بعد تحرير "شبوة".. اليمن يدخل مرحلة جديدة في مواجهة الحوثيين
السبت 15/أغسطس/2015 - 10:09 م
طباعة

أعلنت اللجان الشعبية الموالية لهادي، السبت، تحرير محافظة شبوة آخر معاقل الحوثيين شرق البلاد من مسلحي الحوثي والقوات الموالية لهم، وتحرير شبوة يجعل محافظات الجنوب عدن ولحج والضالع وأبين وشبوه خالية من أي تواجد للميليشيات وتحت سيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للشرعية.
الوضع الميداني

وذكرت وسائل إعلام يمنية، أن مسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، انسحبوا بشكل كامل من محافظة شبوة عن طريق مديرية بيحان، وسارعت اللجان بالسيطرة على مدينة عتيق، وتسلمت المقر الحكومي بمديرية عسيلان في شبوة الجان الشعبية، فيما اتجه الحوثيون إلى البيضاء وسط اليمن.
وكانت القوات الموالية لهادي قد سيطرت على جبل الوعش في منطقة الستين شمالي مدينة تعز، فيما قتل قيادي حوثي برصاص مسلحين أمام المستشفى الحكومي في مدينة عمران.
يأتي ذلك في أعقاب سيطرة اللجان على إدارة أمن محافظة تعز، وتقدمها نحو مبنى قيادة المحور العسكري أمس الجمعة بعد معارك عنيفة مع الحوثيين.
أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في اليمن، السبت، بأن القوات الشرعية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، تتجه إلى القصر الجمهوري في محافظة تعز الجنوبية، بعد أن سيطروا على مواقع مهمة في المحافظة.
وأفادت الأنباء بتوغل مقاتلي القوات الشرعية في حي الجحملية، معقل ميليشيات الحوثي وعلى عبد الله صالح في تعز، وسيطروا على قسم شرطة الجحملية والتموين العسكري.
كما استعادت القوات الشرعية بعض المواقع في جبل صبر، في محافظة تعز، في حين يتجه المقاتلون نحو القصر الجمهوري.
ميدانيا، لا تزال محافظة إب وسط البلاد، تشهد مواجهات عنيفة بين اللجان الشعبية وبإسناد التحالف العربي والحوثيين المدعومين من قوات صالح.
كما شهدت المحافظة تفجير منازل لقيادات من اللجان التي تحاصر المدينة منذ 3 أيام ما دفع المحافظ المعين من الحوثيين إلى الاستقالة حيث تسعى جماعة الحوثي لاستعادة مديريتي الرضمة والفقر اللتين سقطتا في يد اللجان.
وأضافت ذات المصادر أن اللجان الشعبية في مديرية الرضمة تقدمت نحو قرية الذاري أكبر معقل للحوثيين بعد مواجهات دارت بين الجانبين، وبسطت سيطرتها على تباب القرية.
وفي محافظة صعدة، شمالي اليمن، أفادت مصادر تابعة للحوثيين، بأن التحالف شن نحو تسع غارات جوية على أهداف في منطقة "مران" التي تعد المعقل الأول لقيادة جماعة الحوثي، وشن غارات أخرى في منطقة "بني غربان" في مديرية ساقين.
كذلك استهدف التحالف بغارات متعددة منطقة "حرض" التابعة إدارياً لمحافظة حجة، والحدودية مع منطقة جيزان السعودية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى لم يعرف عددهم.
وفي مأرب، وسط اليمن، نفذت مقاتلات التحالف غارات متعددة، اليوم السبت، ضد مواقع للحوثيين في مناطق شمال وغرب المدينة، أسفرت عن تدمير عدد من الآليات وسقوط قتلى وجرحى لم يُعرف عددهم في صفوف الحوثيين.
وشن طيران التحالف العربي سلسلة غارات على اللواء 26 الموالي لقوات المتمردين في مديرية السوادية بمحافظة البيضاء، واستهدف التحالف العربي مواقع للحوثيين في محافظة الحديدة غرب اليمن، كانت في طريقها إلى محافظة إب.
عدن عاصمة لليمن

