بعد تصريحات "حفتر".. كيف تدعم تركيا وقطر جماعات الإرهاب في ليبيا
الثلاثاء 25/أغسطس/2015 - 10:57 م
طباعة

فتحت تصريحات الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، التي اتهم فيها مجدداً تركيا وقطر والسودان بدعم الجماعات الإرهابية في بلاده، الباب عن حقيقة الدور الذي تلعبه تلك الدول في إحداث قلاقل في المنطقة، كونها تتبنى الأيدولوجية الإخوانية، في الوقت التي تزعم فيه تلك البلاد أنها تسعى لمكافحة الإرهاب.
كانت تقارير أمنية، قالت إن الدول الثلاثة لها دور واسع في دعم الجماعات الإرهابية، حيث أوضحت تقارير تناقلتها وسائل إعلام عن أجهزة استخبارات غربية على رأسها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وتضمنت تلك التقارير أدلة موثقة وبراهين على تورط تركيا وقطر في دعم الإرهاب، في سوريا وليبيا والعراق، وان تلك البلاد على علاقات قوية بتنظيمات "داعش" و"جبهة النصرة" و"الإخوان" و"أنصار الشريعة".
وأوضحت التقارير، أن أجهزة الاستخبارات الغربية أشارت إلى أن السلطات التركية سبق أن دعمت الميليشيات الإسلامية داخل تركيا وغيرها من الدول، ومن ضمنها الميليشيات التي أسست "داعش" في سوريا، وأن تنظيم "داعش" يمتلك سبعة مخازن للأسلحة في تركية، بما فيها العاصمة أنقرة.

كما أشارت تلك التقرير إلى أن تركيا تسهل حركة دخول العناصر الإرهابية من على أراضيها إلى سوريا والعراق، إضافة إلى استغلال هؤلاء الإرهابيين البلدات الجنوبية بتركيا كمركز تسوق شخصي لهم، حيث يتخذ العديد من التنظيمات الجهادية من الأراضي التركية ممراً للعبور الآمن إلى الأراضي السورية.
اللافت أن تقارير نشرتها مواقع مقربة من الإدارة الأمريكية، قالت إن المصابين من الميليشيات الإرهابية تتلقى العلاج في مستشفيات تركيا وهو مؤشر قوي عن عمق العلاقات بين تركيا والجماعات الإرهابية.
كما أشارت التقارير إلى أن الإعلان التركي القطري مؤخراً عن استضافة الأخيرة أول قاعدة عسكرية تركية كبيرة خارج أراضيها في ضوء الاتفاقية العسكرية بين البلدين والتي تم توقيعها مارس الماضي، يؤكد تنامى التنسيق والتواطؤ بين البلدين الداعمتين للإرهاب لإنشاء تلك القاعدة لدعم الإرهاب، وهو ما دعا آلاف الأتراك للتظاهر احتجاجاً على السياسة العدائية التي ينتهجها ما سموه (سلطان الدواعش) تجاه سوريا والعراق.

وفيما يخص دعم تركيا وقطر للجماعات الإرهابية في ليبيا، حيث انتقد أردوغان انعقاد البرلمان الليبي الرسمي في طبرق، وذلك خلال حديثه مع قناة "الجزيرة" عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية، ما أثار أزمة مع ليبيا، كما اختار شخصية ذات ميول متعاطفة مع الإسلام السياسي، أمر الله إشلر ليكون الممثل الخاص للرئيس التركي إلى ليبيا، فضلاً عن دعم البلدين قوات فجر ليبيا من خلال إمدادهم بشحنات أسلحة وتسهيل دخولها إلى طرابلس.
ويمكن اعتبار أن التنسيق القطري التركي خلق تنسيقاً من نوع آخر بمباركة وترحيب الدولتين، وهو التنسيق بين تنظيم (داعش) في سوريا والعراق، وبين العناصر الموالية لهم في ليبيا من خلال نقل الخبرات القتالية والنصائح والتوجيهات حول أفضل سبل التعامل مع الواقع الميداني في ليبيا.
وقد كشف تقارير أمنية عن قيام عدد من عناصر تنظيم "داعش" بالانتقال من سوريا إلى مدينة سرت في ليبيا في محاولة للتوطن والتمدد في ليبيا كقاعدة ثانية وربما بديلة في حال مواجهة صعوبات في الحفاظ على المكاسب التي حققها التنظيم في كل من سوريا والعراق.

كما أجرت فضائية "الجزيرة" حوارًا مع زعيم جبهة "النصرة" الإرهابية، محمد الجولاني، حيث ظهر الجولاني في الحوار شخص وسطي في محاولة منه وبدعم من القناة، إخفاء فكره المتشدد، والتسويق للتنظيم الإرهابي وتحسين صورته والترويج له لتولى السلطة في سوريا بعد الأسد.
كما لم تخفِ الدول موقفها من دعم تنظيم "الإخوان" الإرهابي ودعم الجماعات الإرهابية في سيناء، فضلاً عن محاولات الترويج لما حدث في 30 يونيه إنه انقلاب عسكري وليست ثورة شعبية ضد الفاشية الدينية الإخوانية.
حفتر الذي زار الأردن واختتم زيارته أمس، بعد سلسلة التقدم الميداني الملحوظ لعناصر "داعش" في سرت، حيث استبعد تدخل قوات برية عربية لضرب تنظيم داعش على الأراضي الليبية، وقال: "لا نعتقد أنه سيكون هناك تدخل كامل، بل ضربات جوية فقط"، وتابع: "لسنا بحاجة إلى الرجال، بل نحتاج إلى سلاح متطور وجديد والعتاد فقط لمواجهة تدفق السلاح من مصراتة إلى بنغازي"، مشيرًا إلى أن الأوضاع في مدينة سرت التي سيطر عليها تنظيم داعش ستتغير لمصلحة الجيش الليبي قريبا، لكنه لم يحدد أي مواعيد لتحرير المدينة.

وقال حفتر إن الجيش سيؤيد أي نتائج إيجابية تتمخض عن المفاوضات التي تجري لحل الأزمة الليبية برعاية الأمم المتحدة والمتوقع استئنافها خلال اليومين المقبلين في المغرب، وقال: "لا نتدخل في الشأن السياسي، ونحن مع أي نتائج إيجابية في مصلحة الشعب الليبي".

إلى ذلك، وجهت أمس الميليشيات المسلحة المسيطرة على العاصمة الليبية، طرابلس أول تهديد علني للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع قرب توقيع البلاد العربية اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وقالت غرفة عمليات ميليشيات فجر ليبيا، مخاطبة الرئيس السيسي، بعدما وضعت صورته بالملابس العسكرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي: "في عقر دارك ستكون المعارك مع أول غارة أو تقدم لجنودك على الأرض الليبية"، ولم توضح الغرفة مزيدًا من التفاصيل في تهديدها المقتضب، الذي يعكس مخاوف الميليشيات التي تسيطر بقوة السلاح على العاصمة طرابلس منذ صيف العام الماضي، من احتمال مشاركة مصر في قوات عربية مشتركة لمواجهة الإرهاب في ليبيا بناء على طلب حكومتها الانتقالية برئاسة عبد الله الثني.