تقدم في مفاوضات مسقط.. وتحرر الجنوب اليمني من يد الحوثيين
الإثنين 17/أغسطس/2015 - 11:02 م
طباعة

تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، استعداداتها لإطلاق عمليات برية ومساندة "المقاومة" في محافظات شمالية، على الرغم من مؤشرات التقدّم في المفاوضات السياسية، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، امتصاص صدمة التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة واستعادة زمام السيطرة في بعض المناطق الشمالية، والقيام بخطوات استباقية واستعدادات لأي تحركات في صنعاء.
الوضع الميداني:

استهدف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، منزل مسؤول موالي للحوثيين في إب وذلك غداة قصف قاعدة الديلمي في صنعاء، كما قصفت المقاتلات العربية مواقع بالبيضاء وصعدة وحجة ومأرب.
وذكرت مصادر محلية أن الطيران استهدف منزل العميد محمد السقاف المؤيد للحوثيين، وقالت إن المنزل والمباني المجاورة تضررت جراء القصف ملفتة أن طيران التحالف لا يزال يحلق في سماء إب وسط اليمن.
وسيطرت المقاومة الشعبية في تعز الاثنين على مبنى الإذاعة في حي ثعبات، واستمرت في تطهير حي الجحمالية، فيما عثر على 40 جثة لمسلحين من ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح في مديرية صبر المودان.
وقصف المتمردون الحوثيون، المتمركزون في منطقة الحوبان، مساء الاثنين، أحياء سكنية في تعز، فيما استمرت الاشتباكات بين عناصر المقاومة الشعبية من جهة وميليشيات الحوثي وصالح في محيط القصر الرئاسي ومنطقة المرور.
كذلك أعلنت اللجان الشعبية، سيطرتها على محافظة شبوة بعد انسحاب الحوثيين وذلك في الوقت الذي كثفت فيه طائرات التحالف العربي قصفها مواقع بمدن يمنية، في المقابل تقدم الحوثيون في محافظتي إب وذمار وسط البلاد.
قالت مصادر عسكرية لـ"سكاي نيوز عربية" إن الميليشيات المتمردة انطلقت من محافظة البيضاء في هجوم مضاد على بلدة بيحاون في شبوة، وذلك بعد أيام على تحرير المنطقة على يد المقاومة والجيش الوطني.
إلا أن القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، بدعم من المقاومة الشعبية، تصدت للهجوم، حيث خاضت مواجهات ضارية مع المتمردين الذين كانوا انسحبوا من البلدة قبل يومين، ما أسفر عن سقوط قتلى.
وفي محافظة البيضاء، قالت وكالة الأنباء اليمنية إن "قوات الجيش والمقاومة استعادت موقع عقبة ثرة الواقع بين محافظتي أبين والبيضاء"، بعد اشتباكات "سقط فيها عشرات القتلى والجرحى في صفوف المليشيات".
ودمرت القوات الشرعية في الهجوم، الذي أسفر عن استعادة الموقع الاستراتيجي، 30 عربة عسكرية للميليشيات المتمردة، التي منيت في الأيام الماضية بسلسلة هزائم في عدد من المحافظات الواقعة بجنوب اليمن ووسطه.
صراع الحدود:

وعلى الحدود اليمنية السعودية، جدد قصف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية على مديرية حرض الحدودية بحجة في غارات وصفت بالأعنف.
وأشارت وسائل إعلام يمنية إلى أن طيران التحالف استهدف مدينة حرض القديمة ومثلث ميدي بـ4 غارات فيما استهدف منطقة مثلث عاهم جنوب حرض بأكثر من 10 غارات حيث سمع دوي الانفجارات، وشوهدت ألسنة اللهب من المديريات المجاورة فيما لا يزال تحليق الطيران مستمرا على أجواء حرض الحدودية
وأفادت تقارير إخبارية بأن مدفعية القوات السعودية دمرت مواقع إطلاق قذائف ومخابئ لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لعبد الله صالح قبالة محافظتي الطوال والحرث، التابعتين لمنطقة جازان، بعد إطلاق مقذوفات على قرى في المنطقة لم تسفر عن أي خسائر.
ويأتي هذا التصعيد بعد إعلان الحوثيين عن تدمير 8 آليات عسكرية سعودية في عملية نوعية للجيش واللجان الشعبية بمنطقة الخوبة في جيزان ومصرع عدد من الجنود بداخلها.
الحوثيون والإمارات:

من جهة أخرى، علل رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثي صالح الصماد الانسحاب من بعض المدن بأنه يهدف إلى التفرغ للرد على الهجوم السعودي، بحسب قوله.
كما أدانت وزارة الخارجية الإماراتية، سيطرة جماعة الحوثي على مبنى سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بالعاصمة اليمنية صنعاء مساء الأحد 16 أغسطس.
وطالبت الوزارة في بيان لها "إخلاء مقر السفارة فورا وإعادة تسليمها إلى موظفيها"، مضيفة أن دولة الامارات "تحتفظ بحقها في احالة مرتكبي هذا الاعتداء للمساءلة والعدالة"، مشددة على أن "احتلال مقر سفارة الدولة وإخلائها من موظفيها لن يثني دولة الإمارات عن موقفها الداعم لعودة الاستقرار" إلى اليمن.
المشهد السياسي:

