تأزم الحل السياسي في اليمن.. وسط تعزيزات عسكرية لمأرب
الإثنين 24/أغسطس/2015 - 04:54 م
طباعة

تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، تقدمها في محافظات شمالية، وسط مبادرة جديدة للحل لإنهاء الصراع، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الصمود أمام التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة واستعادة زمام السيطرة في بعض المناطق الشمالية.
الوضع الميداني

واصلت ميليشيات الحوثي وعلي عبد الله صالح استهداف المدنيين في عدد من جبهات القتال، أبرزها تعز، حيث سقط 8 قتلى، بينهم 7 نساء، وأصيب 10 آخرون، في استهداف منزل في شارع جمال بمحافظة تعز، بواسطة قذيفة كاتيوشا.
وكان 10 أشخاص قتلوا، بينهم 3 أطفال، وأصيب 12 آخرون في قصف حوثي على مدينة تعز مساء الأحد بحسب ما أفاد مراسلنا في اليمن.
ولجأت ميليشيات الحوثي ومسلحو الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى قصف الأحياء السكنية في تعز بعد تقهقرهم أمام القوات الموالية للشرعية.
ويشهد محيط القصر الجمهوري ومعسكر قوات الأمن الخاصة في المدينة مواجهات بعد سيطرة المقاومة الشعبية على مبنى إدارة الأمن ومبنى المحافظة ومنزل صالح.
وفي محافظة إب، اندلعت اشتباكات بين المقاومة الشعبية وميليشيا الحوثي وصالح في أكثر من منطقة، بينما شن طيران التحالف العربي سلسلة غارات على قيادة المحور والأشغال العسكرية بمحافظة الحديدة.
كما قصفت الطائرات مواقع للميليشيات الحوثية وصالح بالقرب من مضيق باب المندب، بما فيها مدينة المخاء الساحلية، حسبما أفادت مصادر "سكاي نيوز عربية".
وفي محافظة البيضاء وسط البلاد، تمكنت القوات الموالية للشرعية، من السيطرة على الجزء الشرقي من بلدة مكيراس، في عملية دعمتها الضربات الجوية للتحالف حسب مصادر يمنية.
كما استهدف طيران التحالف بأكثر من إحدى وعشرين غارة معاقل الحوثيين في منطقة مران بمحافظة صعده معقل المتمردين الحوثيين.
فيما كشفت تقارير إخبارية عن قوة إماراتية مدربة تدريبًا عاليًا ومجهزة بكافة التجهيزات وصلت إلى محافظة مأرب (شمال البلاد) لدعم المقاومة الشعبية في معاركها مع مسلحي الحوثيين "أنصار الله"، والرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وأوضحت صحيفة "الشرق الأوسط"، نقلًا عن مصادر يمنية وصفتها بـ"المطلعة" أن القوة الإماراتية التي دخلت عبر منفذ الوديعة الحدودية (شرق البلاد) قبل عدة أيام، استقرت في منطقة صافر بمحافظة مأرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن دخول القوة يأتي في سياق توجه قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية لخوض ما وصفتها بـ"مرحلة جديدة ومتقدمة" تأخذ طابع التدخل المباشر في كثير من الجبهات.
إلى ذلك أوضح المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد ركن أحمد عسيري أن "ما يحدث في مأرب عبارة عن دعم للقوات اليمنية من المقاومة والجيش الوطني على الأرض؛ وذلك عبر إسناد جوي قريب ودعمهم بالمعلومات، وأيضًا بالخبراء الموجودين على الأرض".
فيما أعلنت القوات المسلحة السعودية، مساء أمس الأحد، مقتل قائد عسكري برتبة لواء إثر تعرضه لنيران من الجانب اليمني، أثناء تواجده في مناطق حدودية بين اليمن والسعودية.
وأوضحت في بيان مساء اليوم نقلته وكالة الأنباء الرسمية (واس)، أنه "أثناء تفقد قائد اللواء الثامن عشر اللواء الركن عبد الرحمن بن سعد الشهراني لوحدات اللواء المنتشرة على الخطوط الأمامية في المنطقة الجنوبية تعرض الموقع لنيران معادية عشوائية"، مضيفة إلى أن الشهراني أصيب على إثرها "ونقل بعدها للمستشفى لتلقي العلاج، وقد انتقل إثر ذلك إلى رحمة الله مساء اليوم متأثرًا بجراحه"، حسب البيان.
المشهد السياسي

