الجنرال الباكستاني حميد غول.. مهندس الجماعات الإسلامية

الإثنين 17/أغسطس/2015 - 03:55 م
طباعة الجنرال الباكستاني
 
عرف حميد غول رئيس الاستخبارات العسكرية السابق "ISI" في باكستان، بآرائه الدينية المتشددة والمناهضة لسياسات الولايات المتحدة والهند، يوصف لدى المراقبين الغربيين بأنه «منظم عمليات الجهاد» ضد الروس في أفغانستان و«صانع طالبان» الأفغانية.

حياته

حياته
ولد حميد محمد خان غول في 20 نوفمبر 1936، سارغودا بالبنجاب وهي مدينة اشتهرت باستضافتها أكبر قاعدة جوية باكستانية، ولعب دورًا كمستشار غير رسمي للأحزاب اليمينية فيما يتعلق بالأمن والسياسة الخارجية.
وكانت عائلة جول الباتان البنجاب وينتمون إلى قبيلة يوسف زاي، الذي نشأ من وادي سوات وهاجر إلى لاهور، وتسوية في وقت لاحق في سرجودا في إقليم البنجاب.
حصل على تعليمه المبكر من المدرسة في قريته. حصل لفترة وجيزة القبول في كلية الحكومة لاهور، قبل أن يسمح لهم بالدخول إلى باكستان الأكاديمية العسكرية Kakul.

في الجيش

في الجيش
دخل حميد غول الجيش الباكستاني في أكتوبر 1956، التحق لفرقة المشاة المدرعة. وكان قائد سرب خلال حرب عام 1965 مع الهند. حضر كلية القيادة والأركان في كويتا" 1968-"1969. خلال 1972-1976، جول عمل مباشرة تحت قيادة الرئيس الباكستاني الراحل الجنرال محمد ضياء الحق باعتباره قائد الكتيبة، وبعد ذلك رقي إلى رتبه العقيد الركن، عندما كان الجنرال ضياء الحق قائد المنطقة، الفرقة المدرعة 1 STوقائد الفيلق الثاني في مولتان. 
وخدمته تحت قيادة الجنرال ضياء الحق عززت من علاقته بالرئيس القادم لباكستان. في عام 1978 تمت ترقية جول إلى رتبه عميد بشكل تدريجي واستثنائي ارتفع ليكون حاكم "باهاوالبور"، ثم قائد الفرقة المدرعة 1ST وملتان في عام 1982.
غول عُرف بأنه أكثر القادة العسكريين في جيله الذين كانوا يعبرون عن آرائهم بجرأة، في كارس 1987 تولي غول الاستخبارات الباكستانية الداخلية "ISI" بين 1987 و1989، بناء على ترشيح من الجنرال محمد ضياء الحق.
في مايو 1989، كان غول قائد فيلق الثاني في مولتان. وبهذه الصفة، أجرى جول المناورات العسكرية "زارب-E-مؤمن" في "نوفمبر-ديسمبر 1989"، أكبر معرض القوات المسلحة الباكستانية منذ عام 1971 الحرب بين الهند وباكستان.
وتقاعد غول منذ عام 1992 لكن ذلك لم يثنه عن الظهور المكثف في وسائل الإعلام الغربية ليتهم في الأغلب الهند والولايات المتحدة بالوقوف وراء العنف وعدم الاستقرار في بلاده.

