بعد أول انشقاق في صفوف الجيش.. لبنان على حافة الحرب الأهلية
الخميس 24/يوليو/2014 - 07:35 م
طباعة

بين طرابلس كبرى مدن الشمال اللبنانى وصيدا عاصمة الجنوب، تنام الفتنة بين السنة والشيعة.. تنتظر من ينفخ فيها فتشتعل في لحظة، لتعود لبنان إلى الحرب الأهلية والطائفية والمذهبية بعدما حصدت الحرب الأهلية التي بدأت 1975 أرواح 200 ألف لبناني وفلسطيني ومثلهم من الجرحى والمعاقين، ولم تتوقف إلا بعد توقيع اتفاق الطائف في أوائل التسعينيات وعودة الدولة اللبنانية إلى سلطتها، وتم على إثر اتفاق نزع سلاح الميليشيات وتحويلها إلى أحزاب سياسية، إلا حزب الله الذي تمسك بسلاحه للمقاومة وقتها.
أصبح لبنان على شفا صراع داخلي ونُزر حرب أهلية، في ظل المتغيرات التي تحدث على الساحة الإقليمية، ومع بروز تنظيمات إرهابية كتنظيم الدولة الإسلامية في بلاد العراق والشام، "داعش"، وجبهة النصرة، وأنصار الشريعة، وغيرها من التنظيمات التي تقاتل في سوريا والعراق.
أول حالة انشقاق بالجيش اللبناني

العريف في الجيش اللبناني عاطف سعد الدين
يأتي الخطر الأكبر مع ما تداولته صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لتنسيقيات المعارضة السورية في منطقة القلمون خبر انشقاق العريف في الجيش اللبناني عاطف سعد الدين من عكار شمال لبنان، من صفوف الجيش اللبناني وانضمامه إلى تنظيم جبهة "النصرة".
وظهر سعد الدين الذي فر من موقع خدمته عند حاجز عين الشعب في بلدة عرسال البقاعية الشمالية، في فيديو على صفحات التنسيقيات، جالساً على كرسي وخلفه علم "النصرة" وثلاث بنادق حربية كان أخذها معه من موقع خدمته، ومنظار ليلي.
وتحدث العريف الفار في الفيديو قائلا إنه "انشق من الجيش؛ لأن هذا أصبح تابعاً لحزب الله، ولأنه ضاق ذرعاً بممارسات الحزب والجيش بحق الشباب السني". وأضاف: "الجيش يقيم حواجز في المكان الذي يريده الحزب وجميع الضباط تحت إمرته، الشاب السني يتم توقيفه على حاجز بسبب اقتنائه سكينًا ويسجن، في حين أن عناصر حزب الله يمرون على الحواجز حتى لو كان بحوزتهم صاروخ، وذلك بحجة المقاومة".
وتابع سعد الدين: "هناك 11 ألف مذكرة (توقيف) بحق أبناء مدينة طرابلس شمال لبنان، في حين أنه بالضاحية الجنوبية لمدينة بيروت لا يوجد 11 مذكرة "، مشيراً إلى أن من الأسباب التي أدت إلى انشقاقه "المضايقات التي يتعرض لها المشايخ على الحواجز، كما يتم دهم منازل المشايخ بأمر من الحزب، ويجري اعتقالهم وحتى قتلهم كالشيخ أحمد عبد الواحد الذي قتله الجيش بأمر من الحزب، وآخرها اعتقال الشيخ حسام الصباغ في طرابلس".
وختم متوجهاً إلى العسكريين والضباط من "أهل السنة"، قائلاً: "تعرفون أن الأوامر نتلقاها من الحزب بحجة الإرهاب الذي يتحدثون عنه، لا تهتموا براتب آخر الشهر، فكروا بدينكم لأنه سيحل بكم مثلما حل في سوريا".
وجاء الانسحاب عقب دعوة أطلقها الشيخ أحمد الأسير، يدعو فيها "الضباط والجنود السنة" إلى الانسحاب من الجيش اللبناني بسبب عدم وجود توازن في هذه المؤسسة، وسألهم "هل أنتم قادرون على حماية أهل السنة؟"، ونصحهم بسؤال علماء الدين "عن حكم بقائهم في هذا الجيش".
اشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحين

اشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحين
وقعت الأسبوع الماضي اشتباكات بين مجموعة مسلحة وعناصر الجيش اللبناني في مدينة طرابلس؛ ما أدى إلى سقوط مصابين، وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الاشتباكات جاءت بعد توقيف الجيش اللبناني المدعو حسام عبد الله الصباغ المطلوب بعدة مذكرات توقيف لقيامه بأعمال إرهابية، وبرفقته المدعو محمد علي إسماعيل إسماعيل، وذكرت التقارير أن مناصريهما تجمعوا وقاموا بتسيير مسيرات وقطعوا طريقا، إلا أن الجيش عمل على إعادة فتحه، وتم تسليم الموقوفين إلى المراجع المختصة وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص.
كما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن قوة من فرع المعلومات تمكنت من قتل منذر الحسن المتهم بإيصال المتفجرات للسعوديين اللذين قاما بتفجير نفسيهما منذ بضعة أسابيع في فندق دو روي في بيروت. وأوضحت الوكالة أن قوة دهمت الليلة الماضية شقة في مدينة طرابلس ، يسكن فيها الحسن ودارت اشتباكات بين الحسن والقوة التي تمكنت من قتله بعدما قام بإطلاق النار وإلقاء بعض القنابل في اتجاهها.
وفي 23 يونيه 2013م اندلعت اشتباكات مُسلَّحة بين الجيش اللبناني وأنصار الشيخ أحمد الأسير الحُسيني الشهير بمُناهضته حزب الله وسلاحه ومُشاركته في النزاع القائم في سوريا، وبين عناصر من حزب الله نفسه. وكانت الاشتباكات بدأت عند الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الأحد، بعد أن شنَّ مناصرو الشيخ الأسير هجومًا على حاجز للجيش عند مدخل المربَّع الأمني في بلدة عبرا بشرق صيدا، حيث يقع مسجد بلال بن رباح الذي يؤمّه الشيخ، وذلك على خلفية توقيف قريب لأحد مرافقي الأسير على الحاجز، وقد نجم عن الاشتباكات مقتل ثلاثة عسكريين بينهم ضابط وإصابة عدد آخر بجروح، وكان الأسير قد طالب وزير الداخليَّة مروان شربل وقيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي بالتدخل لإفراغ بعض الشقق السكنيَّة التي سيطر عليها حزب الله في بلدة عبرا وجعلها مخازن للسلاح، فحصل على وعود بالتدخل لم تُنفَّذ، فدعا أنصاره إلى إخلاء هذه الشقق بالقوَّة إن لم تتدخَّل الدولة في هذه المسألة؛ مما تسبب له بتوتر زائد وعدائيَّة أكبر مع حزب الله.
التواجد السلفي في لبنان ومواجهة حزب الله اللبناني

الشيخ داعي الإسلام الشهال
رغم أن التيار السلفي ليس اتجاهاً دينياً طارئاً على الساحة اللبنانية، إذ تعود جذوره الى العام 1946، إلاّ أنه اليوم يسير في منحى جديد بسبب الصراع المسلح في سوريا، وتراجُع خطاب الاعتدال لدى كل الطوائف ومن بينهم السنّة.
وأكد مؤسس التيار السلفي في لبنان الشيخ داعي الإسلام الشهال قائلًا: مشروعنا الآن هو الدفاع عن أهل السنّة والحفاظ على أمن البلد وألا يحترق مرة أخرى ويُحكم بجزمة النظام السوري، وألا يُحكم من خلال هذا المشروع الايراني- السوري، وأن تتحقق العدالة وأن نكون أعزاء في بلدنا لا رعايا.
ودعي "الشهال" العرب إلى أن يتحدوا لمواجهة خطر "حزب الله" الشيعي، مشيرًا إلى أن الحزب منغمس في مشروع خطير، يصعب عليه الخروج منه.
وفي تصريحاته لصحيفة عكاظ، أكد الشهال أن "حزب الله" خطف الدولة اللبنانية والمؤسسات الشرعية ويسعى للهيمنة، مطالبًا الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ورؤساء الحكومات بـ"أن يصرخوا ضد هيمنة "حزب الله" الذي يعتمد سياسة قضم الآخرين"، داعيا كل الغيورين على لبنان وعلى الأمن والسلم والاستقرار في لبنان، إلى أن يتحدوا لمواجهة خطر "حزب الله".
وشدد القيادي السلفي على أن "حزب الله" يعتمد نفس سياسة النظام السوري، طرف واحد أو حزب واحد يحكم من خلال طائفية بغيضة ويستحوذ على القرار السياسي والقرار الأمني، ويستخدم مفاصل القوة في الدولة ضد خصومه السياسيين من أية طائفة كانوا".

