المقاومة تقترب من تحرير تعز.. والحوثيون يعلنون الطوارئ في صعدة
الثلاثاء 18/أغسطس/2015 - 04:29 م
طباعة

تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، استعداداتها لإطلاق عمليات برية ومساندة "المقاومة" في محافظات شمالية، على الرغم من مؤشرات التقدّم في المفاوضات السياسية، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، امتصاص صدمة التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة واستعادة زمام السيطرة في بعض المناطق الشمالية، والقيام بخطوات استباقية واستعدادات لأي تحركات في صنعاء.
الوضع الميداني

قصف التحالف بقيادة السعودية، اليوم الثلاثاء، ميناء الحديدة ودمر رافعات ومخازن في مركز رئيسي لدخول المساعدات الواردة من الخارج إلى شمال البلاد، حسبما أفاد مسئولون بالميناء.
ويقع ميناء الحديدة في منتصف الساحل الغربي لليمن على البحر الأحمر وهو المنفذ البحري الوحيد الذي كانت تسيطر عليه جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ويرى مراقبون أن قصفه سيؤدي إلى فقدان المنفذ البحري الذي كان يغذي العاصمة صنعاء معقل الحوثيين، بالوقود ومواد التموين.
وكان طيران التحالف قد قصف مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي وصالح في مديرية نِهِم على طريقِ مأرب صنعاء، كما تم استهداف مواقع حوثية في مديرية الحَزْم بالجوْف، إضافة إلى غارات على الطَّلْح في سحار بصعدة.
من جهتها، سيطرت المقاومة الشعبية على أربعة مواقع في جبهة المَخْدَرَة شمال غرب محافظة مأرب التي كانت في قبضة الحوثيين.
كما استعادت المقاومة وقوات الجيش الموالية للرئيس المني عبدربه منصور هادي، موقعَ عَقَبةِ ثَرَة الاستراتيجي الواقع بين محافظتي أبْين والبيضاء بعد اشتباكات عنيفة، سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات، وتم تدمير 30 عربة عسكرية والاستيلاء على عدد آخر.
وعقد لقاء، أمس الاثنين، في مدينة دمت التي تتبع محافظة الضالع، ضمّ شخصيات اجتماعية وعدداً من قيادات "المقاومة" في كل الجبهات، بحضور المئات من المجندين من مناطق وسط اليمن، والتي تضم مديريات الضالع ومديريات في إب والبيضاء وتعز. وأعلن قائد "لواء جيشان مدعم"، العقيد الركن علي حاتم، التعبئة العامة في مناطق وسط اليمن لمواجهة مليشيات الحوثيين والمخلوع، بإشراف رئيس الأركان العامة اللواء علي محمد المقدشي.
كما ناقش محافظ صنعاء عبدالقوي شريف في اجتماع مع رئيس هيئة الأركان اللواء محمد المقدشي في منطقة القيادة العسكرية بالعبر خطة تحرير محافظة صنعاء، وآلية إلحاق القيادات العسكرية المؤيدة للشرعية من أبناء صنعاء بالجيش الموالي للشرعية، وبما يسهم في بنائه على أسس وطنية. وأوضح "شريف" أن الهدف من حرصه على إشراك كافة القيادات العسكرية التي لها رصيد وطني وتقف في صفوف الشرعية رغم التحديات التي تواجهها تعد خطوة إيجابية في سبيل مساعدة السلطات المحلية عقب تحرير صنعاء في بسط هيبة الدولة وفرض الأمن والاستقرار، وعدم السماح للميليشيات بالعبث بأمن الدولة اليمنية.
الحوثيين يتحصنون في صعدة

كشفت مصادر في العاصمة اليمنية صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن عبد الملك الحوثي، زعيم المتمردين الحوثيين، أصدر توجيهاته مساء أول من أمس للقيادات العسكرية والميدانية الموالية له بإعلان حالة الطوارئ في معقلهم بمحافظة صعدة، وعلى كل جبهات القتال في المحافظات الجنوبية والشرقية والحدود الشمالية.
وأكدت المصادر أن قيادات عسكرية وأمنية في محافظتي صعدة وحجة شرعت بالفعل في تنفيذ توجيهات الحوثي. وأشارت إلى تحركات عسكرية أكدها سكان محليون بمديريات قريبة من حدود السعودية في المحافظتين، لا سيما المناطق الجبلية الوعرة التي تقع على الشريط الحدودي.
في غضون ذلك، واصل الحوثيون وحلفاؤهم قصف أحياء في مدينة تعز من مواقع يتمركزن بها خارجها. وشهدت المدينة اشتباكات شبه متواصلة في مواقع محدودة لا تزال تحت سيطرة الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع.
المشهد السياسي

