اليمن: مقترحات جديدة لإنهاء الصراع.. ومبادرة حوثية بتسليم صنعاء

الأربعاء 19/أغسطس/2015 - 09:09 م
طباعة اليمن: مقترحات جديدة
 
تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، تقدمها في محافظات شمالية، وسط مبادرة جديدة للحل لإنهاء الصراع، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، امتصاص صدمة التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة واستعادة زمام السيطرة في بعض المناطق الشمالية، والقيام بخطوات استباقية واستعدادات لأي تحركات في صنعاء.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية اليوم أربع غارات جوية استهدفت منزل الشيخ محمد محمد صبار الجماعي عضو البرلمان اليمني السابق بمديرية حرض الحدودية شمال غرب البلاد. 
واقتربت بوارج قوات التحالف العربي من سواحل محافظة الحديدة، غرب اليمن، بشكل كبير بالتوازي مع تكثيف شن طيران التحالف العربي من غاراته وعلى مدار يومين بشكل مستمر على المقار العسكرية للميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في المدينة، غرب اليمن.
وقصف  طيران التحالف، موقعا عسكريا مواليا للحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، شمالي مدينة الحديدة غربي اليمن، وقال شهود عيان، إن الغارات دمرت بشكل كلي عدد من أرصفة الميناء وشوهد حوثيون وهم يفرون من الميناء، فيما تخطط المقاومة الشعبية والتحالف لشن معركة لاستعادة المحافظة من الحوثيين.
وقصف طيران التحالف تعزيزات لميلشيات الحوثي وصالح في منطقة الحوبان شرقي مدينة تعز. وكان الحوثيون قد كثفوا قصفهم للأحياء السكنية ومواقع المقاومة في تعز، وسط اشتباكات عنيفة مع المقاومة بالقرب من القصر الجمهوري.
وخاضت قوات الجيش اليمني مدعومة بالمقاومة الشعبية، اشتباكات عنيفة مع المتمردين الحوثيين وقوات صالح بالقرب من القصر الجمهوري وفي حي الضباب.
وفي محافظة البيضاء، قتل عشرون مسلحا حوثيا في سلسلة غارات للتحالف العربي ومواجهات مع المقاومة في بلدة مكيراس.
كما نفذ طيران التحالف العربي لدعم الشرعية أكثر من 15 غارة جوية استهدفت مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في معسكر الدعشة وكوفل بمديريات فرواح غربي مأرب.
وفي العاصمة صنعاء، أغار التحالف على  قاعدة الديلمي الجوية التابعة لقوات صالح، وأفاد مراسلنا بأن النيران تصاعدت من داخلها بشكل كثيف من جراء استهداف مخازن الأسلحة.
كما شن طيران التحالف غارات على معسكر القوات الجوية شمالي صنعاء التابع لقوات صالح المتحالفة مع المتمردين الحوثيين.
علنت وزارة الداخلية السعودية، اليوم، مقتل جندي سعودي، إثر تعرض أحد مراكز حرس الحدود بمنطقة جازان لإطلاق نار كثيف من داخل الأراضي اليمنية. وقال المتحدث الأمني للداخلية السعودية، إن "أحد مراكز حرس الحدود بمنطقة جازان تعرض عند الساعة الرابعة من صباح اليوم لإطلاق نار كثيف من داخل الأراضي اليمنية وتم التعامل مع الموقف بما يقتضيه والرد على مصدر النيران بالمثل والسيطرة على الموقف"، بحسب ما اوردته وكالة الانباء السعودية (واس).