حرب المجاهدين والسوفيت

حرب المجاهدين والسوفيت
مل غول عن كثب مع مسئولين أمريكيين وسعوديين لتقوية شوكة المقاتلين الأفغان ضد الجيش السوفيتي عندما كان يقود المخابرات العسكرية الباكستانية المرهوبة من عام 1987 إلى عام 1989. وانضم بعض هؤلاء المقاتلين في وقت لاحق إلى تمرد حركة طالبان.
وغول خطط ونفذ عملية للسيطرة على مدينة "جلال آباد" من الجيش الأفغاني المدعوم من السوفييت في ربيع 1989، عبر دعم المجاهدين، ولكن لم ينجح في خطته؛ مما أدى إلى إقالته من منصبه بالمخابرات العسكرية الباكستانية.
وكان غول يهدف من السيطرة على "جلال آباد" هو تنصيب حكومة "المجاهدين" في أفغانستان، وتكون مدينة "جلال آباد" عاصمة المؤقت لهم، على أن يكون قادة الجهاديين عبد الرسول سياف رئيسًا لحكومة أفغانستان الانتقالية، وقلب الدين حكمتيار وزيرًا للخارجية.
وعقب فشل مخططه تم إقالته من منصبه كرئيس لجهاز المخابرات العسكرية.
ويقول عن تدريب المجاهدين:" إنه خلال فترة الجهاد الأفغاني، كانت الاستخبارات الباكستانية تدرب الأفغان فقط، لم يكن هناك تدريب لغير الأفغان. اعتدنا استلام أناس للتدريب من خلال أطراف أفغانية، ولم يكن هناك من يأتي إلينا مباشرة، وكنا نحرص على التأكد من أنهم جميعًا من الأفغان".
وعن قادة «المجاهدين الأفغان» الذين تعرف عليهم الجنرال غل خلال عمله في الاستخبارات قال: "لقد عملت معهم جميعا وصاروا أصدقائي مثل البروفيسور برهان الدين رباني والشيخ عبد الرب رسول سياف وحكمتيار وجلال الدين حقاني الذي أكن له منزلة خاصة، ويونس خالص".
وهكذا، ووفقًا لأحد التقارير نقلا عن وثائق "ويكيليكس"، التقى حميد غول في يناير من عام 2009 مع ثلاثة من كبار الزعماء الأفغان وثلاثة من العرب، ربما من ممثلي تنظيم القاعدة، لتحضير هجوم انتقامي بعد مقتل قائد العمليات في تنظيم القاعدة في باكستان، أسامة القيني في يناير2011، في هجوم شنته طائرات من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية. 
في ذلك الوقت، حث غول قادة طالبان على تركيز أنشطتها داخل الأراضي الأفغانية، في المقابل، فإنه سيضمن- شخصيًّا- أن باكستان قد تغض الطرف عن مكان وجودهم في المناطق القبلية الوعرة. وفي اتصال هاتفي معه أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في منزله الكائن في روالبندي، حيث مقر قيادة الجيش الباكستاني، وصف الجنرال المتقاعد حميد غول، هذه الاتهامات بأنها "محض هراء وافتراء".
وفي هذا السياق، كشفت وثيقة مؤرخة في 18 ديسمبر 2006 النقاب عن عمليات تنظيم وتطوير شبكات المفجرين الانتحاريين في الداخل الأفغاني وفي مناطق معينة في باكستان، خاصة من ناحية امتلاك المتفجرات والتقنيات الحديثة المستعملة، وعمليات التجنيد والتمويل والدعاية والتدريب في باكستان. 
وذكر تقرير آخر، أنه تم إرسال انتحاريين لتعطيل الانتخابات الرئاسية التي جرت في أفغانستان في أغسطس 2009، وأن فريقا آخر من الانتحاريين وبطلب من المخابرات الباكستانية تم تجنيدهم لتنفيذ هجمات ضد مسئولين رسميين كبار وموظفين يعملون في حقل المساعدات والتنمية، والمهندسين الهنود العاملين بقوة في أفغانستان. بعض الوثائق تحدثت حتى عن مشاريع تستهدف أو استهدفت الحكومة الأفغانية برئاسة حامد كرزاي.

موقفه من الديمقراطية

موقفه من الديمقراطية
عُرف غول بموقفه المعادي للديمقراطية ومؤيد للتيارات الإسلامية، إذ يعتبر منتقدوه أنه كان يمتلك عقلية عسكرية بحتة ولا يؤمن بالنظام الديمقراطي، خصوصاً أنه متهم بتزوير انتخابات 1988 لمنع رئيسة وزراء باكستان الراحلة بينظير بوتو من الوصول إلى السلطة، فيما يعتقد أنصاره بأنه رجل وطني و«مسلم حقيقي» لتزويده «الجبهة الكشميرية» بالمقاتلين والأسلحة، بحسب موقع «بي بي سي».

