تفجير قرية كرانة.. البحرين تواجه مخطط الفوضى

السبت 29/أغسطس/2015 - 12:41 م
طباعة تفجير قرية كرانة..
 
العبث بأمن البحرين هو، محاولة لتصعيد الوضع بالبلاد، عبر استهداف رجال الأمن وإرباك مؤسسات الدولة، مما يمهد إلى إحداث حالة فوضى تمتد إلى مناطق أخرى بالخليج.

تفجير قرية كرانة

تفجير قرية كرانة
فقد أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، الجمعة، مقتل رجل أمن إثر تفجير إرهابي في قرية كرانة شمالي المملكة.
وردّ الأمن البحريني بالسرعة القصوى على مدبري ومنفذي التفجير الذي وقع في قرية كرانه (شمال المملكة) مساء الجمعة، ليتمكن من إلقاء القبض على عدد من المشتبه بتورطهم في ارتكاب الهجوم الإرهابي، الذي تشير معطيات أولية إلى أنه نفذ بأسلحة مستقدمة من إيران.
وأكد إلقاء القبض على الإرهابيين بيان نشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية البحرينية. وكشف عن المزيد من التفاصيل حول التفجير.
وقال اللواء طارق حسن الحسن رئيس الأمن العام في البحرين: إن ما حصل هو "تفجير عن بعد لقنبلتين محليتي الصنع، وأسفر عن استشهاد رجل أمن وإصابة 4 آخرين إصابة أحدهم بليغة، كما أصيب اثنان من المارة تصادف وجودهما بالموقع وهما مواطن بحريني وزوجته، ومن بين المصابين كذلك طفل رضيع كان برفقة ذويه بالقرب من الموقع".
وأشار رئيس الأمن العام إلى أن التفجير الإرهابي، وقع في الوقت الذي كانت الدوريات الأمنية تقوم بواجبها في تأمين الشارع الرئيسي بالقرية، بعد إغلاقه من قبل مجموعة تخريبية، بحسب البيان.
وبيّن المسئول الأمني البحريني أنه "فور تلقي غرفة العمليات الرئيسية بلاغًا بهذا الشأن، انتقلت للموقع فرق مسرح الجريمة والأدلة الجنائية وكافة الفرق الأمنية المعنية، حيث بدأت بتحديد مسرح الجريمة ومعاينته ورفع الأدلة ومباشرة أعمال البحث والتحري والتي أسفرت عن القبض على عدد من المشتبه بتورطهم في ارتكاب هذا العمل الإرهابي"، دون أن يحدد عددهم .
وأكد رئيس الأمن العام، أنه تم اتخاذ عدد من التدابير الأمنية والإجراءات القانونية، تمثلت في الانتشار الأمني وتفعيل نقاط السيطرة الأمنية، وتحديد الحركة في بعض المناطق لتأمين سلامة المواطنين .
اعتقال معارض شيعي
وجاء تفجير قرية كرانة، بعد أيام من اعتقال الشيخ حسن عيسى، النائب البرلماني السابق وعضو بجمعية الوفاق السياسية(الشيعية المعارضة) لدى عودته من إيران.
كما جاء بعد أيام من بيان لبعض علماء الشيعة في البحرين برفض قرارات خاصة بضبط الخطاب الديني بالمملة.
ووقع عدد من علماء الشيعة بالمملكة الخليجية، على بيان جاء فيه: "في ضوء التصريح الأخير لوزير الداخلية بشأن الخطاب الدِّيني، فالعلماء يجدون أنفسهم بين تكليفين؛ التكليف الرسمي بأخذ تصريح لمزاولة الخطاب الدِّيني، والتكليف الإلهي الذي يتنافى مع هذا النوع من التكليف، ولا يسع العلماء ومن المنطلق الديني، إلا أن يقدِّموا التكليف الإلهي". وجاء البيان بتوقيع كلٍّ من السيد جواد الوداعي، الشيخ عيسى أحمد قاسم، السيد عبدالله الغريفي، الشيخ عبدالحسين الستري، الشيخ محمد صالح الربيعي.
البيان يوضح أن العلماء غير ملتزمين بدور الدولة، بحجة التكليف الإلهي، وهو ما يوضح خطورة بعض الخطباء والعلماء المتشددين، والذين قد يشعلوا الأوضاع عبر خطاباتهم الطائفية والمذهبية ليس في البحرين فقط، ولكن في المنطقة المكتوية بنار الصراع المذهبي.
كما جاء مع سقوط قائد حزب الله الحجاز، أحمد المغسل، في يد القوات السعودية والمتهم الرئيسي في تفجير سكن البعثة الأمريكية في الخبر (شرقي السعودية) عام 1996. 
وهو ما يشير إلى أن هناك استفارًا أمنيًّا قويًّا وتعاونًا مخابراتيًّا وأمنيًّا بين الأجهزة الأمنية في دول الخليج، ومواجهة التحديات والمخاطر على دول مجلس التعاون الخليجي.
وبقيَ المغسل، الذي تلقى تدريبه في طهران، مُتخفياً منذ الإعلان عنه في قائمة المطلوبين أمنياً، ويُعتقد أنه كان مُتواجداً في إيران طيلة الفترة الماضية، وهو مطلوب أيضاً في الولايات المتحدة الأمريكية. وكان "حزب الله الحجاز" أو "حزب الله السعودي"، الذي يقوده المغسل، يُخطط لكي يكون الذراع العسكرية لمنظمة الثورة الإسلامية في الخليج، وهي منظمة سياسية معارضة للنظام السعودي ودول الخليج وتسعى إلى إقامة دولة شيعية في الجزيرة العربية، بدعم من إيران و"حزب الله" اللبناني وبعض الميليشيات العراقية.
و كما نجح الأمن السعودي والبحريني والكويتي، في تفكيك العديد من خلايا مرتبطة بحزب الله أو إيران خلال الأشهر الأخير الماضية، واعتقال العشرات منهم، وهو ما يوضح الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية الخليجية في مواجهة التحديات الأمنية.

