وسط استمرار الحرب.. تفاقم كوارث الوضع الإنساني في اليمن
الخميس 20/أغسطس/2015 - 10:54 م
طباعة

تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، تقدمها في محافظات شمالية، وسط مبادرة جديدة للحل لإنهاء الصراع، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، امتصاص صدمة التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة واستعادة زمام السيطرة في بعض المناطق الشمالية، والقيام بخطوات استباقية واستعدادات لأي تحركات في صنعاء.
ميدانيًا

قصف طيران التحالف بقيادة السعودية، مواقع وآليات عسكرية لميليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح بمنطقة المآذن وقلعة رداع بمديرية مكيراس بمحافظة البيضاء وسط اليمن.
يأتي هذا التطور فيما شهدت منطقة بركان وثره مواجهات شرسة بين الحوثيين وقوات صالح والقوات الشرعية، بعد هجوم عنيف على مواقع الحوثيين.
وشنت طائرات التحالف 3 غارات على مواقع وآليات الحوثيين والقوات الموالية لصالح في تبة المصارية جنوب غربي مأرب. كما أغارت مقاتلات التحالف على تجمعات ومواقع ميليشيات الحوثي وصالح في منطقة صالة بتعز.
وفي تعز أيضا ، قتل 9 مدنيين على الأقل في قصف عشوائي شنه الحوثيون على أحياء سكنية في المدينة، جنوبي اليمن.
وذكرت تقارير إعلامية، أن القذائف التي أطلقها المتمردون الحوثيون والقوات الموالية لصالح سقطت على بيوت السكان في المدينة، وأسفرت أيضا عن إصابة 43 شخصا آخرين.
وقصفت قوات المتمردين محطة توليد الكهرباء في منطقة عصيفرة شمالي تعز وتصاعدت ألسنة اللهب من المحطة التي احترقت.
كما سقط العديد من مقاتلي الحوثيين بين قتيل وجريح، اليوم الخميس، خلال مواجهات عنيفة مع "المقاومة الشعبية" في منطقة "حدبة" بمحافظة إب، جنوبي غرب اليمن، حيث أفشل المقاومون هجوماً شنّه الحوثيون لاستعادة المدينة..
في عدن، أفادت آخر الأنباء بأن عدد ضحايا الانفجار الذي استهدف مكتب محافظ عدن، نايف البكري، بلغ أربعة قتلى وأكثر من 20 جريحاً، فيما تتضارب الأنباء حول طبيعته، إذ تقول بعض المصادر إنه ناتج عن عبوة ناسفة، وترجح أخرى وقوعه بقذيفة "أر بي جي" أُطلقت باتجاه المكتب. وكان الانفجار وقع صباحاً في مكتب المحافظ بـ"كلية العلوم الإدارية"، التي يتخذ منها محافظ عدن مقراً مؤقتاً، لكنه نجا من الانفجار. من جهة أخرى، يواصل الحوثيون حملات الاعتقالات والمداهمات لمقرات تابعة لمعارضيهم في المحافظات التي يسيطرون عليها، حيث أفادت مصادر متعددة بأن الحوثيين اعتقلوا العديد من الأشخاص من منطقة "بيت بوس"، جنوبي العاصمة، كما اعتقلوا العديد من ناشطي حزب الإصلاح في "المحويت"، واقتحموا مقرات واعتقلوا مواطنين في الحديدة. وكثّف الحوثيون حملات الاعتقالات في الفترة الأخيرة في المحافظات التي يسيطرون عليها، وفي مقدمتها العاصمة، وذلك فيما بدا محاولات استباقية لمنع تفجّر مقاومة ضدهم في هذه المحافظات.
المشهد السياسي

