هل تدفع وفاة "عصام دربالة" الجماعة الإسلامية إلى موجات جديدة من العنف؟

الأحد 09/أغسطس/2015 - 06:58 م
طباعة هل تدفع وفاة عصام
 
أعلن حزب البناء والتنمية في بيان له، في الساعات الأولي من صباح اليوم الأحد 9 أغسطس 2015، وفاة عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بسجن العقرب اليوم الأحد، وكان مسجونًا على ذمة قضية الانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون، وتولي قيادتها وسعيْ أفرادها لممارسة العنف. 
وفي بيانها نعت الجماعة الإسلامية في مصر، وفاة دربالة، قائلة :إنا لله وإنا إليه راجعون.. دكتور عصام دربالة في ذمة الله.

مع الجماعة:

مع الجماعة:
كان دربالة أحد أبرز القيادات التي عملت على إنشاء أول حزب سياسي للجماعة الإسلامية بعد ثورة 25 يناير، حيث تولى القيادة بالجماعة الإسلامية، حين أعلنت الجماعة فوزه بمنصب رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية.
ويعتبر دربالة أحد قيادات الجماعة الإسلامية الذين شهد تاريخهم العديد من وقائع العنف والإرهاب منذ تأسيس الجماعة، حيث تولت جماعته عملية اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات في العام 1981، كما شارك في مذبحة مديرية أمن أسيوط في العام نفسه، وعاقبه القضاء المصري بالسجن لفترات طويلة.
وقد شارك دربالة في التخطيط لاغتيال السادات إلا أنه عاد بعد سنوات وتحديدا في أعقاب ثورة 25 يناير ليؤكد أنه رفض من البداية قتل الرئيس خاصة أن له العديد من القرارات العظيمة مثل حرب أكتوبر 1973.
وللجماعة الإسلامية تاريخ طويل من العنف المسلح في مصر، وحملت السلاح ضد الدولة في فترة التسعينيات، وأعلنت مؤخرا تخليها عن العنف، وكانت حليفا قويا لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي، قبل وأثناء العام الذي قضاه في الحكم.
لقب دربالة بـ"أمير الجماعة"، نظرًا لضم العديد ممن يسمون بصقور الجماعة إلى مواقع القيادة، وعلى رأسهم أسامة حافظ، وعبود الزمر، طارق الزمر، عصام عبد الماجد، أسامة حافظ، صفوت عبد الغنى، صلاح هاشم، وعلى الديناري، وشعبان إبراهيم.

اتهام السلطات:

اتهام السلطات:
وفيما زعمت الجماعة بأن السلطات المصرية تسببت في قتل دربالة، أعلنت وزارة الداخلية أن أسباب الوفاة مرضية.
وقال بيان الداخلية المصرية اليوم الأحد أن المتوفي كان قد شعر بحالة إعياء عقب عودته من إحدى جلسات المحاكمة السبت، وبتوقيع الكشف الطبي عليه تبين أنه كان يعاني من ارتفاع بدرجة الحرارة وانخفاض بضغط الدم وارتفاع نسبة السكر بالدم.
وعلى الفور تم عمل الإسعافات الأولية اللازمة وأثناء نقله للمستشفى لتلقي العلاج حدث نزيف من الأنف وهبوط بالدورة الدموية والتنفسية أدى إلى وفاته.
وأشار بيان الداخلية المصرية إلى أن دربالة له تاريخ مرضي سابق جلطات سابقة – مرض السكري.
وكانت النيابة العامة في مصر قد جددت أمس السبت، حبس عصام دربالة، 15 يوماً على ذمة التحقيقات في اتهامه بالانضمام لجماعة على خلاف القانون وتولي قيادة بها.

خليفة دربالة:

