اليمن.. تقدم استراتيجي للمقاومة وسط تخبط في صفوف الحوثيين
الأحد 09/أغسطس/2015 - 03:52 م
طباعة

واصلت المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني الموالية لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، سلسلة انتصاراتها مدعومة بالتحالف العربي، ضد عناصر مليشيات الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مع إعلان تحرير محافظة مدينة زنجبار الرئيسة جنوب البلاد، فيما كشفت وكالة إيرانية عن وجود مبادرة لإنهاء الحرب في اليمن.
الوضع الميداني

تحدثت أنباء عن سيطرة قوات تابعة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي السبت 8 أغسطس على مدينة زنجبار الرئيسة جنوب البلاد.
وأفادت وسائل إعلام محلية بوصول تعزيزات كبيرة مزودة بآليات عسكرية إلى عدة مناطق في محافظة أبين، تمهيدًا لاستعادة السيطرة عليها، مشيرة إلى تعرض مواقع الحوثيين في مدينة أبين لقصف عنيف من سفن التحالف بقيادة السعودية ومن طائراته المقاتلة.
وتعد زنجبار عاصمة محافظة أبين، المطلة على بحر العرب، رابع عاصمة إقليمية تسيطر عليها القوات الموالية لهادي في مواجهاتها مع الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح منذ السيطرة على ميناء عدن الشهر الماضي.
وذكرت الأنباء أن القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور سيطرت أيضًا على معسكر استراتيجي في الضالع بعد تقدمها في محافظة تعز.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن العميد عبدالله الصبيحي، المسئول العسكري الميداني عن تعز، أن قواته باتت على مشارف المدينة وأنها ستدخلها قريبا، مشيرًا إلى أن القيادة المركزية للقوات التابعة للرئيس هادي تدرس خياري "الزحف نحو صنعاء أو صعدة".
وكانت قوات تابعة للرئيس هادي تمكنت بهجوم واسع من السيطرة على عدة مواقع في منطقة "قعطبة" و"مريس" من بينها معسكر "الصدرين" التابع للواء 33 مدرع شمال الضالع إلى الجنوب من العاصمة صنعاء.
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر يمنية أن قوات الرئيس عبد ربه منصور انتزعت مواقع في محافظة إب وسط اليمن من قبضة الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
ونقلت وسائل إعلام خليجية عن شهود عيان أن طيران قوات التحالف شن مساء السبت 7 غارات على مواقع للحوثيين في صعدة شمال البلاد، طالت تجمعاتهم في مديرية كتاف على الحدود مع السعودية.
يأتي ذلك عقب إعلان الحوثيين قصف قواتهم لمواقع عسكرية سعودية في محافظة نجران، حيث ذكر موقع قناة "المسيرة" التابع للحوثيين أن الدفاع الجوي لقوة نجران استهدف بسبعة صواريخ غراد.
الوضع الإنساني
من جهة أخرى، أعلن بيان للجنة الدولية للصليب الأحمر أن 3800 شخص نصفهم من المدنيين، قتلوا في اليمن بسبب النزاع الدائر هناك منذ مارس الماضي، وجرح نحو 19 ألف شخص، فيما قدّر البيان عدد النازحين عن منازلهم بسبب القتال بمليون وثلاثمئة ألف شخص.
المشهد السياسي

وعلي صعيد المشهد السياسي، في غضون ذلك، شدّد الحوثيون الإجراءات الأمنية في صنعاء، بعد يوم من إعلان وزارة الداخلية، والتي تسيطر عليها الجماعة، رفع الجاهزية القتالية في العاصمة.
ويأتي الانتشار الأمني من قبل الحوثيين بعد ليلة عصيبة شهدت المدنية خلالها اشتباكات متفرقة في أكثر من منطقة، ووفقاً لمصادر "العربي الجديد" فإن "الاشتباكات دارت بين الحوثيين وجنود من معسكرات الحرس الجمهوري وأفراد أمن من الموالين لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأوضح مصدر في وزارة الداخلية لـ"العربي الجديد": أن "التوجيه الأمني يقضي برفع الجاهزية القتالية واتخاذ الإجراءات والاحتياطات الأمنية لحماية المنشآت الحيوية"، نافياً صدور أي قرار بفرض حالة الطوارئ.
ووجه وزير الداخلية رئيس اللجنة الأمنية العليا اللواء جلال الرويشان الموالي للحوثيين، الأجهزة الأمنية باتخاذ كافة الإجراءات لتأمين المنشآت والمرافق الحكومية، كذلك شدد على رفع درجة الاستعدادات القتالية واليقظة والحس الأمني. وتأتي هذه التوجيهات من قبل جماعة الحوثيين تحسباً لحدوث تمرد على سلطة الجماعة من قبل الأجهزة الأمنية في صنعاء أو من المعسكرات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
واتهم حزب التنظيم الناصري في اليمن، مسلحي الحوثي باختطاف القيادي في الحزب، مدير مديرية "نهم" في محافظة صنعاء زبن الله المطري، وفقاً للأناضول.
وأضاف الحزب، في بيان نشره موقعه الإلكتروني، أن "ميليشيات الحوثي أقدمت مساء أمس السبت على اعتقال مدير مديرية نهم، وأمين السر المساعد بفرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمحافظة صنعاء "زبن الله المطري".
وأدان البيان الحادثة، مطالباً الميليشيات الحوثية، بسرعة الإفراج عنه، وحذّر من مغبة مثل هذه "الممارسات غير السوية".
مبادرة للحل

فيما كشفت وكالة تسنيم الإيرانية، عن تفاصيل الاتفاق المتوقع بين الأطراف اليمنية المتنازعة، بناء على المحادثات الجارية في العاصمة العمانية مسقط.
ووفقا لتوقعات مصادر مطلعة، نقلت عنها الوكالة الإيرانية، فإن المباحثات الجارية في مسقط، "قد تفضي إلى التفاهم حول أهم النقاط والمرتكزات التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق سياسي شامل بين مختلف القوى السياسية في هذا البلد".
وحول بنود الاتفاق، ذكرت الوكالة أنه "من المتوقع أن يغيب عن المشهد السياسي الداخلي عدد من الوجوه السياسية، أبرزها الرئيس عبد ربه منصور هادي، إضافة إلى الرئيس السابق علي عبد الله صالح".
وأفادت بأن الاتفاق قد يتضمن "الموافقة على تشكيل مجلس رئاسي يضم كل القوى، برئاسة شخصية تحظى بإجماع الجميع، إضافة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة القوى".
أما حول دور الجيش والأمن، فطبقا لوكالة "تسنيم"، فإنه "سيتم التوافق على ذلك من خلال المشاورات، حيث لا يؤدي انسحاب أي قوة من على الأرض إلى إحداث فراغ يدفع تنظيم القاعدة إلى التوسع والانتشار".