استمرار الصراع في اليمن وسط ظهور القاعدة وتعقد مسار التفاوض
الأحد 23/أغسطس/2015 - 06:27 م
طباعة

تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، تقدمها في محافظات شمالية، وسط مبادرة جديدة للحل لإنهاء الصراع، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الصمود أمام التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة واستعادة زمام السيطرة في بعض المناطق الشمالية.
الوضع الميداني:

شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، اليوم، سلسلة غارات استهدفت مواقع وتجمعات مسلحي الحوثي أو من يسمون انفسهم "أنصار الله"، وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح في محافظة الحديدة (غرب البلاد).
وأوضح مصدر محلي لـ"المشهد اليمني" أن الغارات استهدفت معسكر الشرطة العسكرية، ونادي الضباط بالمدينة، وقال المصدر إن الهلع أصاب ساكني المدينة وأقدم ملاك المحال التجارية إلى إغلاق أبوابها، وأشار المصدر إلى أن مقاتلات التحالف ما تزال تحلق في سماء المحافظة.
فيما ذكرت مصادر أمنية يمنية، الأحد، أن عشرات الآليات العسكرية توجهت ناحية جبهة مأرب عبر منفذ الوديعة.
ورجحت مصادر أن هذه الآليات ستستخدم في معركة صنعاء، وأضافت أن التحالف العربي سيقدم مئات المدرعات والدبابات وكاسحات الألغام إلى القوات اليمنية الشرعية إضافة إلى الإسناد الجوي.
وقالت المصادر إن نحو 25 ألف جندي يمني يتدربون في السعودية يستعدون لخوض معركة فاصلة في صنعاء، ضد مليشيا الحوثي وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
في غضون ذلك، بدأت قوات التحالف العربي التركيزَ على ضرب القواعد الخلفية للحوثيين في محافظة صعدة المحاذية للحدود مع السعودية، وتتركز الغارات الجوية والقصف المدفعي للتحالف على 3 مديريات بالمحافظة هي سحار وكتاف والظاهر، وذلك بالتزامن مع التقدم على جبهات الوسط والجنوب.
وأفاد مراسلنا في تعز بأن القوات الموالية للشرعية سيطرت بشكل كامل على مبنى محافظة تعز بعد اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة في محيط القصر الرئاسي.
تحرير رهينة بريطانية:

أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اتصالًا هاتفيًا الليلة الماضية مع ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني أحاطه فيه علما بأن القوة الإماراتية في عدن تمكنت من الوصول إلى المكان الذي كان الرهينة البريطاني روبرت دوغلاس ستيورات سيمبل محتجزا فيه لدى تنظيم "القاعدة" الإرهابي في اليمن.
وتمكنت القوة الإماراتية في عدن من إطلاق سراح روبرت دوغلاس ستيورات سيمبل أمس في عملية عسكرية استخباراتية وتم نقله إلى مكان آمن في عدن حيث نقلته طائرة عسكرية خاصة إلى أبوظبي الليلة الماضية، حسب ما أفادت وكالة أنباء الإمارات.
ويأتي هذا العمل من جانب القوات الإماراتية في عدن ليؤكد الموقف الثابت للدولة في مواجهة الإرهاب بكل صوره وتداعياته وليعبر تعبيرا صادقا عن علاقات الصداقة الوثيقة بين الإمارات وبريطانيا ويؤكد أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين مختلف الدول الصديقة لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه.
يذكر أن "روبرت دوغلاس ستيورات سيمبل" الذي كان يعمل مهندس بترول في اليمن (64 عاما) تم اختطافه في حضرموت خلال شهر فبراير عام 2014.
وكان في استقبال سيمبل لدى وصوله إلى مطار أبوظبي عدد من المسؤولين وسفير المملكة المتحدة كما جرى اتصال بين سيمبل وأسرته الليلة الماضية طمأنهم فيه على وصوله سالما إلى أبوظبي.
ومن المقرر أن يغادر "سيمبل" الإمارات عائدا إلى عائلته بعد اتخاذ الترتيبات الطبية كافة للعناية به وإجراء جميع الفحوصات اللازمة له.
يأتي ذلك وسط انباء عن سيطرت عناصر من تنظيم "القاعدة" على منطقة غرب عدن اليمنية، ليل أمس السبت، ورفعوا راية التنظيم على ميناء المدينة.
وقال أحد السكان إن "عشرات من عناصر القاعدة يجوبون الشوارع ويحملون أسلحتهم بحرية تامة في عدد من المناطق في التواهي، وفي الوقت نفسه رفع آخرون راية القاعدة السوداء فوق مبان حكومية منها المبنى الإداري بالميناء".
تغيرات حكومية:

يتوقع أن تجري تغييرات جديدة في اليمن خلال الأيام المقبلة، في المناصب الحكومية، بما فيها الدبلوماسية، بعدما تعثرت أكثر من مرة، وسط انتقادات مستمرة سواء من حيث التعيين، أو التأخير في إصدار القرارات والتغييرات، وخصوصاً في ظل بقاء رجال الرئيس السابق علي صالح على رأس الكثير من البعثات الدبلوماسية اليمنية في الخارج، فضلاً عن الوزارات، وهو ما يشكل ضغطاً على الرئاسة والحكومة اليمنية الشرعية.
أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم السبت، قرارين رئاسيين بتعيين قائد لمحور "عتق" الذي يضم معسكرات محافظة شبوة، جنوبي اليمن، وقائد لأحد الألوية المرابطة في المحافظة.
وتضمن القرار الأول تعيين العميد ناصر علي ناصر النوبة، قائداً للواء 30 مشاة وقائداً لمحور "عتق"، وترقيته إلى رتبة "لواء".
وتضمن القرار الثاني تعيين العميد الركن مهدي أحمد علي الشكلية قائداً للواء الثاني مشاة جبلي، والذي يرابط في المحافظة ذاتها.
"النوبة" كان مع قرار الانفصال الذي اتخذه نائب الرئيس علي سالم البيض عام 1994، وكانت محافظة شبوة آخر المحافظات الجنوبية التي تحررت من الحوثيين والموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والذين انسحبوا باتفاق مع السلطات المحلية.
كما وضع الرئيس هادي اليوم، مجلس الدفاع الوطني اليمني، أمام نتائج اللقاءات الأخيرة مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في إطار جهود ومساعي الأمم المتحدة لتطبيق القرار الأممي 2216، لافتًا إلى تصوّر السلطة الشرعية والحكومة المقدم للمبعوث الأممي من خلال آلية لتنفيذ القرار الأممي.
وناقش المجلس الذي عقد اجتماعا اليوم، برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي، وحضره نائب الرئيس رئيس الوزراء المهندس خالد بحاح، مستجدات الوضع الأمني والعسكري في عدد من الجبهات والتصورات والاجراءات المناسبة للتعامل مع مختلف المواقف والظروف، فضلا عن عدد من القضايا المطروحة على جدول أعماله واتخذ ازاءها القرارات المناسبة.
كما وضع الرئيس هادي، المجلس امام المستجدات على الساحة الوطنية، مستعرضا الانتصارات التي يحققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في عدد من المحافظات.
وأشاد الرئيس بشجاعة وتضحيات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وصمودهم المنقطع النظير في مواجهة ودحر الميليشيا الانقلابية بكل بسالة للانتصار لإرادة الشعب وإرساء معالم الأمن والاستقرار واستعادة الدولة.
المسار التفاوضي:

وصل العاصمة العمانية مسقط المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، للقاء وفد من الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
أفادت تقارير إخبارية بأنه خلال اللقاء، سيطلع المبعوث الأممي الوفدين على شروط الحكومة اليمنية لإنهاء الحرب، وكان قد تسلمها من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، خلال لقائهما في الرياض.
والتقى هادي مساء السبت، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، وسلمه رسالة تمثل وجهة نظر الحكومة اليمنية من خلال وضع آلية لتطبيق القرار الأممي 2216، كما جرى مناقشة مستجدات الوضع في اليمن وآفاق السلام المبنية على قرار مجلس الأمن رقم 2216.
وكانت السلطات اليمنية الشرعية قد حددت شروطها لولد الشيخ للتوصل لحل سياسي، وأبرزها وضع آلية لتنفيذ القرار 2216، وتطبيقه فوراً وحل الميلشيات المسلحة والانسحاب من كل المدن ومؤسسات الدولة.
ورفض الحوثيون خطة اقترحتها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا لإنهاء الصراع الحالي في اليمن، بحسب مصدر مقرب من "الرئيس اليمني" عبد ربه منصور هادي.
وأكد المصدر لبي بي سي أن القوات الموالية لهادي "ستمضي قدما في خيارتها" مع قوات التحالف العسكري بقيادة السعودية لـ"تحرير" كافة المناطق اليمنية من سيطرة الحوثيين وحلفائهم من القوات التابعة للرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وبالنظر إلى صيغة الرد الحكومي والنقاط العشر الأممية، يبدو ألا تقدم سياسياً في المفاوضات، ما لم يكن الهدف من صيغة المبادرة الحكومية رفع السقف تمهيداً للوصول إلى حل وسط، على الرغم من أنّ سير المفاوضات خلال الفترة الماضية قلل الآمال بالجهود السياسية من مختلف الأطراف، إذ تحولت إلى ما يشبه مناورات لكسب الوقت، بينما تستمر العمليات الميدانية على حالها.
الصعيد الإنساني:

وصلت السبت سفينة إغاثة إماراتية إلى ميناء عدن، جنوبي اليمن، وعلى متنها 3 آلاف طن من المواد الغذائية والتموينية، لمساعدة الشعب اليمني على تخطي الأزمة التي يمر بها.
ويأتي إرسال السفينة، التي أبحرت قبل أسبوع من ميناء راشد في دبي، في إطار الجسر الإغاثي البحري والجوي الذي خصصته مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية "لمد يد العون والتخفيف من معاناة الشعب اليمني الذي يعاني من نقص حاد في الغذاء نتيجة الأحداث المؤسفة التي يشهدها اليمن"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وقال مصدر مسئول في المؤسسة إن "المساعدات ستوزع على الأسر المحتاجة في اليمن بما يضمن وصولها لمستحقيها"، مؤكدا استمرار الجسر الإغاثي الإماراتي لمساعدة الشعب اليمني.
الحضور الإيراني:

اعتبر مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن تصعيد الحرب في اليمن محكوم بالفشل، مؤكدا بان ايران ستواصل ارسال المساعدات الانسانية الى اليمن عبر المنظمات الدولية.
وقال أمير عبد اللهيان في تصريح لوكالة أنباء "فارس" إن الأطراف الساعية وراء إثارة الاضطرابات والحرب الأهلية في اليمن لا يدركون تبعاتها وعواقبها السيئة على الأمن الإقليمي.
واضاف: ان تسوية الازمة اليمنية تتم فقط عبر الحلول السياسية وعلى جميع الاطراف الداخلية والاقليمية والدولية الفاعلة دعم ممثل الامين العام للامم المتحدة في شؤون اليمن، للوصول الى اتفاق سياسي عادل ومنصف في هذا البلد.
وصرح امير عبد اللهيان ان المواكبة او التزام الصمت تجاه الجرائم المناهضة للانسانية في اليمن سيؤديان للنمو المتزايد والخطير للارهاب، مؤكدا ان طهران ستواصل عملية ارسال المساعدات الانسانية الى اليمن عبر المنظمات الدولية.
المشهد اليمني:
على الرغم من المؤشرات باقتراب التوصل إلى حل سياسي قائم على تنفيذ القرار الدولي 2216، يواصل الطرف الحكومي استعداداته العسكرية التي تهدف إلى تحرير مختلف المحافظات عسكريًّا من دون التأثر بالجهود السياسية التي تشترط الحكومة لقبولها أن تحقق ذات الهدف بتحرير المدن.