الشيخ أحمد الأسير
اعتبر الشيخ أحمد الأسير، أن "تدخل "حزب الله" في القتال في سوريا قد أغرق السفينة التي تحمل 18 طائفة لبنانية، معلناً أن "حربا قادمة إلى لبنان في الأشهر المقبلة إن لم تكن في الأيام القليلة المقبلة"، مضيفا أن "الثوار السوريين سيردون على المجازر التي ارتكبها نصر الله في أي مكان وأي زمان".
وفي يونيه 2013، حذر في خطبة الجمعة، التي ألقاها في مسجد بلال بن رباح في عبرا، شرق صيدا- السيد نصر الله والرئيس نبيه بري من التدخل في صيدا، كما حذرهما من "إعادة تمثيلية باب الحارة التي فعلاها مع الشيخ ماهر حمود بالتنسيق مع مدير عام الأمن العام، اللواء عباس إبراهيم ومخابرات الجيش اللبناني".
وكانت استخبارات الجيش في الجنوب قد استدعت عدداً من مرافقي فضل شاكر، من بينهم شقيقه (أبو العبد شمندر: مسئول سابق في جند الشام)، في إطار تحقيقاتها بشأن محاولة اغتيال الشيخ حمود في صيدا، وأوقفت استخبارات الجيش مسئول الحماية الخاص في منزل شاكر قبل أن تطلق سراحه بعد التحقيق معه، وتستند الاستدعاءات إلى التهديد بالقتل الذي وجهه شاكر عبر الهاتف إلى حمود قبل أشهر، وتقدم بشأنه الأخير بشكوى قضائية.
إلى ذلك، دعا الأسير "اللبنانيين وخصوصاً أبناء الطائفة السنية إلى التسلح"، وحضّ "مناصريه وخصوصاً الفقراء في الطائفة السنية على الاستعداد للدفاع عن أنفسهم حين يتعرضون لأي اعتداء؛ كونهم لا يستطيعون المغادرة إلى أي بلد آخر".
وعلى إثرها طالب القضاء اللبناني، الإعدام للشيخ أحمد الأسير، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قضائي قوله: إن قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا أصدر اليوم قراره الاتهامي في ملف أحداث عبرا بجنوب لبنان، المتهم فيه الشيخ أحمد الأسير و74 شخصًا آخرين.
وطلب القاضي في قراره إصدار عقوبة الإعدام لـ54 شخصًا بينهم الأسير وفضل عبد الرحمن شمندر المعروف بفضل شاكر، المطرب السابق الذي اعتزل الفن وبات من أقرب معاوني الأسير.
واقعة الملصقات