وعلي صعيد المشهد السياسي، في وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، اليوم الخميس، وجود أي مفاوضات سياسية مع جماعة الحوثي حالياً، مستبعداً أن تكون هناك مفاوضات. وقال ياسين الذي بدأ زيارة إلى الأردن تستمر حتى يوم السبت المقبل "لا يوجد مفاوضات حالياً، ولا أعتقد أن يكون هناك مفاوضات مع الحوثيين".
وحول سير العمليات العسكرية في اليمن، قال ياسين في تصريحات صحافية خلال جولة على الجرحى اليمنيين الذين يتلقون العلاج في المستشفيات الأردنية "أعتقد أننا دخلنا مرحلة جديدة، ومرحلة توالي الانتصارات، والتي كان عاملها الأول ما حققه الشباب الذين يتلقون العلاج هنا اليوم، نتمنى قريباً أن تحقق الانتصارات السلم والأمن في ربوع اليمن".
وحول قرار الحكومة إعلان مدينة عدن عاصمة مؤقتة، قال الوزير "عدن حالياً العاصمة المحررة ومنها بدأت عملية الإغاثة. عدن هي دليل المدنيّة، ومن هناك سينطلق بناء اليمن الجديد، اليمن المدني"، وحول التفجير الذي حدث في مدينة عدن اليوم، قال ياسين "ما تعرضت له عدن عمل إرهابي حيث تسعى المنظمات المتطرفة لزعزعة الأمن من خلال عمل الكمائن وزرع الإلغام، هذا شيء نتوقعه منهم".
كما أكد محمد العامري، وزير الدولة اليمني، في لقاء مع "العربية"، أن الحل للأزمة اليمنية يكمن في إلزام ميليشيات الحوثي وصالح بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216، وهو ما يجب على المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن يسعى من أجله.
الوضع الإنساني

وعلى صعيد الوضع الإنساني، حذر برنامج الأغذية العالمي من أزمة وشيكة في اليمن، بسبب قلة التمويل وصعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة.
وشدد وكيل الأمين العام للشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة، ستيفن أوبراين، على أن المساعدات لا يمكن أن تلبي حاجات دولة بأكملها، كما أن الهيئة الأممية باتت تواجه أزمة مالية مع نقص أموال المتبرعين.
وأوضح أن معظم اليمنيين لا يستطيعون الوصول إلى مياهٍ نظيفة أو دواء، وأن الأوبئة بدأت تـتفشى، يذكر أن السعودية أرسلت حتى الآن 8 طائرات محملة بالمساعدات الطبية والإنسانية للشعب اليمني، وكانت آخر طائرة وصلت الثلاثاء 18 أغسطس إلى مطار عدن محملة بـ8 أطنان من حليب الأطفال.
الحضور الإيراني

وعلى صعيد الحضور الإيراني، اعرب مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبد اللهيان عن قلق طهران ازاء مساعي بعض اللاعبين لتمرير اهدافهم السياسية في العراق وسوريا واليمن عبر استخدامهم العصابات الارهابية.
وأشار أمير عبد اللهيان خلال لقائه نظيره الالماني ماركس إدرر إلى الموقف الإيجابي لبرلين وجهودها لحل الأزمات الإقليمية، وقال إن البلدين لديهما وجهات نظر مشتركة فيما يتعلق بالحل السياسي والواقعي للأزمات بالشرق الأوسط ما يشكل أساسا للمشاورات الثنائية وتعزيزها، والتي تؤدي بدورها إلى التعاون الحيوي والبناء أيضًا.
وأعرب عن استعداد ايران لتعزيز التعاون مع المانيا بهدف معالجة الازمات في الشرق الاوسط.
المشهد اليمني
على الرغم من المؤشرات باقتراب التوصل إلى حل سياسي قائم على تنفيذ القرار الدولي 2216، يواصل الطرف الحكومي استعداداته العسكرية التي تهدف إلى تحرير مختلف المحافظات عسكريًّا من دون التأثر بالجهود السياسية التي تشترط الحكومة لقبولها أن تحقق ذات الهدف بتحرير المدن.