة لتزويد أهدافه الجديدة بالكهرباء، ومن الجدير ذكره أن صادرات العراق من النفط ارتفعت إلى حوالى 3 ملايين برميل يوميًا، أي بما يزيد بقليل على المستوى الذي كانت عليه قبل الغزو الذي قادته أمريكا عام 2003 للإطاحة بصدام حسين.
و بلغت قيمة الأضرار التي أصابت قطاع النفط والغاز في سوريا جراء الأزمة المستمرة في البلاد منذ أكثر من ثلاثة أعوام، نحو 21,4 مليار دولار، بحسب وزارة البترول السورية.
وفقدت السلطات السورية السيطرة على العديد من حقول النفط والغاز، لاسيما في محافظة دير الزور (شرقاً) الحدودية مع العراق، والتي باتت تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر كذلك على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه.
كما سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" الأسبوع الماضي على حقل الشاعر للغاز في ريف حمص (وسط)، في عملية قال إنه قتل خلال أكثر من 300 عنصر من النظام، الذي يحاول استعادة السيطرة على الحقل.
المشهد الأن

أصبح تنظيم "داعش" في طور الانتقال من مجرد تنظيم صغير إلى شبه تنظيم يشكل دويلة، لديها إمكانات القوة، سواء الاقتصادية أو الدينية، أو البشرية من الذين يعتنقون أفكار الجماعات الجهادية، او من محبي الثراء السريع.
وعلي الدول العربية والغربية والمهتمين بمواجهة الإرهاب أن تجتمع وتنبذ الخلافات من أجل القضاء على هذه الجماعات قبل أن تكبر وتصل إلى دولة في أكبر من دولة حركة طالبان في أفغانستان.