سياسيًّا، تواصل القيادات السياسية مشاوراتها، إذ يُجري الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، اليوم الثلاثاء، مباحثات في الدوحة، وحسب وكالة الأنباء اليمنية سبأ فقد التقى الرئيس هادي في العاصمة القطرية الدوحة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني. وخلال اللقاء اطلع الرئيس هادي أمير قطر على تطورات الأحداث المتسارعة في اليمن، في ظل الانتصارات المتتالية التي حققتها قوات الجيش الوطني الموالي للشرعية والمقاومة الشعبية في محافظات عدن وتعز ولحج وإبين والضالع، كما أطلعه على حجم الأضرار التي خلفتها الميليشيا في البنى التحتية في مختلف المحافظات.
وأضافت الوكالة أن الرئيس هادي وضع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمام الاحتياجات العاجلة جراء الأحداث، والتي وصفها بعدوان الحوثي وصالح الغاشم، وخصوصًا فيما يتصل بملف الجرحى والإغاثة الإنسانية والطبية وجهود إعادة الإعمار.. مشيراً إلى تواجد الحكومة على الأرض لتسهيل الخدمات وتجبير الضرر.
وأكد رئيس الجمهورية أن قوات الجيش والمقاومة الشعبية في طريقها إلى تحرير كافة المدن والمحافظات من الميليشيا الحوثية وصالح الانقلابية، التي مارست عملياتها الإجرامية على أبناء الشعب اليمني، وعاثت في الأرض فسادًا، وقتلت الأبرياء من النساء والأطفال، ودمرت الممتلكات العامة والخاصة وشردت الآلاف من الأسر من مدنهم وقراهم. من جهته أكد أمير دولة قطر وقوف بلاده إلى جانب أمن واستقرار ووحدة اليمن وشرعيته الدستورية، وكذا المساهمة في إعادة إعمار ما خلفته الحرب التي شنتها الميليشيا الانقلابية.
فيما عقد نائب الرئيس، خالد بحاح، أمس الاثنين، في مقر إقامته في الرياض لقاء بعدد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام، الذين انشقوا عن صالح.
الوضع الإنساني

وعلى صعيد الوضع الإنساني، وصلت اليوم الطائرة الإغاثية الثامنة التي أشرف عليها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى مطار عدن الدولي، بالتنسيق مع الهيئة العالمية لأطباء عبر القارات، محملة بـ8 أطنان من حليب الأطفال.
وأوضح المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رأفت الصباغ أن هذه الرحلة تحمل 8 أطنان من حليب الأطفال، مشيراً إلى أن الجسر الإغاثي مستمر ضمن خطط وبرامج أعدت لهذا الغرض بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة الشرعية اليمنية.
وأبان الصباغ أن هذه المواد الغذائية المتمثلة بحليب الأطفال ستوزع على الأطفال وأمهاتهم في اليمن، بما يضمن وصولها لمستحقيها، مؤكدًا أن التنوع في الطائرات الإغاثية يأتي لتحقيق المتطلبات الأساسية التي يحتاجها جميع الفئات العمرية للأشقاء في اليمن.
فيما اعتبرت منظمة العفو الدولية أن انتهاكات أطراف النزاع في اليمن "قد تصل إلى جرائم حرب"، مضيفةً أن غارات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، وهجمات المسلحين الحوثيين ومعارضيهم في تعز وعدن، أسفرت عن مقتل الكثير من المدنيين بينهم عشرات الأطفال.
وذكرت المنظمة، الثلاثاء في تقرير بعنوان "لا مكان آمن للمدنيين" أن غارات التحالف الجوية وهجمات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي تصيب أحياء مكتظة بالسكان.
وقالت مستشارة الأزمات في المنظمة دوناتيلا روفيرا: "المدنيون جنوب اليمن وجدوا أنفسهم عالقين وسط إطلاق نار قاتل بين الحوثيين ومعارضيهم على الأرض، وتهديد الغارات الجوية للتحالف من السماء.. جميع أطراف النزاع أظهروا عدم اهتمام واستهتار بسلامة المدنيين".
وأضافت أن "التقرير يصف التفاصيل المرعبة للقتل والدمار في تعز وعدن بهجمات غير قانونية، ربما تصل إلى جرائم حرب من جميع الأطراف".
وكانت منظمة الصليب الأحمر أعلنت، الاثنين، مقتل حوالي 4 آلاف شخص وإصابة 19 ألف في الصراع اليمني.
وأكدت المنظمة أن هناك شحًّا في المواد الرئيسية الأخرى مثل الغذاء والدواء، رغم توزيعها مساعدات على أكثر من مائة ألف شخص، مضيفة أن هناك حاجة شديدة لمزيد من المساعدات، إذ أن أكثر من مليون شخص أجبروا على ترك منازلهم خلال الأشهر الخمس من الصراع.
المشهد اليمني
على الرغم من المؤشرات باقتراب التوصل إلى حل سياسي قائم على تنفيذ القرار الدولي 2216، يواصل الطرف الحكومي استعداداته العسكرية التي تهدف إلى تحرير مختلف المحافظات عسكريًّا من دون التأثر بالجهود السياسية التي تشترط الحكومة لقبولها أن تحقق ذات الهدف بتحرير المدن.