المنطقة الآمنة في شمال سوريا.. هل تُعيد التحالف بين "النصرة" و"داعش"؟

الإثنين 10/أغسطس/2015 - 11:01 م
طباعة المنطقة الآمنة في
 
في تطور لافت في الحرب الدائرة في سوريا منذ أربعة سنوات، بين التنظيمات الإرهابية والنظام من جهة، والفصائل والتنظيمات الإرهابية من جهة أخرى أعلن تنظيم "جبهة النصرة"، الفرع السوري لتنظيم "القاعدة"، الإرهابي انسحابه رسمياً، من جميع خطوط التماس مع تنظيم "داعش" في ريف حلب الشمالي، تحسباً لانطلاق الحرب الشاملة (التركية – الأمريكية) ضد التنظيم، والتي يتوقع أن تسفر عن "منطقة آمنة" في شمال سورية خالية من المسلحين وقوات نظام الرئيس بشار الأسد.
عملية انسحاب "النصرة" طرحت العديد من التساؤلات حول إمكانية عودة التحالف بين التنظيمين الإرهابيين بعد فترة الصدام الطويلة بينهما، خاصة أن "النصرة" قالت إنها قررت الانسحاب وتسليم مواقعها لأي فصيل مقاتل، رافضة الدخول في أي تحالف ضد "داعش" في تلك المنطقة، وهو الذي دفع خبراء الحركات الأصولية إلى الاعتقاد بأن النصرة ربما تدخل في تحالفات مع "داعش" خلال الفترة المقبلة، خاصة أن "النصرة" دخلت في معارك عنيفة مع ما أسمتهم المعارضة المسلحة المعتدلة التي دربتهم أمريكا وتركيا، فيما ذهب آخرون إلى أن انسحاب النصرة ربما جاء باتفاق مع تركيا الداعم الأبرز للنصرة في سوريا.
المنطقة الآمنة في
كانت أمريكا وتركيا قالت إنها ستوفر تأمين وغطاء جوي ومدفعي لبعض فصائل المعارضة السورية كقوات برية، بهدف طرد "داعش" وتشكيل المنطقة الآمنة، التي سوف تستوعب بعض السوريين الفارين من الحرب في الكثير من الدول المجاورة.
وتستهدف تركيا من المنطقة الأمنة في شمال سوريا، التخلص من صداع الأكراد، وهو السبب الرئيس الذي دفعها إلى بدء شن غارات جوية على ما أسمته بؤر تجمع تنظيم الدولة والمسلحين من الأكراد، وقد جاءت تلك الضربات بمباركة أميركية لضمان تنفيذ ذلك المخطط.
وقد شنت واشنطن غارات على تنظيم الدولة انطلاقا من تركيا، بينما يتواصل إرسال قوات معارضة سورية مدربة أميركيا، ولا شك أن تداعيات المنطقة الآمنة سوف تأخذ أبعادا جديدة مع التطورات الميدانية المتسارعة والمعارك المحتدمة على الأرض.
المنطقة الآمنة في
وأفادت مصادر مطلعة في مدينة حلب (شمال) تناقلتها وسائل الإعلام أن جبهة النصرة سلمت نقاطها العسكرية المتاخمة لمناطق سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية بريف حلب الشمالي لإحدى فصائل المعارضة، وقد جاء الإجراء بعد اجتماع أمني موسع الأربعاء جمع قادة بارزين في المعارضة بريف حلب مع جبهة النصرة، حيث قضى الاتفاق بتسليم الجبهة مواقعها في كل من بلدات "حور كلس" و"شمارين" و"إعزاز" إلى فصيل "اللواء سلطان مراد"، أحد أبرز فصائل المعارضة.
وقال الناشط الميداني محمود أبو الشيخ إن تسلم فصائل المعارضة لهذه النقاط دليل على اقتراب تنفيذ المنطقة الآمنة، الخالية من تنظيم الدولة، وكانت تسريبات صحفية أشارت إلى أن الاتفاق الأمريكي التركي بشأن المنطقة الآمنة في شمالي سوريا دخل حيز التنفيذ، مع تأكيد رفض الاتفاق لأي تواجد لجبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية ضمن هذه المنطقة.
المنطقة الآمنة في
اللافت أن الرئيس السوري بشار الأسد، وجد نفسه أمام ما أسماه مراقبون "التحدي العلوي"، الذي قد يكون من أخطر التحديات التي واجهها النظام السوري، وأشار المراقبون إلى أن "لحظة الحقيقة العلوية" دقت بالنسبة إلى النظام، خصوصاً مع تصاعد الضغوط الدبلوماسية والنفسية على دمشق، وأيضاً تصاعد أعداد القتلى من الجيش الذين ينتمون إلى الطائفة العلوية، واقتراب المعارك من المحافظات الساحلية، إلى جانب "الاصطدام الحتمي" بين "شبيحة" النظام من الطائفة العلوية والعلويين العاديين، أو أولئك البعيدين عن الممارسات التي اشتهرت بها عائلة الأسد وبعض العائلات المقربة منها، مثل شاليش ومخلوف وغيرهما.

شارك