رغم تحريضها على العنف.. "الفشل" حليف "الإخوان" في الذكرى الثانية لفض "اعتصام رابعة"

السبت 15/أغسطس/2015 - 08:52 م
طباعة رغم تحريضها على العنف..
 
فشل الإخوان أمس الجمعة 14 اغسطس 2015، في الحشد في الذكرى الثانية لفض الاعتصام المسلح، رغم تحريض الجماعة الداخلي والخارجي على التظاهر والعنف، في الوقت الذى قال فيه خبراء إن الفشل كان متوقعًا، ولم يعد للإخوان أنصار سواء في الداخل أو الخارج.
فقد تحولت ذكرى فض رابعة في العام الثاني لها إلى ذكرى مهملة في تاريخ الجماعة بعدما حولتها الجماعة إلى ذكرى مقدسة يحجون إليها بتظاهراتهم كل فترة، لكن وبعد مرور عامين فقط، وفى العام الثاني للذكرى غابت الجماعة وشبابها وتظاهراتها، واكتفت بصور ومقالات على مواقع التواصل الاجتماعي فقط بينما لم تنظم الجماعة لا مظاهرة ولا فعالية داخل مصر وغابت عن المشهد تمام.

رغم تحريضها على العنف..
ويبدو أن الجماعة بعد الضربات الأمنية القوية التي تعرضت لها ومعرفة شباب الجماعة أن التظاهر لم يعد له جدوى وأن إسقاط الدولة المصرية شيء مستحيل مهما اشتد عنف الجماعة دفعهم للبقاء في بيوتهم وعدم النزول لإحياء الذكرى المقدسة لهم.
السبب الآخر الذى منع شباب الجماعة من عدم النزول والكف عن التظاهر ما رأوه من صراعات بين قيادات الجماعة على الكراسي والسلطة حيث دخلت الجماعة بعد عامين على سقوطها في صراع كبير بين تيارين أحدهم ينتمى للجيل القديم بقيادة محمود عزت نائب المرشد ومحمود حسين الأمين العام للجماعة وإبراهيم منير أمين التنظيم في لندن وبين الجيل الجديد على رأسهم أحمد عبدالرحمن ومحمد كمال ومحمد وهدان ومحمد سعد عليوة وغالبيتهم سقطوا في قبضة الأمن.
كما أن الصراع بين قيادات الإخوان والتغييرات الأخيرة للجماعة وإصرار الحرس القديم على مناصبهم جعلت شباب الجماعة لا يثق بها ولا في قياداتها وأصبح غير مؤمن بما تقوله أو تقرره وهو ما تسبب في العزوف عن النزول او المشاركة كما أن الاعترافات المتوالية لقيادات الجماعة حول الاعتصام ومعرفتهم بالفض كان سببا لإحساسهم بخيانة قياداتهم لهم.
لم تنظم الجماعة فعاليات داخل مصر لكنها نشطت في الخارج بشكل كبير فالمجلس الثوري الإخوانى وبرلمان الإخوان بتركيا دعا إلى التظاهر امام سفارات مصر في تركيا وفى لندن وعدد من الدول الأوروبية لحشد أكبر عدد من المواطنين وجذب أنظار الصحافة العالمية وبالفعل نظمت الجماعة عدد من الفعاليات أهمها وقفة في قلب العاصمة الفرنسية وتجمع أمام البرلمان السويسري ومعرض فني لتوثيق الفض بنيويورك وتظاهرات أمام الإنتربول وكذلك تظاهرات أمام متحف رابعة الذي أنشأته الحكومة التركية.

رغم تحريضها على العنف..
ودعت الجماعة أنصارها في الخارج إلى تكثيف التظاهرات وإقامة معاض فنية وعرض صور فض رابعة وفيديوهات توثيقية لها كما بدأت التحرك تجاه عدد من المنظمات الدولية مطالبتها بإقامة فعاليات رسمية لإحياء ذكرى ضحايا رابعة.
عدد من الخبراء والقيادات الإخوانية المنشقة قالت أن الجماعة تناست ذكرى الفض هنا رغم دعوتها لأنصارها لأنها لم تعد قادرة على الحشد وتمر بمرحلة من الضعف الكبير كما ان غالبية شبابها أحبط بسبب سياستها.
وقال الخبير في شئون الجماعات الإسلامية والقيادي الإخوانى المنشق خالد الزعفراني إن الإخوان اعترفت في اكثر من مناسبة اخرها على لسان حمزة زوبع القيادي الإخواني الهارب أنها كانت تلعب بالمتظاهرين لتحقيق اهداف خاصة بها وسبقه في ذلك عدد من قيادات الإخوان أعلنوا معرفتهم بوقت الفض وغيره فكيف سيثق شباب الإخوان بهم مرة أخرى.
وأضاف أن الذكرى المقدسة في نظر الجماعة لرابعة انتهت لأنهم لن يطيعوا جماعة فاشلة عرضت حياتهم للخطر، ووضعتهم في مواجهة مع الدولة وضحت بهم بينما هرب القيادات إلى تركيا يستمتعوا بحياتهم وسط أولادهم.

