غارات على صِعدة.. وحراك سياسي لشق تحالفات الحوثيين

الثلاثاء 25/أغسطس/2015 - 10:31 م
طباعة غارات على صِعدة..
 
تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، تقدمها في محافظات شمالية، وسط مبادرة جديدة للحل لإنهاء الصراع، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الصمود أمام التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة واستعادة زمام السيطرة في بعض المناطق الشمالية.

الوضع الميداني

الوضع الميداني
شن التحالف العربي بقيادة السعودية هجمات على مواقع لجماعة أنصار الله الحوثية وقوات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح خلال معارك، فقد استهدف التحالف مطار محافظة صعدة معقل جماعة الحوثي، شمال العاصمة صنعاء، الثلاثاء، في وقت تستعد فيه القوات الشرعية لاستعادة محافظة مأرب القريبة المحاذية للعاصمة، كما استهدفت غارة للتحالف، قاطرة تحمل مشتقات نفطية تابعة للمتمردين.
وذكرت مصادر عسكرية أن القتلى هم 19 عنصرا من المسلحين الحوثيين، و15 شخصا من اللجان الشعبية و6 مدنيين لقوا حتفهم في الاشتباكات والغارات الجوية في مديرية مكيراس، الواقعة عند الحدود بين محافظة البيضاء ومحافظة أبين.
وقالت مصادر صحفية يمنية في البيضاء إن طيران التحالف شن خمس غارات على معسكر قوات الأمن الخاصة في مدينة البيضاء ومواقع يسيطر عليها الحوثيون في منطقة عريب في مديرية مكيراس، وأضافت المصادر أن الغارات أسفرت عن تدمير العديد من الآليات العسكرية التي كانت موجودة في المعسكر.
وفي محافظة مأرب استهدفت غارات التحالف العربي الثلاثاء الحوثيين، وقد أكد شهود عيان مقتل قائد عسكري حوثي، في غارة جوية نفذتها مقاتلات التحالف في مدينة مأرب، فيما أكدت مصادر قبلية مقتل 13 شخصا بسبب القتال الذي استمر من مساء الاثنين وحتى فجر الثلاثاء بين الحوثيين ورجال القبائل عند الحدود بين محافظتي صنعاء ومأرب.
وفي وسط اليمن أعلنت اللجان الشعبيةُ الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مقتل 18 من الحوثيين واثنين من عناصرها في مواجهات في محافظة إب.
وفي ضواحي صنعاء ذكرت مصادر محلية أن 12 قتيلا سقطوا في مواجهات بين قبليين وحوثيين في مديرية نهم التي تبعد 16 مترا عن صنعاء، كما استهدف التحالف كذلك تجمعات للحوثيين في محافظة الحديدة غرب البلاد.
بدأت "المقاومة الشعبية" والجيش الوطني في الضالع، جنوب اليمن، المعسكر التدريبي الأول لقوات التدخل السريع في معسكر الجرباء التابع للواء 33، فيما واصل التحالف العربي غاراته الجوية ضد أهداف تابعة للحوثيين وحلفائهم في محافظة الحديدة غرباً، والمناطق الحدودية بين اليمن والسعودية.
في محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين، واصل التحالف غاراته ضد أهداف تابعة للحوثيين في مديريتي كتاف ورازح، التابعتين لمحافظة صعدة معقل الحوثيين، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي من القوات البرية السعودية، يستهدف مناطق قرب الحدود.

الوضع الإنساني

الوضع الإنساني
وعيل صعيد الوضع الانساني، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء تعليقا مؤقتا لعملياتها الإنسانية في مدينة عدن جنوب اليمن، بعد هجوم استهدف موظفيها هناك، وصرحت المتحدثة باسم اللجنة في اليمن ريما كمال أن "مسلحين اقتحموا (الاثنين) مكتبنا المحلي في عدن وهددوا موظفينا بالسلاح"، مضيفة "بالتالي قمنا بتعليق عملياتنا في عدن مؤقتا".
وكان مسلحون مجهولون، اقتحموا مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة عدن واحتجزوا موظفي المكتب وهددوهما بالسلاح وسرقوا سيارات ونقودا ومعدات.
وقالت المتحدثة ديبة فخر في تصريح عبر البريد الإلكتروني أن الصليب الأحمر اضطر لنقل 14 من موظفيه الدوليين، بحسب وكالة "رويترز".
وكانت الحكومة اليمنية أعلنت من مقرها المؤقت في الرياض الاثنين، مدينة تعز منطقة منكوبة بعد تعرضها لقصف عنيف من المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وأوردت وكالة الأنباء اليمنية أن الحكومة وجهت نداء عاجلا للمجتمع الدوليِ للتدخل الفوريِ بهدف إنقاذ المدنيين من "حرب إبادة" يتعرضون لها على يد المسلحين الحوثيين، بعد أن أكدت مصادر طبية يمنية مقتل 14 مدنيا بينهم نساء وأطفال جراء قصف الحوثيين حيا سكنيا في تعز جنوب غرب اليمن.

