أمانة عامة للإفتاء في العالم مقرها القاهرة

الثلاثاء 11/أغسطس/2015 - 08:35 م
طباعة أمانة عامة للإفتاء
 
في مؤتمره الصحفي الذي عقده اليوم بدار الإفتاء للإعلان عن تفاصيل المؤتمر الدولي للإفتاء أكد الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية- أن المؤتمر العالمي للإفتاء خطوة جديدة على طريق مواجهة الفكر بالفكر، والقيام بواجب الوقت، ويأتي هذا المؤتمر الدولي تحت عنوان "الفتوى إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل" والذي يُعد استمرارًا لريادة مصر الدينية برعاية الأزهر الشريف بعد أن افتتحت مصر قبل أيام قناة السويس الجديدة، التي أكدت على ريادة مصر، ومؤتمرنا يواصل مسيرة الريادة المصرية.
وأضاف مفتي الجمهورية أننا نعيش ريادة مصرية على المستويين الاقتصادي والاستثماري، والآن نحن في ريادة لا تقل أهمية وهي الريادة الدينية التي نبدأها من دار الإفتاء المصرية بالإعلان عن المؤتمر العالمي الذي سيعقد يومي الاثنين والثلاثاء القادمين بمشاركة كبار المفتين من 50 دولة حول العالم.
وأشار إلى أن المؤتمر يعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور دولة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وسيعلن فيه عن إنشاء أمانة عامة للإفتاء في العالم يكون مقرها القاهرة، تعقد لقاءات دورية للمفتين يتم فيها تبادل الرؤى العلمية وإصدار كلمة واحدة بشأن القضايا المشتركة التي تستحق إصدار فتوى موحدة بشأنها.

أمانة عامة للإفتاء
وأضاف الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن مؤتمر الإفتاء، الذي يستمر لمدة يومين، سيناقش عدة محاور رئيسية من بينها واقع الفتوى الحالي ومشاكلها وسبل التصدي لها، والتعاون بين مفتيي العالم الإسلامي للتصدي لظاهرة الفتاوى المتشددة وفوضى الفتاوى، مشيرًا إلى اهتمام الدولة بتنظيم الفتوى بوضع أعمال المؤتمر تحت رعاية رئيس الجمهورية.
وأوضح مفتي الجمهورية أن الدعوة تم توجيهها لمن يشغلون منصب المفتي في جميع بلدان العالم من أوروبا وآسيا وإفريقيا وأستراليا والأمريكتين، مشيرًا إلى أنه سيتم التنسيق بين المفتين في العالم لإصدار ميثاق شرف للإفتاء.
وأكد فضيلة المفتي أن دار الإفتاء المصرية تتبنى وسطية منهجية معتدلة تتصدى للتشدد وتواجه المرجعيات الدينية المتطرفة التي تكتوي بها الأمة الإسلامية، والمؤتمر يأتي كمحاولة لاسترجاع تلك المرجعية لمصر بلد التدين المعتدل، وللتواصل مع الأقليات المسلمة في دول الغرب التي تتجاذبها  أفكار متعددة يرصدها مرصد الإفتاء بالدار ويقوم بتفنيدها.

أمانة عامة للإفتاء
وأوضح مفتي الجمهورية أننا في دار الإفتاء نسعى لتفكيك التكفير لنقضي على فكر التفجير؛ لذا فقد استشعرنا الخطر من انتشار الأفكار والفتاوى الشاذة وعليه فقد أخذنا على عاتقنا تصحيحها بشكل علمي دقيق، فأنشأت الدار مرصدًا لرصد الفتاوى الشاذة وتفكيكها من خلال مجموعة من الباحثين المتخصصين يعملون وفق أسس علمية هادئة، وقد صدر عن هذا المرصد أكثر من خمسة وعشرين تقريرًا حول فكر تلك الجماعات المتطرفة وما تصدره من فتاوى شاذة، بالإضافة إلى صدور ثلاثة أعداد من نشرة "إرهابيون" التي تقدم معالجة لأفكار المتطرفين. 
وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت، يأتي بالتزامن مع احتفالات دار الإفتاء بمرور 120 عامًا على إنشائها، وقد قامت هيئة البريد بطباعة طوابع تذكارية بهذه المناسبة. 
ولفت إلى أنه سيتم خلال المؤتمر عقد ورش عمل وحلقات نقاشية، لإيجاد صيغة مشتركة لمواجهة قضايا التكفير والتشدد، الذي يواجه العالم كله، وليس مصر فقط.
وأكد مفتي الجمهورية أنه سيجرى عمل متابعة جيدة للتوصيات التي سيخرج بها المؤتمر، حتى يتم تنفيذها بشكل جيد على أرض الواقع، مشددًا على ضرورة تقديم قراءة جديدة للموروث الفقهي وفق المستجدات لتفويت الفرصة على المتربصين بالتراث، قائلاً: "إننا نفخر به لأنه موروث العقل المسلم”.