دعم التيارات الإسلامية

 دعم التيارات الإسلامية
كان يعرف غول بدعم الجماعات السلامية، في 1988 أقنع الأحزاب الإسلامية في باكستان أن تشكل تحالفا فيما بينها لحزب (إسلامي جمهوري اتحادي) للتصدي لرئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو في الانتخابات.
كما ساهم في انتشار المدارس الدينية، في باكستان، أبرزها المدرسة الحنفيّة التي تمثل روح باكستان، فهي امتداد للمدارس الحنفية في الهند، التي مثَّلت روح باكستان بالتنسيق مع الجيش، ولعل أكثر مَن يمثلها الجامعة "الحقَّانية" قرب بيشاور التي كانت تاريخيًّا معملًا لتصنيع مقاتلين ضد القوات البريطانية أولًا، ثم السوفيت لاحقًا، والأمريكيين أخيرًا. يبلغ عدد هذه المدارس الدينية أكثر من 14 ألف مدرسة، ويصل عدد طلبتها إلى خمسة ملايين طالب.
كما كانت لديه علاقة قوية بالتيارات الإسلامية الأخرى، وعلى رأسها الجماعة الإسلامية "فرع جماعة الإخوان المسلمين في باكستان"، وجماعة "الجيش المحمدي"، ويشكل قوة كبيرة لا يستهان بها في داخل كشمير المتنازع عليها مع الهند، وعشرة تنظيمات أخرى أقل مستوى في التنظيم والقوة، وكل هذه التنظيمات مرتبطة فكريا بالمدارس الدينية في باكستان، وجنودها معظمهم من طلبة هذه المدارس.
يذكر أن غول ظهر في أكثر من مسيرة لإسلاميين جنبًا إلى جانب مع قادة جماعات "متشددة" عرفوا بقربهم من الأوساط الاستخباراتية في باكستان.
وكان آخر مشروعاته إنشاء «اتحاد الدفاع الباكستاني»، وهو ائتلاف من ست جماعات دينية تعارض سياسات الحكومة الباكستانية القائمة على توفير الدعم للقوات الأمريكية بباكستان. وفي آخر اللقاءات التي أجرتها «الشرق الأوسط» معه، قال إنه ينوي وقف طريق الإمدادات الخاص بالقوات الأمريكية المار عبر باكستان، بحيث تعجز عن شن عمليات ضد «طالبان» داخل أفغانستان.

تأسيس حركة عسكر طيبة

تأسيس حركة عسكر طيبة
ساهم الجنرال غول في تأسيس جماعة "عسكر طيبة" في عام 1989، بوصفها الجناح المسلح لمركز الدعوة والإرشاد الإسلامي وكحركة انفصالية في الشطر الهندي من كشمير. ومقر قيادة الجماعة في موريدكي قرب مدينة لاهور شرق باكستان.
أسس الحركة الإسلامي المتشدد، حافظ محمد سعيد عام 1989، بدعم كامل من الاستخبارات الباكستانية، التي حصلت بعد ذلك على قطعة كبيرة من الأرض في منطقة موريدكي لتنظيم خلايا مسلحة وتدريب عناصر مسلحين.

