ترفض مساعدة الدول العربية.. إخوان ليبيا تسعى لمزيد من الفوضى في البلاد
الأحد 23/أغسطس/2015 - 01:09 م
طباعة

عقب المحاولات التي قامت بها الحكومة الليبية المعترف بها دوليًّا بقيادة عبدالله الثني والتي تقيم في طبرق، لدعمها عسكريًّا في مواجهة الجماعات الإرهابية المنتشرة في البلاد، وعلى رأسهم تنظيم "داعش" الإرهابي، بحثت الجامعة العربية في اجتماعها الأخير كيفية مساعدة الجيش الليبي، ودعت إلى التعجيل بوضع استراتيجية عربية لمساعدة ليبيا عسكريًّا في مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي.
الدول العربية تبحث دعم ليبيا

أدان مجلس الجماعة في اجتماعه الأسبوع الماضي، المجازر التي يرتكبها تنظيم "داعش" في مدينة سرت الليبية وفي مدن أخرى، مؤكدًا أن غض الطرف عن مواجهة إرهاب "داعش" وتمدده في ليبيا، يهدد دول الجوار خصوصاً، والأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي، مجددًا ضرورة الالتزام باحترام وحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها، وحماية مواطنيها، والحفاظ على استقلالها السياسي والالتزام بالحوار السياسي الليبي ونبذ العنف ودعم العملية السياسية الجارية في مدينة الصخيرات تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة، والإشادة بالانتصار الذي تحقق إثر انتفاضة مدينة درنة وثوارها بدعم من السلاح الجوي للجيش الليبي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
يأتي ذلك عقب استنجاد الحكومة، بالدول العربية؛ حيث توجهت الحكومة الليبية برسالة وصفت بـ"العاجلة" إلى الأمين العام للأمم المتحدة للفت انتباه المنظمة الأممية لما يجري في مدينة سرت من جرائم ومجازر ترتكب بحق المدنيين باستخدام كافة الأسلحة، وقالت الحكومة في رسالتها: إن العشرات من المدنيين سقطوا، والعشرات غيرهم يعانون جراحًا في مدينة خارجة عن سيطرة الدولة، موضحًا أن قرار مجلس الأمن 2174- 2014 أوصى بضرورة نقل وتوريد أسلحة للحكومة الليبية لاستخدامها في حربها على الإرهاب في البلاد من دون أن يطبق منها شيء في الواقع.
وانتقدت الحكومة الليبية عدم استجابة المجتمع الدولي لطلبات ليبيا، معتبرة أن هذا يعتبر تجاوزًا وتجاهلًا لما يحدث في مدينة سرت، مجددة رسالتها إلى طلب رفع الحظر عن توريد الأسلحة للبلاد حتى تتمكن من الاستمرار في حربها ضد التنظيمات الإرهابية، ولا سيما داعش.
الإخوان يعرقلون مسيرة الاستقرار

في موازاة ذلك ومع محاولتها لعرقلة أي مسيرة تؤدي إلى استقرار البلاد، رفض المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا بشير الكبتي قرار الجامعة العربية الأخير بدعم ليبيا عسكريًا، محذرًا من أي محاولة لإرسال قوات إلى ليبيا؛ لأن أي تدخل خارجي سوف يعتبره الليبيون غزوًا يتطلب المواجهة، وإن الليبيين بمفردهم قادرون على تطهير مدنهم من "داعش".
وأضاف الكبتي الذي تحدث لوكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف أن ليبيا تسير في مسار حوار وطني برعاية أممية بين كل المؤتمر الوطني ومجلس النواب بحضور بعض المستقلين وبعض الأحزاب منذ أكثر من عام، والذي سوف يترتب عليه تكوين حكومة وفاق وطني، ودخول الجامعة بهذا النحو سوف يعرقل الأمر.. نحن نستغرب خروج مثل هذه القرارات في هذا التوقيت تحديدًا.
واتهم الكبتي دولاً عربية بالقول: دول شقيقة تسعى عبر إطار الجامعة العربية لدعم موقف الفريق خليفة حفتر بهذا القرار الصادر من قبل الجامعة، والذي نراه نحن أنه قرار مضاد للحوار الوطني وللاستقرار ببلادنا؛ وذلك لكون حفتر بالأساس يرفض الحوار الأممي، ويشدد على أن جيشه خارج دائرة النقاش.
ويرى المراقب العام لإخوان ليبيا، أن ما حدث بمدينة سرت أحيط بالكثير من المبالغات الإعلامية لتبرير التدخل الخارجي بالبلاد نهاية الأمر، قائلا: "إن داعش إرهابية ونحن بجماعة الإخوان أصدرنا بيانات ضدها.. نعم "داعش" قتلت وذبحت الناس في سرت ولكن نرى أن تلك المادة الإعلامية استخدمت بطرق توظف سياسيًا لصالح إقرار التدخل الخارجي من قبل أقطار تسعى ألا يكون هناك استقرار بليبيا؛ ولذا أقول استخدام الجامعة العربية كمظلة لمثل هذا التحرك سيكون له أثر سلبي على مسار الحوار الوطني".
وأشاد المسئول عن جماعة الإخوان بليبيا بما وصفه بأنه انتصار لثوار درنة في حربهم ضد تنظيم "داعش" وتطهير مدينتهم منهم رغم محاولات طيران حفتر قصفهم في تلك الأوقات، مؤكدًا أن الوضع بسرت سيحسم قريبًا كما حسم من قبل في درنة الوضع »، مشيرًا إلى وجود ثوار من فصائل عدة ورجال عاديين مستعدون للذهاب هناك، ومحاربة "داعش" وتطهير المدينة.
ونفى الكبتي الاتهامات الموجهة لتنظيم "فجر ليبيا" بالضلوع في سقوط المدينة بيد داعش عبر انسحابه من مواقعه أمام التنظيم الإرهابي ليبسط سيطرته عليها، متهمًا بالمقابل من وصفهم بجماعة القذافي بالتحالف مع "داعش" للسيطرة على المدينة.
والجدير بالذكر أن الحكومة الموازية التابعة للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته والتي تقيم في طرابلس ويواليها ميلشيات فجر ليبيا، رافضة تسليح الجيش الليبي، معتبرة أن مساعدة الحكومة الليبية سيقوى طرفًا عن الطرف الأخر، كما أن من مصلحتها عدم تسليح الجيش الليبي لاستمرار الفوضى في البلاد وتمكنها من السيطرة على الوضع الحالي.
مساعٍ فاشلة