خليفة دربالة:
وعقب سجن دربالة، تم تكليف أسامة حافظ رئيسًا للجماعة الإسلامية، بحسب تصريحات سابقة لطارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية السابق، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، وهو مرشح الآن بقوة، وفقا لمصادر داخل الجماعة الإسلامية لخلافة دربالة.
ويعد الشيخ أسامة حافظ أحد الأعمدة التاريخية للجماعة الإسلامية، وصعد نجمه عقب ثورة 25 يناير مباشرة، خلال الانتخابات الأولى التي أجرتها الجماعة الإسلامية لاختيار مجلس شورى الجماعة وتولى فيها أسامة حافظ منصب نائب رئيس مجلس شورى الجماعة.
وفي أعقاب ثورة 30 يونيو وما تلاها من أحداث عنف أشعلها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، عاد قادة الجماعة الإسلامية بينهم دربالة إلي الأفكار الجهادية مرة أخري وانتهاج العنف.
 وخلال اعتصام أنصار الجماعة في ميدان رابعة العدوية ناشد دربالة جميع أعضاء الجماعة الإسلامية المشاركة في اعتصام رابعة، للوقوف جانبًا إلى جنب مع جماعة الإخوان المسلمين حيث اُتهم بتنفيذ أجندات خارجية لصالح الدول التي تحوي الهاربين إليها وذلك بعد فض الاعتصام.
من جانبها نعت جماعة الإخوان الإرهابية، دربالة والمعروف عنه موالاته لجماعة الإخوان الإرهابية وانضمامه لما يسمى بتحالف دعم المعزول.

استغلال الوفاة:

استغلال الوفاة:
وفي محاولة منها لاستغلال وفاة دربالة والمتاجرة بدمه، قالت الجماعة في بيان لها، "إن ما يجري في السجون وعلى وجه الخصوص "العقرب" جريمة بحق العشرات من رموز الوطن لا يمكن السكوت عنها وعلى جميع المخلصين في الداخل والخارج إنقاذ من في السجون بكل الطرق الممكنة"، فيما توعدت الجماعة قائلة: "سيأتي يوم القصاص عاجلا أو آجلا".
عدد كبير من قيادات الجماعة الإسلامية انتظروا في محيط مستشفى سجن طرة لاستلام جثمان دربالة، على رأسهم الشيخ كرم زهدى أحد مؤسسي الجماعة الإسلامية، والشيخ عبود الزمر القيادي بالجماعة الإسلامية، ومنتصر الزيات محامى الجماعات الإسلامية.
وقد تراجعت أسرة دربالة عن مطالبتها بتشريح جثمانه، وقال عادل معوض محامى الجماعة الإسلامية إن المستشار ناجى دربالة شقيق عصام دربالة طالب بتشريح الجثمان، لكنه تراجع عن هذا المطلب، مضيفاً: "نحن الآن ننتظر تصريح الدفن". وينتظر الآن عدد كبير من قيادات الجماعة الإسلامية أمام سجن طرة، لاستلام جثمان دربالة. 
وتشهد الجماعة الإسلامية حالة من الارتباك الشديد، ففي الوقت الذى أكد فيه الشيخ أسامة حافظ القائم بأعمال رئيس شورى الجماعة الإسلامية أن الجماعة الإسلامية لن نتخذ أي إجراءات قانونية، طالب حزب البناء والتنمية في بيان له الهيئات والمنظمات الحقوقية الدولية، بضرورة التدخل لإجراء تحقيق سريع في وفاة عصام دربالة وغيره من الحالات المشابهة، حمل الحزب المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان مسئولية ما يحدث لقياداتها في السجون. 
وكشفت مصادر أن "دربالة" طالب وفد الجماعة من هيئة الدفاع الذى التقى به داخل سجن العقرب، في المرة الأخيرة  بالاستمرار في نهج رفض العنف، والتأكيد على السلمية وعدم التوجه نحو العنف.

وصية بإعادة نشر كتبه:

وصية بإعادة نشر كتبه:
وقالت المصادر إن دربالة طالبنا بضرورة إعادة نشر كتاباته ورسائله المعنونة باسم "لا للقتل لا للتفجير"، وذلك للتأكيد على سلمية الجماعة الإسلامية، مشيرة إلى أن هذا اللقاء تم في شهر يونيه الماضي
وأوضحت المصادر أن "دربالة" طالبهم أيضًا بالحفاظ على كيان الجماعة الإسلامية، والسيطرة على محاولات إحداث الانقسام داخل الجماعة الإسلامية بسبب الاستمرار في تحالف الإخوان أو الانسحاب منه.
 وفى السياق ذاته، كشفت مصادر داخل الجماعة الإسلامية، أن هناك انقسامًا وحالة من الارتباك الآن تمر بها الجماعة الإسلامية، موضحة أن هناك فريقًا من أبناء الجماعة الإسلامية طالبوا بالتصعيد والرد على الدولة وخاصة بعد وفاة قيادات الجماعة الإسلامية داخل السجون مؤخرًا، بينما طالب فريق آخر بالاستمرار على السلمية ونبذ العنف.

شارك