مؤتمر الفتوى.. إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل
الخميس 13/أغسطس/2015 - 04:31 م
طباعة

أكد الدكتور إبراهيم نجم- مستشار مفتي الجمهورية- أن المؤتمر العالمي الذي تعقده دار الإفتاء يومي ١٧- ١٨ أغسطس الحالي تحت عنوان: الفتوي...إشكاليات الواقع وآفاق المستقبل، يسعى إلى إعادة المرجعية الوسطية في الفتوى لدار الإفتاء المصرية كمؤسسة إفتائية عريقة لها ثقل علمي وتاريخي كبير.
أضاف نجم أن المؤتمر يأتي إسهاما في مسيرة التقدم والرقي التي بدأتها مصر بعد ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو والتي كان آخرها افتتاح قناة السويس الجديدة التي فتحت باب أمل للمصريين جميعاً .

وأوضح مستشار مفتي الجمهورية أن المؤتمر يهدف إلى التعاون مع الجهات والهيئات، والمؤسسات العلمية الدولية التي تعمل في مجال الافتاء لتوحيد الرؤى، والجهود في هذا المجال بهدف ضبط إيقاع الفتوي والتصدي لفتاوي التكفير والتفجير .
وأشار نجم إلى أن انطلاق هذا المؤتمر العلمي من أرض الكنانة بأهدافه وما يتمخض عنه من زخم علمي نأمل أن يكون حدًّا فاصلا بين عصر فوضى الفتاوى، الذي تسبب في زعزعة استقرار المجتمعات وأدى إلى التطرّف، وبين عصر الفهم الدقيق لطبيعة الدور الإفتائي وما يكتنفه من ضوابط يمكنها مع التطبيق أن ترتقي به إلى أعلى مستوياته وتسهم في عجلة البناء والتنمية.
وتابع نجم أن فتاوى دار الإفتاء المصرية تعبر عن المجتمع المصري والحراك الذي يحدث فيه على جميع المستويات ليس من داخل مصر فقط، ولكن من مختلف بلدان العالم وبلغات مختلفة، وهو ما يؤكد مكانة الدار وثقة الناس فيها في مصر والعالم أجمع، موضحًا أن دار الإفتاء في قيامها بواجب الوقت لم تدخر وسعًا في دفع شبهات المرجفين والمتشددين عن الإسلام من خلال مرصدها الذي رصد فتاوي التكفير ورد عليها.
وجاء في دعوة دار الافتاء لهذا المؤتمر ما يلي:
أولاً: الرؤية:
نفتح آفاقا جديدة لأداء إفتائي متميز، يبتكر حُلُولًا لإشكاليات الواقع، ويرسم طريقا لتنمية مستقبلية مستدامة .
ثانيًا: الرسالة:
نرتقي بالإفتاء من أزمة الفوضى والجمود إلى الإفتاء الحضاري بمنهجه العلمي الفعال الأصيل .
ثالثًا: أهداف المؤتمر:
كان الإفتاء ومنذ فجر التاريخ أحد أهم الوسائل لنشر وتبليغ الأحكام الشرعية، ذلك أن الفتوى في طبيعتها وأصلها ما هي إلا بيان لحكم الله في الواقع، فهي بذلك قيام بأمر نسبه الله عز وجل لنفسه .
ومن هنا تأتي أهمية وضرورة الفتوى في الإسلام، من حيث كونها حلقة الوصل بين أحكام الشريعة من جهة، وواقع الناس من جهة أخرى، وذلك لإقامة أمور معاشهم ومعادهم وفق أحكام الشريعة، وفي ذلك تحصيل الخير لهم؛ لأن الشريعة – كما بيَّن أهلُ العلم – ما جاءت إلا لتحصيل المنافع والمصالح للبشر.
ولئن كانت وظيفة الإفتاء بتلك الأهمية والمكانة فإن تلك الوظيفة بدأ يشوبها كثير من الخلل والانحراف عن مسارها من خلال عدة أمور؛ أهمها: أن الفتوى أصبحت سلاحاً مُشْرَعاً في تبرير العنف وإراقة الدماء وزعزعة استقرار المجتمعات، حتى وصل الأمر ببعض الباحثين إلى أن يرصد ظاهرة شائعة في الإفتاء المعاصر وهي ظاهرة: "فوضى الفتاوى" التي أثبت الواقع المعاصر أن لها آثارًا سلبية وخطيرة على الأفراد والمجتمعات.
من هنا جاءت أهمية إقامة مؤتمر عالمي حول الإفتاء نتعرف من خلاله على المشكلات في عالم الإفتاء المعاصر، ومن محاولة وضع الحلول الناجحة وخاصة ما يتعلق منها بمعرفة المخرج الشرعي الصحيح من الاضطراب الواقع في عالم الإفتاء، مستفيداً من ذلك بما قعده أهل العلم من ضوابط وقواعد زخرت بها كتب الأصول والفقه والفتاوى.
أيضًا يمكننا من خلال هذا المؤتمر العالمي أن نكشف عن الأدوار التي يمكن للإفتاء المعاصر الاضطلاع بها في تصويب الواقع والارتقاء به إلى أعلى المستويات الحضارية، وأيضًا كشف اللثام عن السلبيات التي عاقت الإفتاء المعاصر عن أداء وظائفه الحقيقية وحَوَّلَتْهُ إلى أحد أشكال الأزمة التي يعيشها المسلمون في عصرنا الراهن .
ولا يفوتنا في هذا الصدد التنبيه على أن مؤتمرا كهذا- يحمل تلك الأهداف الكبرى- يحتاج إلى الانطلاق من ثِقَلٍ عربي وإسلامي، ولا أثقل من مصر تاريخاً ومكاناً ومكانة وواقعا.
إن انطلاق هذا المؤتمر العلمي من أرض الكنانة بأهدافه وما يتمخض عنه من زخم علمي ليرقى إلى درجة الأحداث التاريخية التي يمكنها الفصل بين عصرين، وهو في مجاله نحسب ونأمل أن يكون بحول الله حدًّا فاصلا بين عصر فوضى الفتاوى – كما أسماه بعض المعاصرين – وعصر الفهم الدقيق لطبيعة الدور الإفتائي وما يكتنفه من ضوابط يمكنها مع التطبيق أن ترتقي به إلى أعلى مستوياته.
إن مصر الأزهر، مصر مثوى الصحابة والتابعين، مصر الليث بن سعد والشافعي .. مصر المهدي العباسي ومحمد عبده والمراغي ... مصر بكل تاريخها الزاخر لجديرة بأن يبدأ من أرضها الطاهرة عهد جديد للتقعيد والتأطير لعملية الفتوى؛ كي تظل كما كانت عبر تاريخها محور البداية في كل خير وعلم ونور يشع على البشرية كلها .
وإنه يبعث على الفخر أن ينعم هذا المؤتمر برعاية كريمة من فخامة رئيس الجمهورية، السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، والله وحده هو المأمول ومنه العون وعليه التكلان .
رابعًا: ضيوف المؤتمر:
لما كان هذا المؤتمر عالميا، فإن الضيوف يمثلون (بانوراما) عالمية، تصنع مزيجا يقدم رؤية تتناسب في أفقها العام مع النظرة الوسطية التي يحمل رايتها الأزهر الشريف .
والمؤتمر إذ يناقش إشكاليات وآفاق العملية الإفتائية فإن الشريحة المستهدفة بالأساس هم الممارسون لهذه العملية – المفتين- ثم أعضاء المجامع الفقهية والمهتمون بالشأن الديني دراسة وتنظيرًا .