المشهد السياسي

المشهد السياسي
كثفت الحكومة اليمنية والقيادات المؤيدة للشرعية، جهودها بالتواصل مع الشخصيات والقيادات العسكرية والأمنية في العاصمة صنعاء ومحيطها لخطب تأييدها للشرعية، وتحييد أكبر قدر ممكن من الشخصيات العسكرية المحسوبة على "الحوثيين" والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، استعداداً لأي تحرك عسكري نحو صنعاء.
في خطوة لافتة، ألقت طائرات التحالف العربي، أول من أمس، منشورات إلى المواقع العسكرية في صنعاء وعمران ومحافظات أخرى، تدعو العسكريين للانضمام إلى الشرعية، ومنها "نداء.. إخواننا العسكريين: اليمن يحكم بالشرعية وليس بمليشيات الحوثي الإرهابية فانضم لقوات الشرعية للحفاظ على الدولة"، وكذلك منشور آخر "إخواننا العسكريين: انضمامك للشرعية سوف يحقق الاستقرار والأمن لبلدكم".
وتشهد صنعاء موجة نزوح جديدة للسكان إلى الأرياف البعيدة عن القتال، وقال سكان محليون لـ"العربي الجديد"، إن عناصر عسكرية موالية للرئيس المخلوع انتشرت في محيط شارع صخر القريب من منزل صالح، وأنها منحت أصحاب المحلات مهلة لا تتجاوز خمسة أيام للخروج وإغلاق محلاتهم. وكان صالح قد حذر التحالف، الأحد الماضي في خطاب بمناسبة ذكرى تأسيس حزبه، من أن اليمن سيثور وينتفض في الوقت المناسب لتلقينهم أقسى الدروس، وخاطب دول التحالف "وهذا ما ‏حذرناكم منه منذ الأيام الأولى للعدوان بأن الطاولة ستنقلب عليكم وستشهد المنطقة تغيّرات غير محسوبة".‏

السعودية والإخوان

السعودية والإخوان
وزعمت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أنه بعد أعوام من القطيعة، تحاول المملكة العربية السعودية إعادة تطبيع العلاقات مع جماعة ‏‏"الإخوان المسلمين" للاستفادة من نفوذهم في اليمن، وسورية وفلسطين.‏
تقرير الصحيفة أبرز أنه بعد مرور 72 ساعة على توقيع الاتفاق النووي مع إيران، اتخذت السعودية خطوة لها دلالات كبيرة إثر ‏استقبال الملك سلمان، يوم 16 يوليو، خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس، مشيرًا إلى أن الحدث شكل بذرة أولى ‏لتحول دبلوماسي كبير، تحقق بعد وصول العاهل السعودي للحكم، في يناير من العام الحالي، وأشر على تقارب ‏جديد بين السعودية والإخوان المسلمين.‏
كما ورد في ‏تصريح للصحيفة أدلى به المحلل السياسي، جمال خاشقجي، الذي استطرد: "التطبيع مع الإخوان المسلمين يساهم في هذه ‏الاستراتيجية، فالجماعة تتمتع بنفوذ كبير في سورية، واليمن، وفلسطين. إذا كنا نسعى للعب دور إقليمي مؤثر، فلا يمكننا ‏تجاهلهم، نفضل أن نكون واقعيين".‏
وعن اليمن تحديداً، ذكر تقرير الصحيفة، أن البلاد ستكون ميدان اختبار للشراكة في طور البناء بين المملكة العربية السعودية ‏والإخوان المسلمين، وفرصة للجماعة لرفع رأسها.‏

الحضور الإيراني

الحضور الإيراني
قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، إن "الخيار العسكري في اليمن لن ينهي الأزمة بل سيساعد على تقدم الإرهاب في المنطقة، وسيؤدي لاتساع رقعة الأزمة".
وأضاف عبد اللهيان، أن "إيران ترى أن الحل لما يجري في اليمن سياسي، ومن الممكن التوصل إليه عبر حوار بين كل الأطراف اليمنية"، وفق ما اوردته وكالة الانباء الايرانية الرسمية "ارنا".
وأكد عبد اللهيان ترحيب إيران بالحوار مع المملكة العربية السعودية والتعاون معها فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية.
وقال إن "الرياض مازالت تلعب دورا سلبيا، وهو ما سيضرها وما سيشكل تهديداً جدياً للمنطقة برمتها".
ويرى مراقبون أن تناقض إيران ومكرها السياسي يبدو جليا عبر محاولة فتح قنوات الحوار مع السعودية لنجدة الحوثيين وإنقاذهم بعد إدراكها أن رهانها العسكري عليهم بات عقيما ولا يتماشى مع المعطى الميداني الحالي.
وأكد هؤلاء أن ايران التي لطالما انتقدت الاداء السعودي في اليمن تحاول استدراج المملكة الى طاولة الحوار لتجنيب الجماعة الشيعية الهزيمة المنتظرة في معركة تحرير صنعاء.
وأشار مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، إلى أن الاتفاق النووي بين إيران والغرب، والذي توصلت إليه بلاده، في شهر يوليو الماضي، يصب لمصلحة الجميع في المنطقة والعالم، مضيفاً أنه في حال قررت المملكة العربية السعودية أن تلعب دوراً إيجابياً، فالفائدة ستعود عليها.

المشهد اليمني

على الرغم من المؤشرات باقتراب التوصل إلى حل سياسي قائم على تنفيذ القرار الدولي 2216، يواصل الطرف الحكومي استعداداته العسكرية التي تهدف إلى تحرير مختلف المحافظات عسكريًّا من دون التأثر بالجهود السياسية التي تشترط الحكومة لقبولها أن تحقق ذات الهدف بتحرير المدن.

شارك