اتهامات لإيران

اتهامات لإيران
وكثيرًا ما تتهم البحرين إيران بإذكاء التوتر في أوساط مواطنيها الشيعة والتحريض على الفوضى والعنف، وتمويل وتدريب عناصر شيعية بحرينية من أجل زعزعة استقرار البحرين بدعوى الدفاع عن المظلومين.
وقالت وكالة الأنباء البحرينية: إن المعلومات الأولية من حادث تفجير كرانة الإرهابي "تشير إلى أن المواد المستخدمة في التفجير مشابهة للمواد التي تم ضبطها، واعتراضها في عرض البحر خلال عملية إحباط تهريب مواد متفجرة شديدة الخطورة وأسلحة لها علاقة بإيران يوم 25 يوليو ".
ويأتي التفجير، بعد شهر من مقتل رجلي شرطي وإصابة آخرين بجروح في تفجير إرهابي في منطقة سترة شرقي البحرين، يوم 28 يوليو. 
للمزيد عن "سرايا الأشتر.. تنظيم شيعي مسلح يهدد البحرين اضغط هنا  
ومنذ عدة شهور، تشهد البحرين بين الفينة والأخرى، تفجيرات محدودة بقنابل محلية الصنع، أو هجمات ضد رجال الشرطة بقنابل "المولوتوف".
كما أعلنت الداخلية البحرينية في 13 أغسطس القبض على 5 إرهابيين متورطين بارتكاب تفجير سترة، مشيرة إلى "أن هناك عدد آخر من المخططين الرئيسيين والممولين لهذه العملية الإرهابية، مرتبطون تنظيميًّا وتمويليًّا بالحرس الثوري الإيراني".
وفي 25 يوليو الماضي، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية، أنها صادرت أسلحة قادمة من إيران "عن طريق البحر" في حين تشهد العلاقات بين المنامة وطهران توترًا.
وقالت الوزارة في بيان أنه "تم إحباط عملية تهريب عن طريق البحر لكمية من المواد المتفجرة شديدة الخطورة، بجانب عدد من الأسلحة الأوتوماتيكية والذخائر".
وأضافت أنها صادرت "حوالي 43,8 كجم من مادة سي فور المتفجرة وثمانية أسلحة أوتوماتيكية من نوعِ كلاشنيكوف و32 مخزنًا لطلقات الرشاش كلاشنيكوف وكمية من الطلقات والصواعق".
وأعلنت البحرين السبت أنها قررت استدعاء سفيرها المعتمد في طهران للتشاور؛ احتجاجًا على تصريحات عدائية صدرت عن عدد من المسئولين الإيرانيين بحقها.
وتشهد البحرين اضطرابات منذ العام 2011 وتحركات لقوى شيعية معارضة، تدعو للثورة في البحرين وإسقاط النظام وترفض الحوار الوطني، يشتبه بأن هناك بعض القوى تحظى بدعم إيراني كامل، وميليشيات عراقية مرتبطة بإيران.

المشهد البحريني

المشهد البحريني
يعتبر المشهد السياسي والأمني في البحرين من أكثر المشاهد تعقيدًا، بدول الخليج، ووجود تفجيرات من وقت لآخر في المملكة الخليجية، وعدد من التنظيمات والصفحات علي شبكات التواصل الاجتماعي، تدعو إلى حمل السلاح ومواجهة الدولة، وتكرار العمليات الإرهابية يوضح مدى درجة الاستنفار الأمني بالبحرين ومدى وجود جماعات مسلحة ومدربة بشكل أو بآخر على العنف ضد الدولة، وهو ما يوضح العمليات التي تقع في المملكة المدعومة بقوات خليجية للحفاظ على أمنها وأمن الخليج.

شارك