صانع طالبان

صانع طالبان
يعد الجنرال غول، صانع حركة طالبان في أفغانستان وينظر إليه كالأب الروحي والمرشد السري للحركة، فقد قال عن دوره في تأسيس الحركة: "ساعدنا طالبان في البداية لكننا أوقفنا التدريبات عام 1989، وكل شيء انتهى. معظم حركة طالبان كانوا من الأفغان القدامى الذي تدربوا خلال الحرب الأفغانية. بعد 1989، لم ندرب أي شخص، ولذا فقد مضى نحو عشرين عامًا على وقف تلك التدريبات، وبالتأكيد فإن من قدمنا لهم التدريبات قد تقدموا في العمر؛ ولذا فإنه انطباع خاطئ أن تقول إنهم نفس المواطنين الذين دربناهم".
ونشأت طالبان في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م، على يد الملا محمد عمر وجلال الدين حقاني، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرًا لهم عام 1994م.
ويصف الجنرال غول، قائد طالبان الراحل جلال الدين حقاني، بالصديق شخصي له، مضيفًا في حوار مع الشرق الأوسط: "عندما أرسلت ابني إلى أفغانستان للجهاد ضد القوات السوفيتية كانا في صحبة رجال جلال الدين حقاني. إنه رجل جيد جدًا، ولكن لا يعني ذلك أنني في موقف تقديم المساعدة له في الوضع الحالي. تعيش عائلته في باكستان منذ 30 عامًا، هناك 2.5 مليون لاجئ أفغاني في باكستان، وسيظلون يجيئون ويروحون من وإلى أفغانستان".
ويتهم غول وفقا لوثائق «ويكيليكس» بإعطائه تعليمات بالقيام بهجمات على قوات حلف الأطلسي في،2006 بواسطة القنابل المزروعة على الطريق، والتآمر مع مسلحين أفغان لخطف موظفين في منظمة الأمم المتحدة.
في حديث لـ"العربية.نت" في ديسمبر2007، استبعد حميد غول، والذي يوصف بأنه قائد عملية تأسيس حركة طالبان أثناء توليه مهمام منصبه، أن تكون حركة طالبان أو تنظيم القاعدة وراء اغتيال بينظير بوتو رئيس وزراء الهند، مشيرًا إلى وجود مصلحة خارجية لدى قوى غربية بالقول إن باكستان غير مستقرة وبالتالي سلاحها النووي موجود بأيد غير أمينة ويجب نزعه.
ويرى الأب الروحي لطالبان، في حواره لصحيفة الشرق الأوسط، في 25 أبريل 2009، أن الحركة خلال حكها كان جيدة، قائلا: "عندما كانوا في السلطة في أفغانستان، طبقوا الشريعة هناك وجنوا منافع من ذلك، صحيح أنهم قاموا بالكثير من الأخطاء، كانوا صغارًا ولم يكن لديهم خبرة في الإدارة، ولكن بصورة عامة فإن محصلة الحكومة جيدة. فقد أقاموا سلطة مركزية في أفغانستان، وحصلت النساء على حقوقهن في الإرث للمرة الأولى في تاريخ المجتمع الأفغاني. حدثت بعض التجاوزات مثل إجبار النساء في المدن الأفغانية على ارتداء البرقع وإجبار الرجال على ترك لحاهم، ولكنهم أقاموا حكم القانون والنظام في البلاد، ووفروا الحماية للمواطنين الأفغان. ولذا تريد حركة طالبان تطبيق الشريعة كنظام بديل في أفغانستان".
وشارك غول في آخر استعراض نظمته طالبان كحركة حاكمة في أفغانستان عام 2001 قبل أن تتهمها الولايات المتحدة بالتستر على القاعدة وقياداتها إثر هجمات سبتمبر 2001، وتشن حربا أدت إلى سقوط الحركة واحتلال أفغانستان.

غول وتنظيم القاعدة

غول وتنظيم القاعدة
تشير أغلب التقارير الإعلامية، إلا أن الجنرال غول كان لديه علاقة بطريقة أو بأخرى، ولكن ليس بصورة مباشرة، بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وخليفته أيمن الظواهري منذ الحرب ضد السوفيت في سبعينيات القرن الماضي.
وأوضح غول أنه التقى زعيم القاعدة أسامة بن لادن في السودان مرتين في منتصف التسعينيات، قائلا: "أقام العرب وغيرهم من الجنسيات معسكراتهم الخاصة في أفغانستان. لم يكن أسامة بن لادن على اتصال بنا في يوم من الأيام. قابلت أسامة بن لادن لأول مرة بعد تقاعدي في السودان، اعتدنا أن نسمع من الأمريكيين أن أسامة بن لادن مقاتل عظيم، ولكن لم يكن لنا اتصال مباشر معه، ولم يكن لنا اتصال مع عبد الله عزام (المرشد الروحي لأسامة بن لادن خلال الجهاد الأفغاني، وهو فلسطيني). لم ندرب أي مواطنين سوى الأفغان.
ولكن عقب اعتداءات 11 (سبتمبر) 2001، أصبح الجنرال غول داعمًا قويًّا لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