أمانة عامة للإفتاء
واستعرض المفتي مجهودات دار الإفتاء في مواجهة الفكر المتطرف على كافة المستويات من مطبوعات وإصدارات إلكترونية، مشيرًا إلى أن الدار قد أوشكت على الانتهاء من موسوعة الفتاوى بالإنجليزية في 5 مجلدات تم ترجمتها إلى العربية.
وأضاف أن الدار تعكف حاليًّا على مشروع علمي آخر بإصدار موسوعة تعنى بالرد على الأفكار المتطرفة باسم موسوعة التكفير تصدر قريبًا.
وأشار مفتي الجمهورية أن عدد رواد الصفحة الرسمية لدار الإفتاء والتي ترد على الفتاوى المتطرفة يزيد عن مليون و800 ألف مشترك حتى الآن وسط تفاعل كبير من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.
وأكد أنهم بصدد إنشاء وحدة للإلحاد والملحدين في دار الإفتاء للتعرف على أفكارهم وتفنيدها لتصحيحها، مضيفًا أن الدار وضعت خطة لكيفية مواجهة مسألة الإلحاد التي لا تعرف لها طريقًا في مصر، مؤكدًا أنه من الصعب أن يغير الشباب دينهم وينتقلون من دين إلى آخر.

أمانة عامة للإفتاء
وأوضح مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء دربت عددًا من المشايخ على كيفية مواجهة الإلحاد على أيدي متخصصين، والذين قابلوا عددًا ممن لديهم تساؤلات وميول إلحادية وبعض الشكوك، وفندوا الكثير من أفكارهم وما زالت الجلسات تجرى حتى الآن.
وعلى صعيد آخر، أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة  التابع لدار الافتاء المصرية، أن التيارات والجماعات التكفيرية على اختلاف مشاربها ترى في أي منجز حضاري أو تنموي عدوًّا لها يجب القضاء عليه، فما إن تراه يخرج إلى النور حتى تنهال عليه بسيل جارف من الفتاوى التكفيرية التي تحمل الكراهية وهدم كل بنيان، يبرهن على ذلك ما أفتى به "تنظيم القاعدة" مؤخرًا بضرورة ردم "قناة السويس"، وإغلاق مضيق باب المندب!
وأضاف المرصد أن هذه الدعوة تأتي في التوقيت الذي تفتتح فيه مصر- بشعبها وقيادتها- قناة السويس الجديدة، في عبور جديد للتنمية، لكي تفتح بابًا كبيرًا للاستثمار وتوفير فرص العمل، خاصة وأن القناة تُعد من موارد الدخل القومي الرئيسية بالبلاد.
وأوضح المرصد أن هذه التنظيمات الإرهابية ترى الأمور عكس ما يراها الجميع؛ فالبناء والتنمية في الممرات المائية بالنسبة لعقيدتها مؤامرة ضد الإسلام ونهاية للعالم وآخر الزمان، مما يتطلب معها ردم قناة السويس القديمة والجديدة علي حد زعمهم، وتضييق مضيق باب المندب؛ وذلك لضمان انتقال الجيوش الإسلامية- على حد وصفهم المتهافت- من الشام إلى مصر وبالعكس بالسرعة المطلوبة.

وأكد المرصد أن تلك الفتاوى- التي أطلقتها تلك التنظيمات الإرهابية- تدعي أنها تأتي لتفويت الفرصة على الحملات العسكرية لـ"الأعداء" من الإفادة من هذا الممر الاستراتيجي؛ وبذلك تجد أي حملة بحرية عسكرية نفسها مرغمة على الدوران حول قارة إفريقيا والدوران من رأس الرجاء الصالح والصعود مرة أخرى للوصول إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، في الوقت الذي يعملون فيه على تضييقه بحيث لا يسمح بعبور حاملات الطائرات والبوارج من خلاله، وتضعه في نفس الوقت تحت التهديد المباشر للسلاح، كما تناولت الفتوى، لنرجع بالزمان إلى الوراء قرونًا عديدة.
وبيَّن المرصد أن الفتوى استندت إلى الدعوة التي أطلقها صاحب كتاب "إدارة التوحش أخطر مرحلة ستمر بها الأمة"، والذي أكد فيه على نظرية عوامل الفناء الحضاري، وسقوط كل عوامل المدنية الحديثة، بحيث يكون الاستعداد لذلك بتخزين القمح والدواء والذهب والسلاح فقط؛ لأنه سوف تدمر البنية التحتية للدول وتقطع جميع الاتصالات وتغلق جميع البنوك، حتى تحدث شوكة النكاية والإنهاك للأنظمة على حد قولهم
أضاف المرصد أن هذه الدعوة تضاف إلى تلك الدعوات الهدامة التي سمعنا عنها من دعاة الضلال والإرهاب والتي تدعو لهدم الأهرام والآثار في الكرنك وأبو سمبل وما قامت به جماعاتهم في العراق وسوريا من هدم التراث الإنساني والاعتداء على قبور الأنبياء والصالحين.
شدد المرصد أن الإسلام منارة للتنمية والرقي والعمران الحضاري، وهي عقيدته الأساسية التي تتمثل في الأمر الإلهي بإعمار الأرض، تلك العقيدة القائمة على الأخذ بالأسباب، والتي جعلت المسلمين يبذلون كل جهدهم لتحقيق أسباب القوة والحضارة والتمكين غير معتمدين على الخيال والخرافات أو هدم أي منجز حضاري أو فكري أو أي تراث إنساني.

شارك