"الزبداني السورية" بين معاهدات الصلح والمعارك المستمرة

الأربعاء 12/أغسطس/2015 - 05:55 م
طباعة الزبداني السورية
 
تشكل مدينة الزبداني أهمية خاصة لكافة الأطراف المتصارعة في سوريا بسبب موقعها الاستراتيجي الهام الواقع على بعد  10 كيلومترات عن الحدود اللبنانية  وتعد آخر مدينة حدودية مع لبنان في منطقة ريف دمشق،  وإشراف  المدينة على الطريق العام بين دمشق وبيروت  وموقعها المتوسط بين دمشق وحمص ومنطقة الساحل  السوري  وموقعها الحيوي على  طريق الشام الدولي.  

الزبداني السورية
وتمثل استعادة السيطرة علي الزبداني مكسبا استراتيجيا كبيرًا لأي طرف وخاصة الجيش السوري الذى قام بالدخول في مفاوضات مباشرة   يوم الأربعاء 12-8-2015م  مع حركة أحرار الشام الإسلامية حليفة جبهة النصرة   وجرى الاتفاق  فيها على وقف لإطلاق النار لمدة 48 ساعة بين قوات المعارضة السورية من جهة والجيش السوري وحزب الله اللبناني من جهة أخرى  ومن المقرر أن يبدأ  وقف إطلاق النار في الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي وستستمر المفاوضات بين الجانبين على موضوعات أخرى.
وقالت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني إن وقف إطلاق النار بدأ في الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (0300 بتوقيت جرينتش) يوم الأربعاء -8-2015م  وقادت المفاوضات من جانب المعارضة حركة أحرار الشام الإسلامية حليفة جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وجرى الاتفاق على وقف إطلاق النار لكن هناك نقاطا أخرى تستمر المفاوضات بشأنها وتضمن وقف إطلاق النار أيضا بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في محافظة إدلب وتجرى المحادثات  من خلال وسيط وسيبدأ وقف إطلاق النار وسيجري إجلاء بعض الأشخاص الذين في حالة حرجة.  وستتناول المحادثات خطوات أخرى".

الزبداني السورية
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المحادثات ستستمر بشأن إجلاء المسلحين من الزبداني وإرسال المساعدات الغذائية إلى كفريا والفوعة حيث يخضع آلاف الأشخاص لحصار قوات المعارضة ولكن  بعض المسلحين يرفضون مغادرة الزبداني وأن الوفد الإيراني  يصر على اخراج المدنيين والمسلحين من الزبداني ونقلهم إلى مناطق أخرى  وإن المفاوضات جرت بين أحرار الشام ووفود إيرانية وحزب الله .
 وفوّض المجلس المحلي في مدينة الزبداني «حركة أحرار الشام الإسلامية»، للتفاوض لإجلاء ألف عائلة محاصرة في المدينة التي تعرضت لنحو 500 غارة خلال عشرين يوماً،  وقُطِعت المساعدات الإنسانية عنها من قبل نظام الأسد وحلفائه منذ بضعة أشهر وسط انتشار للقتل العشوائي للمدنيين وطالب  المجلس في بيان له الأمم المتحدة  بدور أكبر لأنها تقف  عاجزة عن منع هذه الإبادة الجماعية بالأسلحة المحرّمة دولياً بحق الأهالي في الزبداني، وأن  ما يفعله الثوار في الشمال من استهداف للقوات العسكرية لنظام الأسد والميليشيا الإيرانية في الفوعة وكفريا في ريف إدلب  هو أفضل طريقة لمنع إبادة المدنيين في الزبداني، في ظل التواطؤ الدولي ضدها وضد الشعب السوري. 

الزبداني السورية
هذا وقد اشتدت المعارك في محيط الفوعة وكفريا، وفجّر مقاتلو المعارضة سيارة في مقر عسكري في الفوعة التي تضم موالين للنظام وقام الثوار في الزبداني بتحرير حاجزين لقوات النظام بين الزبداني وسرغايا في خطوة مفاجئة، بعدما توقَّع نظام الأسد وحزب الله أن تكون العمليات العسكرية الكبيرة انتهت في الزبداني، وقصف مقاتلو المعارضة السورية أربع قرى موالية للنظام في ريفَيْ حلب وإدلب شمال البلاد بحوالي 500 قذيفة، بهدف الضغط على النظام و «حزب الله» لوقف قصف الزبداني  وانسحب مقاتلو المعارضة من سهل الزبداني للدفاع عن المدينة الواقعة شمال غربي دمشق وقرب حدود لبنان.

الزبداني السورية
وأعلنت «غرفة عمليات فتح حلب» عن استهداف «ثكنات جيش النظام وميليشياته الشيعية في معسكري نبل والزهراء، رداً على الهجمة البربرية لقوات النظام وحزب الله والحرس الثوري الإيراني على مدينة الزبداني». وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قصف الفصائل المعارضة مناطق في نبل والزهراء وسقوط 160 قذيفة على القريتين أمس، وإن «جيش الفتح» أطلق 300 قذيفة على بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، بالتزامن مع اشتباكات لأكثر من 8 ساعات متواصلة في محيط البلدتين 
وقالت  مصادر من  المعارضة السورية إن أبناء المدينة فوضوا مقاتليهم بالتفاوض مع قوات النظام وحزب الله لتأمين انتهاء للمعارك، لكن دون أي تنازل قد يؤدي لتسليم المدينة وسط تقدم للثوار من جهة الشلاح في الزبداني واستعادة نقطتي تمركز هما: "بناء سمير غانم" على طريق سرغايا، و"بناء الططري" على طريق الشلاح وأن الاشتباكات مستمرة حتى الساعة وأن "حاجز العقبة" احترق بالكامل وجرى تدمير آلياته مجموعة من الأسلحة والعربات العسكرية وسقوط قتلى بين عناصر النظام وحزب الله وأن  الثوار  قاموا بفتح جبهة بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام بريف إدلب لتخفيف الضغط عن الزبداني.

الزبداني السورية
وأعرب رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن خشيته من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المعلن عنه بين فصائل معارضة وقوات موالية لحكومة الرئيس بشار الأسد لمدة 48 ساعة في مدينة الزبداني وبلدات أخرى  لأنه اتفاقا شفهيا بين حركة أحرار الشام المرتبطة بجبهة النصرة، وحزب الله اللبناني وإيران نيابة عن القوات الحكومية السورية وأنه لم يتم بعد تسوية القضايا المتعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق.
 وبذلك لا يوجد ما يبشر بقرب انتهاء المعارك المحتدمة في مدينة الزبداني السورية  وفى الوقت نفسه تسمر المفاوضات بين مقاتلي المعارضة وحزب الله وسط قلق  شديد  إزاء تواجد أعداد كبيرة من المدنيين المعزولين داخل المدينة، لتبقى المدينة بين فكي المعارضة التي تسعى الى الحصول على المؤن والذخائر،  والجيش السوري وحزب الله اللذان يريدان الانقضاض عليها  والقضاء على أكبر عدد من المقاتلين.

شارك