رغم تحريضها على العنف..
وأِشار القيادي الإخوانى المنشق إلى أن الجماعة لا تستطيع حشد أنصارها لأنه لم يعد يستمع احد لهم كما انها فقدت القدرات التنظيمية بعد القبض على أبرز محركيها وأخيرا ما حدث من خلافات بين قيادات الجيل القديم للجماعة على من يرث تركتها لذا لم يعد الشباب يثقوا بالإخوان.
ومن جانبه، قال طارق أبو السعد القيادي السابق بجماعة الإخوان، إن فشل التنظيم في الحشد كما وعد أنصاره جاء نتيجة الخلل الذى تعانى منه الصفوف الداخلية للإخوان، والسباب المتبادل بين أعضاء التنظيم، موضحًا أن هذا الفشل سيؤثر كثيرًا على صورة الإخوان في الخارج. وأضاف أبو السعد، هذا الفشل الذريع لمظاهرات الإخوان جاء نتيجة فقدان ثقة أنصار التنظيم في الجماعة، وبعد عدم تحقيق الإخوان أية هدف لهم منذ عزل مرسى منذ ما يزيد من عامين وحتى الآن وهذا يفسر الضعف الذى يشهده التنظيم داخليًا وخارجيًا. وأوضح القيادي السابق بجماعة الإخوان، أن الضربات المتلاحقة للداخلية ضد قيادات التنظيم، والقبض على معظم مسئولي اللجان النوعية أضعف كثيرًا من خطط الجماعة في تنظيم المظاهرات، وأصبح أنصارها يخشون من المشاركة بالمظاهرات.
وعلى صعيد آخر اعترف عاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية والهارب إلى تركيا، بأن اعتصام رابعة العدوية كان يهدف إلى تقسيم الجيش المصري، قائلا: "كنا معتصمين في رابعة، وقتها كان لابد من عمل سريع".
وتهرب «عبد الماجد»، في مقطع فيديو متداول له، عن الإجابة عن سؤال وجه إليه، قائلا: "سألني أحد الإخوة.. لماذا تركتم اعتصام رابعة وانصرفتم رغم أنك كنت تحث الناس القدوم لرابعة والجلوس فيها وتركت الناس ولم تنتظر أن تقتل هناك كما قتل الشباب؟"، أجاب: كانت أعظم أمنية أن أقتل في رابعة، لكن هناك أمورا كثيرة منعتني، و"أجيب على السؤال في مرة أخرى".
وأشار إلى أنه قبل 30 يونيه كان هناك اتصال بمؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة المنحل وغيرها من الإسلاميين المؤيدين لشرعية الرئيس المعزول مرسي، مؤكدا أن حزب النور كنا نجري اتصالات به ونلومه ونعاتبه على انضمامه للجبهة المعارضة لمرسي، حسب قوله.

رغم تحريضها على العنف..
وأوضح عبد الماجد، أنه لم يكن يتواصل مع مرسي أو حزب الحرية والعدالة خلال فترة حكم الإخوان بشكل شخصي، لكن الاتصال من خلال الإخوة المكلفين بذلك، مضيفا: "حزب الحرية والعدالة كان يؤكد للرئيس أن الخطورة تكمن في البلطجية، وفكرة 30 يونيه تقوم على تأجير كمية كبيرة من البلطجية لإحداث قلاقل في البلاد"، حسب قوله.
وأشار إلى أنه طالب الرئيس والإخوان أن يكون أنصار وأعوان مرسي حول القصر بحيث تكون هناك قوة رادعة أمام القصر الرئاسي للبلطجية، ويكون هناك طوفان من البشر أمام قصر الاتحادية، موضحا أن مرسي رفض هذا الاقتراح، كما أن الإخوان وحزب الحرية والعدالة فسروا بيان الجيش في 1 يوليو 2013 أنه يعطي إنذارا لجبهة الإنقاذ ثم اكتشفوا أن الإنذار كان للإخوان، واكتشفنا أن حسابات الإخوان كانت خطأ" على حد وصفه.
وتابع: "الجماعة الإسلامية كان لديها شكوك ووساوس ضد الجيش، لكن مرسي كان يطمئننا"، مضيفا: "عندما سألناه عن موقف الجيش والشرطة كان يردد: "الجيش منحاز للشرعية بشكل كبير والشرطة مذبذب"، على حد قوله.

شارك