أعلنت وزيرة الإعلام اليمنية نادية السقاف، عن اتفاق بصدد التحضير بين القوى السياسية في البلاد بالتنسيق مع دول التحالف ينص على أن تكون عدن عاصمة سياسية لليمن بدلا من صنعاء لـ5 سنوات.
وقالت السقاف إن معظم مؤسسات الدولة المركزية سوف تنقل خلال أيام إلى عدن بعد تأهيل المرافق الحكومية فيها والتي تعرضت لتدمير ونهب من قبل مسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح بعد سيطرتهما على المدينة، وذكرت أن البنك المركزي أول تلك المؤسسات التي ستبدأ عملها خلال الأيام القليلة المقبلة في عدن بعد وصول محافظة البنك بن همام إليها.
على صعيد آخر، قال المتحدث العسكري باسم التحالف، أحمد العسيري، إن وجود البوارج الحربية قبالة السواحل اليمنية هو جزء من عملية الحظر البحري الذي تنفذه قوات التحالف، ومن مهامها إجراءات التفتيش للسفن المارة.
وأكد أن عملية السهم الذهبي، هي عملية برية تهدف لدعم الجيش اليمني واللجان الشعبية، والعاصمة صنعاء هي الهدف القادم ويجري العمل بالتنسيق مع حكومة هادي للسيطرة عليها.
يذكر أن بوارج تابعة لقوات التحالف قد قصفت مواقع لجماعة الحوثي في منطقة الدريهمي جنوب ميناء الحديدة، وحصل تبادل للقصف بين الطرفين، واشتباكات عنيفة في إب والبيضاء.
حملة اعتقالات

ودانت الحكومة حملة الاعتقالات التي طالت العشرات من معارضي الحوثيين، ودعت إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين بمن فيهم وزيرا الدفاع والتعليم المهني فورا، وحملت زعيم الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح مسؤولية الحفاظ على حياتهم.
وفي سياق متصل، وصل محافظ البنك المركزي اليمني محمد عوض بن همام، مساء الخميس، إلى عدن، قادما من محافظة حضرموت ضمن خطة حكومية لتحويل مؤسسات الدولة الاقتصادية والمالية إلى عدن، وفق ما ذكرت مصادر يمنية.
يذكر أن بن همام تمكن من الهرب من قبضة الحوثيين في العاصمة صنعاء، قبل 4 أيام ووصل إلى مسقط رأسه في محافظة حضرموت، بعد أن وضعه الحوثيون رهن الإقامة الجبرية.
وأعلنت الحكومة اليمنية أنها بصدد تقديم قائمة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، بالجرائم التي ترتكبها المليشيات المتمردة بحق حقوق الإنسان في البلاد. وأوضح وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي في تصريح بثته وكالة الأنباء اليمنية اليوم أن فريقًا حقوقيًا تابعًا للحكومة يعمل على رصد الجرائم التي تطال المدنيين, مشيرًا إلى أن قائمة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي تمارسها المليشيات ضد المدنيين في مختلف المحافظات اليمنية، طويلة ومستمرة من خلال عمدها بقتل المدنيين عن طريق قصف الأحياء السكنية بالدبابات والقناصة إلى جانب استخدام المدنيين والمعارضين والنشطاء دروعًا بشرية والاعتقال التعسفي لشخصيات سياسية وإعلامية، والإخفاء القسري، وندد بالجريمة التي ارتكبتها المليشيات المتمردة باستهدافها المصلين في مسجد السعيد بمنطقة عصيفرة، بمحافظة تعز، أثناء أدائهم صلاة الجمعة بقذائف المدفعية، وسقط خلالها ستة قتلى وعشرات الجرحى وقيامهم بتفجير 15 منزلاً اليوم الجمعة في منطقة أرحب التابعة لمحافظة صنعاء، ومنزلين اثنين في محافظة إب، مؤكدًا أن جرائمهم ضد المدنيين لن تمر مرور الكرام وستحاسب على أفعالها وممارستها الإجرامية، وبين الأصبحي أن حكومته طلبت من الأمم المتحدة سرعة اتخاذ موقفها الإنساني والقانوني والأخلاقي المطلوب في مواجهة الجرائم الممنهجة التي ترتكبها المليشيات ضد المدنيين العزل وضد الإنسانية.
الوضع الإنساني