موقفه من أفغانستان

موقفه من أفغانستان
كان يرى الجنرال غول دائمًا، أن أي حكومة اتت في أفغانستان عقب احتلال الأمريكي وازاحة حركته "حركة طالبان"، ستواجه صعاب جمعة، فلم يكن مؤيدًا لحكومة حامد كرزاي الرئيس الأفغاني، أو أشرف غني، بل كان خلال الانتخابات الأفغانية الأخيرة، عبر غول عن تمنياته بوصول رئيس أفغاني كان مقاتلا في ماضيه. ولا يخفى في هذا الصدد تفضيله لمرشح الرئاسي وقتها "عبد الله عبد الله"، على منافسه الرئيس الأفغاني الحالي أشرف غني.
وأضاف "أنه يحظى بأفضلية من أجل السلام المستقبلي في أفغانستان لأنه كان مقاتلا".
وقال: "هؤلاء الذين يتعاونون معه هم أيضًا مقاتلون"، في إشارة إلى المرشحين لمنصب نائب الرئيس وأحدهما محمد خان، حليف زعيم الحرب النافذ الإسلامي قلب الدين حكمتيار المقرب تاريخيًّا من باكستان.
وبالنسبة لحميد غول، فإن غني "ليس مقاتلا" والمتمردين لن يقبلوا ببدء "الحوار" الذي يعتبر حتميًّا من أجل التوصل إلى السلام "مع رجل لم يكن مقاتلا".
وغول، المناهض جدًّا لأمريكا، يندد بالاتفاق الأمني الثنائي الذي اقترحته الولايات المتحدة على كابول؛ لأنها ترغب في إبقاء حوالي عشرة آلاف جندي أمريكي في البلاد إلى ما بعد نهاية 2016.
وكتب غول عشية توقيع الاتفاق الأمني الأفغاني الأمريكي الذي يسمح بتواجد 10 آلاف جندي أمريكي في أفغانستان بأن "الحرب ستستمر".

موقفه من أمريكا

موقفه من أمريكا
كانت علاقة غول بالولايات المتحدة، علاقة متقلبة، فبعدما كان قريباً من الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أي)، خلال الحرب ضد السوفيت ودعم "المجاهدين"، ولكن هذه العلاقة لم تستمر طويلا، عقب الدعم الذي قدمه غول لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فقد أصبح داعماً قوياً لبن لادن عقب اعتداءات 11 (سبتمبر) 2001. 
وقال غول في مقابلة مع بي بي سي في 2010 "أمريكا أصبحت من الماضي وكذلك كرزاي (حامد كرزاي الرئيس الأفغاني السابق)، لكن طالبان هي المستقبل".
وألقى باللوم في هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول 2011 في الولايات المتحدة على مؤامرة يهودية.
كما انتقد موقف الرئيس الأسبق الجنرال مشرف من التحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001، وما وصفته بالحملة علي الإرهاب، لافت إلى أن مشرف سيكون هدفا معلنا لـ«القاعدة» التي حاولت مرتين من قبل اغتياله بسبب مشاركته في ما يعرف بالحرب على الإرهاب، كحليف استراتيجي مع الولايات المتحدة منذ هجمات 11 سبتمبر. 
وتوقع غول مصير مشرف في أغسطس 2008، «الرئيس مشرف سيصبح مثل شاه إيران بعد أن تخلت عنه الولايات المتحدة في بحثه عن ملاذ آمن يحميه».
وكشف الجنرال غول، أحد مهندسي المقاومة الأفغانية المناوئة للسوفيات خلال الثمانينيات من القرن الماضي أن صفقة استقالة مشرف مع الائتلاف الحكومي الذي تشكل في مارس الماضي من حزب الشعب الباكستاني بقيادة آصف علي زرداري زوج رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو، والرابطة الإسلامية بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف، سهلها سعوديون وممثلون عن الإدارة الأمريكية، وتحدث عن أن الصفقة تؤكد على استقالة مشرف من منصبه مقابل عدم محاكمته أو فرض الإقامة الجبرية عليه، وكذلك تمتعه بامتيازات يتمتع بها الرؤساء السابقون بعد تقاعدهم. 
وخلال الثلث الأخير من شهر يناير 2012 تطرق الجنرال المتقاعد، حميد غول، في حديث لعدد من وسائل الإعلام عن أوهام الساسة الأمريكيين، فذكر أن أحد الأسباب الكبرى التي تقف وراء فشل السياسة الأمريكية في أفغانستان هو اعتماد إدارة واشنطن تمامًا على مقاولين ومتعاقدين خصوصيين في عملية جمع المعلومات الاستخباراتية داخل باكستان وأفغانستان.
وأضاف: "هؤلاء المتعاقدون الخصوصيون الذين يؤدون الأعمال الاستخباراتية للأمريكيين مهووسون بكسب الدولارات. وفي الوقت الحالي، يزود هؤلاء المتعاقدون الخصوصيون الإدارة الأمريكية بنوع المعلومات القليلة القيمة أو المعلومات المضللة التي يرغبون في سماعها". وتابع قوله: "في لغة الاستخبارات، نستخدم مصطلحات خاصة لوصف هذا النوع من المعلومات المضللة التي تقدم للحكومة من أجل إرضاء صانعي السياسات".
وأضاف أن المعيار الأول الذي يجب أن يقوم على أساسه صانع السياسة بدراسة المعلومات الاستخباراتية، في مهنة الاستخبارات، هو التأكد مما إذا كانت المعلومات المقدمة له تبدو منطقية من عدمه.
وحميد غول هو واحد من خمسة مسئولين كبار في الاستخبارات الباكستانية أوصت واشنطن الأمم المتحدة بإدراجهم على قائمة مجلس الأمن للإرهابيين الدوليين.

