تقرير حديث: داعش أعدم 700 مواطنا من تركمان العراق

الخميس 13/أغسطس/2015 - 02:36 م
طباعة تقرير حديث: داعش
 
من الأقليات العراقية التي تعرضت لإرهاب الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام "داعش" دون تسليط الضوء الإعلامي عليهم نجد المكون التركماني؛ حيث كشف تقرير صادر مؤخرا للجمعية العراقية لحقوق الإنسان في كندا أن عصابات "داعش" الإجرامية أقدمت على إعدام 700 مواطن تركماني، بينهم نساء وأطفال رميًا بالرصاص منذ احتلاله الموصل، وجاء في التقرير: "يواصل تنظيم داعش الإرهابي قتل الأبرياء وسفك دماء العراقيين، والتفنن في طرق وأساليب اقتراف الجرائم المروعة في المناطق والمدن التي يحتلها منذ أكثر من عام، محاولًا فرض أجندته الجهنمية وإرجاع عراق مهد الحضارات، والمنطقة برمتها إلى عصور مظلمة تبتر فيها رءوس الناس وتحز رقابهم.
تقرير حديث: داعش
لقد تواردت الأنباء مؤخرًا من مدينة الموصل، أن عصابات داعش الإجرامية أقدمت على إعدام 700 مواطن تركماني بينهم نساء وأطفال، رميًا بالرصاص وأمام أنظار الناس، من مجموع 2070 ضحية أعدمهم التنظيم الإرهابي منذ احتلاله الموصل- ثاني أكبر مدينة عراقية في العاشر من يونيو 2014، بتهم مختلقة، منها عملهم في سلك الشرطة العراقية أو في مفوضية الانتخابات أو الإعلام أو التخابر مع القوات العراقية أو تشويه صورة الإسلام، واتهامات واهية أخرى، وقام بنشر أسمائهم على جدران مركز شرطة حي سومر شرقي الموصل لنشر الرعب وإرهاب الأهالي، محذرا ذويهم من المطالبة بجثث الضحايا المغدورين
تقرير حديث: داعش
إن الجمعية العراقية لحقوق الإنسان في كندا، في الوقت الذي تشجب فيه وتدين بشدة هذه الأعمال الإجرامية التي يقترفها تنظيم "داعش" الإرهابي بحق المواطنين العزل والأبرياء في مناطق سيطرته، وتقف إجلالا على أرواحهم الغالية وتقدم تعازيها لذوي الضحايا- تناشد الحكومة العراقية والمجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية للإسراع في تنفيذ حملة ضاربة للقضاء على عصابات "داعش"، وإعادة سكان المناطق والمدن المحررة إلى بيوتهم، وبناء وتأهيل المناطق المتضررة، كما تناشد المؤسسات الدولية المعنية لإيجاد الوسائل الناجعة والسريعة لتحرير الموصل وجميع المناطق والبلدات التي احتلها التنظيم الإرهابي، وتحرير الأسرى من الأطفال والنساء والرجال وجميع الذين يعيشون في حالة من الرعب المستمر تحت سيطرة العصابات السوداء المارقة في جرائمها.
إن ما يتعرض له الوطن من إرهاب وتدمير، يضع الجميع أمام مسئولياته الوطنية والأخلاقية في التصدي لهذا الإرهاب الأسود، والدفاع عن حقوق الشعب العراقي بجميع مكوناته، من خلال التكاتف ونبذ الخلافات ورص الصفوف لمواجهة الإرهاب والتضامن مع مطاليب الجماهير في بغداد والمدن العراقية الأخرى، المتمثلة بمحاربة المحاصصة الطائفية واجتثاث الفساد المستشري في جسد الدولة ومن أجل الحريات العامة والعدالة الاجتماعية والسلم الأهلي.
تقرير حديث: داعش
وتركمان العراق هي جماعة عرقية في العراق تنحدر من قبائل الغز من الأوغوز الأتراك حيث يقيمون بشكل أساسي في شمال العراق في مدن كركوك وجلولاء والسعدية وسليمان بيك وإمرلي وطوز خورماتو وكفري وتلعفر ذات الأغلبية التركمانية. ويشاركون في علاقات ثقافية ولغوية وثيقة مع تركيا.
وينحدرون من سلالات من موجات مختلفة من الهجرة التركية لبلاد الرافدين يعود تاريخها إلى القرن 7 حتى الحكم العثماني. الموجة الأولى من الهجرة يعود إلى القرن 7 عندما تم تجنيد بعض من الجنود بلغ عددهم+ 1،000 تركماني في جيوش المسلمين من عبيد الله بن زياد، ولكن معظم نسل اليوم من هؤلاء المهاجرين الأوائل اختلطوا مع السكان العرب المحليين حيث آباءهم تركمان وأماتهم عربيات. 
وكانت الموجة الثانية من المهاجرين الأتراك من الدولة السلجوقية وأخيرًا، ظهرت الموجة الثالثة، وأكبر عدد من المهاجرين التركمان في العراق في عهد الإمبراطورية العثمانية مع غزو العراق من قبل سليمان القانوني عام 1534، تليها محاصرة السلطان مراد الرابع لبغداد في عام 1638، وتدفق أعداد كبيرة من الأتراك استقروا في المنطقة، وبالتالي فإن جزءًا من تركمان العراق اليوم هم أحفاد الجنود العثمانية والتجار وموظفي الخدمة المدنية الذين نقلوا إلى العراق خلال فترة حكم الإمبراطورية العثمانية. 
بعد إنشاء الجمهورية التركية في عام 1923، أراد تركمان العراق تركيا بضم ولاية الموصل وبالنسبة لهم؛ لتصبح جزءًا موسعًا من الدولة. ولكن نظرًا لنهاية النظام الملكي العثماني، وجد تركمان العراق نفسهم تحت التمييز العنصري المتزايد عن طريق سياسات الأنظمة المتعاقبة القمعية، مثل مجزرة كركوك عام 1959 وعام 1979 عندما زاد التمييز العنصري من حزب البعث ضد المجتمع. وعلى الرغم من أنها كانت معترفًا بها ككيان التأسيسية بالعراق ( جنبًا إلى جنب مع العرب والأكراد ) في دستور عام 1925، إلا أن تركمان العراق حرموا سابقًا بهذا الوضع. حيث بلغ عددهم من 500،000 إلى أكثر من 3 ملايين، ومن المتفق عليه أن أتراك العراق هي ثالث أكبر جماعة عرقية في العراق. وفقا لتعداد عام 1957، وهذا التعداد الأخير موثق ومعترف به. كما أن التعدادات التي كانت سابقا تدل على انعكاسات سياسات التعريب الذي عمل به نظام البعث. حيث يشكل العرب أكبر عرقية تليها الأكراد (13٪) وتركمان العراق (9٪). يعيش تركمان العراق غالبيتهم في شمال العراق، وخاصة في كركوك وجلولاء والسعدية وسليمان بيك وإمرلي وكفري وتلعفر والموصل وأربيل وألتن كوبري وبغداد.
من الشخصيات التركمانية التي لعبت أدواراً مهمة في تاريخ الإسلام، الأمير نور الدين الزنكي، والملك الظاهر بيبرس والسلطان قلاوون. كذلك برزت شخصيات عظيمة من العلماء الذين أثروا الحضارة الإسلامية، منهم (الخوارزمي) و(السرخسي) و(البيروني) و(البخاري) و(الفارابي).

شارك