وصلت طائرة إغاثة سعودية، هي السابعة من نوعها، إلى مطار عدن الدولي، وتحمل 10 أطنان من المستلزمات الطبية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، السبت.
وتأتي هذه المساعدات في إطار جسر الإغاثة الجوي الذي دشنته السعودية لليمن، بعد تحرير مدينة عدن الجنوبية من أيدي الحوثيين قبل أسابيع، لنقل المساعدات الإغاثية والإنسانية للمتضررين.
وأوضح المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، رأفت الصباغ، أن هذه الرحلة تحمل 10 أطنان من المستلزمات والمواد الطبية، وستوزع على المستشفيات والمراكز الطبية في اليمن.
وأكد أن التنوع في الطائرات الإغاثية يأتي لتحقيق المتطلبات الأساسية التي يحتاجها المواطن اليمني. وأن الجسر الإغاثي مستمر ضمن خطط وبرامج أعدها المركز لهذا الغرض بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة الشرعية اليمنية.
الحضور الإيراني

اكد مساعد وزير الخارجية الايراني في الشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان علي ضرورة وقف العدوان على اليمن والتركيز على حل سياسي مبينا ان ايران تدعم التوصل الى نتائج عادلة ومنصفة في مسقط .
جاء هذا التصريح خلال اتصال هاتفي جرى يوم الجمعة مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المتحدة في شؤون اليمن حول مستجدات الاوضاع في اليمن وخطة الامم المتحدة لوقف اطلاق النار وبدء مفاوضات سياسية بين الاطراف اليمنية.
واشار امير عبد اللهيان الي ضرورة وقف الاعتداءات العسكرية الاجنبية علي اليمن بشكل سريع وفوري والغاء الحصار الانساني المفروض عليه الذي ادي الي تدمير البني التحتية وقتل واصابة الالاف من الابرياء والمظلومين في هذا البلد معربا عن شكره للدور الفاعل لأمين عام الامم المتحدة والاجراءات البناءة لممثله في شؤون اليمن مؤكدا علي ضرورة قيام المنظمة الدولية بدور اكثر فاعلية في اليمن .
وأضاف أن إيران تؤكد علي وقف العدوان والتركيز علي حل سياسي وعدم فاعلية اللجوء الي القوة .
وصرح أن طهران تقوم بمشاورات مستمرة مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وانها تدعم أي جهد يبذل لإنجاح المفاوضات الحقيقية والتوصل الى نتائج منصفة وعادلة في العاصمة العمانية مسقط .
من جانبه أعرب ولد الشيخ احمد خلال الاتصال عن تقديره للجهود التي تبذلها ايران في المساعدة على الخروج من الازمة اليمنية مشيرا الى نتائج لقاءاته الأخيرة مع ممثلي حركة أنصار الله في مسقط ومسؤولين عن الحكومة اليمنية المستقيلة في الرياض، وقال إن مسيرة الحوارات في مسقط تشهد تقدما، وأن جميع الاطراف تؤكد على تسوية الازمة اليمنية عبر الطرق السياسية .
وأضاف أنه قدم المسودة الأولية لاتفاق سياسي ومن المقرر أن تقدم المجموعات اليمنية المعنية آراءها حولها خلال الأيام المقبلة، وآمل أن تحظى المسودة بموافقة هذه المجموعات.
المشهد اليمني

ومع تحرير شبوة، تنتقل "عملية الشهم الذهبي" مرحلة جديدة، وهي تحرير محافظات الوسط، فالبيضاء التي تشهد هي وبقية محافظات الوسط الممتدة من تعز غرباً إلى مأرب شرقاً مواجهات على عدة جبهات بين هذه الميليشيات والمقاومة الشعبية المدعومة بالجيش الوطني تصبح العملية العسكرية أكثر تقدما باتجاه العاصمة صنعاء.
ويرى مراقبون أن المواجهات في هذه المحافظات تختلف نسبيا من حيث طبيعة المقاومة وتركيبتها التي تأخذ طابعًا قبليًا في بعض المناطق وعلى الأخص في البيضاء وإب ومأرب.