وتسعى الأمم المتحدة عن طريق مبعوثها لدى ليبيا برناردينو ليون، إلى جمع الأطراف المتناحرة على طاولة واحدة والوصول إلى حل لإنهاء الأزمة الراهنة في البلاد عن طريق تشكيل حكومة وفاق وطني تدفع بالبلاد إلى الاستقرار، وهو ما تم في نهاية يوليو الماضي حيث وقع طرف على مسودة الاتفاق التي طرحها ليون، ورفض الطرف الأخر المتمثل في الحكومة الموازية التوقيع على المسودة واعتبرها غير مرضية له.
ولا زال ليون يواصل مساعيها لانعقاد الحوار مجددًا والتي من المفترض أن الجولة تأجلت إلى يوم الخميس المقبل، دون أن يتضح بعد أسباب التأجيل.
وكان الشريف الوافي عضو فريق المستقلين في الحوار، قال أمس: إن الجولة المقبلة من الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة ستنعقد بالصخيرات يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.
وكانت الجولة الأخيرة من الحوار عقدت في العاشر من أغسطس الجاري، بعد يومين من المباحثات في مقر الأمم المتحدة في جنيف.
واستقبلت العاصمة التونسية اليومين الماضيين اجتماع منظمات المجتمع المدني الليبية والنشطاء الليبيين في تونس؛ حيث أكد المشاركون على خلال الاجتماع علي سيادة الدولة الليبية وحماية أرضيها من التدخلات الأجنبية كافة، مشددين على أن الليبيين شركاء متساوون في بلادهم، وأنه ينبغي معالجة القضايا المتعلقة بالحياة العامة بالطرق السلمية والديمقراطية.
تأجيل الحوار مجددًا

من جانبه قال مبعوث الأمم المتحدة لدى ليبيا، برناردينو ليون: إنَّ الاتفاق السياسي بين المشارِكين في الحوار الليبي بات في مرحلته الأخيرة رغم إرجاء جولة الحوار في الصخيرات المغربية إلى الخميس المقبل.
وأضاف ليون، خلال لقائه أمس السبت 22 أغسطس 2015، مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن الاتفاق السياسي في ليبيا يسير باتجاه المرحلة الأخيرة، متابعًا: إننا نسير الآن في اتجاه المرحلة الأخيرة لهذا الاتفاق، وهي الأميال الأخيرة والأكثر صعوبة، لكن هناك شعورًا بالتفاؤل وبإمكانية تحقيق ذلك الاتفاق.
ونقلت صحيفة البيان الإماراتية عن ليون قوله: "أنا لا أتحدَّث هنا عن برنامج زمني غامض، بل نحن نريد تطبيق الاتفاق خلال الأيام المقبلة".
واستدرك ليون بالقول: "ذكرت منذ أسبوع أنَّه يجب أن يكون الأسبوع الأول من سبتمبر المقبل هو الحد الزمني، ثم نعمل في الأسبوعين التاليين على التصويت على المرشَّحين من المشارِكين في الحوار، بحيث يتمُّ التوصُّل لاتفاق نهائي بحلول الاجتماعات المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 21سبتمبر".
وفيما يتعلق بالحوار السياسي، قال ليون: لدينا الحوار السياسي بين عدد من المجموعات السياسية، وأيضًا لدينا محادثات بين أطياف أخرى مثل الجيش الليبي والميليشيات المختلفة، وكلهم يجب أن يكونوا جزءًا من الحل، ونريد التأكيد أنَّه لا يوجد حل عسكري في ليبيا، بل حل سياسي يجب أن يشاركوا فيه.
وانتهى ليون قائلاً: "الأوضاع في سرت صعبة، و"داعش" عدو لجميع الليبيين من كل الأطراف، وبالتأكيد فإنَّ الاتحاد في ليبيا هو أقوى سلاح ضد داعش".