المشهد السياسي

المشهد السياسي
وعلى صعيد المشهد السياسي، قال قيادي في جماعة الحوثي "أنصار الله"، إن التنازلات التي قدمتها جماعته في مفاوضات مسقط لا يمكن القبول بأقل منها. وأضاف عضو المجلس السياسي لحوثيين، محمد البخيتي، في حديث مع قناة "الميادين" إنه "لا يمكن القبول بتفرد الطرف الآخر بالقرار السياسي"، وتابع البخيتي "نحن لا نفاوض الآن أطراف سياسية بل أدوات موجودة في الرياض"، حسب وصفه، لافتا إلى أن الخصوم السياسيين للحوثيين "يعطلون الحوار دائما ويضعون شروط لكل هدنة إنسانية"، وكان المبعوث الأممي إلى اليمن أكد في منشور مقتضب على حسابه نشر أمس الأول، أن مفاوضات مسقط مستمرة ونسبة نجاحها كبيرة، وألمح قيادي بارز في المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، إلى فشل مفاوضات "مسقط" التي يرعاها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وقال الأمين العام المساعد لحزب "المؤتمر" ياسر العواضي في سلسلة تغريدات على "تويتر" "ما ظل فينا نفس سنواجه العدوان، ومازال معنا وقت سنسخره له، وما تبقى معنا شبر من الوطن، سنقاوم العدوان منه أو نموت دونه، والله على ما نقول شهيد"، وأوضح البخيتي أن الصراع في اليمن لم يعد يعبر عن أزمة داخلية بل عن أزمة أخلاقية في العالم العربي، مشيرًا إلى أن "الشعب اليمني لم يعد يثق بمنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بسبب انحيازها"، حسب قوله، ونفى البخيتي أنباء احتلال مسلحي جماعة الحوثي السفارة الإمارتية بصنعاء، والتي لاقت تنديدات واسعة، وأشار إلى أن حديث وزير الخارجة رياض ياسين عن حوار بعد عودة الشرعية "لا معنى له". وقال "لم يكن لدينا مشكلة مع هادي وبحاح بل مشكلتنا معهم هي باستدعائهم للخارج". واتهم محمد البخيتي السعودية التي تقود التحالف العربي، أنها تريد أن يكون لها منفذ بحري على المحيط الهندي وبحر العرب عبر حضرموت.

مستقبل المفاوضات

مستقبل المفاوضات
وعلى صعيد المفاوضات، يعود اليوم المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى الرياض؛ سعياً لدفع جهود التسوية السياسية للأزمة، ورغم ترحيبها بجهوده فإن الحكومة اليمنية سارعت بالتأكيد على تمسكها بالقرار الأممي، ورفض أي محاولة من قبل الحوثيين للالتفاف عليه.
المبعوث الأممي كان في جولة أوروبية ناقش خلالها تطورات الأوضاع في اليمن، ومن المتوقع أن يسلم ولد الشيخ المسئولين اليمنيين في الرياض مقترح الانقلابيين الحوثيين الذي يشمل إحدى عشرة نقطة طرحوها خلال مشاورات مسقط.
وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط"، نقلا عن مصدر سياسي يمني، فإن أي مقترحات أو حل سياسي لا يمكن أن يكون على حساب قرار مجلس الأمن الدولي 2216، مشيرا إلى أن محاولات الحوثيين الالتفاف حول القرار فشلت، وأن المبعوث الأممي يسعى إلى التوصل إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف.
وأضاف المصدر للصحيفة، أن المفاوضات بين الطرفين صعبة، وأن التطورات على الأحداث على الأرض، تلقي بظلالها عليها، لافتا إلى أن المتمردين الحوثيين محبطون وبالتالي تصرفاتهم كذلك، خصوصا في ظل الاستعدادات من قبل الجيش والمقاومة الشعبية بالتعاون مع قوات التحالف لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء.
ومن المتوقع ان تسلم الحكومة اليمنية، اليوم، المبعوث الأممي إلى اليمن، ردها الرسمي على النقاط العشر المنبثقة عن مشاورات مسقط مع ممثلين عن جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
ومن أهم النقاط العشر، التي تم التشاور بشأنها في مسقط، الاستعداد للتعامل الإيجابي مع جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة باليمن، ووقف دائم وشامل لإطلاق النار من جميع الأطراف، وانسحاب كل الجماعات والمليشيا المسلحة من المدن، وفق آلية لم يتم تحديدها، وكذا استئناف وتسريع المفاوضات بين الأطراف السياسية للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة.

