خطة لتحرير صنعاء.. والحوثيون يتحصنون في صعدة
الأحد 16/أغسطس/2015 - 05:38 م
طباعة

تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، استعداداتها لإطلاق عمليات برية ومساندة "المقاومة" في محافظات شمالية، على الرغم من مؤشرات التقدّم في المفاوضات السياسية، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، امتصاص صدمة التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة واستعادة زمام السيطرة في بعض المناطق الشمالية، والقيام بخطوات استباقية واستعدادات لأي تحركات في صنعاء.
الوضع الميداني

قصفت طائرات التحالف بقيادة السعودية، اليوم الأحد، قاعدة الديلمي الجوية التي يسيطر عليها الحوثيون في العاصمة صنعاء، وذلك بعد ساعات على إعلان رئيس المجلس السياسي للجماعة، صالح الصماد، أن الحرب الحقيقية مع "العدوان لم تبدأ بعد".
وكان طيران التحالف قد خفّف غاراته في العاصمة صنعاء، منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، مقابل تكثيف القصف على المحافظات الجنوبية قبل تحريرها، والحدودية (صعدة وحجة)، والوسطى (إب وتعز).
وجاء استهداف قاعدة الديلمي، بعد ساعات على إعلان رئيس المجلس السياسي لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، صالح الصماد، أن "الحرب الحقيقية" مع من وصفه "العدوان" لم تبدأ بعد، وأن "أيامه القادمة ستكون سوداء قاتمة".
وبرر الصماد، في تصريح نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، هزائم جماعته الميدانية بأنها لم تكن سوى تغيير للاستراتيجية، موضحاً أنه "بعد هذا التغيير الذي طرأ في الميدان كان من الضروري تغيير استراتيجية الحرب".
وأضاف: "كل ما يحصل من تغيير لاستراتيجية الحرب وانكفاء الجيش واللجان الشعبية من بعض مناطق الجنوب هو يأتي في سياق الاستعداد للدخول في خيارات قوية لردع العدوان".
وأفاد مراسل "العربية" على الحدود السعودية اليمنية، بأن مدفعية القوات السعودية دمرت مواقع إطلاق قذائف ومخابئ لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح قبالة محافظتي الطوال والحُرّث، التابعتين لمنطقة جازان، بعد إطلاق مقذوفات على قرى في المنطقة لم تسفر عن أي خسائر.
كما قصفت القوات السعودية وقتلت وجرحت العشرات من الحوثيين قبالة محافظة ظهران الجنوب التابعة لمنطقة عسير، أثناء محاولتهم دخول المنطقة المحظورة داخل الأراضي اليمنية.
وشهدت المنطقة الحدودية قبالة نجران، هدوءًا تامًّا بعد أيام من عملية نوعية للقوات الخاصة السعودية على جبل مخروق اليمني، حيث تتمركز الميليشيات.
إلى ذلك أعلنت اللجان الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي سيطرتها على محافظة شبوة بعد انسحاب الحوثيين، وسيطرتها على 90% من محافظة تعز جنوب غرب اليمن بعد معارك عنيفة مع الحوثيين. في المقابل، تقدم الحوثيون في محافظتي إب وذمار وسط البلاد.
وذكرت صحيفة "البيان" الإماراتية أن عملية إنزال بحري كبيرة ستقوم بها قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، لقطع طرق إمدادات الحوثيين من محافظتي صعدة وحجة، وللتقدم نحو باب المندب وإسناد المقاومة في الحديدة وتعز وإب. وأشارت الصحيفة إلى أن التمكن من اختراق سواحل تهامة من قطع طريق الإمداد الرئيسي للمتمردين إلى تعز، ودحر الانقلابيين منها، والتقدم نحو مضيق باب المندب. ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية وسكان في الحديدة (غرب البلاد) أن التحالف العربي بدأ عملية تمهيد لإنزال بري في سواحل مدينة الحديدة. وكانت زوارق حربية تابعة لقوات التحالف هاجمت مواقع قوات الدفاع الساحلي التابعة للرئيس السابق ومعه المسلحون الحوثيون في مديرية الدريهمي غرب مدينة الحديدة، في حين أطلقت مدفعية مليشيات الحوثي والرئيس السابق علي صالح، عدة قذائف نحو الزوارق. وقال شهود عيان: إن جماعة الحوثي المسلحة استحدثت نقاط تفتيش في الشوارع الرئيسية، وبالقرب من المعسكرات والمرافق الحكومية المهمة في المدينة، وذلك بالتزامن مع نشر مدرعات وآليات عسكرية بالقرب من المؤسسات المهمة في المدينة.
تحرير صنعاء