واقعة الملصقات
في نهاية 2012 قام عناصر من حزب الله بتعليق لافتات في شوارع صيدا السنية، للاحتفال بذكرى عاشوراء، أصدر الشيخ الأسير بيانا هدد فيه حزب الله وأمهله 24 ساعة ليزيل اللافتات من شوارع صيدا وإلا سيزيلها بالقوة ولو على جثته، ولما لم يفعل حزب الله الشهر الماضي، قام الأسير وأنصاره ومن بينهم المطرب المعتزل فضل شاكر، بإزالة اللافتات في منطقة التعمير بصيدا والقريبة من مخيم عين الحلوة الفلسطينى، والذى يضم الآلاف من المسلحين والمتشددين الإسلاميين السنة، المعارضين لبشار الأسد، بعد قيام قواته بمهاجمة مخيمات الفلسطينيين في دمشق، ولم تغض عناصر حزب الله الطرف عما يفعل الأسير ومناصروه، فواجهوهم بالسلاح وأوقعوا ثلاثة قتلى، منهم اثنان من معاوني الشيخ الأسير، وكادت صيدا مثل طرابلس أن تشعل فتيل الحرب الواسعة بين السنة والشيعة في صيدا، كما حدث بين السنة والعلويين في طرابلس، ولم يهدأ الوضع إلا بعد تدخل الجيش اللبناني وقوى الأمن اللبنانية، ورفع الغطاء الأمني عن المسلحين، وساعد في عودة الهدوء، تأييد الساسة من الجانبين على انتشار الجيش والأمن للسيطرة على الوضع، وفرض كردون أمني حول مسجد بلال بن رباح حيث الأسير ومناصروه، ما جعل الأسير يفكر جديًا في تشكيل ميليشيا مسلحة لحماية السنة ومواجهة حزب الله في صيدا، وكاد أن يفعل لولا تهديدات من الدولة بملاحقته؛ ليعود الهدوء الحذر إلى صيدا، وسط مخاوف من اشتعال فتيل المواجهة بين الأصولية السنية وحزب الله في صيدا.
وزاد الهجوم الانتحاري الذي استهدف السفارة الإيرانية في بيروت نهاية 2013، ونفذه الفرع اللبناني من كتيبة «عبدالله عزام»، وهي منظمة تابعة لتنظيم القاعدة في المنطقة منذ 2009، من التوتر السياسي والطائفي في لبنان الذي يدفع بالوكالة ثمن الصراع المحتدم في جارته سوريا منذ نحو 4 سنوات.
حزب الله يحذر

الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله
يلتزم حزب الله الصمت في أغلب الصراعات التي تمت حتى الآن تجاه التيار السلفي بشكل عام ومجموعة الأسير بشكل خاص، ولكن الحزب حذر كثيرًا من خطورة التيارات السلفية المتشددة.
وصف أمين عام حزب الله حسن نصر الله، الخطاب السياسي للقوى المناوئة لسوريا في ذكرى اغتيال رفيق الحريري بأنه خطاب يضع البلاد أمام حرب أهلية، فيما بدأت تلك القوى والتي تمثل الأكثرية النيابية بحث سبل تنحية الرئيس إميل لحود.
وقال نصر الله بحضور سياسي وشعبي: "اليوم نحن أمام خطاب سياسي سمعناه منذ يومين يضع البلد أمام حرب أهلية.. لماذا علينا أن نختبئ وراء أصبعنا؟".
ونقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر قريبة من "حزب الله"، أن "الشيخ أحمد الأسير شكل حالة تكفيرية علنية وحالة استقطابية تماشت مع منهج القاعدة، وهو ما قد سبب الهزيمة التي مني بها (في أحداث عبرا في صيدا) وأصبح مطارَداً من العدالة"، مشيرة إلى أن "جماعة الاسير اتجهت نحو العمل الأمني التفجيري تحت لواء كتائب عبد الله عزام، التي أعلنت مسئوليتها عن تفجير السفارة الإيرانية في بيروت، وتالياً فإن مناصري الأسير أصبحوا محارِبين، ورأينا باكورة أعمالهم".
وقالت المصادر عيْنها: إن "الحملات التي خاضها الاسير بدأت تعطي ثمارها، وهي الحملات التي غذاها بعض الداخل اللبناني، الذي من المستبعد أن يكون جاهلاً بالمدى الخطير الذي يمكن أن تصل إليه جماعات حليفهم القديم (أي الاسير)، وهذا لن يعفيهم بالتأكيد من المسئولية المباشرة لما يحصل تحت عنوان التكفيريين".
وتحدثت المصادر عن أن "الأسير ما هو إلا أداة تستخدمها القاعدة اليوم لتمسح بعباءته عملياتها في لبنان، وتالياً فإن غضب البيئة المستهدَفة لن ينصبّ عليه فقط بل على كل مَن هيّأ له الدعم اللازم والتغطية السياسية ليكبر ويوقظ نار الفتنة التي أصبح من الصعب إطفاؤها".
دعوة المسيحيين لحمل السلاح

