"بحاح" يلتقي قيادات "إخوان اليمن".. وخسائر للحوثيين في مأرب
السبت 29/أغسطس/2015 - 05:17 م
طباعة

تواصل القيادات العسكرية والقبلية الموالية للشرعية بالتنسيق مع التحالف، تقدمها في محافظات شمالية، وسط مبادرة جديدة للحل لإنهاء الصراع، فيما يحاول الحوثيون والموالون للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الصمود أمام التطورات الميدانية في الأسابيع الأخيرة واستعادة زمام السيطرة في بعض المناطق الشمالية.
الوضع الميداني:

تستعد القوات الشرعية المؤيدة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لإطلاق عملية عسكرية لتحرير محافظة مأرب، شرقي العاصمة صنعاء، من المتمردين الحوثيين وميليشيات علي عبد الله صالح، وفق ما ذكر مراسل "سكاي نيوز عربية في اليمن، السبت.
وذكر ماسل "سكا نيوز" أن هناك تعزيزات عسكرية وصلت بالفعل إلى محافظة مأرب، قادمة من منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، في حين حطت 8 طائرات من نوع أباتشي في إحدى مطار "صافر"، التابع لإحدى شركات النفط في المحافظة.
وتعد السيطرة على مأرب مدخلا رئيسيا لاستعادة العاصمة صنعاء من أيدي المتمردين، مما يفتح الطريق عبر محافظة الجوف إلى صعدة، معقل الحوثيين.
وتسيطر القوات الشرعية في اليمن على أغلبية محافظة مأرب، وما زالت تخوض اشتباكات يومية مع ميليشيات الحوثي وصالح على التخوم المؤدية إلى محافظتي شبوة والبيضاء وسط البلاد.
كما شنت طائرات التحالف بقيادة السعودية السبت سلسلة غارات استهدفت مواقع وأهدافًا لمسلحي الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح في العاصمة صنعاء.
وأكد شهود عيان أن انفجارات عنيفة هزت العاصمة جراء غارات استهدفت مواقع في شارع الخمسين ومواقع بجبل عطان قرب تلال الريان المطلة على منطقة حدة.
وقال شهود إن طائرات التحالف شنت غارات على مواقع في بيت زبطان ومخازن في معسكر خشم البكرة بمديرية بني حشيش، وأضافوا أن قصفا هائلا استهدف معسكر النهدين جنوب صنعاء هز الأحياء المجاورة من شدته.
وفي صعدة، أفادت تقارير إخبارية بتمكن قوات التحالف الجمعة من التوغل حتى جبل الطياش على حدود محافظة صعدة بهدف تدمير مواقع الحوثيين لإطلاق القذائف نحو الأراضي السعودية.
وأشارت التقارير إلى أن التحالف قصف رتلا ضخما كان يسير على طريق الإمداد بين محافظتي صنعاء وصعدة في مناطق عديدة من محافظة عمران شمال صنعاء، أدى إلى تدمير صهاريج وقود و 15 دبابة في منطقة الرحبي كانت في طريقها إلى منطقة البقع الحدودية في صعدة.
وفي مدينة إب، قال شهود عيان إن طائرات التحالف استهدفت في غارة الجمعة منزل قائد لواء إب السابق محمد السنباني الواقع في جبل ربي وسط المدينة أدت إلى تدمير المنزل ومقتله مع خمسة من أفراد عائلته.
وقال مسئولون إن أربعة آخرين قتلوا في ضربات جوية منفصلة على مبان عسكرية وأمنية بالمدينة.
في غضون ذلك، أعلن العقيد اليمني فاضل حسن، أمس الجمعة، أنّ الجيش اليمني ضمّ 4800 مقاتل من جنوب البلاد إلى صفوفه، الذين شاركوا في استعادة عدن من الحوثيين، لافتاً إلى أنّ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اتخذ قرار استيعاب هؤلاء المقاتلين .
الوضع الإنساني:

وعلى صعيد الوضع الانساني، في موازاة ذلك، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من كارثة إنسانية في تعز، مؤكّدة أن الوضع الإنساني والصحي في المحافظة قد شهد تدهوراً سريعًا خلال شهر أغسطس الجاري، وذلك من جراء تزايد القصف والهجوم العشوائي، إذ إن الكثير من البنى التحتية إما تضررت أو دُمرت، وهو ما جعل الأمر صعباً للغاية بالنسبة للمدنيين الذين يبحثون عما يحتاجون إليه للبقاء على قيد الحياة.
وأشارت اللجنة الدولية، في بيان، إلى الصعوبات التي تعترض طريقها في توزيع الإمدادات الطبية والجراحية المنقذة للحياة على عدد من المستشفيات في تعز، موضحةً أنه بمقتضى القانون الدولي الإنساني، يجب على أطراف النزاع ضمان اتخاذ كل التدابير اللازمة من أجل حماية المدنيين والبنية التحتية والأعيان المدنية، وبالإضافة إلى حماية المرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي في كل الأوقات.
وفي هذا السياق، دعا رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية في الصليب الأحمر في تعز أوليفييه شاسو، الأطراف الميدانية إلى ضرورة إعطاء الأولوية للمرور الآمن لسيارات الإسعاف والعاملين في المجال الطبي والجانب الإغاثي، كي يتسنّى إنقاذ أرواح الناس وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.
بدوره، أوضح رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن بالنيابة، خضر أول عمر، أن الفرق الطبية على مدى الأسبوعين الماضيين عرّضت حياتها للخطر، وشقّت طريقها وسط القتال والقصف والقناصة من أجل الوصول إلى الجرحى، مُشدداً على أن هذا الواقع بات غير مقبول.
إلى ذلك، أعلنت جمعية الهلال الأحمر اليمني - فرع تعز- عن توقف نشاطها كلياً في المحافظة بعدما قامت جماعات مسلّحة باعتداءات متكررة على فرعها، فضلاً عن نهب وحرق مباني الجمعية في منطقتي حوض الأشرف والثعبات، وسط وشرق المدينة، واستخدامها موقعاً لتمترس المسلحين.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر اليمني، في بيان، مساء أمس، أن ست سيارات إسعاف تابعة للجمعية تم نهبها من قبل جماعة مسلّحة، كما تعرضت سيارتان إلى عملية إطلاق نار.
ويعد القطاع الصحي في مدينة تعز منهاراً بشكل شبه كامل، إذ خرجت 7 مستشفيات، (أربعة منها حكومية)، عن الخدمة بسبب تعرضها للقصف من قبل مليشيات "الحوثيين" وقوات المخلوع، فيما معظم ما تبقى من المستشفيات الخاصة تعاني، وفقاً لمصادر طبية، من نقص الأدوية والكادر الصحي والمستلزمات الطبية، فضلاً عن النقص الحاد في الأجهزة. وقال مصدر طبي في مكتب الصحة، إن جهازين فقط للتصوير بالرنين المغناطيسي الذي لا يمكن الاستغناء عنه، يعملان في مستشفيات المحافظة، كما تعاني المختبرات من نقص ونفاذ لبعض مواد الفحوصات.
تحرير صنعاء:

وعلي صعيد الاستعدادات لتحرير صنعاء، كثّفت الأطراف السياسية لقاءاتها تزامناً مع التحركات العسكرية استعداداً لتحرير صنعاء، في ظل دفع التحالف بكميات كبيرة من القوات، ومن بينهم خبراء من التحالف وغرف عمليات السيطرة المتنقلة والمتطورة.
ويعتبر مراقبون أنّ المؤشرات الميدانية تدلّ على أنّ الحوثيين، وبعدما خسروا الجنوب، لم يعد هدفهم القتال من أجل الحفاظ على سيطرتهم في الشمال، وإنّما لترك المعركة في المناطق الجنوبية الغربية والوسطى، وإبقاء صنعاء وما حولها من مناطق ورقة تفاوض على الأقل.
قالت زعامات قبلية في صنعاء، بأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح بدأ يشعر بالخطر من حوله، خاصة بعد أن ظهرت على السطح تحالفات قبلية قوية يقودها مشايخ مؤثرون يسعون إلى تجنيب صنعاء ويلات الحرب، من خلال اسقاطها من الداخل بعد الدخول في مواجهات مع الحوثيين وأنصار صالح، الذين مازالوا يبسطون سيطرتهم على صنعاء ومؤسساتها العسكرية والمدنية، ووفقا لما نقلته صحيفة عكاظ السعودية يؤكد عدد من المشايخ أن اللقاءات القبلية لم تعد سرية، إلا أن صالح والحوثيين يتحاشون الدخول في أي نقاشات مع من يعارضون توجهاتهم، لأنهم دخلوا مرحلة الضعف الذي يقودهم إلى محاولات الاستجداء التي لن يخضع لها من ذاقوا العذاب من المتمردين. وأوضح شيخ قبلي، أن صالح يقود بنفسه حملة لإقناع حلفاء الأمس بعدم التخلي عنه، والوقوف إلى جانبه، وأنه يحاول ايهامهم بأن النصر سيكون حليف صنعاء، إلا أن كثيرين يحاولون اقناعه بأن مستقبل اليمن في رحيله عن المشهد، والتخلي عن الحوثيين، والاعتذار للشعب اليمني عن ما آلت إليه الأوضاع المتردية بسبب مؤامراته مع الحوثيين، التي أدخلت اليمن إلى مستنقع من الفوضى والدمار عليه أن يتحمل مسؤوليته. وقال الشيخ القبلي، إن الرئيس السابق يعاني من عزلة حقيقية، ومن تبقوا معه قلة من المنافقين الذين يغريهم بالأموال ويوهمهم بأنهم سيكونون بعيدا عن طائلة حساب الشعب.
الظهور الإخواني:

التقى نائب الرئيس اليمني ورئيس الوزراء خالد بحاح أمس الجمعة، في مقر إقامته المؤقتة في الرياض عدد من قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح (الذراع السياسي لجماعة الاخوان في اليمن) للتباحث في المرحلة المقبلة وحساسيتها، التي تتطلب تضافر كافة الجهود الوطنية. وأكد بحاح أن اللقاء يأتي في حين أن اليمن قطعت شوطا كبيرا فيما يتعلق بالحوار والمبادرات، بعد أن شاركت كل المكونات والقوى في مؤتمر الحوار، وخرجت بصيغة مشتركة يتفق الجميع اليوم على معظم ما جاء فيها.
وأشار إلى أن المرحلة المقبلة تحتاج رسائل تطمين للجميع، وذلك بالتنفيذ العملي، وليس بمجرد الكلام، على حد تعبيره. وأشار بحاح خلال اللقاء وفق ما نقلته وكالة أنباء "سبأ" ، (الرسمية التابعة للحكومة الشرعية)، إلى دور حزب الإصلاح المؤثر على الساحة اليمنية منذ تأسيسه عام 1990، مضيفا أن الحزب مكون سياسي يتصدر المشهد، ويعدّ أحد الأذرعة السياسية الرئيسية في البلاد، وهو ما يلقي بمسؤولية كبرى على قياداته وكوادره، وأعضائه كافة، ولفت إلى أهمية المرحلة المقبلة وحساسيتها، التي تتطلب تضافر الجهود كافة، على حد قوله، مشيرًا إلى أن إدارة السلام تكون أصعب في كثير من الفترات من إدارة الحرب، من جانبهم، عبّر قيادات التجمع اليمني للإصلاح عن تقديرهم البالغ لهذا اللقاء، مؤكدين أن حزب الإصلاح هو حزب وطني يسعى إلى الشراكة مع الجميع، من أجل أمن واستقرار البلاد، وأنه ليس وصيا على الدين أو الحقيقة، وأنه لا يسعى إلى إقصاء أي أحد، وأكدت قيادات الإصلاح حرصها على تعزيز الدولة بمختلف مؤسساتها المدنية والعسكرية، "وهو ما يضمن استقرار البلاد وأمنها بعد تحرير عدد من المناطق والمحافظات". وأشار بحاح في معرض حديثه إلى أن المسئولية اليوم مشتركة، ويتحملها الجميع، وأن الوقت لا يتسع لأي خلاف، بل يجب التركيز على النقاط المشتركة والبناء عليها، والخروج إلى مشروع وطني شامل وعادل، لا يقصي أحدا، ولا تستأثر به جهة أو قبيلة أو منطقة أو جماعة أو حزب. وأضاف بحاح أن المرحلة تتطلب الاصطفاف الوطني، وتغليب المصلحة العامة على مصلحة الحزب والجماعة، ما سيسهم بتذليل الصعاب والوصول إلى بر الأمان. وبحسب الوكالة "سبأ"، جرى خلال اللقاء عدد من المداخلات والنقاشات حول أبرز المستجدات، والواقع الذي تشهده بلادنا في ظل كل التحديات القائمة، والخروج برؤية مشتركة يسهم الجميع في الدفع بها والعمل على تنفيذها، بما يتفق مع المصلحة العامة للوطن والمواطن على حد سواء. وحضر اللقاء رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، محمد بن عبد الله اليدومي، والأمين العام للحزب، عبد الوهاب الآنسي، وعدد من قيادات الحزب.
المشهد اليمني:
على الرغم من المؤشرات باقتراب التوصل إلى حل سياسي قائم على تنفيذ القرار الدولي 2216، يواصل الطرف الحكومي استعداداته العسكرية التي تهدف إلى تحرير مختلف المحافظات عسكريًّا من دون التأثر بالجهود السياسية التي تشترط الحكومة لقبولها أن تحقق ذات الهدف بتحرير المدن.