مبادرة حوثية بتسليم صنعاء

مبادرة حوثية بتسليم
كما أفادت مصادر سياسية مطلعة، أن أمين العاصمة اليمنية صنعاء، اللواء عبدالقادر هلال في زيارته الأخيرة إلى العاصمة السعودية الرياض، قدم للرئيس عبد  ربه منصور هادي مبادرة من عبدالملك الحوثي.
ووفقاً لما أوردته صحيفة "الوطن" السعودية، اليوم الأربعاء، ذكرت مصادر مقربة للحكومة اليمنية في الرياض "أن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي يساوم الحكومة والرئيس هادي على تسليم صنعاء دون قتال مقابل إعطاءه الأمان في معقله صعدة".
وقالت المصادر إن "الحوثي طلب من الرئيس عبدربه منصور هادي الأمان، والتعهد بعدم مهاجمة معقله في صعدة، مقابل الانسحاب من العاصمة صنعاء، وكافة الوزارات والإدارات الحكومية التي اجتاحتها قواته".
وأضافت المصادر أن المبادرة التي تقدم بها زعيم جماعة الحوثيين أو من يسمون انفسهم "أنصار الله"، تقضي بالانسحاب من العاصمة وتسليمها للشرعية، مقابل ضمانة شخصية مكتوبة بخط اليد، بالأمان له ولجماعته داخل صعدة.
وبحسب المصادر، فإن هادي، رفض المبادرة التي تقدم بها زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي، وتمسك بالمطالب المعلنة لحكومته، القاضية بضرورة تطبيق القرار الأممي 2216 كاملاً دون قيد أو شرط.

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعلى صعيد الوضع الإنساني، وجه رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإرسال سفينة إغاثة إلى اليمن "لرفع المعاناة وتخفيف وطأة الأوضاع الصعبة عن الشعب اليمني"، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، ونقلت (وام) عن مصدر وصفته بـ"المسؤول" في مؤسسة خليفة للأعمال الانسانية القول إن "السفينة "الباخرة" التي تحمل ثلاثة آلاف طن من المواد الغذائية، أبحرت من ميناء راشد في دبي متجهة الى ميناء عدن وهي تحمل الاحتياجات الغذائية والتموينية للشعب اليمني الشقيق للتخفيف من معاناة المدنيين التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة بسبب النقص الكبير في الغذاء والدواء والمياه والمحروقات"، وأشار المصدر الى أن الباخرة تأتي ضمن الجسر الإغاثي الجوي والبحري حيث أرسلت المؤسسة الأسبوع الماضي باخرة تحمل أربعة آلاف طن من المواد الغذائية والتموينية. وأوضح المصدر أن المؤسسة أرسلت إلى اليمن منذ بدء الأزمة في مارس الماضي، 7 آلاف و800 طن من المواد الغذائية والتموينية والأدوية والمستلزمات الطبية. وأشارت وكالة الانباء الاماراتية إلى أن المساعدات تأتي بناء على توجيهات القيادة الاماراتية في شهر يونيو الماضي بإقامة جسر إغاثي جوي وبحري إلى اليمن، لافتة إلى أن الجسر شمل حتى الآن 13 رحلة جوية حملت مئات الأطنان من المواد الإغاثية و باخرة بحمولة ثلاثة آلاف طن من المواد الغذائية والتموينية والأدوية والمستلزمات الطبية.

المشهد اليمني

على الرغم من المؤشرات باقتراب التوصل إلى حل سياسي قائم على تنفيذ القرار الدولي 2216، يواصل الطرف الحكومي استعداداته العسكرية التي تهدف إلى تحرير مختلف المحافظات عسكريًّا من دون التأثر بالجهود السياسية التي تشترط الحكومة لقبولها أن تحقق ذات الهدف بتحرير المدن.

شارك