الكاتب والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل
ومع تعاظم الخطر وتكرار التفجيرات والهجمات في لبنان، وفي ظل سياسة التهجير التي اتبعتها (داعش) في الموصل العراقية للمسحيين، أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ المنطقة مقدمة على مشاكل كبيرة جداً وصراعات متعدّدة لأنّ المفاوضات لم تنته بين إيران والدول العظمى، متوقعاً أن نبقى حتى آخر العام قبل أن يبدأ الحديث عن حلحلة سياسية، مشيراً إلى أنّ هناك مناطق ستتأثر داخل لبنان لكنّ الأمن الاستباقي سيحدّ من هذه التأثيرات.
ودعا أبو فاضل المسيحيين في لبنان إلى حمل السلاح بجانب الجيش اللبناني والدفاع عن بلداتهم، آملاً أن يستفيق بعض هؤلاء من سباتهم العميق وعلاقاتهم المشبوهة على حدّ قوله، موضحاً أنّ "داعش" باتت على الحدود ولو أنّ "حزب الله" لم يكن يقاتل في سوريا لأصبح هؤلاء المتطرّفون يسرحون ويمرحون في الداخل اللبناني.
وتساءل أبو فاضل عمّا كان يمكن أن يحصل لو حققت "داعش" المخطط الذي كانت تسعى إليه في ليلة القدر، وقال: إنّ هؤلاء التكفيريين يكفّرون الناس ويهدّدونهم، وآمل أن يستفيق بعض المسيحيين في لبنان من سباتهم العميق وعلاقاتهم المشبوهة- على حدّ تعبيره- منبهاً إلى أنّ هؤلاء يريدون إلغاء المسيحيين من سوريا والعراق والمنطقة.
مخاوف الأقليات

الشيخ بدري العياش
يحمل الشيخ بدري العياش، وهو من طائفة الموحدين الدروز، هاجس الأقليات في المنطقة، لكنه يرى في ذات الوقت أن "الخوف من التنظيمات الجهادية يطال حتى المسلمين السنّة إذا خالفوا فكرها"، ويقول العياش، المسئول أيضاً في الحزب الديمقراطي اللبناني لـ DW عربية: إن "الفكر التكفيري يذكّرنا بالمغول والتتار، وهو بحد ذاته يشكل إهانة للدين الإسلامي بممارسته القتل والإقصاء".
ويلفت العياش إلى أن "الأحزاب الإسلامية الأخرى قد تكفّر الدروز، لكنها تقبل بالجلوس معهم والحوار والعيش المشترك، بينما داعش لا تقبل حتى بالمسلمين المعارضين لسياستها وعقيدتها"، كما يرى أن "التنظيمات الجهادية" موجودة أصلاً في لبنان ولها "بيئة حاضنة"، غير أنه يعتقد أن "نجاح المفاوضات في جنيف قد يزيل خطرهم، ولكن إذا فشل الحوار وواصل داعمو التنظيم وممولوه مدّه بالمال والسلاح، فالحرب آتية والمواجهة معهم حتمية".
المشهد الآن في لبنان أقرب إلى إشعال حرب طائفية واسعة في ظل ارتفاع شدة الصراع المذهبي والطائفي بمنطقة الشرق الأوسط، وإذا تخلى العقلاء من الساسة اللبنانيين عن هدوئهم في التعامل مع الأزمات السياسية في الداخل والخارج اللبناني، فإن الأمور قد تشتعل وتعود بلبنان إلى نهر الدم مرة أخرى.
وللحلفاء في الخارج دور كبير على استقرار العراق؛ لأن فاتورة الدم ارتفعت في العراق وسوريا واليمن وليبيا، وليس بحاجة إلى جبهة أخرى تثقل وتعقد من الوضع السياسي، وتزيد من خسائر الأطراف جميعًا وليس من طرف واحد.