تحالف إقليمى بين مصر وروسيا لمواجهة تمدد "داعش" والجماعات الإرهابية
الإثنين 24/أغسطس/2015 - 07:48 م
طباعة

يبدو أن القاهرة وموسكو بصدد عقد تحالف إقليمي سيُغير شكل منطقة الشرق الأوسط، بعدما انتشرت الجماعات الإرهابية بكثافة في العديد من الدول التي شهدت ما يسمى بثورات الربيع العربي، فضلاً عن الانتقادات المستمرة، التي توجهها البلدان للسياسات الأمريكية في المنطقة، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن سياسات أمريكا حولت منطقة الشرق الأوسط إلى بؤرة صراع لا تهدأ.
موسكو وبحسب رأي العديد من الخبراء، تسعى لأن تكون عاملاً أساسياً في حل العديد من الإشكاليات الموجودة حالياً في الشرق الأوسط، لذا فإن موسكو تتجه حالياً إلى القاهرة بقوة كون مصر الوحيدة صاحبة النفوذ القادر على أن تكون همزة وصل بين موسكو ودول الشرق الأوسط.

وتحرص القاهرة وموسكو على مواجهة التنظيمات الإرهابية، التي ظهرت أخيراً وعلى رأسها "داعش" التي تسيطر حالياً على مساحات واسعة من الأراضي السورية والعراقية والليبية، كما تخشى روسيا من وصول الجماعات الإرهابية إلى غرب سوريا، عبر سيطرة التنظيمات الإرهابية على مدينة اللاذقية الساحلية، المُطلة على منطقة القوقاز.
اللافت أن عددًا من الزعماء العرب قاموا بزيارات إلى موسكو قبل الزيارة المرتقبة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتي قالت عنها مصادر مطلعة إنها ستشهد توقيع اتفاقيات تاريخية، حيث أجرت القيادة الروسية مشاورات رفيعة المستوى مع أطراف شرق أوسطية، إذ التقى الرئيس فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء 25 أغسطس 2015 العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، ومن المتوقع أن يركز اللقاءان على التطورات في الشرق الأوسط.

المثير للدهشة، والسؤال الذي بات ملحاً حالياً هل تتجه روسيا إلى تعميم التكنولوجيا النووية في منطقة الشرق الأوسط، حيث من المتوقع إبرام اتفاق تنفيذ محطات نووية لتوليد الكهرباء بين مصر وروسيا، كما أوضحت الدائرة الصحفية التابعة للكرملين أن المحادثات بين بوتين وعبد الله الثاني ستتناول بحث تنفيذ المشاريع الثنائية ذات الأولوية، بما في ذلك الخطط لبناء أول محطة كهروذرية في أراضي المملكة الأردنية الهاشمية، وهو الامر ذاته الذي ربما يبحثه ولي عهد أبو ظبي مع بوتين.
وحرض الزعماء العرب والرئيس الروسي على بحث ملف كيفية مواجهة الإرهاب، وتنظيم "داعش"، بعد تصعيده الأخير في العراق وسوريا، فضلاً عن بحث حلول عملية لمشكلات المنطقة، وتسوية الأزمة السورية وعملية السلام الشرق أوسطية.

وتأتي زيارة العاهل الأردني وولي عهد أبو ظبي قبل يوم من اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبد الفتاح السيسي، ولا يخفى على أحد العلاقات القوية بين مصر والإمارات والأردن، ومدى تنسيق الرؤى والمواقف فيما بينهم.
كانت المملكة العربية السعودية قد بدأت التوجه هي الأخرى نحو روسيا، بعدما توترت العلاقة مع الأمريكان على خلفية الاتفاق بين دول الست الكبرى وإيران حول برنامجها النووي، حيث قررت المملكة العربية السعودية توقيع اتفاقيات تعاون مع روسيا لبناء 6 مفاعلات نووية، فضلاً عن التبادل العسكري وإمداد الرياض بمنظمة صواريخ متطورة.

ومن المتوقع أن يزور العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز روسيا في الخريف المقبل، لمواصلة مشاوراته مع الرئيس بوتين التي جرت عبر الهاتف واللقاء الذي جمع بوتين بولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في يونيو الماضي.
الحراك الإقليمي المتوجه نحو روسيا، يتزامن مع مساعي بوتين تشكيل تحالف واسع لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، حيث قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في مقابلة صحفية الأربعاء الماضي إن المبادرة الروسية الخاصة بتشكيل تحالف مناهض لـ "داعش" تحظى بتأييد واسع في الغرب والشرق الأوسط، على حد سواء.

بدوره أوضح وزير الخارجية سيرجي لافروف أن الحديث لا يدور عن تشكيل قوة موحدة أو قيادة عمليات مشتركة، بل عن تنسيق الجهود بين القوى التي تواجه "داعش" على الأرض، وعن تقديم الجهات الإقليمية دعما لهذه القوى.
اللافت أن روسيا تحرص كذلك على تقريب وجهات النظر بين دول الخليج وإيران، فضلاً عن الرغبة في حل القضية السورية، حيث دعت الخارجية الروسية جميع اللاعبين الإقليميين والخارجيين ذوي التأثير إلى توحيد الجهود من أجل المساهمة في توحيد المعارضة السورية، لكي تصل إلى قاعدة بناءة مشتركة قبيل استئناف التفاوض مع دمشق.
وفيما يخص الملف الإيراني، فقط أعلنت روسيا أنها تعمل على توضيح مضمون الاتفاق النووي الشامل مع إيران لجميع شركائها في الشرق الأوسط، وإزالة قلقهم من الصفقة التي توصلت إليها طهران والسداسية في فيينا يوم 14 يوليو 2015.