فيما نقل موقع "المشهد اليمني" عن مصدر مطلع في الحكومة اليمنية أن أمين العاصمة اللواء عبد القادر هلال قدم لمسئولين يمنيين وسعوديين استراتيجية أمنية تسمح لحكومة هادي باستعادة صنعاء من الحوثيين بدون قتال، مع مقترح بتشجيعهم على الانخراط في العمل السياسي ضمن حزب الحق.
يذكر أن هلال لعب دورًا كبيرًا في التفاوض بين الحكومة والحوثيين خلال الفترات السابقة قبل سيطرتهم على العاصمة صنعاء، وأوكلت إليه مهمة الاتفاق مع سلفيي دماج بصعدة معقل جماعة الحوثيين، والتي قضت بتهجيرهم عام 2013.
وأكد وزير حقوق الإنسان القائم بأعمال وزارة الإعلام عز الدين الأصبحي لصحيفة «عكاظ» أن تحرير العاصمة اليمنية صنعاء بات وشيكًا.
وأوضح أن عدن هي المركز الإقليمي للإغاثة لكل اليمن دون استثناء، ويجري حاليًا التحضير لتحرير العاصمة صنعاء من يد الحوثيين، مبينًا بأن الحكومة اليمنية تعمل بجهود جبارة مع الجيش المدعوم شعبيًّا في تذليل الصعاب والعمل على استعادة الأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة.
وأشار إلى أنه لا مفاوضات مع الحوثي وعليه ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216، مبينًا أن تعز محررة قائلًا: «97% في المائة من تعز مستقر وأمن تحت سيطرة الشرعية وفيما يتعلق بالمحافظات وذمار وإب والحديدة عمليًّا بيئة طاردة للحوثي، وليست مع المتمردين، وبالتالي فإن مسألة تحرير صنعاء هي مسألة وقت».. مضيفًا: الحديدة تمتلك مقاومة نوعية أنهكت الحوثي في مقاومتها وبطريقة هادئة، ولذا فإن إمكانية استعادة الحديدة ومينائها الاستراتيجي صار أمرًا ميسورًا وسهلًا، لافتا إلى أن محافظة شبوة تحررت وانسحبت ميليشيات المخلوع والحوثي منها. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء ركن أحمد سيف محرم لـ «عكاظ» أن شبوة محررة بشكل كامل باستثناء بعض الأطراف للمدينة، مبينًا أن مأرب ستتحرر والعملية القتالية تدور بصورة شبه يومية فيها.
قرارات رئاسية

وعلى الصعيد السياسي، وصفت الحكومة اليمنية مطالبَ حوثية نقلها المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، بأنها التفافٌ على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
وعلّقت في ردها بقولها إنها تفاجأت لطبيعة المقترحات التي حملها ولد الشيخ، خصوصًا أن هناك قرارًا دوليًّا بشأن الحل.
وينتظر أن تقدم الحكومة اليمنية ردها، اليوم الأحد أو غدا الاثنين، للأمم المتحدة، والذي يشدد على ضرورة انسحاب ميليشيات الحوثي وصالح من المحافظات اليمنية، خصوصًا العاصمة صنعاء وبسط نفوذ الدولة على المدن والمحافظات، بما فيها صعدة وتسليم أسلحة الدولة التي نهبتها الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وإطلاق سراح المختطفين السياسيين والعسكريين والإعلاميين.
وفي استعداد لتحرير صنعاء، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ثلاثة قرارات رئاسية قضت بتعيين مسئولين عسكريين في مناصب جديدة بالمنطقة العسكرية الثانية التي يقع مركز قيادتها في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت.
ونصت القرارات الرئاسية، وفق ما بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، على تعيين العميد الركن فرج سالمين البحسني، رئيس أركان المنطقة العسكرية الثانية، والعميد الركن طالب سعيد بارجاش ركنًا في عمليات المنطقة العسكرية الثانية، إضافة إلى تعيين العميد الركن، أحمد حسن الحامدي قائدًا للواء 190 ميكا.
الوضع الإنساني

وعلى صعيد الوضع الإنساني، وصلت سفينة الإغاثة الإمارتية، الأحد، إلى ميناء عدن جنوب اليمن وعلى متنها 4000 طن من المواد الغذائية والتموينية، لمد يد العون والتخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق.
جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتقديم مساعدات غذائية عاجلة للشعب اليمني الشقيق، الذي يعاني من نقص حاد في الغذاء نتيجة الأحداث التي يشهدها اليمن.
ويأتي إرسال السفينة في إطار الجسور الإغاثية الإنسانية والبحرية والجوية التي تنفذها مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية.
المشهد اليمني
على الرغم من المؤشرات باقتراب التوصل إلى حل سياسي قائم على تنفيذ القرار الدولي 2216، يواصل الطرف الحكومي استعداداته العسكرية التي تهدف إلى تحرير مختلف المحافظات عسكريًّا من دون التأثر بالجهود السياسية التي تشترط الحكومة لقبولها أن تحقق ذات الهدف بتحرير المدن.