غول وإيران

غول وإيران
كانت دائمًا تعليقاته تحمل الانتقادات تصل إلى درجة الهجوم لإيران وسياستها مع دول الجوار، وخاصة أفغانستان وباكستان، فقد اتهم إيران بمحاولة القضاء على "الجهاد" في كشمير عبر التحالف مع حكومة الهند.
ويتهم إيران بأنها مسئولة عن زعزعة الاستقرار في أفغانستان، ومتورطة في اشعال المصادمات الطائفية في منطقة "كورام"، القريبة من الحدود الأفغانية.
كما اتهم غول السلطات الإيرانية بنقل شيعة باكستان وأفغان إلى سوريا للقتال مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا: هناك "شيعة ذهبوا إلى سوريا وعادوا جثثا" إلى باكستان. وأضاف أن "القسم الأكبر منهم أتى من كراتشي".
وكشف غول أن إيران استقبلت العشرات من قادة تنظيم «القاعدة» بعد الهجوم الأمريكي على طالبان، قائلا: "لم تلق الحكومة الإيرانية القبض على أي منهم. البعض منهم سجن، ولكن أطلق سراحه فيما بعد. هذا مثير جدا، فلم يتفوه الأمريكيون بكلمة بشأن ذلك. أسامة بن لادن لديه ثلاث زوجات ونحو 18 طفلا. أين ذهبوا جميعا؟ جميعهم هرب عن طريق إيران".

غول وعداء الهند

غول وعداء الهند
ظل الجنرال حميد شخصية مثيرة للجدل حتى بعد تقاعده من الجيش، حيث دعا علانية لاستخدام النضال المسلح ضد الجيش الهندي في الجزء الذي تسيطر عليه الهند من كشمير، حيث يخوض «مقاتلو الحرية المسلمون» حربًا هناك. وظل يدعو لاستجابة عنيفة ضد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان. وكان مقتنعًا، وسعى لإقناع كل من حوله، بأن أمريكا والهند قوتان في طريقهما للاندحار، وأن سقوطهما أصبح وشيكًا.
بل ذهب في عدائه مع الهند إلى استخدام السلاح النوي ضد حكومة نيودلهي.

الجنرال غول

الجنرال غول
على صفحة موقعه الخاص على الإنترنت، تتصدر عبارتا "الخوف ليس سياسة" و"الاستسلام ليس خيارًا" ولكن لم يدري الجنرال غول صانع الجماعات الإسلامية، أن الموت محطة إجبارية، الجميع يمر بها ولا يمر عبرها، ومع وفاته خسرت الجماعات الإسلامية أقوى داعم لها في السياسية الباكستانية ووسط آسيا، رحل غول وبقيت الجماعات الإسلامية.
وتوفي الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات الباكستانية حميد غول (79 عامًا) مساء السبت 15 أغسطس 2015.
للمزيد عن الجماعة الإسلامية في باكستان۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔ اضغط هنا
للمزيد عن الجنرال بيريز مشرف۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔ اضغط هنا

شارك