وعلى صعد المشهد السياسي، كشف مستشار رئاسي عن تحركات للإعلان عن إعادة تشكيل حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال مستشار الرئيس ياسين مكاوي: إن "الحكومة اليمنية استقبلت العديد من الرسائل والنداءات من قيادات في حزب المؤتمر تنادي بضرورة الانتقال إلى مرحلة جديدة ولحل الحزب وطرد صالح والإعلان عن قيادات وطنية تقود الحزب، لافتًا إلى أن الجهود التي تبذل في هذا الجانب تأتي في صالح التوافق الذي جرى، وتنفيذًا لمخرجات إعلان الرياض. وأشار إلى أن قيادات المؤتمر العام تقوم بإعادة تشكيل الحزب الذي أصبح مستعدًّا للانتقال إلى مرحلة مختلفة.
وأوضح مكاوي في تصرح لصحيفة "الرياض" السعودية، أن "هناك قيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام وقفت مع الشرعية، وأعلنت عن براءتها من إجرام المخلوع صالح موضحًا بأن الحكومة اليمنية تسعى من خلال الإضافات التي تتم في بنيتها أن تحتوي جميع الأطياف واستيعابها". وأكد بأن ما تحققه المقاومة من انتصارات وتصديها للعدوان سيجبر الانقلابيين على قبول شروط الحكومة الشرعية خصوصًا أمام الحراك الذي تقوم به الحكومة في الداخل لاستيعاب المقاومة في الجيش الوطني ولتنظيم شئون الدولة ومؤسساتها.
فيما شنّ الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، هجوماً عنيفًا على دول التحالف العربي التي تشن حرباً منذ أشهر ضد القوات الموالية له، وضد حلفائه الحوثيين وتوعدها برد "لا تعرفه".
وجاء ذلك في بيان صادر عن صالح، بمناسبة الذكرى الـ 33 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسه.
وحذّر البيان دول التحالف من "وسائل رد" لم يفصح عنها، مكتفياً بالقول "لا تعرفونها، ولا يدركها، ولن يدركها خبراؤكم، ولا مراكز دراساتكم، ولا طائراتكم بدون طيار أو طائرات الأواكس".
ودعا صالح في البيان إلى "صلح شجاع" بين كل الأطراف المتصارعة في اليمن، وإيقاف الاقتتال في كل المحافظات.
وهاجم صالح السعودية التي تقود التحالف، واتهمها بأنها "سبب كل الحروب في اليمن"، ووصفها بـ"جارة السوء".
ويرى مراقبون أن هزيمة الحوثيين في اليمن وخسارتهم للعديد من المحافظات خاصة الجنوبية أجبرت صالح على محاولة التغطية على هذه الانتكاسة بتوعد قوات التحالف.
المسار التفاوضي

وعلى صعيد المسار التفاوضي، واصل المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مباحثاته مع وفدي الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح في العاصمة العمانية مسقط، فيما تفيد مصادر يمنية أن وفدي "الحوثيين" رفضوا الورقة التي حملتها الحكومة اليمنية إلى المبعوث الأممي قبل مغادرته إلى مسقط.
وتأتي المباحثات في الوقت الذي تحكم فيه المقاومة الشعبية والجيش السيطرة على تخوم صنعاء وتكثيف طيران التحالف ضرباته الأعنف على معاقل الانقلابيين.
ولد الشيخ أحمد عاد إلى مسقط بورقة يمنية حكومية جديدة تختلف في صيغتها ومطالبها عن المقترح الأممي غير الرسمي الذي حمله إلى الحكومة اليمنية بعد لقاءاته قبل نحو أسبوعين بوفد من الحوثيين ورفضته الحكومة، وهو المقترح الذي رفضه الحوثيون، بحسب مصادر يمنية.
المصادر ذاتها أكدت أن الوفد الحوثي وصف مطالب الحكومة اليمنية بأنها تتجاهل الحلول السلمية.
هذا وتطالب الخطة الحكومية، التي تعتبر ردًّا على الخطة الأممية، بالالتزام بالقرار 2216 من دون شروط، بينما تحدد مبادرة المبعوث الأممي "الاستعداد للتعامل الإيجابي مع جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة باليمن، بما فيها القرار المذكور، كذلك تتضمن الخطة التي تقدم بها المبعوث وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاب جميع الجماعات والميليشيات المسلّحة من المدن، بما يعني أن الانسحاب قد يتضمّن كذلك انسحاب المقاومة، وهو الأمر الذي ترفضه الأخيرة.
ويرى مراقبون أن الحكومة اليمنية تُصر من خلال مطالبها في ورقتها الأخيرة التي قدمتها للمبعوث الأممي على الالتزام بالقرارات الدولية، خصوصًا بعد التقدم السريع الذي تحرزه قوات التحالف والمقاومة الشعبية ميدانيًّا وعسكريًّا على الأرض.
المشهد اليمني
على الرغم من المؤشرات باقتراب التوصل إلى حل سياسي قائم على تنفيذ القرار الدولي 2216، يواصل الطرف الحكومي استعداداته العسكرية التي تهدف إلى تحرير مختلف المحافظات عسكريًّا من دون التأثر بالجهود السياسية التي تشترط الحكومة لقبولها أن تحقق ذات الهدف بتحرير المدن.