وعلى الصعيد التقى نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاح، اليوم الاثنين، في مقر إقامته المؤقت بالرياض، قياديين من «حزب المؤتمر الشعبي العام».
وذكرت «وكالة الأنباء اليمنية» (سبأ) أن «بحاح» استعرض عددًا من القضايا والمستجدات الميدانية في اليمن، مشيرًا إلى أن «الحلول يجب أن تكون جذرية في المرحلة المقبلة، ولا تتخذ بصورة عاطفية تسهم في تأجيل المشكلة وليس في حلها بصورة نهائية».
وشدد نائب الرئيس اليمني على أن يكون «حزب المؤتمر» صوتًا للجماهير، موضحًا أن «الممارسات الخاطئة لبعض قيادات الحزب، يجب ألا تعمم على الأعضاء والقيادات والحزب بشكل عام، بل هي مواقف وانتهاكات شخصية يجب أن يتحمل أصحابها المسئولية الكاملة عن ارتكابها، ولن يسامحهم التاريخ ولا أبناء الشعب عليها».
من جانبهم، أكد قياديو «حزب المؤتمر» أن المدن التي تعرضت للدمار بفعل ممارسات ميليشيات «الحوثيين» والرئيس السابق على عبد الله صالح، بما فيها محافظة صعدة، لن تظل رهينة للميليشيات ومن يعاونها، مشيرين إلى أن الحزب يعتزم عقد مؤتمر لقياداته وكوادره الوطنية لاتخاذ حزمة من الإجراءات المهمة، وإعادة النظر في ترتيب الشأن الداخلي للحزب.
يذكر أن على صالح لا يزال يرأس «حزب المؤتمر» الذي أسسه في 1982، على الرغم من أن قياديين في الحزب أعلنوا (في مايو الماضي) عزمهم على عزله وانتخاب رئيس جديد له.
المشهد الإقليمي:

وعلى الصعيد الإقليمي، جدد مجلس الوزراء السعودي على أهمية التطبيق غير المشروط لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 لإخراج اليمن من أزمته، مع ضرورة تكثيف الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية لأبناء اليمن الشقيق.
وتطرق خلال جلسته التي عقدت اليوم برئاسة نائب خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود في قصر السلام بجدة إلى الجهود المبذولة لدعم الشعب اليمني وحكومته الشرعية.
ونوّه مجلس الوزراء بالدور الإنساني الكبير الذي يضطلع به مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مؤكدًا أن استمرار المركز في تقديم المساعدات، وما يقوم به من أعمال إغاثية وإنسانية، وبرامج متنوعة يأتي لتحقيق المتطلبات الأساسية التي يحتاجها الشعب اليمني بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
التحرك الدولي:

وعلى صعيد التحرك الدولي، علم "المشهد اليمني "من مصادر دبلوماسية اليوم ان من المقرر أن يلتقي المبعوث الاممي ولد الشيخ بعدد من الشخصيات السياسية اليمنية من بينها اللواء عبدالقادر هلال امين العاصمة صنعاء واشخاص اخرين خلال اليومين القادمين لبلورة رؤيه حول حل الأزمة اليمنية.
وأضافت المصادر أن ولد الشيخ وجه دعوة لعدد من الشخصيات اليمنية المحايدة للتشاور حول الأزمة اليمنية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2216.
فيما أكد عضو المجلس السياسي لحركة أنصار لله، علي هاشم الحوثي، ضرورة صياغة حل سياسي للأزمة اليمنية يضمن عدم وجود أي دور للرئيس الهارب الى السعودية، منصور هادي، بمستقبل اليمن.
وفي تصريح خاص لوكالة أنباء فارس قال الحوثي ، ان حركة أنصار الله بينت موقفها من منصور هادي بشكل واضح و الاطراف السياسية لم يبدوا أي موقف مضاد وهذا مهم جدا بالنسبة لنا كما أن الاطراف السياسية أكدوا على ضرورة الحفاظ على استقلال الدولة اليمنية.
وذكرت وكالة فاري، انه مع وقع خروج "أنصار الله" من المحافظات الجنوبية كافة، والتي كان آخرها شبوة، تشهد المفاوضات السياسية تقدماً ينذر بقرب بلورة حلّ سياسي للأزمة اليمنية، حيث جرى أمس تسريب وثيقةٍ قيل إنها لاتفاق جرى بين الوفد اليمني في العاصمة العمانية مسقط والمبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ الذي حمل الاتفاق إلى الرياض، من دون معرفة الموقف السعودي منه. وتنص الوثيقة التي تداولتها أوساط إعلامية ودبلوماسية ونسبها مصدر في الجامعة العربية إلى وفد صنعاء الموجود في مسقط على عشر نقاط، أبرزها: الاستعداد للتعامل الايجابي مع جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتي آخرها القرار 2216 ــ وقف دائم وشامل لإطلاق النار من جميع الاطراف وانسحاب كل الجماعات والميليشيات المسلحة من المدن، وفقاً لآلية يتفق عليها لسد الفراغ الأمني والإداري، ورفع الحصار البري والبحري والجوي
المشهد اليمني:
على الرغم من المؤشرات باقتراب التوصل إلى حل سياسي قائم على تنفيذ القرار الدولي 2216، يواصل الطرف الحكومي استعداداته العسكرية التي تهدف إلى تحرير مختلف المحافظات عسكريًّا من دون التأثر بالجهود السياسية التي تشترط الحكومة لقبولها أن تحقق ذات الهدف بتحرير المدن.