ومن ثَمَّ تنوع السادة العلماء ضيوف المؤتمر باعتبارين:
1- التنوع الجغرافي:
كإندونيسيا، وماليزيا، وباكستان، والهند، والأردن، وفلسطين، والسعودية، والمغرب، والجزائر، وموريتانيا، ولبنان، والعراق، وسلطنة عمان، والإمارات، وروسيا، وكازاخستان .....إلخ .
2- التنوع التخصصي؛ فمنهم:
- مفتون رسميون .
- أعضاء هيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف .
- أعضاء المجامع الفقهية .
- أساتذة الشريعة والفقه والأصول .
أجندة المؤتمر
تاريخ المؤتمر: يوما الاثنين والثلاثاء 17، 18 أغسطس 2015
اليوم الأول: الاثنين 17 أغسطس 2015: وفيه أربع جلسات:
الجلسة الافتتاحية
الجلسة الأولى:
المحور الأول: الإفتاء وأثره في استقرار المجتمعات
ويشتمل على البحوث التالية:
1- أهمية الإفتاء وضوابطه
2- مجالات عمل الإفتاء
3- أثر الإفتاء في استقرار المجتمعات
الجلسة الثانية:
المحور الثاني: الفتاوى ومواجهة التطرف والتكفير والتعصب المذهبي
ويشتمل على البحوث التالية:
1- معايير التطرف في الفتاوى
2- الجهود الإفتائية في مواجهة التطرف والتكفير
3- مواجهة التعصب المذهبي في الإفتاء
الجلسة الثالثة:
المحور الثالث: الوسطية في الإفتاء والتجديد في علوم الفتوى
ويشتمل على البحوث التالية:
1- الوسطية في الإفتاء بين الحقيقة والادِّعاء
2- مراعاة تغُّير الفتوى بتغيُّر الجهات الأربع في النوازل
3- التجديد في علوم الفتوى
اليوم الثاني: الثلاثاء 18 أغسطس 2015، وفيه جلستان:
الجلسة الأولى:
المحور الأول: الإفتاء والتنمية
ويشتمل على البحوث التالية:
1- مقصد العمران وعلاقته بالفتوى
2- الفتاوى الاقتصادية وضوابط التنمية
3- الفتاوى الاجتماعية وأثرها في تنمية المجتمع
الجلسة الختامية:
وتشتمل على البيان الختامي والتوصيات